ما الذي تعلمته؟

 

 

سواء كانت هؤلاء النساء العشر اللافتات يدرن جامعات أو حملات سياسية أو شركات كبرى، فقد وجدن طريقهن إلى تخطي العقبات

أيمي غوتمان : رئيسة جامعة بنسلفانيا

كان لدي معلمون ومعلمات رائعون، وقد فاجأني بعضهم باهتمامهم بي وبعملي. يظن بعض الأشخاص أن المعلمين يجلسون ويسدون إليك النصائح حول السبيل إلى النجاح. لا أظن أن هذا ما يفعله خيرة المعلمين. إنهم أشخاص يبحثون عن المواهب ويعلمونك كيفية النجاح عبر إعطاء القدوة بأنفسهم ودعم كل الأشخاص الموهوبين.

عملت أستاذة جامعية طوال عقدين، وهناك خريجون سبق أن علمتهم وهم الآن أساتذة في جامعات كبرى في مختلف أنحاء العالم. أشعر برضا كبير لأنني ساعدت على إطلاق هؤلاء الأشخاص الماهرين والرائعين.

في جامعة بنسلفانيا، نصف الفريق الإداري والعمداء من النساء

» ليس لأنني قررت استخدام نساء، بل لأنني وظفت الأكثر موهبة واجتهادا في العمل عندما بدأت العمل في المجال الأكاديمي، لم يكن استخدام هذا العدد الكبير من النساء واردا في هذه الوظائف. هناك نساء يدرن العمليات لي على الكمبيوتر وميزانية الجامعة وقوة الشرطة عمداء كليات الطب البيطري والفنون والعلوم والتمريض نساء. هذه ثورة في الحياة الأكاديمية.

ماري روبنسون: رئيسة إيرلندا السابقة و رئيسة مجلس القائدات العالميات

أقول دائما ممازحة إنني من خلفية على صلة بحقوق الإنسان لأنني كنت الفتاة الوحيدة بين أربعة إخوة. كنت طوال سبعة أعوام رئيسة إيرلندا، وبعد ذلك أصبحت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. عام 1996، أثناء تولي رئاسة إيرلندا، وخلال قمة لقادة العالم في ستوكهولم، شكلنا مجلس القائدات العالميات. وهو يضم حاليا 36 عضوة- رئيسات وزراء أو رئيسات سابقات وحاليات - من بينهن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيسة تشيلي ميشيل باشيليه ورئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف.في نوفمبر المقبل، سنجمع 75 قائدة في قمة حول المسائل التي تؤثر في المرأة، مع التركيز في شكل خاص على الأمن البشري وأنا عضوة أيضا في إلدرز، حيث أعمل مع أشخاص مثل نيلسون مانديلا وجيمي كارتر وغراسا مارشال. نحن رجال ونساء دولة رفيعو المستوى نحاول معالجة مسائل مثل تغير المناخ والإيدز والنزاعات العالمية. هناك 13 عضوا في إلدرز» وهناك مقعد رمزي تركناه شاغرا لأونغ سان سوكي.

عندما كنت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان، كان علي أن أقف في وجه المستقوين - لوردات الحرب والقادة الفاسدين - وأنظر في عيونهم وأقول لهم إن ما يفعلونه خطأ. لم يكن وضعي كامرأة عائقا أمام وقوفي في وجههم .

عندما كنت رئيسة وكان زوجي يرافقني في رحلاتي، كانت النساء في بعض البلدان يندهشن لمعرفة أنني القائدة وزوجي يؤدي الدور الثاني. كان من المثير جدا للاهتمام رؤية ردود فعلهن. أظن أنه من الجيد للعالم أن يقوده نساء ورجال. لكن مازلنا بحاجة ماسة إلى أن تعلو أصوات النساء أكثر.

