الحرب الأهـليـة غـير العـراقيـة إنـتـحـار جـمـاعـي… للعـراق والمنطقة والعالم

 

المـهـنـدس فـؤاد الـصادق

 

 

المطلوب جـرعة من الحكمة والعـقلانية وروح المسؤولية المشتركة

البعض مازال يتشبث بالتفاؤول قائلا :

لا تحزن .. الحرب الأهـليـة ليست بحتمية كما أنها ليست بوشيكة لأنه .. ولأنه .. ولأنه ...

بينما البعض الأخر يقول :

تحزن أو لا تحزن فإنها بدأت بشكل محدود وكادت تخرج عن نطاق السيطرة بعد نسف مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام بسامراء في الأربعاء الأسود وتداعياته لولا نداءات المرجعيات بالتهدئة وضبط النفس لكن :

الى أي حد يمكن للمرجعيات التمسك بدعوات التهدئة مع ضغط الرأي العام الذي بات يأن من دوامة العنف والتذبيح والتهجير وغياب المعالجة والوقاية اللتان يجب أن تتبعان دعوات التهدئة كي يكون الإلتزام بدعوات التهدئة وضبط النفس قابلا للتحمل والإستمرار ! ؟

ومنْ يضمن في ظل ماتقدم أن تبقى الحرب الأهلية محدودة ؟

ليس هناك ما يضمن ذلك بل ستتوسع لتشمل العراق بل وتتجاوزه بسرعة البرق الى دول الجوار فالعالم العربي والإسلامي والغربي لتتحول الى كارثة عالمية بكل المقاييس تغرق العالم في أزمات وعقد مستعصية لعقود وعقود. وهذا وتحديدا ما يطمح ويعمل له ليل نهار الإرهاب .

فقبل أن تشتعل في العراق كان هناك حديث عن حرب أهلية جديدة أخرى في لبنان !!

وهناك حديث عن حرب أهلية في فلسطين !!

كما هناك محاولات حثيثة لتغذية جذورها بإيران في حوزستان وبلوجستان و.. !!

فكل شيء مهيء والأرضية جاهزة .. فَـلِـمَ المـقامـرة !؟

لقد حذرَ الكثيرون وحذرنا من تحول العراق الى مأوى ومصنع ومركز لتصدير الإرهابيين والإرهاب حين كان الإرهاب الأجنبي يذبح العراقيين بإسم المقاومة لكن لم يحمل احدا تلك التحذيرات محمل الجد حتى انتقل الإرهاب الى عواصم وعواصم عربية وغربية فكان ما كان من هزات وتداعيات وهزات إرتدادية مازالت تتفاعل مُـنذرة بما هو أخطـر وأكبر وكانت عملية الهجوم على اكبرالمنشئات النفطية في بقيق بالسعودية بعد الجريمة النكراء في الأربعاء الأسود بالعراق بوقت قصير دليلا اخرا على ماتقدم وترابط الإرهاب وخطته العـبثية لفتـح أبواب جهـنـم على  العالم كله .

حـقاً الحرب الأهـليـة غـير العـراقيـة إنـتـحـار جـمـاعـي… للعـراق والمنطقة والعالم وفي مقدمة المنتحرين الولايات المتحدة وما يدعيه بعض الكتاب والمنظرين الأمريكيين وغيرهم من إمكانية عدم المشاركة الأمريكية فيها والقدرة على إبقاءها غير شاملة ومحدودة في العراق ودون تدخل دول الجوار وغيرها والحيلولة دون إنشارها الى خارج العراق  ضرب من التبسيط والتسطيح اوالخيال والوهم والهروب من الواقع ومن خصوصيات العراق والمنطقة فمع اللحظات الأولى للإعلان الرسمي للحرب الأهلية في العراق ستتخذ الخلايا الإرهابية النائمة وغير النائمة المنتشرة في المنطقة والعالم قرارا فوريا بالتصعيد الشامل للعمليات الإرهابية وسرعان ما تتحول عملياتهم ولاسيما في المنطقة الى حرب شوارع مدمرة ومن زقاق الى زقاق وخاصة انهم يرون وقوع الحرب الأهلية في العراق علامة على إنتصارهم وسقوط الديمقراطية وبداية لحملة واسعة وجدية لإسقاط إنظمة الحكم القائمة وإستبدالها بأنظمة مثل نظام طالبان في أفغانستان او ما هو أسوأ من ذلك،بل سيتنفس الإرهابيون الصعداء ويتفرغون لغير العراق ؟

كيـف ؟

فبعـد جرّ العراق الى حرب أهلية لم تعد هناك حاجة كبيرة الى المفخخات والتفجيرات والعمليات الإرهابية فالحرب الأهلية سوف تنجز لهم ماهو أكبر وأكثر دون عناء وتخطيط وتكاليف فما عليهم إلا مراقبة الحرب الأهلية وتسعيرها كلما بدت تهدأ حتى يحين وقت الحصاد الأكبر وبذلك فإشتعال الحرب الأهلية في العراق يوفر لهم الطاقات والإمكانيات للتفرغ الى تفجير الأوضاع بشكل خطير وكبير في المنطقة وغيرها فالخروج أكثر من قبل من التمركز في العراق وعلى الجبهة العراقية ليفتحوا أكثر من جبهة وجبهة ضد الأمن والإستقرار في المنطقة وبحجة ديماجوجية أقوى تختزل ما آلت اليه الأمور في العراق كالتالي :

هـذه نتيجـة تمـسك العـراقيين بالخيار الديمقراطي ! !

هـذا هـو واقـع التـبـشـير بالديمقراطية والإصلاح !!

فهو لايعـني إلا الحرب الأهلية والتمزيق والتشريد والتذبيح والخراب الشامل !!

ومنْ يمكنه أن لايصدق الكذبة والحرب الأهلية قائمة لتنـفيذ التقسيم والتشريد والتذبيح متواصل يوميا والتخريب مستـمر !! والدعوات متواصلة من تلك الأقلية التي ألصقت نفسها بالمحافظين الجدد الأمريكيين ( الملتزمين بنشرالديمقراطية لضمان أمن ومصالح أمريكا ) فرفعت الديمقراطية كوسيلة للفوضى والتقسيم.

والوضع يصبح اكثر تعقيدا وخطورة وحساسية إذا لم تتمكن دول الجوار من مقاومة الإغراءات الكثيرة للتدخل فالتورط في الحرب الأهلية بالعراق .

وسيدعم الذرائع والسفسطة المتقدمة للإرهابيين ما من سنخها للمتطفلين على الإلتزام بالديمقراطية مثل دانييل بايبس (مدير منتدى الشرق الأوسط) في نيويورك صن (الأميركية) الذي يقول علناً :

((الحرب الأهلية في العراق  لن تكون كارثة استراتيجية للغرب بل هي مجرد كارثة إنسانية تحل بالعراقيين))! !

مضيفاً:

ان النزاع الطائفي المحلي في العراق سينعكس إيجاباً على قوات التحالف لأن المتمردين سيستهدفون حصراً العراقيين لإحداث المزيد من البلبلة في البلاد، وهذا ما يخفف من الخسائر البشرية التي تتكبدها قوات الاحتلال هناك الحرب الأهلية في العراق مفيدة للغرب فالنزاع الطائفي سينعكس إيجاباً على قوات التحالف لأن المتمردين سيستهدفون حصراً العراقيين، وهذا ما يخفف من الخسائر البشرية التي تتكبدها قوات الاحتلال هناك!.. والأقوى في كل هذه "الإيجابيات" فهو أن تسرع النزاعات الطائفية بين العراقيين المواجهة الأميركية مع إيران وسوريا. ورسم أحد البريطانيين أكثر السيناريوهات تشاؤماً على خلفية الأجواء العراقية التي تفيد عن تفاقم النزاعات الطائفية وهناك ترجيح بأن لا تقوى قوات التحالف أي قوات الاحتلال في العراق على السيطرة وأن تضطر للاستعانة بالأمم المتحدة.

انه الأكثر وقاحة وتناقضا فهو يرجح بأن قوات التحالف لا تقوى في السيطرة على الحرب الأهلية في العراق إنْ وقعت وأن تضطر للاستعانة بالأمم المتحدة كما يؤكد غير واحد أن تسرع الحرب الأهلية والنزاعات الطائفية بين العراقيين المواجهة الأميركية مع إيران وسوريا.

فهي إذن غيرمحدودة ولايمكن أن تكون كذلك لو وقعت وكيف يمكن أن لاتكون إلا كارثة استراتيجية للغرب فضلا عن كونها كارثة إنسانية تحل بالعراقيين  !!

والمقالات في هذا الإتجاه كثيرة لانريد أن نغرق في إستعراضها لكن من حسن الحظ انها صرخات تطلق هنا وهناك من شخصيات خارج الإدارة الأمريكية مازال ينسبها الإرهابيون للمشروع الديمقراطي والإدارة الأمريكية كلها لكن ما يسوق ويسوغ السفسطة المتقدمة يتمثل في غياب التعامل الموضوعي المحايد الجاد لإنقـاذ العراق من الحرب الأهلية بدعم ودفع العملية السياسية والإقـتصادية والعمرانية الى الأمام وبشكل ملموس للمواطن العراقي وغيره على الأرض وما تكشف عنه تصريحات السفير الأمريكي في العراق التي باتت كثيرة على عكس ماتمليه الدبلوماسية وتمس من السيادة العراقية فتأجـج المشاعر الوطنية والمزيدات عليها وتجر الولايات المتحدة كي تكون طرفا في النزاعات العراقية وربما لتخسر مستقبلا مصداقيتها في دعم الديمقراطية و.... الخ .

وهذا ما يضر كثيرا بالجهود الإيجابية للسفير والجهود الأمريكية لدعم الديمقراطية على مستويي المعايير والمؤسسات التي لابد منها لدعم ونشر الديمقراطية لبناء صداقة ولشراكة أمريكية عراقية طويلة .

