قراءات في فكر الإمام الشيرازي الراحل :
رحلة الجماعات إلى الأمام ( 7 )
إرادة التـنـفـيـذ لا نجاح دون إمتلاك لإرادة التـنـفـيـذ المرحلي بعد تحليل وتجزئة العائق إلى عوامله وأجزائه الصغيرة ، والتخطيط لمعالجتها واحدة واحدة وخطوة خطوة حتى يفعل التراكم المكثف المـُرّكـز فعله السحري في تذويب ذلك العائق أو فتح أبواب مقفلة أو الكشف عن أبواب جديدة يمكن أن تبقى غير قابلة للإبصار لغياب إرادة التـنـفـيـذ المرحلي ، يقول الإمام الشيرازي الراحل - ر - : ان إرادة التنفيذ عامل من عوامل النجاح ، والمريد للتنفيذ إذا أوصد أمامه ألف باب دخل من الباب الواحد والألف ، فليس الجو مهما كان خانقاً بدون فرج ، كما ان الجو لمن لا يريد التنفيذ ، لايوجد فيه ولا كوة ، فالأعذار تلبد الأجواء ، واذا اراد ذو القدرة ان يعالج معضلة مستعصية كان عليه أن يحللها ، فان المعضلات والصعاب عبارة عن أمور صعبة تجمعت في صورة واحدة ، كالعقد في الخيط ، تحل عقدة عقدة ، وكلما كان الانسان أكثر نفوذاً وعملاً وحلاً للصعاب ، كان أجدر بالحياة ، وبأن يكون سياسياً بارعاً ، فان السياسة كالبناء له أحجار توضع بعضها فوق بعض حتى يكون بناءاً متكاملا، واذا لم يقدر الانسان من عمل كبير، فخير له أن يعمل أعمالا صغاراً، فان بتجميع القطرات يكون البحار، وبجمع الذرات يكون الصحارى . المصـدر: بـتـصـرف من كتاب : الفقه السياسـة – الجزء - 105- الصفحة ( 198-211 )
|