يجب أن تصبح القيادة النسائية أكثر وضوحا للعيان. العام المقبل سنطلق مبادرة كبيرة خلف الرئيسة جونسون سيرليف لدعم ما تحاول القيام به من أجل ليبيريا. هذا شكل جديد من القيادة الجماعية والدعم. نرى أن هناك وحشية مروعة حيال النساء في مختلف أنحاء العالم، والنساء هن اللواتي يتكبدن المعاناة الكبرى خلال الحروب.

لكن الوقت مؤات الآن: تملك النساء السلطة، نملك الوظائف في الحكومة والأعمال التجارية ويمكننا حقا معالجة بعض المسائل العالمية. لكن يجب أن نبدأ بمساعدة أخواتنا في أسفل الهرم. من المهم تمكين القيادة التي تُبرًز نقاط قوة المرأة، مثل مهارتها في التفاوض والاتصالات وبناء الشبكات، من أجل تشجيعها لتكون أكثر طموحا. 

فاليري أموس: عضوة عن حزب العمال البريطاني في مجلس اللوردات

ترعرعت في قرية صغيرة في غويانا، وعندما كنت في التاسعة من عمري، انتقلت عائلتي إلى بريطانيا. أظن أن تجربة الهجرة تخلف دائما أثرا عميقا أيا تكن سن المرء. نشأت كشخص دولي الانتماء لأنه كان لدي إحساس قوي بهويتي وبالمكان الذي أتيت منه.

في صباي، كنت أكاديمية جدا، حيث كنت أبدي دائما اهتماما بما يجري في العالم. كان لدي إحساس قوي بالعدالة وبالحاجة إلى المساواة. في الجامعة انخرطت على الفور في المنظمات التي تعنى بالمرأة والأقليات العرقية. أتذكر أنه عندما كنت في أواخر سن المراهقة، وعندما كان أحدهم يسألني ما الذي أريد أن أفعله كنت أجيب بحماسة "أن أغير العالم".

بعد الجامعة، شاركت في إنشاء واحدة من أولى المنظمات الخاصة بالنساء السود في برمينغهام. [ولاحقا] عثرت على وظيفة كمستشارة للعلاقات بين الأعراق في جنوب لندن، وكانت هذه انطلاقة حياتي المهنية في الحكم المحلي. عام 1989 جرى اختياري لتولي منصب المديرة العامة للجنة الفرص المتساوية، فانتقلت بذلك من السياسة المحلية إلى السياسة الوطنية.

عندما تركت اللجنة عام 1994، ذهبت إلى جنوب أفريقيا بعد وصول نيلسون مانديلا إلى سدة الرئاسة. كان المجتمع بكامله بحاجة إلى التحول، وهكذا بدأت قصة عشقي الطويلة مع جنوب أفريقيا. عملت هناك بلا انقطاع حتى عام 1998، فكنت مستشارة للحكومات الوطنية والمحلية.

وعندما فاز حزب العمال عام 1997، سئلت عن رغبتي في أن أكون ممثلة عن الحزب في مجلس اللوردات. وفي يونيو 1998، تلقيت اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء توني بلير طلب إلي فيه أن أصبح رئيسة تجمع الحكومة في مجلس اللوردات. وعام 2003، أصبحت وزيرة التنمية الدولية في الحكومة. كانت هذه الوظيفة التي أحلم بها.

عندما توفي اللورد ويليامز، زعيم مجلس اللوردات، فجأة في صيف 2003، كان البرلمان في عطلة عندما اتصلت لمعرفة من سيكون رئيسنا الجديد، قالوا لي: "في الواقع، يريد رئيس الوزراء رؤيتك". فذهبت مجددا لرؤية توني الذي قال لي: "إنها وظيفة رفيعة المستوى» وأريدك أن تتوليها". فأجبته: "سيدي رئيس الوزراء، إذا كانت هذه رغبتك فسأفعل". وقد عينني غوردن براون للتو ممثلة الاتحاد الأوروبي الخاصة لدى الاتحاد الأفريقي.