يبدو أن البعض يضغط بكل الوسائل من جهة لإحضار نموذج  البوسنة الى العراق بتجنييد عقدة فيتنام وتغييب النموذج الياباني والألماني من جهة اخرى ولذلك نرى ان الجهود باتت تعمل على تحقيق رؤية غير واقعية لخلق تفاهم وتعاون هش بين الأطراف العراقية وعلى أسس تناقض الديمقراطية أحيانا بفرض تفاهم مزيف مفروض في أحسن الحالات لايكون الإ مؤقتا وعابرا ومهددا  لمستقبل العراق ووجوده بحرب أهلية طاحنة تهدد المنطقة والعالم .

وعلى كل التقادير في ظل الأوضاع الحالية فالحرب الأهلية في العراق محتملة وهي تبقى كذلك مازالت اسبابها قائمة ومتنامية وهي لاشك إنْ وقعت ستحرق دول ودول وتنتشر أثارها الكارثية الى العالم فلا يجوز أن يواصل المتفرجون التفرج منتظرين الكارثة مكتفين بالإدانة والدعوة الى التهدئة المجردة من مبادرات علاجية ووقائية عملية تنقذ الجميع من الكارثة فعلى الزعماء العراقيين مراجعة ما لهم وماعليهم لإصلاح الأخطاء التي باتت مرهقة ومتعبة للشعب ولأصدقاء الديمقراطية وداعميها كما على الولايات المتحدة مراجعة ما أقدمت عليه في العراق منذ سقوط صدام وحتى اليوم لتكريس الإيجابيات ومعالجة السلبيات وعلى رأسها تأطير الطائفية والمحاصصة بدلا من وضع الأسس الحقيقية للديمقراطية الى جانب عدم تشغيل ماكنة البناء والإعمار في العراق .

ونفس المراجعة لابد وأن تقوم بها دول الجوار والمنطقة والخليج والدول العربية والإسلامية والأوروبية وغيرها فأيا كانت الخلافات والإختلافات مع الولايات المتحدة  ومشاريعها فالعراق على اعتاب حرب اهلية لايمكن أن تكون محدودة اومحددة بحدود العراق فكما إنتشر الإرهاب من العراق الى عواصم وعواصم كذلك الحرب الأهلية ستنتشر وسوف لن ترحم أحدا .

 

 

مـواضـيـع ذات صـلة :

 

المواضيع تعـبر عن أراء أصحابها

5  خبراء استراتيجيين أمريكيين يجيبون: هل ما يحدث في العراق حرب أهلية ؟                       

اميركا تخشى على الشرق الأوسط من حرب أهلية”محتملة “ في العراق

حرب أهلية عراقية لإنقاذ أمريكا ؟

العراق على أعتاب حرب أهلية والولايات المتحدة ليست مسؤولة عن الاقتتال الطائفي في العراق.

من أجل تجنب الانتحار الجماعي !

مدير منتدى الشرق الأوسط في نيويورك صن الأميركية:

الحرب الأهلية في العراق لن تكون كارثة استراتيجية للغرب بل هي مجرد كارثة إنسانية تحل بالعراقيين..!!

الفدرالية في العراق غدت أمراً محتوماً ومطلوباً.. اللاعبون العراقيون الرئيسيون ليسوا مستعدين لمصالحة مزيفة مفروضة من الخارج..

برونوين مادوكس : ماذا لو اندلعت حرب أهلية في العراق؟

الحرب الأهلية في العراق ورقة خاسرة : واشنطن تتهيأ لنزع مخالب إيران النووي

خبير مصري يحذر من حرب أهلية بالعراق ويقدم الحل

رئيس الجبهة التركمانية: يحق لتركيا التدخل في حال نشوب حرب أهلية بالعراق

العراق: لسنا أمام حرب أهلية ولكن...

الحكيم يدعو إيران لحل خلافاتها مع أميركا

تقارير امريكية سابقة تدعو الى تعديلات لصالح السنة

 

 

حرب أهلية عراقية لإنقاذ أمريكا ؟

 

في ظل استمرار العنف وتعدد الإغتيالات وعمليات الخطف، تتصاعد المخاوف في صفوف العراقيين من نشوب حرب أهلية بين الطوائف والأعراق التي يتشكل منها العراق.

في المقابل، تستهوي بعض الرؤى والأفكار الغربية الداعية إلى تقسيم البلاد او إلى عزل السنة أوساط القرار السياسي في واشنطن التي تبحث عن مخرج من المستنقع.

كانت الكاتبة الأمريكية فيب مار أول من تنبّـأت بغرق عراق ما بعد صدام في لجج صراعات حادة، بحثا عن هوية جديدة.

وقالت في كتابها "تاريخ العراق الحديث": "العراق يبحث الآن عن رؤية جديدة لنفسه، لا بل أيضا عن هوية ثقافية وسياسية مغايرة لا تتطلع إلا إلى الداخل العراقي، وتحل مكان الهوية القومية العربية السابقة. لكن هذا لن يكون سهلا".

وبالطبع، ليس من الصعب معرفة لماذا هذا لن يكون سهلا. فالأكراد العراقيون المتمتعون بشبه استقلال تحميه الحراب الأمريكية منذ أكثر من عقد، يجدون صعوبة كبرى في الاندماج في الجسم السياسي العراقي.

والسنّة الخارجون لتوّهـم من تجربة القومية العربية في طبعتها الفاشية "الصدامية"، لن يسهل عليهم الاندراج في هوية يُـسيطر عليها، لا الوطنيون، بل الأصوليون في الفئات الأخرى.

والشيعة، يمرّون في حالة "إحياء ديني" تتضمن تشديدا أكبر على دور الدين والشريعة في الهوية والسياسة، وهذا يخلق بينهم وبين الفئات الأخرى فضاءات شاسعة قد لا تملأها سوى الصراعات الحادة.

بيد أن هذه الصعوبات كان يمكن أن تذلَّـل من خلال صيغة توافقية انتقالية كتلك المطبقة في لبنان، لولا أن هذا التشظي الداخلي بات يتقاطع مع تطورات خارجية خطرة. كيف؟

فرانسيس فوكوياما، صاحب نظرية "نهاية التاريخ"، وبيتر غالبرايث، أحد أبرز المسؤولين الأمريكيين السابقين الذين ساهموا في حل المسألة البوسنية. Swissinfo) )

 المنعـطـف

هنا، ومع هذا السؤال، نجد أنفسنا أمام مُـنعطف كبير تمرّ فيه راهنا السياسات الأمريكية إزاء العراق. منعطف بدأ ينقلها من موقع ما يطلق عليه "بناء الأمة" (أو الدولة) العراقية، إلى موقع "بناء الأمم" العراقية.

وبكلمات أوضح: بدأ التفكير الاستراتيجي الأمريكي، وبسبب فشل مشروع السيطرة العسكرية على العراق، يُـداعب فكرة تقسيم البلاد على أسس عرقية – طائفية كوسيلة للخروج من "المأزق الفيتنامي الجديد"، على حدّ تعبير "نيويورك تايمز"، هناك.

كان أول من أشار إلى هذا التحّول، المفكران الأمريكيان البارزان، فرانسيس فوكوياما، صاحب نظرية "نهاية التاريخ"، وبيتر غالبرايث، أحد أبرز المسؤولين الأمريكيين السابقين الذين ساهموا في حل المسألة البوسنية.

لا يوافق فوكاياما على تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، شيعية، وكردية، وسنيّة، "إلا في حالة اليأس الشديد"، على حد تعبيره، لأن ذلك قد يؤدّي إلى فوضى دموية كتلك التي حدثت مع تقسيم الهند، وإلى تدخّـل القوى الإقليمية، مثل إيران وتركيا. بيد أنه يقترح ما هو أسوأ من التقسيم: العمل على إبرام تحالف فيدرالي بين الشيعة والأكراد الذين يُـسيطرون معا على كل المناطق الغنية بالنفط، وإجبار السنّـة المعزولين على الرضوخ لهذه الصيغة، مقابل حصولهم على بعض إيرادات النفط.

لكن غالبرايث الذي نشر مؤخرا دراسة في مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس" حول هذه المسألة، كان أكثر وضوحا وأقلّ ترددا في الدعوة إلى التقسيم الفعلي للعراق، إذ شدّد على الآتي:

- "الواقعية" حلّـت مكان الديموقراطية وبناء الأمة، كاهتمام مركزي لإدارة بوش في العراق، التي باتت تعلم الآن أنه، حتى لو أراد إياد علاوي أن يكون صدام حسين آخر، فلن يستطيع. فهو لا يمتلك لا الجيش ولا الحرس الجمهوري ولا أجهزة الاستخبارات التي دمّـرتها أمريكا، والتي سمحت في السابق لصدام بأن يكون صداما.

- وهذه "الواقعية، ستفرض التعاطي مع ما هو قائم بالفعل الآن في العراق. فالأكراد يتصرّفون في الشمال بصفتهم دولة مستقلة، ومختلف الأحزاب والمؤسسات الدينية الشيعية هي السلطة الحقيقية المقبولة في الجنوب، والسنـّة أقاموا شبه دولة مستقلة في الوسط. لا أمريكا ولا علاوي قادران على تغيير هذا الواقع. وبالتالي، مأسسة هذا الواقع على الأرض في "كنفدرالية مرنة" هو الحل الوحيد.

- إقامة تحالف شيعي – كردي يكون مركز الكنفدرالية، سيعني أنه يمثّل 80% من الشعب العراقي، وسيحل مشكلة الانفصالية الكردية ويساعد على احتواء الراديكالية الشيعية، وهذا سيسمح للحكومة بالتركيز على "التمرد السنّـي" العربي، وعلى مسألة الأمن والنظام في العاصمة.

