ما ذا حققت القمم العربية والإسلامية ؟

 

د. أحمد البغدادي

قمم

قمم عربية وأخرى إسلامية، والأمتّان العربية والإسلامية عاجزتان عن تحرير مليمتر واحد من الأراضي المحتلة أو القدس الشريف!

قمم عربية وإسلامية والأمتّان العربية والإسلامية تزداد شعوبهما فقراً على فقر برغم تعاظم ثروات الدول والأفراد!

قمم عربية وإسلامية وخسائر ونفقات مالية، وهاتان الأمتّان عاجزتان عن اختراع منتج تقني واحد... حتى ولو كان فرشاة أسنان!

قمم عربية وإسلامية يتم فيها تضييع الوقت في الجدل الفارغ حول قضايا لم تتغير منذ أكثر من نصف قرن!

قمم عربية وإسلامية والشباب العربي يملأ الشوارع يقضي أيامه في فراغ قاتل باحثاً عن عمل يحفظ كرامته!

قمم عربية وإسلامية لدول لا تكاد تجد ما يكفي شعوبها من لقمة خبز نظيفة، وفيها دولة كانت تسمى قديماً: سلة خبز العالم, ألا وهي السودان!

قمم عربية وإسلامية والعجز العسكري أفضح ما يكون في مواجهة "دويلة" تسمى إسرائيل, برغم تكدس الأسلحة والصواريخ من كل نوع وبمختلف الأحجام التي يتآكلها الصدأ.. ويتم شراء المزيد!!

قمم عربية وإسلامية يموت فيها الشباب في حرب الشوارع أكثر مما يموت في حرب كرامة!

قمم عربية وإسلامية والأخلاق في دولها تزداد انحداراً، والرشوة تزداد انتشاراً, والفساد الإداري والسياسي يضرب جوانبها من كل حدب وصوب!

قمم عربية وإسلامية والعربي يقتل العربي, والمسلم يقتل المسلم في الأراضي المحتلة والعراق وغيرها من بلاد يرتفع فيها الأذان الإلهي خمس مرات في اليوم والليلة!

قمم عربية وإسلامية والتعليم فيها يتردَّى يوماً بعد يوم، والجهل يتفشى في مدارسها عاماً بعد عام!

قمم عربية وإسلامية تجتمع فيها "القمم" من كل حدب وصوب, ولكن "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى"!

لماذا لا يتصارح هؤلاء "القمم" فيما بينهم ويتفقوا ولو على قضية واحدة مثل معالجة الفقر أو البطالة أو الغذاء, ثم يتفقوا على حل عملي لها, بدون هذه الضجة الإعلامية؟ حال الأمتّين العربية والإسلامية أصبح مضرب الأمثال في العجز والفشل على مستوى عالمي وغير مسبوق, ولكن لا أحد يريد الاعتراف بأن هذين العالمين, العربي والإسلامي، بحاجة ماسّة لمراجعة النفس, لقد طال ليلهم وهم يخوضون صراعات لا أول لها ولا يبدو أن لها آخر.

سألني أحد الطلبة: لماذا لا يتحد العرب والمسلمون ضد أعدائهم, أو على الأقل إن لم يستطيعوا ذلك, أن يتوقفوا عن صراع الديكة فيما بينهم؟ أجبته قائلاً: ماذا يمكن أن تفعل لأناس يجتمعون في بلد الله الحرام للاتفاق, ثم ينقضون ما اتفقوا عليه حال خروجهم منه؟

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:alittihad-18-3-2008