نصيحتي إلى النساء هي أن يعرفن ما يردن تحقيقه. افهمن أنكن بحاجة إلى المساعدة والدعم، وتعلمن من أخطائكن، استمتعن وتحلين بالمرونة. من المهم حقا ألا تقيدن أنفسكن بمسار مهني محدد، لأنكن تخسرن الفرص بهذه الطريقة. أظن أن عددا كبيرا من النساء يقيدن إمكاناتهن في مجالات محدودة لأنهن ينظرن إلى تجاربهن وخبراتهن من منظور ضيق جدا. يجب أن نكون أكثر انفتاحا على الفرص وأن تكون لدينا سعة في آفاق التفكير. يجب أن تكون المرأة أكثر ثقة بخبرتها ومهارتها. لم أتوقف يوما عند السؤال الآتي: "هل يمكنني فعلا القيام بالأمر؟".

ليز تشيني: محامية واختصاصية في شؤون الشرق الأوسط

ابحثي عن شيء تحبينه حقا واجعليه مهنتك. لا تدعي أحدا يحبطك أو يقول لك إنه غير عملي. أحببت الشرق الأوسط منذ صغري. وقرأت كتابي الأول عن مصر القديمة في سن العاشرة، وأغرمت بالمنطقة منذ ذلك الوقت. شهدت حياتي المهنية منعطفات كثيرة، لكن اهتمامي بالشرق الأوسط ثابت لم يتغير.

عندما كنت في كلية القانون بجامعة شيكاغو، كنت أمضي كل دقيقة فراغ أملكها في أخذ دروس عن تاريخ الشرق الأوسط في المعهد الشرقي. وعندما كنت أمارس المحاماة، ركزت على المشاريع في الشرق الأوسط. ومنذ خمسة أعوام، أعمل على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وتمكين النساء والإصلاح الديمقراطي في الوطن العربي.

لقد أُنعًم علي بمرشدات عظيمات وقويات بدءا بوالدتي. كما التقيت بنساء رائعات جدا في الوطن العربي. إنهن يتحلين بشجاعة كبيرة في الوقت الذي يعملن فيه على تعزيز حقوق المرأة وحرية الإنسان في بلدانهن. أتحمس للعمل بجهد أكبر كلما أمضيت وقتا معهن.

والداي علّماني وشقيقتي أنه يمكننا تحقيق كل ما نحلم به إذا أبدينا استعدادا للعمل بجهد. كانت هذه هدية كبيرة. والآن لدي ثلاث بنات وابنان صغيران. أنا مندهشة جدا ببناتي اللواتي يلعبن كرة القدم أو الهوكي أو يمتطين الخيل في سهول وايومنغ. إذا قال لهن أحدهم إنهن أقل مهارة من الفتيان، فإنهن يهزأن من هذا الكلام العبثي.

لا أوافق السناتورة [هيلاري] كلنتون في آرائها حول المسائل المختلفة، لكنني أظن أنه من الرائع أنها مرشحة رئاسية ذات حظوظ. إنه دليل تقدم في هذه البلاد بأنه لن يُحكَم عليها انطلاقا من جنسها بل من صوابية أو عدم صوابية آرائها حول المسائل المختلفة، ومن أهليتها لتولي منصب الرئاسة. يقول هذا الكثير عن دولتنا. لقد حان الوقت لنبلغ تلك المرحلة.

بتسي مايرز: كبيرة مسؤولي العمليات "أوباما من أجل أمريكا"

لن يدعوك أحد للجلوس إلى المائدة

» يجب أن تأخذي المبادرة بنفسك. يعني هذا أنه يجب أن تكوني قوية. في 99 بالمائة من الحالات، لا يكون الأمر شخصيا. فالآخرون لا يجلسون ويفكرون في طريقة لإقصائك.قومي بما عليك. اطلعي على المسائل التي تهمك. وكوني أفضل اطلاعا عليها من أي شخص آخر. ادرسي. أصغي.