الـتـفـكـيـك بـديـلا عن الإنسحاب؟

طرد السنّـة إلى خارج المعادلة، وإدخال الشيعة والأكراد إليها، وإبقاء الأمريكيين فوقها كحكّـام كرة قدم بين هذه الأطراف: هذا ما يقترحه المفكران، وبرأيهما "الكنفدرالية المرنة"، المستندة إلى تحالف الأكراد والشيعة، وحدها قادرة على محاصرة الأصوليين في المثلث السنّـي، وعلى تمكين الأكراد من التمتّـع بدولة عِـلمانية بمساندة أمريكية – غربية في الشمال، وتسهيل حياة الشيعة في دولة إسلامية كما يريدون في الجنوب.

يُـلقي هذا المنطق الأضواء على نقطة مهمة: "المأزق الفيتنامي" الأمريكي في العراق لا يدفع واشنطن (حتى الآن على الأقل) إلى التفكير بالانسحاب من بغداد، كما انسحبت من سايغون، بل إلى العمل على تفكيك العراق لتسهيل السيطرة عليه، وهذا رأي يؤكّـده الباحث الاستراتيجي الأمريكي أنطوني كوردسمان، الذي يرى أن الولايات المتحدة تعتبر أنها "لم تخسر العراق، بل خسرت فقط واحدة من إستراتيجياتها فيه".

كما تؤكّـد ذلك المحلّـلة البريطانية، أميتي شيلز التي تشّدد على أن تزايد "فتنمة" (من فيتنام) الحرب في العراق، يدفع المسؤولين كما عامة الشعب الأمريكي إلى البحث عن "كل - وأي" وسيلة لتحقيق النصر "بهدف الانتقام من فيتنام".

وعلى أي حال، لم يفعل الرئيس بوش غير ذلك حين أعلن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 سبتمبر الجاري أن بلاده "لا تنوي الانسحاب من العراق، بل هي مصمّـمة على تحقيق النصر". ويبدو واضحا الآن أن هذا النصر لم يعد ممكنا، إلا من خلال الأفكار التقسيمية التي يقترحها فوكوياما وغالبرايث.

هذه نقطة، وثمة نقطة أخرى لا تقل أهمية: احتمال تقسيم العراق سيحوّل هذا البلد من نموذج للديموقراطية، كما كانت تعلن واشنطن، إلى نموذج للحروب الأهلية المُـؤدّية إلى "البلقنة" و"الافغنة" و"اللبننة" (سابقا) في الشرق الأوسط، وهذا على أي حال، كان أمرا متوقّـعا لسببين رئيسين اثنين:

الأول، أن تحوّل الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر 2001 من دولة أمر واقع في الشرق الأوسط إلى دولة "مُـراجـعـة" (Revisionist) وعاملة على تغيير هذا الأمر الواقع بالقوة، قد خلق أصلا حالة لااستقرار شاملة في الشرق الأوسط لما تضمنه هذا التحوّل من مشاريع لتغيير الأنظمة والكيانات.

والثاني، أن الانقلاب الأمريكي كشف النقاب عن سر لطالما كان معروفا في المنطقة: "الدولة- الأمة" العربية تُـعاني بالفعل من سكرات الموت، وعلى كل الأصعدة الشرعية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية. والآن، وقد رُفـع الغطاء الأمريكي- الغربي عن هذه الدول، فإنها ستكون وجها لوجه أمام مصائرها، وسيكون العراق العيّـنة الأولى عما يمكن أن تكون عليه مثل هذه المصائر.

سعد محيو – بيروت

وكل ذلك بحسب رأي سعد محيو وطبقا للنص الوارد في المصدر المذكور .

المصدر : swissinfo-  23 -9-2004

 

 

   ساطع نور الدين في السفير:

                                                       من أجل تجنب الانتحار الجماعي !

 

 

لاحظ ساطع نور الدين في "السفير" ان واشنطن والمسؤولين العراقيين لم يعترفوا ان العراق يعيش في حرب أهلية، معتبراً ان هذا ليس غريباً أو مفاجئاً، لأن بديله هو إعلان الفشل لمشروع تم الزعم انه يستهدف إعادة بناء الوحدة الوطنية العراقية على أسس جديدة. لكن نور الدين، رأى ان الحرب تحولت إلى خيار وحيد:

التعايش يزداد استحالة وخطوط التماس باتت ترتسم بوضوح في مختلف المناطق والمحافظات، وأحياناً داخل كل مدينة وبلدة، وتنذر بما هو أخطر من الحدود الجغرافية التي رسمتها الحرب الأهلية اللبنانية بين الطوائف. ورجح ان أسوأ ما في هذا الخيار هو انه لا يزال في بداياته الأولى، تماماً كما كانت الحال في لبنان في منتصف السبعينيات عندما أقفل اللبنانيون على أنفسهم وعلى أي تسوية سياسية وانطلقوا إلى الحرب التي تستهدف تصفية الآخر وإزالته كلياً. غير ان نور الدين، ذكر بأن  اللبنانيين كانوا ولا يزالون يجدون علاقة سببية وثيقة بين حربهم الأهلية وبين الأزمات الإقليمية الكبرى المحيطة بهم، بخلاف العراقيين الذين لا يستطيعون العثور على مثل هذه الذريعة، التي يمكن أن تساعدهم في تقدير موعد انتهاء حربهم الأهلية التي ليس لها أفق سياسي، وليس لها أي وسيط إقليمي أو دولي يمكن أن يقود العراق إلى ما يشبه اتفاق الطائف اللبناني ويجنب أهله الانتحار الجماعي.

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر المذكور .

http://64.69.89.4/iso/today/signature/68.html

 

 

جيم هوغلاند في واشنطن بوست:

 الفدرالية في العراق غدت أمراً محتوماً ومطلوباً.. اللاعبون العراقيون الرئيسيون ليسوا مستعدين لمصالحة مزيفة مفروضة من الخارج..

 

اعتبر جيم هوغلاند في "واشنطن بوست" ان أجواء وشبح الحرب الأهلية ليست جديدة على العراقيين فقد كانت مخيمة على العراق منذ 30 عاماً. ووصف السلام الذي كان يسود هذا البلد قبل الغزو الأميركي بأنه سلام المقابر. وأوضح ان عمليات الإبادة الجماعية التي أنزلها نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالأكراد والشيعة قد أثارت في نفوس العراقيين أحقاداً كانت تنتظر الفرصة المؤاتية لتتفجر. فاعتبر ان الغزو الأميركي وفر للعراقيين هذه الفرصة التي تمثلت بتفجير المرقد الشيعي في سامراء وما أعقبها من عمليات انتقامية بحق السنّة. وحمل هوغلاند بشدة على الإدارة الأميركية لأنها شنت الحرب على العراق من دون أن تجري دراسة معمقة لتاريخ هذا البلد. واتهم واشنطن بأنها تعمل على تحقيق رؤية غير واقعية للمصالحة الوطنية في العراق. فاللاعبون الرئيسيون ليسوا مستعدين لمصالحة مزيفة مفروضة من الخارج وهو ما يعزز رغبة الأكراد والشيعة في تحقيق نوع من الاستقلال الذاتي والانفصال عن الوسط (السنّي). وأوضح ان المصالحة التي تحاول واشنطن فرضها على الشيعة والأكراد في المرحلة الراهنة تقوم على تقديم تنازلات للسنّة لإبعادهم عن التمرد وهو أمر لا يبدو ان الأكراد والشيعة مستعدون له. ووجه المعلق الأميركي أصابع الاتهام إلى المسؤولين الأميركيين ولا سيما السفير زلماي خليل زاد، في تأجيج الأحقاد بين الشيعة والسنّة وذلك عبر تهديده الشيعة علناً بأن الولايات المتحدة ستقلص مساعداتها للحكومة العراقية إلى النصف، ما لم توافق هذه الحكومة على تعيين وزير داخلية غير طائفي وإبعاد عناصر الميليشيات الشيعية عن قوى الأمن العراقية. وخلص هوغلاند، إلى انه نظراً إلى المقاربة الأميركية الخاطئة لقضية المصالحة الوطنية العراقية، فإن الفيدرالية تبدو اليوم أمراً محتوماً ومطلوباً في الوقت نفسه إذ انها السبيل الوحيد للحفاظ على تماسك العراق وأمنه وضمان مستقبله.

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر المذكور .

http://www.washingtonpost.com/wp-

 

 

برونوين مادوكس في تايمز (البريطانية): ماذا لو اندلعت حرب أهلية في العراق؟

 

 

