صبرا جميلاً على ريب الزمان لنا العقبى
( بمناسبة ذكرى استشهاد مولاتنا فاطمة (رقيّة) بنت الحسين صلوات الله
عليهما )
الشاعر: ابن الطف
الأبيات هدية لروح الفقيه المقدّس آية الله السيد محمد رضا الحسيني
الشيرازي وآبائه رحمهم الله جميعاً.
هـــذي دمشقُ وعيني سال جاريها لاحـــت منائرُ
أبكتنــــي معــاليهـــــــا
هنــا رقيـــــة بنتٌ للحسين ثــــوت صــــغيرةٌ
كابدت صــبراً مـــآسيهــا
يتيمـــة حلمتْ ليـــلاً بوالدهـــــــــا يـــأحنو عليها
بضــلع كــان يؤويهــا
لكــــــنها فزعت من نومهـــا فــإذا لا والدٌ عنــدها
خـــابت أمـــانيهــــــا
فأعْوَلَت صيحةً إنــــــي أريد أبــي إذ كان عندي وكـاد
الحـــــزن يفنيها
أحاطت النسوة الثكلى بهـــــا حلقاً لعلهـــــن يُسكِنّ
الجـــــــوى فيـــهــا
فجـــــدّدت بعـــويل حزنَهن أســـىً بيُتْمهــا وكـــذا
أبــكت أعــــاديهــــــا
علا الصراخ وفي سمع الشقيّ بــدا يراقب الشُهب تبكي
مـن أعاليهــــــا
فصاح مضطرباً مستعلماَ خبــــــراً ماذا جرى؟ هل دنت منّي
دواهيهــا
فقيل بل هــــــــي بنتٌ للحسين رأت بنــومهـــا والـــد
اﻷيتــــام واليهــــا
فقال: هيا أحملوا رأس الحسين لهـــا
لعلّهـا تتسلى فـــي نـــــواعيـهــــــــا
فجيئ بالرأس محمولاً عـلــــى طبقٍ
وقــدّموه لها بالــــروح أفــــديـهـــــا
تصــورتْه طعامــــاً وهــــي طاويةٌ من كــــربلا
تتأســـى فـــــي أهاليها
كانت
إذا طلبت مــاءً فوالدهــــــــــا يروي حشــاهــا أو
العباس يسقيها
فـــأعلنت صرخة إني أريد أبـــــــي أُمنيتي
والـــــدي لا شــــيء يثنيهــا
حتــى إذا ما أزاحوا مـــــا عليه غطا
فبان منظــــره رفقـــــاً يناجيهـــــــا
بنيّ صبراً على ريب الزمان لنــــا العقبى
وأعداؤنا النيـــران تكويهـــا
فقبّلته بخـــوفٍ وهــــــــي نادبـــــةُ يا والـــدي
مرحبــاً يا نـور هاديها
ها أنت يا أبتي قد كنت فـــــي سفــــرٍ تعودُ أهـــــلاً
ولـــكن أين حاديهـــا
وزاد ثَم بكاهــــا وهــــي صارخـــــةُ يــــا مــرحباً
بهــلال العيد يأتيهــا
أبي تركت صغاراً كنت تعهَدُهــــــــم فـــي النائبات
فيـــا بعـــداً لشانيها
من خضّب الشّيب هذا منك يـــا أبتــي من أيتم ابنتك
الــــولهى ليُرديهــــــا
فلم تزل في بكاً والـــــرأس فــــي يدها حتى سمت روحها
شوقاً لباريهــــا
قضت رقيَّــــــــةُ رهن اﻷسر نـــاعيةً فـــي خربة الشـام
من أيدي أعاديهـا
لكنما الظلم مبتورٌ بعاقبـــة التقــــــوى
ليبنــــــــــي عــــــزّاً مجد ماضيها
فثمّ صــرحٌ يطـوف العـاشقـــــون به وإنمـا كعبة
الباكين نــــــــاديهــــا
بنت الحسين سمت رغم العدى شرفاً
بالشّام حيّرت الدنيـــــا معانيهــــــا
إن لاح مـــرقدها للقاصــــدين فصِح صلّوا على جدّها
الهـادي وأهــــليها
|