احضري في الوقت المحدد

» ومن المفضل أن تحضري قبل الوقت. إياك أن تظني أنك تعرفين كل شيء. لا أحد يعرف كل شيء. ولا تتصرفي وكأنك تعرفين كل شيء. لا تخافي من طرح الأسئلة، وتقبلي أن هناك أمورا لا تعرفينها. استعيني بخبراء لتزويدك بالمعلومات وتوجيهك في المسائل التي لا تعرفينها. العلاقات هي الأساس في قدرتك على تحقيق إنجازات في أي شركة. تلاحقنا سمعتنا طوال حياتنا، لذلك لن ينسى الآخرون أبدا طريقة معاملتك لهم.

قال لي إرسكين بولز، الذي كان مسؤولا عني في البيت الأبيض عندما كان نائب رئيس الموظفين، أمرين ساهما في صوغ أفكاري عن القيادة. أولا من المهم أن تعرفي ما الذي تجيدينه، لكن من الأهم أن تعرفي ما الذي لا تجيدينه. أحيطي نفسك بأشخاص أكثر اطلاعا منك. والأمر الثاني، لا تظني أنه ينبغي أن تكوني موجودة في كل الاجتماعات. يخطئ الناس عندما يظنون أنه إذا لم يكونوا موجودين في اجتماع ما، فهم ليسوا مهمين أو سيفوتون شيئا ما. إذا شاركت في كل الاجتماعات، فلا يمكنك القيام بأي عمل.

هناك نوعان من الأشخاص في العالم: أشخاص يسببون الفوضى وعملا غير ضروري، وأشخاص يزيلون الفوضى وينجزون العمل. في كل شركة أشخاص سيحاولون أن يهدروا وقتك من خلال الحديث الهابط عن النواحي السلبية في الشركة. الحديث عن الأمور التي لا تســير كما يجب يستنفد الطاقة.

لا تتحدثي في اجتماع إلا إذا كان لديك ما تضيفينه إلى النقاش. يظن كثيرون أنهم إذا جلسوا في اجتماع ولم يتفوهوا بأي كلمة، يعتقد الآخرون أنهم لا يعرفون شيئا. فيقولون أشياء لا علاقة لها بالموضوع، وذلك لمجرد رغبتهم في المشاركة.

لا ترسلي رسائل مطولة ومنمقة بالبريد الإلكتروني. كي تؤخذ المرأة على محمل الجد، يجب أن تفهم كيف يعمل دماغ الرجل. ليكن جوابك مختصرا جدا، وتوخي الوضوح الشديد في ما تطلبينه في الرسالة الإلكترونية وفي النهاية، لا يحبذ الآخرون للأسف الشكر والامتنان. سيكون فريقك أكثر إنتاجية وسعادة بكثير إذا شعر أنه محط تقدير.

ميتش ماثيوز: نائبة رئيس رفيعة المستوى في قسم التسويق"مايكروسوفت"

فلسفتي هي أن الأعمال لعبة تسلية كبيرة

» فكل شيء يدور حول الاستراتيجيات والوقائع والمنطق. إذا تدخلت العواطف، فربما تؤثر في حسن تقدير الأمور. أعتقد أيضا أن السلوك هو كل شيء: يجب أن تحافظي دائما على نظرة صائبة إلى الأمور وتضفي حسا من الفكاهة على وظيفتك. غالبا ما أقول لمن يعملون معي: "هاي، اسمعوا. لم يمت أولاد هنا. غدا يوم آخر. وفي النهاية، إنها مجرد وظيفة".

أنا أؤمن بالتواصل الشخصي مع الآخرين والتعرف إليهم ككائنات بشرية. قد يقول البعض إنها صفة أنثوية أكثر منها ذكورية، لكنني أعتبر أنه من المهم ألا تفقد هويتك لمجرد وجودك في ثقافة ذكورية جدا أو ثقافة هندسية.