استعرض برونوين مادوكس في "تايمز" البريطانية، في مقالة تحت عنوان "ماذا لو اندلعت حرب أهلية في العراق؟" التداعيات المحتملة لهكذا صراع محلي. واستهل بالإشارة إلى ان الزعماء العراقيين يحاولون تفادي الفتنة الطائفية غير ان الواقع انه منذ تفجير سامراء بدأت المخاوف تتضاعف من احتمال أن تأخذ الأوضاع في العراق منحىً سيئاً قد يقود إلى حرب أهلية لا تحمد عقباها. غير أنه أمل بأن يقرر الزعماء السنّة والشيعة في العراق تجنب الحرب الأهلية وينضم السنّة إلى محادثات تشكيل الحكومة ويظهر الشيعة مزيداً من الرغبة في إنجاح هذه المحادثات. غير أنه في حال أفلتت الأمور من أيدي المسؤولين الأميركيين والعراقيين، فإن السيناريو الأسوأ هو أن ينتشر العنف المذهبي في كافة أنحاء العراق حيث يجبر السنّة الشيعة على الخروج من بغداد ويضطر السنّة في الجنوب إلى الهرب نحو الشمال مخافة التعرض للقتل. وأضاف ان بعض المحللين يتوقعون أن تؤدي حرب أهلية في العراق إلى انقسامه إلى ثلاثة مناطق الأولى كردية في الشمال والثانية سنّية في الوسط والثالثة شيعية في الجنوب. غير انه لفت إلى ان الكابوس الذي يخشى الجميع أن يتحقق في العراق، هو أن يؤدي فشل المحادثات حول تشكيل الحكومة إلى انقسام البلد إلى عشرات المناطق التي تخضع كل واحدة منها لسلطة ميليشا محلية. وحذر من انه في هذه الحالة فإن المعارك الأكثر ضراوة ستدور بين الشيعة أنفسهم وخصوصاً بين المجموعات الشيعية الثلاثة المتنافسة على السلطة. هذا على الصعيد الداخلي، أما بالنسبة إلى جيران العراق من الدول العربية، فاعتبر مادوكس، ان أي نزاع طائفي قد يشهده هذا البلد سيدفع الأقليات الشيعية في هذه الدول إلى التمرد بينما سيتعزز نفوذ التنظيمات السنية المتشددة وعلى رأسها "القاعدة". وأمل بأن يلعب جيران العراق دوراً أكبر في الحفاظ على الاستقرار فيه وإنجاح محادثات تشكيل الحكومة لأنها السبيل الأوحد لضمان التوازن والتماسك في العراق. أما تركيا، فرجح مادوكس أن تصغي إلى الدول الأوروبية التي تدعوها إلى البقاء على الحياد بما يتعلق بالشؤون العراقية رغم خشيتها من ولادة دولة كردية على حدودها وتوقها إلى حماية الأقلية التركمانية، وذلك حرصاً من أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. أما إيران، فأكد المعلق البريطاني ان لا مصلحة لها في نشوب حرب قد لا تنجح في التحكم بها والسيطرة عليها رغم أنها تشعر بالرضا لأن الأميركيين يلقون هزيمة في العراق. لذلك رجح أن تسعى إيران إلى تجنب الحرب وأن تحض الشيعة على بذل جهود حثيثة من أجل الحفاظ على وحدتهم وتعزيز التماسك الشيعي في الجنوب، وأن تواصل طهران في الوقت نفسه توطيد علاقاتها بسوريا وحزب الله لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط. وبالنسبة لدول التحالف التي تقودها أميركا فإنها، بحسب مادوكس، ستطلب المساعدة من الأمم المتحدة، في حال نشوب نزاع طائفي في العراق حيث سيكون من الصعب على القوات الأميركية والبريطانية السيطرة على الوضع من دون تدخل المنظمة الدولية.

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر المذكور .  

http://www.timesonline.co.uk/article/0,,7374-2065433,00.html

 

 

دانييل بايبس (مدير منتدى الشرق الأوسط) في نيويورك صن (الأميركية):

الحرب الأهلية في العراق لن تكون كارثة استراتيجية للغرب بل هي مجرد كارثة إنسانية تحل بالعراقيين..!!

 

اتهم دانييل بايبس في "نيويورك صن" الأميركية، العراقيين السنّة بتفجير مرقد الإمامين في سامراء وذلك ضمن خطة لاستعادة زمام المبادرة وصولاً إلى السيطرة التي طالما تمتعوا بها في العراق. وحذر من ان مثل هذا العمل وما لحقه من عنف طائفي قد يؤسس لحرب أهلية في هذا البلد. غير ان بايبس الذي رفض الاتهامات التي وجهت إلى القوات الأميركية بالوقوف وراء تفجير سامراء، أقر بأن واشنطن أخفقت في تحقيق هدفها بإقامة عراق حر وديمقراطي. إلاّ أنه أوضح ان سبب هذا الفشل ليس مسؤولية الأميركيين وحدهم، فالضرر الذي ألحقه صدام حسين بالعراق يحتاج إلى سنوات طويلة لتتم إزالته. لافتاً إلى ان قوات التحالف لا يمكن أن تنجح في حل الخلافات السنّية الشيعية لأن هذه المشكلة لا يستطيع حلها سوى العراقيين أنفسهم. غير ان بايبس، وهو من المحافظين الجدد ومعروف بمواقفه المعادية للعرب والمسلمين، رأى ان الحرب الأهلية في العراق لن تكون كارثة استراتيجية بالنسبة للغرب وخصوصاً الولايات المتحدة بل هي "مجرد" كارثة إنسانية تحل بالعراقيين. وأوضح ان النزاع الطائفي المحلي في العراق سينعكس إيجاباً على قوات التحالف لأن المتمردين سيستهدفون حصراً العراقيين لإحداث المزيد من البلبلة في البلاد، وهذا ما يخفف من الخسائر البشرية التي تتكبدها قوات الاحتلال هناك. وهذه الإيجابية التي أوردها بايبس ليست الوحيدة فالصراع الأهلي في العراق سيقلص من خسائر الغرب عموماً خارج هذا البلد حيث ستشغل المواجهات بين الشيعة والسنة عموم المسلمين الذين توقع أن تتبعثر جهودهم وتتوجه اهتماماتهم نحو ضرب بعضهم البعض بدلاً من استهداف المصالح الغربية. ومن هنا توقع أيضاً أن تصل شرارة الحرب الأهلية إلى الدول المجاورة التي تضم مجموعات إثنية متنوعة. أما الأقوى في كل هذه "الإيجابيات" لحرب أهلية في العراق فهو توقع بايبس، أن يؤدي النزاع الطائفي بين العراقيين إلى تسريع المواجهة الأميركية مع إيران وسوريا بذريعة تدخل هاتين الدولتين في العراق.

. ورسم أحد البريطانيين أكثر السيناريوهات تشاؤماً على خلفية الأجواء العراقية التي تفيد عن تفاقم النزاعات الطائفية وهناك ترجيح بأن لا تقوى قوات التحالف أي قوات الاحتلال في العراق على السيطرة وأن تضطر للاستعانة بالأمم المتحدة.

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر المذكور .

http://www.nysun.com/article/28267

 

 

الحرب الأهلية في العراق ورقة خاسرة

 

 

واشنطن تتهيأ لنزع مخالب إيران النووي

التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أمام مجلس الشيوخ الأميركي، والتي أبدي خلالها عدم استعداد أميركا للتورط في أيّة حرب أهلية قد تندلع في العراق، يمكن فهمها فقط علي ضوء التصعيد بين طهران وواشنطن حول الملف النووي الايراني.

ما قاله رامسفيلد هو رسالة موجهة إلي المسؤولين الايرانيين الذين باتوا يعتقدون أنّ بامكانهم مواجهة أميركا علي الأراضي العراقية. وتدرك واشنطن من جانبها هذه الحقيقة جيداً، وهي تعلم أنّ بامكان طهران تصعيد الموقف داخل العراق ودفعه باتجاه حرب أهلية طائفية، وأن حكام طهران لن يترددوا عن فعل ذلك سواء مباشرة أو عن طريق غير مباشرة بهدف احراج واشنطن في حال فكرت بتوجيه ضربة عسكرية لايران.

يمكن اعتبار الرسالة بداية العد التنازلي لضربة باتت برأي الخبراء والمحللين شبه مؤكدة. ولم تخف اسرائيل خططها، التي أصبحت كما تقول جاهزة تنتظر قرار التنفيذ، لمهاجمة إيران بعد عزلها اقتصادياً وسياسياَ. ولن يقتصر الهجوم الذي ستشارك فيه أميركا وأطراف أوروبية علي المشروع الايراني النووي فقط، بل سيستهدف أيضاً البنية الاقتصادية والتكنولوجية ليعيدها عشرات السنين إلي الوراء. وتعتبر الولايات المتحدة إيران أكبر تحد للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

ولكن، هل تستطيع أميركا المغامرة بمستقبل تواجدها في المنطقة تاركة العراق يغرق في حرب أهلية مدمرة؟

يبدو أنّ القراءة الأميركية لأيّة نتائج قد تسفر عنها مثل هذه الحرب ليست بحجم السوء الذي يظنه بعض المحللين. وهناك ثلاث حقائق تستند إليها واشنطن في تحليلها تفسر هذا التفاؤل الأميركي.

الحقيقة الأولي: تعتقد الادارة الأميركية أنّ العراق لن يقع تحت السيطرة الايرانية، وأنّ الولاء الطائفي لن يكون بديلاً للولاء الوطني، فالعراقيون، ومن ضمنهم الشيعة، لن يرضوا بوضع يصبح فيه العراق تابعاً لايران.

الحقيقة الثانية: لن تفضي الحرب الأهلية، حتي وإن امتدت عشرين عاماً، إلي تقسيم العراق لدويلات، فالمصالح الاقتصادية والديموغرافية والجيوسياسية والروابط الاجتماعية أقوي من نوازع الفرقة. والعراق، حسب المفهوم الأميركي، يحتاج فقط إلي توزيع عادل للحصص، وأيّة حرب أهلية ستفضي لاحقاً إلي صيغة تقبلها الأطراف المتصارعة جميعها.

الحقيقة الثالثة: يعتقد الأميركيون أنّ أيّ عراق جديد، ووفق أيّة صيغة يتبناها العراقيون، سيكون موالياً لأميركا وسيسمح، حتماً، بإقامة قواعد عسكرية أميركية دائمة في المنطقة. ولن يضرّ السيناريو الأسوأ المحتمل المصالح الأميركية، بل علي العكس قد يخدم هذه المصالح أكثر.

علي ضوء هذه القناعات، يري المحللون أنّ على طهران أن تعيد النظر في ورقة الضغط العراقية التي تلوّح بها في وجه واشنطن. فما بدا حديثاً عرضياً وجواباً لسؤال بسيط هو موقف جاد من الادارة الأميركية التي ستعمل علي تلافي أيّ تورط في حرب أهلية داخل العراق تحقق لحكام طهران حلمهم بنقل ساحة المعركة إلي داخل الأراضي العراقية.

تصعيد الموقف لن يخدم المصالح الايرانية أو مصالح الأطراف الأخري في المنطقة، فهو سيتحول في النهاية إلي ذريعة تحسن واشنطن استغلالها لتحقيق هدفين. الأول، الخروج من المأزق العراقي. والثاني، معاقبة طهران خدمة للمصالح الاسرائيلية، وذلك بإلحاق أقصي الدمار ببنية الاقتصاد الايراني ونزع مخالب طهران النووية التي لم تظهر بعد.

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر المذكور .

