ارتفاع أسعار النفط .. نعمة !
- إن الارتفاع الحالي لأسعار النفط سوف
يسهم في إنعاش حركة الاستثمار في التنقب عن البترول
واستخراجه وتكريره، بعد أن انكمشت لمدة عقدين من الزمان.
- إن الاحتياطي العالمي 'المؤكد' من النفط
يبلغ أكثر من 1.1 تريليون برميل، تكفي وحدها احتياجات
الاقتصاد العالمي لمدة 38 عاما. إن هذه التقديرات تشمل فقط
الاحتياطي الذي يمكن استخراجه بالتكنولوجيا المتاحة حاليا
(في عام 1980، كانت التكنولوجيا الموجودة تسمح باستخراج
22% فقط من النفط الموجود في الآبار المكتشفة، اليوم بلغت
هذه النسبة 35%).
- من المتوقع
أن يضاف لهذا الاحتياطي نحو تريليوني برميل في غضون سنوات
قليلة نتيجة للتطور التكنولوجي وزيادة المعلومات المتوافرة
عن باطن الأرض، بالإضافة إلي الحافز الذي يشكله ارتفاع
أسعار البترول لتنشيط عمليات التنقيب والاستخراج.
- الموارد النفطية في كثير من المناطق
الغنية لم يتم استكشافها واستغلالها بشكل كامل. فالاحتياطي
الروسي، علي سبيل المثال، حسب دراسة لواحدة من كبري
الشركات العاملة في مجال تقدير احتياطيات النفط، يبلغ في
الواقع ثلاثة أضعاف الاحتياطي المقدر حاليا بخمسين مليون
برميل. فمنذ عام 1965، لم يتم حفر سوي 8.500 بئر استكشافية
للبحث عن النفط في روسيا، وهو العدد الذي تم حفره في
الولايات المتحدة في الأعوام الخمسة الماضية فقط. كما أن
صناعة النفط في روسيا تعاني بشكل عام من عدم استخدام
التكنولوجيا الحديثة وسوء الإدارة، حيث يتم استخراج نحو
20% فقط من نفط الآبار المنتجة.
- في منطقة الخليج الفارسي، تمت حتي الآن
عمليات حفر 2000 بئر استشكافية فقط، مقابل مليون بئر
استكشافية تم حفرها في الولايات المتحدة. وفي بلاد الشرق
الأوسط ككل، كانت عمليات استخراج النفط تحت سيطرة سبع
شركات عملاقة (ايكسون - شل - ب.ب. موبيل - شيفرون - جلف -
تكسيكو) منذ العشرينيات وحتي السبعينيات من القرن الماضي،
وقد تعمدت الحد من عمليات التنقيب لتجنب إغراق السوق
بالنفط الخام (وبالتالي انخفاض سعره). كما أدت عمليات
تأميم صناعة النفط في المنطقة في السبعينيات من القرن
الماضي إلي حرمانها من الاستفادة بأهم التطورات
التكنولوجية في هذا المجال. فعلي سبيل المثال، فإن
التطورات التي أحدثت ثورة في عملية استخراج النفط حول
العالم منذ الثمانينيات من القرن الماضي لم تستخدم حتي
الآن في العراق.
- في الأعوام ما بين 1995 و 2004، لم يتم
حفر سوي 2.500 بئر نفطية (من أنواع مختلفة) في العراق،
بينما تم حفر مليون بئر في ولاية تكساس الأمريكية وحدها.
وفي المدة نفسها، تم حفر أقل من 30 بئرا استكشافية في
الأراضي السعودية، رغم أن الاحتياطي النفطي السعودي المقدر
بنحو 260 مليون برميل، أو 25% من الاحتياطي الواعي، لا
يشكل إلا الثلث فقط من الموارد النفطية المؤكد وجودها في
باطن الأرض في هذه الدولة.
- خلال الأعوام العشرين الماضية، تم 70% من
جميع عمليات التنقيب عن البترول داخل الولايات المتحدة
وكندا- اللتين تمتلكان معا أقل من 3% من احتياطي النفط
العالمي - بينما تم 3% فقط من عمليات التنقيب في منطقة
الشرق الأوسط، رغم أنه يحوي 70% من الاحتياطي العالمي.
- قدرت دراسة - قامت بها مؤسسة كامبريدج
لبحوث الطاقة - أن طاقة العالم الإنتاجية من البترول -
التي تبلغ حاليا 86 مليون برميل/اليوم - سوف تتخطي، بحلول
عام 2010، مائة مليون برميل يوميا.
-
إن المعلومات المتوافرة عن الموارد النفطية في باطن الأرض
لا تؤيد فكرة حدوث نقص كارثي في إنتاجية النفط مستقبليا،
بل علي العكس، فالصورة تبدو إيجابية. وكلما طالت مدة
ارتفاع أسعار النفط، زادت الاستثمارات، وبالتالي قويت
احتمالات أن تنخفض - علي المدي الطويل - أسعار النفط
الخام.
'فلتحيا أسعار النفط المرتفعة'، ليوناردو
موجيري، نائب رئيس شركة ENI
الإيطالية للطاقة، مجلة فورين أفيرز، عدد مارس/أبريل 2006
.
المصدر :
http://www.siyassa.org