يمكنك أن تلاحظ على الفور المرأة الواثقة من نفسها والتي تجيد التصرف. الثقة بالنفس تولد النجاح. من الضروري أن تذهبي مستعدة إلى الاجتماعات، وتكوني على اطلاع على الوقائع الثلاث أو الأربع التي تضيف قيمة إلى ما تعرفينه وتظهر أنك تواكبين فعلا المستجدات. تحلي بالثقة بالنفس، وسينظر إليك الآخرون ويقولون: "واو! أنا أثق بهذه المرأة. وأنا على يقين من أنها ستقوم بعمل جيد فعلا. واو! سأمنحها ترقية".

قررت قبل نحو أربعة أو خمسة أعوام أنه ينبغي أن أفعل المزيد للمساعدة على تحفيز القيادة النسائية في الشركة. ولاحظت التأثير على النساء اللواتي كن يفتقرن إلى الثقة بالنفس أو لم يكن يفكرن بالطريقة الصحيحة. لم يكن هناك من يدافع عنهن، ولم يكن لديهن الشبكة المناسبة. من الملهم رؤية هؤلاء النساء الآن وقد حصلن على ترقيات ويتولين إدارة أجزاء مهمة في شركتنا. وتستوحي منهن نساء آخريات، التأثير قوي وينتشر بسرعة.

شاندا كوشار:نائبة المدير، بنك آي سي آي سي آي في الهند

هاجر أهلي من كراتشي إلى الهند كلاجئين خلال التقسيم، وأعادوا بناء حياتهم من العدم. كان والدي مهندسا مدنيا أصبح لاحقا مدير كلية هندسة في راجاستان، حيث ترعرعت. كان هناك جو أكاديمي في المنزل، وتركيز قوي ومتساوي على التعليم لنا جميعا. فتاتَين وصبي.

تعلمت باكرا أحد الدروس الأكثر وقعا، وكان ذلك عندما توفي والدي بنوبة قلبية في سن الـ51. فقد أدركت أن الحياة يمكن أن تتغير في أي لحظة، فاضطررت إلى التأقلم مع وضع مختلف كليا. كنت مشهورة بعض الشيء عندما كنت مراهقة في بلدة صغيرة يعرف فيها الجميع أنني ابنة المدير. عندما انتقلت إلى بومباي بعد وفاة والدي، لم يكن أحد يعرفني. كنت أستقل القطارات المحلية المكتظة للذهاب إلى الجامعة، في حين أنه في راجستان لم أكن أخرج من المنزل من دون سائق وسيارة.

كنت في السابق أفكر دائما في الانضمام إلى الخدمة المدنية. لكن عندما قدمت إلى بومباي، تعرفت إلى العالم التجاري، وبدا أن لا أحد يعير اهتماما كبيرا للخدمة المدنية كمهنة. فحصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال ودخلت عالم المال. عام 1984، انضممت إلى بنك آي سي آي سي آي بسن الـ22، وصعدت سلم المراتب وصولا إلى مركزي الحالي: الاهتمام بالعمليات المصرفية الدولية والخاصة بالشركات في أكبر بنك خاص في الهند.

لم أكف عن تعلم الدروس. أولا، لا تتمسكي بمفاهيم محددة. يصنف المصرفيون دائما بأنهم يعملون في مجال الشركات أو الاستثمارات، لكنني كبرت مع البنك وساعدت على إنشاء كل الأقسام الجديدة: تمويل البنى التحتية، العمليات المصرفية التجارية، قروض التجزئة. عندما عُرًض علي الاهتمام بقروض التجزئة، كان مجالا مجهولا كليا في الهند. عرفت أنني سأتمكن من القيام بالأمر ما دمت مستعدة للتعلم. اقبلي التحديات» لا تهربي منها.