المصدر :العرب اون لاين

 

العراق على أعتاب حرب أهلية

 

جهاد الخازن

 

الولايات المتحدة ليست مسؤولة عن الاقتتال الطائفي في العراق.

ادارة جورج بوش بدأت تعد للحرب على العراق منذ يوم دخول الرئيس الجديد البيت الابيض، وقبل ارهاب 11/9/2001، وهي كذبت وزوّرت لتبرير شنّ حرب على العراق، ولم تستعد للوضع بعد الحرب، وقتل المدنيين العراقيين في العمليات العسكرية ارهاب تنظر في أقل منه محكمة جرائم الحرب الدولية.

حمّلت الولايات المتحدة دائماً مسؤولية القتل والدمار في العراق، الا انني لا أحملها مسؤولية القتل المتبادل بعد الاعتداء على مقام الإمامين في سامراء. وقلت مرة بعد مرة، منذ آذار (مارس) 2003، وعلى رغم الاخطاء والخطايا المتتالية والمتراكمة، انه باستثناء حرب أهلية، يظل الوضع العراقي من دون صدام حسين أفضل منه معه.

اليوم يقف العراق على أعتاب حرب أهلية هي السيناريو الوحيد الأسوأ من صدام حسين، وربما كان سقط في براثن هذه الحرب، واتهام أميركا حتى لو كان صحيحاً لا يفيد، وهو غير صحيح أصلاً.

المسؤولية في منع الكارثة هي على أهل البلد أولاً، وعلى الجيران ثانياً، فاذا كان زعماء الطوائف المختلفة حريصين على بلدهم، فعليهم ان يخففوا من الخطاب الطائفي ويقدموا مصلحة البلد ككل على مصلحة أي طائفة بعينها.

ثم هناك الجيران.

ايران تملك نفوذاً كبيراً مباشراً في أوساط الطائفة الشيعية، وهي تستطيع اذا شاءت ان تستخدم هذا النفوذ لوقف عمليات الانتقام بعد تدمير مقام الإمامين علي الهادي وحسن العسكري.

أما المملكة العربية السعودية والاردن، والى حد أقل مصر، فتستطيع ان تمارس نفوذها ضمن الجماعات السنية التي يعتبرها كل من هذه البلدان امتداداً له في العراق.

ما أخشى هو ان تتقاعس الدول العربية كالعادة، وان تستغل ايران المواجهة الطائفية في الرد على الضغوط الأميركية عليها، او كورقة مساومة، وقد لاحظت ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقى قرر فوراً، وهو في الشرق الأقصى ان أميركا مسؤولة.

المتظاهرون في العراق هتفوا «لا اله الا الله، أميركا عدو الله»، وطالبوا بانسحاب القوات الأميركية من العراق، وطرد زلماي خليل زاد، السفير الأميركي الذي اتهمه المتظاهرون بتحريك النعرات الطائفية، وهو اتهام لا يستند الى أي دليل، فالأرجح ان ضرب المقام من عمل ارهابيين يريدون اثارة فتنة، وقد جاءت ردود الفعل الشعبية تماماً كما يشتهي الارهابيون.

كان أكثر الأصوات اتزاناً وانسانية وسط ركام المساجد المضروبة هو صوت آية الله علي السيستاني الذي دعا الى ضبط النفس وإحباط الفتنة، كما حث على وقف جميع الاعمال الانتقامية. وكان افضل صوت بعده للزعيم الشاب مقتدى الصدر الذي يبدو انه اكثر حكمة من شيوخ الطوائف. وموقف آية الله السيستاني مهم لأن الشيعة في العراق يحترمونه كثيراً ويعملون بنصحه. وموقف مقتدى الصدر مهم كذلك لأنه تترأس أقوى ميليشيا على الأرض، وجيش المهدي منتشر من بغداد الى الجنوب، ومدينة الصدر حيث يوجد نحو مليوني شيعي معقودة اللواء بكاملها للزعيم الشاب الذي دعا الى لجنة من علماء السنّة والشيعة لدرء الخطر، كما طلب اجتماعاً مع هيئة العلماء المسلمين (السنّة) في الكاظمية لوقف العنف المتبادل، وانتهى الطرفان باتفاق شرف يحرم استهداف المساجد ودم المسلم.

في المقابل كانت مواقف زعماء الطوائف الآخرين طائفية في شكل لافت، والدكتور ابراهيم الجعفري، رئيس الوزراء (العائد بفضل دعم مقتدى الصدر) كتب مقالاً بروح حزبية ضيقة، اما عبدالعزيز الحكيم فالقى خطاباً يدعو الى التهدئة الا انه أغفل ذكر كلمة واحدة عن الحكومة الجديدة، مع ان ضبط الاوضاع بحاجة الى حكومة، وهو اختار اتهام أميركا وخليل زاد بتدبير الهجوم على مقام الإمامين. في المقابل كانت المجموعة السنية قاطعت مفاوضات الحكومة واجتماعاً دعا اليه الرئيس جلال طالباني، مع ان من الواضح تماماً ان الانسحاب من العملية السياسية يزيد الاخطار، وهي عادت الآن الى الحوار تحت ضغط الظروف، وربما عن قناعة.

هناك تشنج من الطرفين، وهو بلغ حداً يصعب معه توقع حل غداً، فالاهم الآن هو احتواء الازمة للابتعاد عن اللبننة او البلقنة، والخطوة الاولى هي تشكيل حكومة تضم الاطراف الرئيسة، فحتى من دون الاقتتال الطائفي الاخير كان العراق قد دخل مرحلة الخطر في غياب مثل هذه الحكومة.

الفيديرالية والاستحقاقات الوطنية يمكن ام تنتظر تنفيس الوضع، بل ان بحثها غير ممكن من دون وقف الاعتداءات المتبادلة، ولعل مبادرة الصدر تنجح في ضبط الوضع على الارض.

هل كان الوضع العراقي هبط الى هذا الدرك من الانقسام الطائفي لولا ان سلطة الاحتلال قسمت المناصب في مجلس الحكم والوزارات على أساس طائفي للمرة الاولى في تاريخ العراق؟

لا أعرف الجواب، وهو غير مهم الآن، مع انني سمعت من قادة الشيعة والسنة والاكراد شكوى متكررة من ان «الاستراتيجية الاميركية في العراق طائفية حتى النخاع».

حتى اذا كان هذا صحيحاً فانني بت أشك ان الهدف من اثارته الآن والتركيز عليه هو ان بعض زعماء الطوائف يحاولون استغلاله لتحقيق مكاسب لطوائفهم، لا سعياً وراء أي حل.

وربما أعتقد بعض قادة الشيعة ان انسحاب الأميركيين سيترك البلد تحت سيطرتهم لأنهم الغالبية، غير ان الأمل في حكمة الشيوخ والشباب، آية الله السيستاني ومقتدى الصدر، فقد كان موقف كل منهما بين أفضل ما سمعنا خلال الازمة.

هذه الازمة هي ايضاً محك نيات الجيران وقدراتهم، وأرجو ان تعمل ايران صادقة لاحتواء الغضب الشيعي، كما أرجو ان تدفع السعودية والأردن ومصر السنّة في اتجاه التهدئة بدل التصعيد.

الدور الاقليمي اساسي الا انه لن ينجح من دون تعاون من الداخل، فدول الجوار لا تستطيع ان تساعد العراقيين اذا كانوا لا يريدون ان يساعدوا أنفسهم.

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر .

المصدر: الحياة

 

خبير مصري يحذر من حرب أهلية بالعراق ويقدم الحل

 

 

تجاوز تأثير احتلال العراق البلد نفسه لدول المنطقة

 أعرب الدكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بصحيفة الأهرام المصرية، عن مخاوفه من اندلاع حرب أهلية في العراق ما لم تقم أطراف خارجية، وفق تعبيره، بإجراءات لنزع فتيل التوتر المتصاعد في العراق.

وقال سعيد في حوار مع CNN العربية، إن تلك الإجراءات تتضمن قيام قوات التحالف بنقل جزء كبير من سلطاتها في العراق للأمم المتحدة، وتحديد فترة زمنية لبقاء القوات الأمريكية هناك، مع زيادة الدور العربي "منعا لنشوب حرب أهلية بسبب تواجد القوات الأمريكية في العراق."

وأوضح سعيد أن تكرار ما حدث في العراق خلال العام الماضي، مع دول أخرى في المنطقة غير وارد "حتى سوريا وإيران" لأن الولايات المتحدة تساورها شكوك عديدة بشأن منهجها في العراق، كمأ أن تكلفة الحرب عالية جدا.

وحول جدية المبادرات الأمريكية الإصلاحية الخاصة بدول المنطقة، قال سعيد إن ما تعلنه الدول العظمى لا بدّ وأن يتسم بالجدية، ولكن السؤال هو إلى أي مدى ستصبر الولايات المتحدة على مثل تلك المبادرات.

وأشار الباحث المصري إلى إن المبادرة الإصلاحية الأمريكية مرتبطة بما حدث في 11 سبتمبر 2001، وهو ما يميزها عن أي مبادرات مماثلة طرحتها الولايات المتحدة سابقا، وخاصة بعد حرب تحرير الكويت.

ووصف سعيد اتفاق القوى السياسية الرئيسية في العراق على نظام سياسي للبلاد بأنه "ليس سهلا"، مشيرا إلى أن النتيجة العسكرية للحرب هو الأمر الوحيد الذي جاء وفق توقعات الولايات المتحدة.

وحول الدستور العراقي الجديد، قال سعيد إنه أثبت أن للمنطقة خصوصيتها، وهو ما أنعكس على الدستور الذي لم يختلف كثيرا عن معظم الدساتير الخاصة بدول المنطقة.

وتحدث سعيد عن مدى تأثر مصر وباقي دول المنطقة بما حدث في العراق، فقال إن كل المنطقة تأثرت من أكثر من زاوية، أولها توتر العلاقات مع الولايات المتحدة لشنها حربا ضد بلد عربي واحتلالها لأراضيه، وثانيا أن قضية الإصلاح أصبحت تتردد بقوة في دول المنطقة.

