بيل غيتس يقلص دوره في مايكروسوفت عام 2008

 

 

 

سيركز جهوده على أكبر مؤسسة خيرية في العالم مخصصة للقضايا التعليمية في الدول الفقيرة

بعد ثلاثة عقود من تأسيسه لشركة مايكروسوفت وحلم وضع كومبيوتر شخصي في كل بيت ومكتب، اعلن بيل غيتس انه سيترك عمله اليومي في خلال عامين.

وسيركز جهوده على مؤسسة «بيل وماليندا غيتس» التي تعتبر اكبر مؤسسة خيرية في العالم، ومخصصة للقضايا الصحية والتعليمية، ولا سيما في الدول الفقيرة. وفي مؤتمر صحافي، بعد اغلاق اسواق المال، أعلن غيتس، 50 سنة، انه لن يترك مايكروسوفت تماما. وانه ينوى البقاء في منصب رئيس مجلس الادارة ويحافظ علي اسهمه الضخمة في الشركة. وقال «اعتبر نفسي اكبر المساهمين في مايكروسوفت». الا ان المحللين ذكروا ان الخطوة تشير الى تغييرات شاملة في قطاع البرامج الإلكترونية. وربما يرتبط اسم بيل غيتس، اكثر من أي شخص اخر، ببرامج الكومبيوتر الشخصي، بينما ينتقل مركز الثقل في قطاع الإلكترونيات في الوقت الراهن الى الإنترنت.

وقال جورج كولوني الرئيس التنفيذي لـ«فورستر ريسرتش» «اعتقد اننا سنعتبر هذا اليوم نقطة فاصلة بين عهدين في مجال البرامج الإلكترونية ـ الأولي برامج إلكترونية في صندوق والثانية برامج إلكترونية توزع عبر الإنترنت مجانا، وتمول عبر الاعلانات. ويتطلب العهد الجديد اعادة نظرة شاملة في نموذج مايكروسوفت، الذي كان واحدا من اكثر النماذج تحقيقا للارباح في العالم».

وسيبقى ستيفن بالمر، زميل دراسة غيتس وشريكه منذ اكثر من 26 سنة، الرئيس التنفيذي للشركة. وكان قد تولى هذا المنصب في عام 2000، بينما اصبح غيتس يحمل منصب مهندس البرامج الاول. واكد بالمرز ان غيتس سيمنح الجزء الاكبر من وقته الى مايكروسوفت خلال فترة العامين.

الا ان غيتس قال ان التغيير سيبدأ فورا، حيث سيحصل راي اوزي وهو واحد من ثلاثة مسؤولين يشغلون منصب الرئيس التقني، على منصب مهندس البرامج الاول. وقال غيتس انه بدأ مع بالمر مناقشة عملية التغيير قبل سنوات، ولكن القرار اتخذ في الاسابيع الماضية. واشار الى انه أجل ابلاغ بالمر بقرار اكثر من مرة. وان زوجته ماليندا، وكانت مديرة انتاج في مايكروسوفت، ذكرته اكثر من مرة بشريكه. واضاف «لقد تحدثت معها قبل ان اتحدث مع ستيف حول هذه الامكانية. واستمعت الى نصيحتها. وظلت لعدة اسابيع تقول لي هل ابلغت ستيف؟. واقول ها لا، لم يكن الامر سهلا ابلاغه اليوم، ربما سأبلغه غدا». واوضح غيتس ان الدافع الرئيسي هو رغبته في تخصيص مزيد من الوقت لقضايا قرر مواجهتها عبر مؤسسته الخيرية، التي تتزايد قيمتها بعدما التزم بقراره بنقل معظم ثروته، التي يعتقد ان قيمتها 50 مليار دولار الى المؤسسة الخيرية. ولا يزال غيتس اكبر مساهم في مايكروسوفت حيث يملك 9.6 في المائة من اسهم الشركة، وتصل قيمتها الان الى 21.9 مليار دولار. الا ان قراره بالحد من دوره في مايكروسوفت يأتي في وقت حرج بالنسبة للشركة التي تسيطر على قطاع البرامج الإلكترونية منذ اكثر من ربع قرن. وبالرغم من ان ارباح الشركة تصل الى مليار دولار شهريا، فإن وول ستريت بدأ يشعر بالقلق من عدم قدرة مايكروسوفت على تحقيق دخول مجالات جديدة مثل التلفزيون والاعلانات عبر الإنترنت.

وقد انخفض سعر سهم الشركة من 28.38 الى 22.89 دولار لدى اعلان النبأ. وقد تحدث غيتس في المؤتمر الصحافي عن التزامه العاطفي بالشركة التي اسسها مع بول الان في نيو مكسيكو عام 1975 حيث كانا يبيعان برامج كومبيوتر على شريط مثقوب. واصبحت مايكروسوفت قوة مسيطرة في قطاع الكومبيوتر بعدما اختارتها شركة آي بي إم العملاقة، في عام 1981، لاعداد برنامج التشغيل الخاص بكومبيوتر شخصي. واوضح غيتس «عندما بدأت مع بول الين الشركة قبل 30 سنة، كان لدينا العديد من الاحلام بخصوص البرامج الإلكترونية. وليس لدي أي شك في ان مايكروسوفت ستلعب دورا بنفس الاهمية في الثلاثين سنة القادمة». وذكر منافسو غيتس ان دوره كان رئيسيا في بلورة عصر الكومبيوتر الشخصي. فقد اوضح روب غلاسر الموظـف السابق في مايكروسفوت والذي يعمل الان في شركة «ريل نيتووركس» «اعاد بيل غيتس تحديد قطاع البرامج الإلكترونية وقطاع الكومبيوتر. وتقاعده من العمل اليومي معلم كبير، باعتبارها نهاية عهد».

واوضح دافيد يونفي البروفسور في كلية الاعمال بجامعة هارفارد «انه سيشارك في القرارات الكبرى. ستتغير البنية، ولكن علينا الانتظار لمعرفة ما اذا كانت النتائج ستتغير هي الاخرى ام لا».

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر: الشرق الأوسط اللندنية-خدمة «نيويورك تايمز» -17-6-2006