لا بديل من العمل بكد. لن تنجح الأمور بمجرد القيام بتحليل رائع أو بضربة حظ. تطلب عملي ساعات طويلة من الكد» فليكن. وتطلب الكثير من الأسفار» فليكن. وحُرمت من الحصول على قسط كافي من النوم» فليكن. لا يمكنك أن تقولي: "أريد أن أكون ناجحة" لكن "سأعمل خمسة أيام فقط في الأسبوع لأنه في اليومين المتبقيين يجب أن أكون مع عائلتي". وهذا ينطبق على المرأة في شكل خاص. إذا أرادت حقا أن تتقدم، فيجب أن تفعل ذلك ضمن شروط متساوية مع الآخرين من دون أن تطلب معاملة خاصة. بعد بلوغي هذه المرحلة، لا أظن أنني أعمل لمصلحة بنك آي سي آي سي آي. أنا البنك، والبنك هو أنا. أشعر بحس كبير بالمسؤولية حيال عملي.

تعلمت أنه إذا سارت الأمور كما يجب، فيجب على القائد أن يتشارك الفضل مع الآخرين. أما إذا وقع خطأ ما، فيجب أن أتحمل مسؤوليته كقائدة. بدلا من الاكتئاب، باشري بتصحيح المسار وقدمي كتفا واسعة لفريقك. يحد هذا من الأضرار على المعنويات والطاقة، ويسمح لك بأن تستعيدي نشاطك.

أظن أن كتف القائد يجب أن تصبح أكبر وأقوى عندما يكون هناك تحدي. وعندما أسافر إلى الخارج، أرتدي دائما الثوب الهندي لأنني لا أشعر بالحاجة إلى تبديل شخصيتي عند دخول قاعة مجلس الإدارة في شركة ما. وعندما ترتدين الثوب الهندي، تلفتين الأنظار أيضا. فأنا لا أشعر بالراحة فقط في ارتداء الثوب الهندي في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس المثلجة، بل أفتخر به أيضا كزي هندي محترم.

أغنيس غوند:عضوة في جمعيات خيرية ومؤرخة لشؤون الفن

في متحف الفن الحديث في نيويورك، كنت رئيسة مجلس الإدارة عندما أعدنا تصميم أكبر متحف للفن الحديث في البلاد. وقد كلفنا أكثر من 800 مليون دولار جمعناها في شكل أساسي من أفراد أو من مؤسساتهم. كان علينا أن نختار مهندسا معماريا يصمم منزلا جيدا لمجموعة في غاية الروعة، وليس مجرد بناء يكون تحفة فنية في ذاته. وكان الأهم بالنسبة إلي خلال عملية البناء مواكبة كل قسم في متحف الفن الحديث وكان علي أن أعمل بجهد للحصول على موافقة الجميع.

من المهم أن يكون الجميع على الموجة نفسها. كان دوري أن أحمل الجميع على الإجماع على رأي واحد ولو لم تكن لدينا الأفكار نفسها في البداية. كان علي أن أطور مهارات لأقنع الآخرين بوجهة نظري وأجعلهم يوافقون على ما أعتبره الأفضل.

ترعرت في عائلة من ستة أولاد مع فارق سنة واحدة بين ولد وآخر. اعتدت على ألا يعيرني الآخرون آذانا مصغية، لذلك لا أصغي دائما كما يجب لكنني أحاول أن أتعلم. لم أكن مرنة دائما.

كنت أعتبر أن الفكرة التي أسعى وراءها مهمة جدا. لذلك كان علي أن أتعلم الإصغاء إلى الآخرين وأخذ آرائهم في الاعتبار من الصعب أن نجعل الآخرين يفهمون شمولية العمل مع مجلس الإدارة. لا يحصل الأشخاص دائما على ما يريدونه. تعلمت أن أُنزًل الكرة بهدوء، وأجعل الأشياء مستساغة.