كما أشار سعيد إلى أن ما حدث في العراق كانا سببا مباشرا في عودة المحافظين بقوة إلى السياحة السياسية الإيرانية.

وأوضح سعيد أن تجربة صدام اثبتت فشل النظم الراديكالية في المنطقة لأنها فشلت في الحفاظ على التراب الوطني.

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر .

 المصدر : دبي، الإمارات العربية-25-1-2005-CNN

 

 

رئيس الجبهة التركمانية: يحق لتركيا التدخل في حال نشوب حرب أهلية بالعراق

 

 

أكد سعد الدين أركيج رئيس الجبهة التركمانية العراقية "أن لتركيا كل الحق في التدخل لحماية تركمان العراق في حال نشوب حرب أهلية في العراق"، وأضاف "هناك العديد من الأطراف تحاول منذ سنوات دفع العراقيين نحو حرب أهلية ولكن ليست هناك خلافات عميقة بين السنة والشيعة في العراق تؤدي الى نشوب تلك الحرب، ولكن هناك من يسعى لتأجيج الفتنة بينهما". وقال أركيج "أي حرب أهلية تندلع في العراق ستؤثر على المنطقة برمتها وعلى دول الإقليم بالدرجة الأولى، خاصة وأن العديد من هذه الدول ترغب بتمزيق العراق واندلاع أي حرب من هذا النوع سيكون تأثيره أكبر على تركمان العراق، ونحن لا ننتظر حدوث هذه الحرب لأن الجميع سيتضرر من آثارها".

وعلى الصعيد ذاته أكد عارف طيفور نائب رئيس البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الكردستاني "أن الزيارة التي قام بها الجعفري الى تركيا لم يكن الكثيرين من أعضاء كتلة الائتلاف ذاتها على علم بها وسمعوا بها من وسائل الإعلام". ووصف طيفور زيارة الجعفري الأخيرة الى تركيا، بأنها "غير قانونية وغير دستورية"، مضيفا "نحن الآن نعيش في ظل فراغ دستوري والجعفري لم يحصل بعد على ثقة البرلمان العراقي ليكون رئيسا للوزراء، عليه فالحكومة العراقية ليست ملزمة بنتائج تلك الزيارة". وطالب نائب رئيس البرلمان العراقي وعضو التحالف الكردستاني كتلة الائتلاف بتقديم توضيحات حول أسباب الزيارة، وقال "طلبنا من الائتلاف توضيح أسباب الزيارة التي نعتقد أن مسألة كركوك كانت من أهم المواضيع التي تم بحثها مع المسؤولين الأتراك، والجعفري أكد بهذه الزيارة موقفه في الاستمرار بالإنفراد في السلطة". وأشار طيفور الى "أن التحالف الكردستاني لم يحدد موقفه بشكل رسمي تجاه هذه الزيارة بعد ولكننا بانتظار وصول رد الائتلاف حول أسبابها وتوقيتها".

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر .

المصدر : أربيل - (3 آذار/مارس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

 

   

   5خبراء استراتيجيين أمريكيين يجيبون:

                                                              هل ما يحدث في العراق حرب أهلية؟

 

 

1- توماس هاميس:  لا ليست حرباً أهلية لأن السيستاني والصدر يمنعان اندلاعها

2-مايكل أوهانلن:  لا طالما لم تقع عمليات تطهير عرقي

3-مارينا أوتاوي:  لا لكن الوضع يمهّد لاندلاعها

4-كينيث كاشمان: نعم ولكنها ليست شاملة

5-ديفيد فيليبس:  نعم، وبدأت باغتيال محمد باقر الحكيم

ليونيل بينر Lionel Beehner

في شهر يوليو الماضي، طرح الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز جون بيرنز السؤال الاستفزازي التالي:

إذا وقعت الحرب الأهلية في العراق، كيف سنعرف؟

ربما يكون الجواب غير واضح، لكن السؤال أصبحت له دلالة خاصة وذات صلة بعد أن أعلن أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق مسؤوليته عن سلسلة من العمليات الانتحارية التي وقعت في بغداد مؤخرا، وبعد دعوته في الرابع عشر من سبتمبر الماضي الى "شن حرب شاملة ضد الشيعة في كل مكان في العراق"·

لقد توجه عضو هيئة التحرير والكاتب في موقع مجلس العلاقات الخارجية الإلكتروني CFR.ORG ليونيل بينر Lionel Beehner الى مجموعة من الخبراء ليسألهم عن وجهة نظر كل منهم حول ما الذي تعنيه الحرب الأهلية وما إذا كان ينطبق على ما يحدث في العراق الآن أم لا· فكانت هذه الإجابات:

- مايكل أوهانلن، زميل رفيع في دراسات السياسة الخارجية في معهد بروكنغز والذي شارك في تأليف كتاب "مؤشر العراق" IRAQ INDEX:

الحرب الأهلية التي أخشى اندلاعها في العراق هي التي تتم فيها عمليات تطهير عرقي، وهذا ما لا يحدث الآن· هناك من يحاولون إشعال الحرب الأهلية، لكن ذلك لم يحدث، كما أن أحدا من القادة السياسيين - باستثناء بعض الزعماء -لا يشجع على اندلاع حرب أهلية·

وأعتقد أن هذا العدد الكبير من الضحايا يسقط في العراق منذ زمن طويل مع فارق وحيد هو أن الضحايا الآن - في معظمهم - من لون طائفي واحد، بينما كان في السابق عشوائيا، أما إذا اندلعت مواجهات بين ميليشات وحدثت عمليات تطهير عرقي في الأحياء وبدأ الناس يقتلون بعضهم على نطاق واسع أو بدأ بعض الزعماء يدعون الى صراع منظم، فحينئذ يمكن أن نطلق على ما يحدث أنه حرب أهلية·

مواجهة شاملة

- كينيث كاتزمان المحلل البارز في شؤون الشرق الأوسط لدى وكالة البحوث التابعة للكونغرس الأمريكي في واشنطن:

الحرب الأهلية هي عنف منظم يستهدف تغيير البنية السياسية أو الحكم في بلد ما، أو صراع داخلي في دولة ما· فمثلا كان ثوار الكونترا في نيكارغوا يشنّون حرباً أهلية ضد الحكومة في الثمانينات، وفي الشرق الأوسط يعني هذا المصطلح الحرب بين إثنيات مختلفة في الدولة الواحدة، ولكن أي تمرد ضد الحكومة - باعتقادي - هو شكل من أشكال الحرب الأهلية·

لقد اتضح في الأسابيع الأخيرة أن العراق دخل في حرب أهلية، ولكن لا نعرف ما إذا كانت موقتة أم دائمة، ولا أقول إنها حرب شاملة كأن تشتعل الصدامات بين الحي والحي، فقد رأينا ردود فعل شيعية على نطاق ضيّق، وليس مواجهة شاملة· ولكني لا أعتقد أن مفهوم الحرب الأهلية يقتضي بالضرورة اندلاع المواجهات الشاملة، كما أن عدم وجود رد من طرف على اعتداءات الطرف الآخر لا يعني أن ما يحدث ليس حرباً أهلية·

- ماريانا أوتاوي، زميلة رفيعة ومديرة برنامج الديمقراطية وحكم القانون في مؤسسة كارينغي للسلم الدولي:

الانتقال من أعمال الإرهاب الى الحرب الأهلية يقتضي أن تقوم مجموعتان سكانيتان باستهداف إحداهما الأخرى بشكل مقصود، ولكن طالما أن الوضع عبارة عن قيام متمردين بمحاولة قتل الناس من أجل نشر الإرهاب، وبروز مشاعر الغضب من هؤلاء الناس تجاه الإرهابيين، فإن هذا لا يمثل حربا أهلية· ففي العراق، لا يمكننا القول إن ما يحدث هو حرب أهلية إلاّ إذا رأينا الشيعة يردون ويكون جميع السكان السنّة هم الأعداء· إنني أتردد في القول إن ما يجري في العراق حالياً هو حرب أهلية، فليس هناك دليل على أن السنّة - مثلاً - يستهدفون الأكراد··

لكني بدأت ألاحظ عناصر حرب أهلية، فما من شك في أن المتمردين يستهدفون الشيعة، وهناك أيضا بعض التقارير بعد تفجيرات بغداد الأخيرة، تظهر أن الميليشات الشيعية بدأت تنتشر مع أفراد الجيش العراقي، الأمر الذي يمثل إشارة على بدء وضع يمهد لاندلاع الحرب الأهلية·

تطور ينذر بالخطر

لقد رأينا ذلك يحدث في جنوب إفريقيا خلال الفترة من عام 90-1994 حيث وقع العديد من الهجمات في مناطق من قبل مجموعات الزولو التي كان أفرادها عبارة عن عمال مهاجرين في الفنادق، وكانت لتلك الهجمات دوافع سياسية وأصبح عمال الفنادق ذراعا للجيش· ولكن ما حدث بعد تلك الهجمات أن سكان تلك المناطق بدؤوا ينظرون للمجموعات المسلحة على أنها ليست وحدها العدو، بل لكل من ينتمي لتلك الإثنية، وأعتقد أن العراق ينزلق الى ما يقرب من ذلك الوضع، ولكنه لم يصل إليه بعد· وعلى أية حال فإنني أنظر الى نشر المليشيات الشيعية باعتباره تطورا ينذر بالخطر·

- ديفيد فيليبس، زميل في مجلس العلاقات الخارجية ونائب مدير مركز العمل الوقائي التابع له:

