تقرير :

                           عن مؤتمر صحفي حول مستقبل العملية السياسية العراقية

 

 

هواجس الديمقراطية بلاتشاؤم

 

باحثة أميركية في دراسات الشرق الأوسط تصف ما يحدث في العراق بأنه :

عملية ديمقراطية حقيقية

فيبي مار تقول :

إن هناك صعوبات، لكنها ستعزز مكانة العراقيين

قالت الباحثة الأميركية فيبي مار، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، إن العراق - على ما يبدو - :

سيمر بمرحلة نضال خلال السنوات القادمة من أجل تحديد هويته الوطنية. غير أن الباحثة أعربت عن اعتقادها بأن العملية السياسية التي تحدث في العراق ستفرز أول حكومة ديمقراطية حقيقية في الشرق الأوسط.

وقالت مار في المؤتمر الصحفي الذي شاركت فيه مع مجموعة من المراسلين الصحفيين من سلطنة عمان عبر الفيديو يوم 28 آذار/مارس:

"إنه أيا كانت آراؤكم فيما يجري من أحداث في العراق، فإن هناك عراقاً جديدا يبزغ من بين تلك الأحداث. وهذه العملية ستكون بدون أدنى شك متسمة بالفوضى والغموض وعرضة للشكوك، لكنها ستكون أيضا مفعمة بالحيوية ومليئة بالتحديات."

وأضافت الباحثة الأميركية أنه  :

على الرغم من أن انتخابات الـ30 من كانون الثاني/يناير قد شابتها بعض العيوب نتيجة التهديدات والمقاطعة وعدم وعي الناخبين بالقدر الكافي، فإنه كان من الأفضل للعراق أن يجري الانتخابات بدل أن يظل تحت سيطرة سلطة الاحتلال والحكومة التي عينها.

وأشارت مار إلى:

أن أهم نتيجة للانتخابات هي أنها أتاحت الفرصة للعراقيين للسيطرة على العملية السياسية في بلادهم. "لقد منحتهم الثقة في أنهم يستطيعون القيام بالمهام الصعبة.

كما أنها منحت العراق الجديد دفعة قوية."

وذكرت الباحثة فيبي مار على وجه التحديد ما تعتبره التحديات الأربعة الرئيسية التي تواجه الحكومة الجديدة وهي:

1 - كيفية تنظيم العلاقة بين الأكراد والدولة العراقية .

2- والدور الذي يجب أن يكون للدين في الحكومة .

3 -كيفية إشراك العرب السنة في العملية السياسية  

4-كيفية التخلص من القوات الأجنبية في أسرع وقت ممكن دون أن يخل رحيلها بالاستقرار في البلاد.

ووصفت مار تلك التحديات بأنها :

"تحديات عويصة"

لكنها أعربت عن اعتقادها بأن :

"أكثر ما يبعث على الأمل هو أن العراقيين يناقشونها ويتجادلون بشأنها، وأنه لم يحدث بينهم ما يسمى بالحرب الأهلية. وهذا أكبر دليل مثير للأمل. واسمحوا لي بأن أقول :

 إن الجدل بشأن تلك الموضوعات والقضايا المصيرية وترك القرار بشأنها للعراق يعتبر ظاهرة جديدة في منطقة الشرق الأوسط."  

وقالت الباحثة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط :

إن الأطراف المشاركة ستتعلم كيفية التوصل إلى حل توفيقي.

"فهناك عملية ديمقراطية صريحة ومكشوفة تجري الآن.

 وهناك أكراد تم انتخابهم. وهناك شيعة تم انتخابهم أيضا كما أن هناك السنة الذين يتميزون بالنشاط والحيوية الشديدة رغم أنهم لم يكونوا كذلك أثناء الانتخابات. وهناك رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي. وهناك الطبقة المتوسطة. وهناك نساء. وكلهم على وعي كامل، ولن يسمحوا لجماعة من الجماعات بالهيمنة على الجماعات الأخرى."

وتتوقع الباحثة فيبي مار أن ينص الدستور العراقي الجديد بشكل بارز على :

الفيدرالية

عدم تركيز السلطة

حماية الحقوق المدنية وحقوق الأقليات

 كما نبهت إلى ضرورة حرص من يضعون إطار الدستور على التأكد من أنه سيحتوي قدرا من المرونة يسمح بتغييره مع تطور المجتمع العراقي.  

وأشارت مار إلى:

أن المؤسسات اللازمة لوجود ديمقراطية سليمة في العراق لن تظهر في القريب العاجل.

وقالت  :

"إن هذا الأمر يتطلب جيلا كاملا. إنه يتطلب التوعية والتعليم. كما يتطلب الممارسة وما إلى ذلك. لكن رحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى. ولا بد أن تكون هناك نقطة بداية. وكلما كانت البداية أسرع كلما كان ذلك أفضل. وأرجو أن تصدقوني حينما أقول إن الممارسة لا يعادلها شئ آخر في سبيل تحقيق الهدف."

وأضافت مار :

أن عملية التحول هذه في العراق يمكن أن تمثل تحديا للنماذج السياسية السائدة حاليا في جميع أنحاء المنطقة. "ومن المتوقع أن يكون العراق النموذج الحي لما يمكن أن يتحقق في ظل نظام أكثر ديمقراطية. وأعتقد أن العملية في حد ذاتها والمشاهد غير المألوفة التي تنتج عنها بشكل مستمر، سيكون لها أهم تأثير - حتى ولو كان غير ملحوظ - على المنطقة."  

يذكر أن فيبي مار باحثة معروفة في شؤون العراق الحديث، وهي تشغل منصب كبير الزملاء في معهد السلام الأميركي بالعاصمة واشنطن. وهي أستاذة جامعية متقاعدة وحاصلة على الدكتوراه في التاريخ ودراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد، وعملت بالتدريس في جامعة الدفاع القومي الأميركي؛ وفي جامعة تينيسي؛ وجامعة ستانيسلاس بولاية كاليفورنيا. وقد نشرت نسخة معدلة من كتابها بعنوان التاريخ الحديث للعراق في العام 2004.

من نشرة واشنطن في 28-3-2005