مكتب سماحة المرجع الشيرازي في دمشق
يحيي الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفقيه الشيرازي
في الذكرى
السنوية الأولى لرحيل الفقيه المقدّس آية الله السيد محمد رضا الحسيني
الشيرازي قدّس سرّه أقام مكتب سماحة آية الله العظمى السيد صادق
الحسيني الشيرازي دام ظله في العاصمة السورية دمشق، مجلساً تأبينياً
مساء الجمعة 27- جمادى الأولى -1430هـ، بحضور آية الله السيد مرتضى
الشيرازي حفظه الله، وممثلي المراجع العظام ومكاتب المرجعيات الدينية
والعلماء والفضلاء وجمع غفير من المؤمنين.
بدأ الحفل
بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم تلاها فضيلة الشيخ عباس النوري ثم
ارتقى المنبر الحسيني الشريف فضيلة السيد مضر القزويني دام عزّه،
مستهلاً حديثه بالرواية المنقولة عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما
السلام: «علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته،
يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته
والنواصب»، وذكر محاولات أعداء الله -خاصة في هذا العصر- للقضاء على
الدين الحنيف عبر مختلف الأساليب والطرق المادية منها أو الفكرية
والثقافية مستشهداً لذلك ببعض النماذج، وأهمية دور العلماء الربانيين
الثقات في تحصين الأمة لمواجهة هذه التيارات المنحرفة، وقال: إن العالم
يمثل دور الأنبياء والأوصياء عليهم السلام في الإصلاح والهداية وتهذيب
الأرواح والنفوس، وهو المرشد إلى الله سبحانه وتعالى.. وكان آية الله
السيد محمد رضا الشيرازي من العلماء الذين جندوا كل طاقاتهم وسَخّروا
كل لحظات حياتهم من أجل الوقوف في وجه ابليس وجنوده...وأنه رحمه الله
انحدر من أسرة عريقة عرفت ولسنوات متمادية بالعلم والتقى ومقارعة الظلم
والباطل..وتلقى دروسه على يد كبار العلماء الذين زرعوا في روحه الفكر
النير والعقيدة الصحيحة والأخلاق العظيمة فقد تتلمذ عند والده المرجع
الراحل السيد محمد الشيرازي أعلى الله درجاته وعَمّه المقدّس آية الله
العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله، وآية الله العظمى الشيخ وحيد
الخراساني دام ظله وأمثال أولئك العلماء والأفذاذ ممن كانوا في أعلى
درجات العلم والتقى ..والفقيه السعيد قدس سره امتاز إلى جانب علمه
الغزير بتقوى رفيعة وإيمان راسخ وعقيدة ثابتة.. ويعرف الجانب العلمي له
من خلال كتاباته ومؤلفاته المتنوعة في عدة مجالات منها في الجانب
الحوزوي ككتاب الترتب الذي نال به عدة إجازات في الاجتهاد.. وكذلك
محاضراته الكثيرة المتنوعة أيضاً.. المتميزة بالمنطق الهادئ الرصين..
حيث كانت كلماته تنفذ إلى القلوب دون استئذان.. وكان لمحاضراته دور
البلسم الشافي والدواء المعالج للأمراض الروحية..وفقده كان خسارة كبرى
وقد شعر بهذه الخسارة من عرفه عن كثب ومن لم يعرفه، خصوصاً العارفين
فقد أدركوا فداحة الخطب ومبلغ الخسارة والفراغ الهائل الذي تركه، ومن
الذين أدركوا عمق الفاجعة هو عمّه المقدس آية الله العظمى السيد صادق
الشيرازي الذي عرف الفقيد الراحل عن كثب وعاشره من قرب وأدرك مزاياه
لذا قال فيه: كان أملي لمستقبل الإسلام، كان أملي أن يقود المسيرة من
بعدي لذا كان الألم بفقده كبيرا وكانت الفاجعة فاجعة من نوع خاص على
عَمّه وذويه..وختم فضيلة الخطيب الحسيني السيد مضر القزويني المجلس
بذكر مصيبة الإمام الحسين عليه السلام عند فقده لأخيه أبي الفضل العباس
عليه السلام يوم عاشوراء كما تم في هذه المناسبة توزيع كتاب ومضات
للمقدس الشيرازي قدّس سرّه، وأقراص ليزرية لمجموعة من محاضراته ونشرة
تحتوي على تعريف بمؤلفاته وأهم كلماته الخالدة إضافة إلى ملصق يحتوي
على مقتطفات من كلمات السيد المرجع حول آية الله السيد محمد رضا
الشيرازي قدّس سرّه.
|