في الذكرى التاسعة لتحرير الجنوب
ميسون يوسف
تعيد
الذكرى التاسعة لتحرير الجنوب اللبناني صورة ستبقى راسخة في الأذهان
يوم جر الجنود الإسرائيليون ذيول هزيمتهم واندحروا عن تراب الجنوب
اللبناني وبقاعه الغربي بعد ملحمة كفاح خاضها مقاومون نذروا الروح
رخيصة وعاهدوا فأوفوا العهد والوعد..وعلى تلك الأرض المنبتة للكرامة
تتالت إنجازات المقاومة وتتالت انتصاراتها من أيار التحرير إلى تموز
الانتصار إلى اليوم مع كشف المزيد من شبكات الموساد بالتعاون مع قوى
الأمن الداخلي اللبناني والذي شكل ضربة موجعة لإسرائيل باعتراف كبار
محلليها العسكريين لقد شكل إنجاز التحرير عام 2000 رسالة واضحة للقاصي
والداني بأن المقاومة وسلاحها وثقافتها ومنهجها وإيمانها بوحدة لبنان
وسيادته هي رديف للجيش اللبناني الذي شكل حاضنة لهذه القيم كلها ورفض
الارتهان للمشروعات الخارجية وللحسابات الضيقة.
صورتان
رسمتا المشهد المتباين.. انتصار هنا..وانكسار هناك فبمقدار ما كان
النصر محل فخر واعتزاز لكل عربي حر كان في الوقت نفسه صفعة مدوية
للاحتلال ورداً محكماً على الغطرسة الإسرائيلية حيث أسقط هذا الانتصار
نظرية الأمن الإسرائيلية وأصاب الوعي الإسرائيلي في الصميم وأثبت
للعالم أجمع أن لا أمن ولا أمان ولا سلم ولا سلام مع العدوان والاحتلال
واغتصاب الحقوق وكما قال السيد حسن نصر الله: «إن المقاومة لديها جملة
من نقاط القوة أبرزها أن القضية التي تقاتل من أجلها هي قضية عادلة
وقضية مشروعة لا شك فيها ولا غبار عليها وإنها قضية ذات
مصداقية».الخامس والعشرون من أيار يوم لا يشبه إلا نفسه في مسار الصراع
العربي الإسرائيلي.. هو يوم النصر والعزة.. يوم المقاومين الذين سقوا
أرض الجنوب بدمائهم العطرة وكللوا الجبال والوديان بأرواحهم المباركة
ومضوا إلى حيث عاهدوا الله والوطن تاركين أمانة أغلى وأعز من كل ما في
هذه الأرض.. ألا وهي أمانة الحرية.
وكل ذلك حسب رأي الكاتب في المصدر
المذكور نصاً ودون تعليق .
المصدر: الوطن السورية -
2009-05-26
|