مؤتمر بريطاني:

                               الحرب في العراق وصعود إيران غيرا الشرق الأوسط

 

 

 

أكاديميون وصحافيون وسياسيون تحدثوا عن «صحوة شيعية»

أجمع عدد من المختصين في شؤون الشرق الأوسط وأكاديميون، شاركوا في مؤتمر عن العلاقة بين أبناء الطائفتين السنية والشيعية في منطقة الشرق الاوسط ، في العاصمة البريطانية أمس على ان العلاقة بين الطرفين تغيرت جذرياً في الربع قرن الاخير وخاصة مع الحرب على العراق عام 2003. وبينما كان عنوان المؤتمر «هل هناك انقسام سياسي بين السنة والشيعة في الشرق الاوسط؟» إلا ان معظم النقاش الذي دار بين المتحدثين والحضور الذي تعدى عدده المائة وخمسين شخصاً تركز حول التغيرات في الواقع السياسي في المنطقة وتبعاتها على توازن القوى مع صعود النفوذ الشيعي. وكرر عدد من المتحدثين القول بأن ايران اصبحت قوة مهيمنة في المنطقة، ذات نفوذ لافت في العراق، مما غير الوضع الراهن. إلا ان الصحافي البريطاني المخضرم والمختص في شؤون الشرق الاوسط روجر هاردي حذر من خطر التشكيك في ولاء ابناء الشيعة من العرب والتصور الخاطئ بأن يكون ولاؤهم الى طهران بسبب طائفتهم.

بدأ المؤتمر الذي رعاه «المعهد الملكي للشؤون الدولية» (تشاثام هاوس) بالتعاون مع «مؤسسة خيامي» أعماله برسالة تسجيلية من الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي ونادي روما، شدد فيها على ان الصراع في الشرق الأوسط الآن ليس مبنيا على الفوارق الطائفية، بل بين سياسة «التضمين» و«الانعزال» ـ أي بين الذين يؤمنون بضم الجميع في مجتمع واحد آمن وبين الذين يريدون عزل الآخر وعدم التسامح ـ وطالب الأمير الحسن في خطابه بـ«استراتيجية اتصالات» من اجل التفاهم بين ابناء الطوائف المختلفة و«التقريب بين المذاهب». وتحدثت الاميرة بديعة بنت الحسن قبل بث الرسالة التسجيلية، ممثلة والدها في المؤتمر، وذكرت بأن «الصراع في المنطقة ليس محتوماً بل يجب العمل على دفع السلام والاعتدال لوقفه».

من جهته، ركز البروفيسور والي نصر من «كلية الدراسات العليا للبحرية الاميركية» على عاملي، الحرب على العراق، ونضوج القوة الايرانية في ولادة «شرق اوسط جديد»، مضيفاً: «لا يمكن لنا ان نتجاهل هذه الحقيقة». واتفق الصحافي هاردي مع نصر بأن هناك «صحوة شيعية في المنطقة».

وشدد وزير الخارجية البريطاني السابق النائب عن حزب المحافظين مالكوم ريفكيند على ان هذا التغير مبني على ثلاثة مظاهر رئيسية في المنطقة، وهي بحسب قوله: «نمو الإسلام السياسي وصعود ايران كقوة اقليمية، ان كان ذلك مع اسلحة نووية او من دونها، واخيراً غزو العراق وانتهاء فترة 80 عاما من الحكم السني في العراق».

وكل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر: الشرق الأوسط اللندنية-8-7-2006