تناقض في المواقف نسف البيان الختامي الروسي - الغربي ... فشل مؤتمر فيينا للحد من الأسلحة التقليدية

 

 

 

اتجه الخلاف بين موسكو والدول الغربية حول تنفيذ معاهدة الحدّ من الأسلحة التقليدية في أوروبا الى مزيد من التصعيد، بعد فشل مؤتمر فيينا في تقريب وجهات النظر. وأعربت موسكو عن «خيبة أملها من مواقف أطراف لم تبد استعداداً للبحث عن حلول ايجابية». 

وكان المؤتمر الطارئ للدول الموقعة على المعاهدة أنهى أعماله، بعد مداولات استمرت خمسة أيام، من دون التوصل الى نتائج، اذ لم تتفق الأطراف على صيغة بيان ختامي بسبب التناقض الكبير في المواقف.

وعقد المؤتمر بمبادرة من موسكو التي دعت الأطراف الأوروبية الى مناقشة النقاط الخلافية حول المعاهدة والتوصل الى صيغة تمكّن الدول الغربية من المصادقة عليها والشروع في تنفيذ بنودها، علماً ان الهيئة الاشتراعية الروسية صادقت على المعاهدة قبل سنوات.

وتقول موسكو انها نفذت التزاماتها تجاه الشركاء الأوروبيين، فيما لم تصادق البرلمانات الاوروبية على المعاهدة، كما لم توقع عليها دول سوفياتية سابقة انضمت الى الاتحاد الاوروبي، وهي جمهوريات البلطيق استونيا ولاتفيا وليتوانيا، وتعتبر موسكو أن ذلك يشكل خطراً على أمنها الاستراتيجي.

وأعرب ممثل روسيا في المؤتمر مدير دائرة الأمن في الخارجية الروسية أناتولي أنتونوف أمس عن خيبة أمل بلاده بسبب «تعنّت مواقف بعض الأطراف التي أظهرت عدم استعدادها للبحث عن حلول مشتركة».

واتهمها بتفضيلها «البقاء على نهجها السابق ما يعد مؤشراً الى عدالة الموقف الروسي في تحليله للمعاهدة وتأثيرها في أمن أوروبا الوطني». وزاد ان بلاده لم تحصل على رد ايجابي على أي من الاقتراحات التي قدمتها خلال مؤتمر فيينا لتقريب وجهات النظر، «ما جعل الخروج بوثيقة ختامية موحدة أمراً مستحيلاً».

وعزا أنتونوف أسباب فشل اللقاء الى ربط الأطراف الغربية المصادقة على المعاهدة وتنفيذها بسحب روسيا قواتها العسكرية من مولدافيا وجورجيا، التي احتفظت موسكو بها في الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين بعد انهيار الاتحاد، وهي تصرّ على أن المسألة تُحلّ ثنائياً مع البلدين الجارين.

وكان تنفيذ معاهدة الحدّ من الأسلحة التقليدية في أوروبا برز بقوة عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسابيع عزم بلاده على تجميد العمل بالمعاهدة واحتمال الانسحاب منها كلياً، ما يعني عملياً استئناف إنتاج أجيال جديدة من الصواريخ والأسلحة التي تخلّصت منها موسكو بموجب المعاهدة ونشرها على حدودها الغربية مع أوروبا.

وجاء حديث بوتين في تعليق على نيات الولايات المتحدة نشر درع صاروخية في أوروبا، وقال ان بلاده لن تقف «موقف المتفرج حين يطوقوننا بالرادارات والصواريخ فيما هي محرومة بموجب المعاهدة من نشر قواتها وأسلحتها في المناطق الغربية من أراضيها».

واعتبر محللون تحذير بوتين تلويحاً بإطلاق تسلّح جديد في حال أصرت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون على تنفيذ سياسة تعتبرها موسكو موجهة ضدها.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا و دون تعليق.

المصدر: الحياة اللندنية-17-6-2007