إنها حرب أهلية بالفعل - فالحرب الأهلية هي عبارة عن صراع يدور على أسس طائفية ويكون منظما ومنسقاً· وهذا ما يحدث في العراق منذ فترة، وأعتقد أن بداية البركان كانت التفجير الضخم في النجف (الذي أودى بحياة محمد باقر الحكيم والعشرات الآخرين) والذي وقع بعد عدة أشهر على سقوط نظام صدام، وهناك عدة مستويات من الشدة في الصراع الأهلي، ولكن حين ننظر الى الارتفاع المضطرد في عدد الضحايا وتأثير ذلك على الحالة النفسية للعراقيين، فإنني أعتقد أن هذا الوضع يرتقي الى مستوى حرب أهلية· وقد أكدت دعوة الزرقاوي لشن أعمال عنف طائفية أن ما يحدث بالفعل هو حرب أهلية·

ثم إن ما يحدث هو انهيار للعملية السياسية، وشهد النزاع الطائفي مزيداً من التصعيد، وقد أوقف الأكراد تعاونهم مع الحكومة وبدأ العراق يتفكك· وهذا سيجبر الولايات المتحدة على أن تتولى إدارة هذا التفكك وهذا يعني أن العراق ليس قابلا للحياة وأنه ليس بوسع الولايات المتحدة أن تبقي على 140  ألف جندي من قواتها في خضم حرب أهلية· وسوف نجد أنفسنا مضطرين لسحب قواتنا شمالا نحو المناطق الكردية التي كانت منطقة حظر جوي لعدة سنوات قبل سقوط نظام صدام، والعمل على حماية المصالح الأمريكية المتمثلة بحقول النفط في كركوك وحماية الديمقراطية في شمال العراق·

- توماس هاميس، كولونيل سابق في قوات المارينز، وقد خدم في العراق في أوائل عام 2004:

أعتقد أنك تعرف بوجود حرب أهلية حين تراها على الأرض ولكن هذه الحرب ليست قائمة حتى الآن، ففي الحرب الأهلية الحقيقية تنخرط جماهير المجتمع من كلا طرفي النزاع، في الحرب والحرب الأهلية تتميز بالعنف بين العائلة والعائلة· ولم يحدث مثل ذلك حتى الآن· وتذكروا أن بعض العائلات السنية لها فروع شيعية، ومن الواضح أن كل الأطراف تستعد لمثل هذا الاحتمال، ولكني أعتقد أن هناك مفاوضات بين السنّة والشيعة وأنهم يحاولون العمل من خلال الدستور، فالوضع لا يزال جيدا· وتذكروا أن كتابة الدستور في الولايات المتحدة استغرق ست سنوات· فمثل هذه الأشياء تحتاج الى بعض الوقت، كما أن هذه المنطقة لم تعرف الديمقراطية من قبل·

ويبدو أن الزرقاوي يحاول إشعال حرب أهلية، وهناك دلائل على أنه يكسب المزيد من المؤيدين العراقيين ولم يعد يعتمد على المقاتلين الأجانب فقط· إنها حملة إرهابية تهدف الى إثارة حرب أهلية، لكنها لا تحقق النجاح· إذ لم تخرج الميليشيات الشيعية على نطاق واسع للمشاركة في الصراع لأن الزعيم الشيعي آية الله علي السيستاني والزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر يحاولان تهدئة العنف ولا يرغب أي منهما في اندلاع حرب أهلية· وأعتقد أن الشيعة يؤمنون أنهم إذا التزموا بالعملية الديمقراطية، فسوف يظفرون بحكم البلاد· فلماذا يقبلون أن يُستدرجوا الى حرب أهلية لنيل ما قالوه بوسائل سلمية؟ بالطبع، فإن السنّة الذين حكموا العراق طوال 500 عام يفكرون بشيء من الغطرسة بأنهم الوحيدون القادرون على حكم العراق·

إحساس ضعيف بالهوية

- ستيفن ميتز، مدير البحوث في معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية Army War College في واشنطن:

المتعارف عليه أننا حين نسمع عن مصطلح "حرب أهلية" فإننا نعتقد أنها الحرب الشاملة، ولكني أعتقد أن هناك صراعات على مستوى يمكن أن نطلق عليه "حرباً أهلية"·

ومن حيث الاصطلاح، فإن الحرب الأهلية تعني نزاعا داخل الدولة الواحدة، وإن كان هناك تدخل خارجي· لقد قلت دائما إن فرص اندلاع حرب أهلية هي 50:50  ولم أشاهد شيئا سياسيا أو عسكريا يدفعني لتغيير موقفي·

المشكلة أن العراقيين ليس لديهم إحساس قوي بالهوية الوطنية، ولديهم الانتماء القبلي أو المحلي أقوى ومثل هذه الدول لا يمكنها تفادي الصراع الداخلي إلاّ إذا كانت لديها حكومة مركزية قوية·

ولسوء الحظ أن الديمقراطية ليست هي السبيل للحفاظ على وحدة مثل هذا المجتمع الممزق كالمجتمع العراقي· ولفهم الوضع العراقي، علينا أن نلقي نظرة على ما حدث في أجزاء من إفريقيا جنوب الصحراء SUB - SAHARAN AFRICA خلال الخمسين عاما الماضية، حيث كانت هناك دول ممزقة مثل العراق· فالدول التي كانت تتمتع بحكومة مركزية قوية هي فقط التي ظلت موحدة، ولكن السؤال بالنسبة إلى العراق هو: هل يمكن أن يوجد زعيم مركزي قوي؟ يبدو أنه لا يوجد مثل هذا الزعيم بالنظر الى طبيعة نظام الحكم القمعي لصدام حسين الذي هيمن على البلاد لأكثر من رُبع قرن·

فأي زعيم كانت له قاعدة شعبية أو كان يتمتع بالكاريزما، إما أنه قُتل في عهد صدام أو أنه كان يعيش خارج البلاد، وبالتالي، لا قاعدة جماهيرية واسعة له·

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر المذكور .

 المصدر: CFR.ORG - العدد 1699 

 

 

اميركا تخشى على الشرق الأوسط من حرب أهلية”محتملة “ في العراق

 

 

عواملها غياب حكومي وتدهور أمني وتوقف في العملية السياسية

ينتاب اجهزة المخابرات الاميركية قلق من اندلاع حرب اهلية في العراق لأنها ترى ان حربا كهذه ستفجر الوضع بين السنة والشيعة ليس في العراق فحسب وانما في منطقة الشرق الاوسط عموما

وان كانت تلك الأجهزة ترى ان دول الجوار العراقي متحفظة كي لا تتورط في المرحلة الأولى من تفجر الوضع.

ففي قراءة اولية للوضع لكنها مستندة على ما يبدو لمعلومات ووقائع راى جون نيغروبونتي رئيس الاستخبارات الاميركية ان نشوب حرب اهلية في العراق”ممكن “ وذهب الى ان ايران ستنجر الى الوقوف في صف الشيعة العراقيين، فيما تقف السعودية والاردن في صف السنة، كما اوردت عنه الوكالة الفرنسية للأنباء في تقرير بثته امس الاربعاء لمحررها جيروم برنار، الذي قال ان نيغروبونتي افاد بذلك في اجتماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الاميركي.

لكن برنار قال في تقريره نفسه ان الرئيس الاميركي جورج بوش قال امس الاول الثلاثاء انه لا يعتقد ان تندلع حرب اهلية في العراق وان كان يعترف”بوش “ بخطورة الوضع.

وقال نيغروبونتي الذي كان سفيرا في العراق حتى بداية العام الماضي ان "حربا اهلية ستكون لها انعكاسات على بقية الشرق الاوسط وعلى العالم".

الا ان مدير الاستخبارات العسكرية الاميركية الجنرال مايكل مابلز رأى في الجلسة نفسها ان ايران وسوريا والاردن والسعودية يفترض الا تسعى لاستغلال حرب اهلية في العراق في حال اندلاعها.

اما بشان الايرانيين فان جنرال الاستخبارات الاميركية اعتبر ان "ليس في مصلحتهم اندلاع حرب اهلية على نطاق واسع في العراق وانهم قد يتحركون على الارجح للحؤول دون ذلك" مؤكدا انهم لن يرسلوا قوات الى العراق في حال اندلاع حرب اهلية.

 وقال "لا نتوقع ذلك".

وتابع انه "لم يسجل اي تحرك من جانب سوريا" ولا من جانب الاردن ولا السعودية.

الا ان نيغروبونتي الذي يشرف على مجمل اجهزة الاستخبارات الاميركية وبينها الاستخبارات العسكرية، اوضح هذه الملاحظات بالقول ان الدول المجاورة للعراق "قد تتحفظ في البداية من التورط" لكن قد تنجر بعد ذلك حسب تطور الوضع.

ورأى انه "قد ينفجر نزاع بين السنة والشيعة مثلا. لدينا معلومات تشير الى ان ايران تقيم علاقات وثيقة مع عناصر شيعية متطرفة في العراق".

واكد المسؤولان الاميركيان ان ليست هناك حرب اهلية في العراق حتى الآن.

الا ان الجنرال مابلز قال ان الوضع "يبقى مع ذلك هشا جدا" موضحا ان "مزيدا من العنف سيكون له وقع بالغ جدا على الوضع في العراق".

وقال نيغروبونتي ان حربا اهلية تتطلب "غيابا كاملا لسيطرة الحكومة المركزية في المجال الامني (...) وتفكك او تدهور وضع القوات الامنية في البلاد، وتوقف العملية السياسية" والوضع ليس كذلك حاليا.

ورأى ان حكومة لا تضم كل المجموعات بشكل متوازن "قد تؤدي الى استمرار التمرد، وفي المقابل قد يؤدي تشكيل حكومة وحدة وطنية الى تراجع العنف".

ورحب نيغروبونتي بدور رجال الدين في العراق الذين كانوا "قوة سمحت بضبط الوضع"، مشددا على دور المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الذي "لعب دورا سمح بالاعتدال في السنوات الثلاث الاخيرة واستمر في لعب هذا الدور في الازمة الاخيرة.

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر المذكور .

المصدر :  جريدة الصباح – 2-3-2006 

 

العراق: لسنا أمام حرب أهلية ولكن...

