بحضور علمائي وجماهيري ضخم قم المقدسة
تحيي الذكرى الأولى لرحيل الفقيد الشيرازي
في يوم
الأربعاء الموافق للخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى 1430 للهجرة
اُحييت الذكرى السنوية الأولى لرحيل فقيه أهل البيت صلوات الله عليهم،
العالم الربّاني الورع التّقي، المدافع والذاب عن ولاية أمير المؤمنين
صلوات الله عليه، آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه
الشريف، في مدينة قم المقدسة في مجلس تأبيني ضخم أقيم من قبل بيت
المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام
ظله في مسجد الإمام زين العابدين سلام الله عليه الملاصق لمرقد ابن
بابويه شيخ القميين رضوان الله تعالى عليه، بعد صلاتي المغرب والعشاء
حضره المراجع الأعلام والعلماء، وفضلاء الحوزة العلمية، وضيوف من
العراق والخليج وأمريكا، وجمع غفير من أهل العلم والشخصيات الدينية
والثقافية ومحبّي أهل البيت الأطهار سلام الله عليهم من طهران وأصفهان
ويزد وكاشان ومن باقي المدن والمحافظات الإيرانية، حيث غصّ المسجد بهم
وازدحمت الطرق المؤدّية إليه، وبقيت جموع كبيرة خارجه بسبب الزحام.
بدأ الحفل
بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم تلاها أحد فضلاء الحوزة العلمية
ثم ارتقى المنبر الحسيني الشريف الخطيب فضيلة الشيخ جوانمرد دام
عزّه، فأشاد في مستهلّ حديثه بالحضور القوي والمشاركة الفاعلة من قبل
المؤمنين في إحياء الذكرى الأولى لرحيل الأسوة في الأخلاق الفاضلة،
الفقيه النحرير، الفقيد السعيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي أعلى
الله درجاته.بعدها
تحدّث حول فضيلة العلم ومنزلة علماء أهل البيت صلوات الله عليهم خلال
استشهاده بالآية الشريفة: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ»
(1) ثم عرّج في حديثه إلى حياة الفقيد
الشيرازي، فذكر جوانب من خلقه الرفيع، وركّز على الخصال الحميدة التي
كانت من أبرز ما اتصف بها الفقيد الشيرازي وهي التواضع والبساطة وطلاقة
الوجه وإفشاء السلام، مؤكّداً أنه كلما ازداد المرء علماً ازداد
تواضعاً وازداد خلقاً راقياً وسامياً كما
ذكر الشيخ جوانمرد جوانب من الرتبة العلمية الرفيعة التي نالها الفقيد
الشيرازي قدّس سرّه، وتبحره في علوم أهل البيت الأطهار صلوات الله
عليه، وباقي العلوم، وقال: لقد كان المرحوم الفقيه الورع آية الله
السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي كأبيه وجدّه وعمّه الشهيد وعمّه سماحة
المرجع دام ظله، مصداقاً بارزاً لهذين الحديثين الشريفين: روي عن
مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه قال: «قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: من طلب العلم لله لم يصب منه باباً إلاّ ازداد به
في نفسه ذلاً وفي الناس تواضعاً ولله خوفاً وفي الدين اجتهاداً، وذلك
الذي ينتفع بالعلم فليتعلّمه»(2) .
عنه أيضاً
صلوات الله عليه: «لم يمت من ترك أفعالاً يُقتدى بها من الخير، ومن نشر
حكمة ذُكر بها» (3).وختم الخطيب حديثه بذكر مصائب مولانا الإمام سيد
الشهداء صلوات الله عليه، وقال: إنكم قد
اجتمعتم بهذا العدد الغفير والضخم لتأبين رحيل سلالة العلم والأخلاق
والتقوى والمرجعية من السادة الكرام من آل الشيرازي، ولكن مولانا
الإمام الحسين صلوات الله عليه، روحي ونفسي له الفداء، اجتمع عليه وعلى
أهل بيته الأطهار وأصحابه الأخيار الألوف من شرار الخلق، ولم يراعوا له
أي حرمة، فقتلوه ظلماً وعدواناً، وبقى جسده الطاهر على الثرى ثلاثة
أيام.
ألا لعنة
الله على ظالمي محمد وآله الطاهرين، وعلى أشياعهم وأتباعهم، وعلى من
سمع بذلك فرضي به. جدير بالذكر، أنه تم جنب المسجد عرض العديد من
إصدارات (مؤسسة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية) و(مؤسسة
الفقيه المقدس الشيرازي العالمية) المقروءة والصوتية والمرئية
والبوسترات فيما يرتبط بالفقيد الشيرازي قدّس سره الشريف
كما توزيع الآلاف من الأقراص المدمجة التي حوت محاضرات الفقيد
الشيرازي والكراريس والكتب باللغتين العربية والفارسية على الحضور في
هذا المجلس، وفي المجلس الذي أقيم للأخوات في (حسينية بيت الزهراء
صلوات الله عليها).
المصدر: s-alshirazi.com
....................................
(1) سورة الزمر: الآية9.
(2) روضة
الواعظين/ باب الكلام في ماهية العلوم وفضلها/ ص11.
(3)
مستدرك الوسائل/ ج12/ باب 15 استحباب إقامة السنن الحسنة/ ص 229/ ح4.
|