الى متى يطمسون آثارنا؟

 

عمرو محمد الفيصل

 

 

الأخوة البدريون فرشوا لنا السجاد الأحمر، وبالغوا في آيات التكريم والترحيب، وجالوا بنا في مدينتهم وضواحيها المتاخمة للبحر لكي نأخذ فكرة وافية عن المدينة وما حولها. كما أنهم شرحوا لنا على أرض الواقع معركة بدر حتى كدنا نرى الجيشين وهما يتقاتلان أمامنا.

على كل حال فأنا أنصحكم أيها الأخوة والأخوات أن تزوروا بدراً لكي تعيشوا يوماً من أهم أيام التاريخ الإسلامي. لكن هناك مشكلة حيث أنكم لن تتمكنوا من زيارة بدر بسهولة.ذلك لأنه لا توجد أي لافتات توجه الزائر الى بدر. فلا لوحة ولا إشارة طيلة الطريق تدلكم الى بدر!

(الناصفة) وهي قرية صغيرة تقطنها ناقتان وعنزة، لها إشارات ولوحات طول الطريق، أما بدر فهمس!

الأمر يمكن أن يفسر تفسيراً بريئاً لهذا التجاهل الذي يثير الريبة لولا شكوى أهل بدر من هذه المشكلة للجهات المعنية في وزارة النقل وعلى مدى سنوات طويلة دون جدوى.

الأمر إذا أكبر من مجرد سهو أو خطأ. وهذا يتضح جلياً إذا أخذنا بعين الإعتبار المجهودات التي تقوم بها بعض الجهات المتطوعة لطمس كل الآثار التاريخية للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في بلدنا الحبيب.

ففي بدر نفسها تمّ هدم سور كان يحيط بشهداء بدر حتى تضيع معالمه، وينسى الناس أين دُفن الصحابة الذين استشهدوا في تلك الموقعة. هذا فضلاً عن آثار التخريب الذي امتدّ الى مسجد العريش التاريخي والتي يمكن مشاهدتها على مدخل المسجد.

صحافتنا تعجّ بأخبار هؤلاء الذين أخذوا عهداً على أنفسهم لمحو كل أثر لنبينا عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام بحجة محاربة البدعة، فقبور صحابة تُنبش، ومساجد تاريخية تُهدم، وحتى غار حراء لم يسلم من هؤلاء.الى متى ستستمر هذه المواجهة مع ذاكرتنا البنائية والجغرافية؟

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:halmadina