 

ديفيد بروكس

 

خلال السنوات القليلة الأخيرة تحولت الحرب في العراق من حرب تحرير ضد صدام حسين إلى نزاع أهلي بين السنة والشيعة العرب. وحينما تنظر إلى هذا النزاع الأهلي فإنك تستطيع أن ترى كم كان نموذجيا مسار الأمور في الكثير من الحروب الأهلية التي وقعت في العالم خلال الستة عقود الأخيرة. فخلال هذه الحقبة الزمنية وقعت 225 حربا أهلية والكثير منها كان ذا مواصفات مشابهة بالنسبة للتمرد ومجابهته، حيث أخذ العنف فيها نفس الشكل الذي نراه اليوم في العراق.

هنا يجب القول إن صناع السياسات وواضعي الاستراتيجيات لم ينظروا للعراق ضمن السياق الأوسع لهذه النزاعات، وهذا يعود لأن الأميركيين يفكرون في الحروب الأهلية على غرار الحرب الأهلية التي وقعت في الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر، وهي لم تكن حربا أهلية نمطية على الإطلاق. كذلك لأن التعليم الذي كسبه الخبراء الأميركيون يستند إلى الحروب التي تقع بين الأمم حتى مع حقيقة كون الحروب الأهلية وقعت بنسبة تسع مرات أكثر من الحروب الأخرى.

ولو أنكم قرأتم مجلة «جورنال أوف بيس رسيرتش»، حيث يكتب الخبراء حول الحروب الأهلية، فستجدون أن منظورهم الأوسع عنصر مساعد لكم لرؤية العراق ضمن إطار أكثر وضوحا.

إنه لمن الشيق، على سبيل المثال، معرفة أن معدل أمد الحروب الأهلية هو ست سنوات. كذلك فإنه لأمر مفيد معرفة أن الحروب الأهلية تبدأ مثلما هو الحال مع العراق، بسبب فراغ السلطة على مستوى القمة. فحينما تصبح الحكومة المركزية للبلد غير فعالة، كما أصبح الحال في العراق بعد سقوط حكومة صدام حسين، حيث بدأت مجاميع مختلفة بالسعي لانتزاع قسط من السلطة والموارد.(وقوع الحروب الأهلية أكثر احتمالا في بلدان تمتلك نفطا ومصادر ثروات أخرى).

بالتأكيد يقوم قادة الفصائل المتمردة المسلحة بتضخيم الشكاوى والمظالم الإثنية كجزء من وسيلة لانتزاع المغانم، لكن الكراهية ذات الطابع الطائفي غير كافية لوحدها لبدء الحروب الأهلية. فتلك الحروب بدأت على يد النخب المحلية التي تريد بالدرجة الاساسية أن تستثمرها لخدمة مصالحها. وهي تقرر القيام بالعنف الآن على أمل انتزاع ثروة أكبر لاحقا. وقد يكون الدافع وراء قيام أولئك الأفراد بالقتل هو المظالم الاثنية، لكن الأشخاص الذين يقودون الحروب الأهلية هم عادة عقلانيون وجشعون في آن واحد.

وما إن تبدأ حرب حتى يصبح أمدها الزمني متأثراً بقوة وفاعلية الحكومة المركزية. فاذا كانت الحكومة المركزية قوية بما فيه الكفاية لمقاومة المتمردين واظهار التصميم بوجه الانتكاسات وكذلك رشوة زعماء التمرد بغرض المشاركة في المؤسسة الحاكمة، فانه يمكن بالتالي إنهاء الحرب. واذا كانت الحكومة المركزية ضعيفة او فاسدة أو اذا كان رد فعلها على التمرد يتسم بالوحشية المفرطة، فان الحرب، بالتالي، ستطول.

وهذا هو السبب الذي يجعل من الضروري أن تبقى الولايات المتحدة في العراق الى ان نتوثق من أن الحكومة قوية.

وهناك ثلاث طرق لانهاء الحروب الأهلية. ففي بلدان حيث تفعل الكراهيات الاثنية فعلها في خلق وضع مفرط الانحدار، قد لا يكون هناك جواب سوى التقسيم، أي الفصل بين الجماعتين. وفي بلدان حيث طرف معين لا يمكن أن يقبل بدون النصر الكلي فان الحرب، بالتالي، تبقى مشتعلة الى أن يواجه طرف معين هزيمة ساحقة.

ولكن الأنباء السارة القادمة من العراق الأسبوع الماضي هي أن السنة شاركوا في التصويت بحماس وبأعداد كبيرة. وفي ما قالوه وفي الطريقة التي تصرفوا بها أوضح السنة والشيعة على نحو لا لبس فيه أنهم بينما ينخرطون في خصومة شديدة فانهم يؤمنون بحماس بعراق ديمقراطي وموحد. وهذا لم يتحول بعد الى صراع حياة او موت.

وهذا يجعل من الخيار الثالث لإنهاء الحرب الأهلية، أي اتفاق مشاركة في الحكم، خيارا محتملا. ان صعوبة انهاء حرب اهلية عبر مساومة تكمن في أنه ما من طرف يمكن ان يثق بالطرف الآخر، الى الحد الذي يكفي لوضع سلاحه جانبا. وهذا هو السبب الذي يجعل من الضروري وجود طرف ثالث، كما هو حال الولايات المتحدة في العراق، من أجل حث الطرفين على التوصل الى تسوية، وفرض الاتفاق في ما بعد، وإعداد عقد اجتماعي فاعل بعدئذ، ومنع القوى الخارجية المناوئة من تخريب الاتفاق.

ومرة اخرى ذلك هو السبب الذي يجعل من الضروري أن تبقى الولايات المتحدة في العراق بما يكفي لتهدئة النزاع.

وفي الوقت الذي يدعو فيه البعض الى الانسحاب الفوري، هناك مزيد من الأنباء السارة بشأن العراق: تحسن في تدريب القوات العراقية، واستراتيجيات أكثر فاعلية لمكافحة التمرد، وازدهار في الاقتصاد العراقي، وتحسن كبير في استراتيجية البيت الأبيض في مجال الاتصالات، والثقة المذهلة للشعب العراقي، وخصوصا في ما يتعلق بالانتخابات المدهشة.

وكل هذه يعني أن الحرب الأهلية في العراق لا يتعين أن تكون مدمرة، أي اذا ما حقق العراقيون الهدوء وامتلكت الولايات المتحدة التصميم على انهاء مهمتها.

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر المذكور .

المصدر : الشرق الأوسط -*خدمة «نيويورك تايمز» - العدد 9883

 

الحكيم يدعو إيران لحل خلافاتها مع أميركا

 

 

اخذت تصريحات مستشار الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني التي دعا فيها الولايات المتحدة الأميركية للتفاوض بشأن العراق والملفات الأخرى بدأت تتفاعل داخل الساحة العراقية.

وقد بدا هذا التفاعل بين مؤيد ومعارض خصوصا وأن رئيس لائحة الائتلاف العراقي عبدالعزيز الحكيم كان قد دعا إيران أمس لحل خلافاتها مع اميركا.

وقد أكد الشيخ عبد الهادي الدراجي القيادي في التيار الصدري رفضه لأي شكل من أشكال التدخل في شؤون العراق، كما شدد على أن تصريحات عبدالعزيز الحكيم لا تمثل إلا رأيه الشخصي

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر المذكور .

المصدر : الحرة- 16/03/2006

 

 تقارير امريكية تدعو الى تعديلات لصالح السنة

 

 

مسودة الدستور العراقي.. تنذر بنشوب حرب أهلية

قال مصدر في الإدارة الأمريكية ل«الرياض)، ان بعض المستشارين في البيت الأبيض، قد وصلوا الى قناعة، ان الخلاف القائم على مسودة الدستور العراقي، قد تؤدي الى نشوب حرب اهلية في العراق.

وأضاف هذا المصدر، والذي رفض ان ينشر اسمه، ان كل التقارير التي تصل الى البيت الأبيض، تشير الى ان هذا الاحتمال وارد، وأنه اذا لم تدخل تعديلات، وبسرعة، على هذه المسودة، والتي تكون مقبولة على الجميع، فإن الحرب الأهلية قادمة لا محالة، حسب ما يقول هذا المصدر. وتضيف هذه التقارير، حسب نفس المصدر، ان اية تعديلات في مسودة الدستور، يجب ان تكون موجهة الى ابناء الطائفة السنية، لكي تفسح المجال امامهم للمشاركة، والموافقة على الدستور. ويقول المصدر، ان الإدارة الأمريكية معنية في نجاح التصويت على الدستور المقترح، والذي من المفروض ان يجري في الخامس عشر من شهر (تشرين الأول) اكتوبر القادم، وانها تقوم بتحركات مكثفة من وراء الكواليس لإنجاح هذا الأمر. وقد طلبت من المسؤولين الأمريكيين المتواجدين في العراق، ارسال تقارير يومية عن تطور الأمور السياسية هناك.

ويضيف المصدر، ان نشوب حرب اهلية لن تكون لصالح ادارة الرئيس بوش، بل بالعكس قد تؤدي الى مزيد من الانهيار بشعبيته، وإظهار مزيد من فشل السياسة التي يتبعها في العراق. ويعتقد بعض المحللين السياسيين في العاصمة الأمريكية، ان حل قضية النزاع على الدستور يعتمد كثيرا على موقف الولايات المتحدة، ومدى تدخلها في عدم السماح بتدهور الأمور لتصل الى حرب اهلية.

كما ان هؤلاء المحللين بدأوا يقتنعون ان تقسيم العراق، سيكون له نتائج سلبية، ليس على المدى البعيد، بل على المدى القصير، ويفتح المجال امام تدخلات خارجية، والتي ستمنع الاستقلال والسيادة عن الشعب العراقي، وتزيد من انهيار شخصية امريكا في المنطقة.

وكل ذلك بحسب النص الوارد في المصدر المذكور .

المصدر : جريدة الرياض اليومية - واشنطن - مكتب «الرياض»، من د. فوزي الأسمر: 29 سبتمبر 2005م - العدد 13611