سواني هنت: المديرة المؤسسة لبرنامج النساء والسياسة العامة، كلية كنيدي لشؤون الحكم في جامعة هارفارد

عندما درست الحرب العالمية الثانية، كنت دائما أتساءل عن صانعي السياسات الذين كانوا يجلسون وراء مكاتبهم الفاخرة والكبيرة في حين كان هتلر يجتاح أوروبا. ثم خلال حرب البوسنة، كنت سفيرة الولايات المتحدة في فيينا. وفجأة أصبحت أنا نفسي وراء مكتب فاخر كبير أستمع إلى تقارير مخيفة من موظفي السفارة الذين كانوا يجرون مقابلات مع اللاجئين الذين المتدفقين إلى النمسا. كانت المسؤولية كبيرة جدا. لم أكن أستطيع النوم ليلا. وتساءلت إذا كان يجدر بي الاستقالة من منصبي للاحتجاج على عدم تدخل بلادي. لكنني قررت أن العمل من الداخل يتيح لي مجالا أوسع بكثير لأقوم بما لا يمكنني فعله إذا غادرت المنصب، إلا أنها كانت معضلة أخلاقية مروًعة بالنسبة إلي. استخدمت كل العلاقات التي أملكها لمحاولة إقناع الرئيس بالتدخل. وعندما تدخل كلنتون أخيرا، انتهت الحرب بسرعة كبيرة. غير أن 200000 شخص ماتوا عبثا.

تعلمت أن النساء في كل النزاعات يحاولن تجنب الحروب، ووقفها عندما تندلع، والعيش باستقرار بعد توقيع اتفاق السلام لأنهن لا يردن أن يُقتَل أولادهن. لذلك من الأجدى بنا أن ندعم عملهن على مستوى سياستنا الخارجية. غير أن واشنطن والأمم المتحدة غافلتان إلى حد كبير عن هذه المسألة.

المرأة أقل فسادا، وهذا ينطبق في شكل خاص على البلدان النامية. يقلن لي: "نعرف أن أي مال نضعه في جيبنا لا يذهب إلى المستشفيات والمدارس التي تساعد الأولاد في هذا البلد". يفكرن في البلد وكأنه عائلتهن.

في مختلف أنحاء العالم، تناضل النساء القائدات لإرساء توازن بين مسؤوليات العائلة والوظيفة. يجب أن نمرر للجيل المقبل أن العائلة لا تقتصر فقط على الأولاد. ويخول هذا النساء قبل كل شيء بأن يدعن أشخاصا آخرين يربون أولادهن. لا داعي لأن تكوني الوحيدة التي تمارس تأثيرا على أولادها. وهذا يسمح بخروج مزيد من النساء إلى عالم العمل، حيث يعملن بشغف ويبنين مستقبل عدد من الأولاد أكبر بكثير.

شيري لانسينغ :عضوة في جمعيات خيرية، منتجة أفلام سابقة

في صباي، كنت أحب أن أشرد في الأفلام. كنت أعتبر أنها تؤثر في المشاعر ويمكن أن تغير الحياة أو التشريع الاجتماعي. في تلك الحقبة، كان أمام النساء خياران فقط: التعليم أو التمريض. إنهما مهنتان رائعتان، لكنني كنت شغوفة بصناعة الأفلام. وعندما كنت أقول للآخرين إنني أريد أن أصبح منتجة أفلام، كانوا يضحكون ويقولون: "من تظنين نفسك؟" وكأنني كنت أقول لهم إنني أريد الذهاب إلى القمر قبل أن يذهب أحد إليه وهكذا تعلمت أن أحتفظ بأحلامي لنفسي.

عندما تخرجت في الجامعة، حزمت أمتعتي وجئت إلى لوس أنجلوس. وقد حصلت على وظيفة مقابل خمسة دولارات في الساعة حيث كنت أقرأ نصوص الأفلام، وارتقيت السلم. وعندما بلغت 35 عاما، كنت قد أصبحت مديرة "فوكس". لكنني لا أظن أنني شعرت يوما بأنني قوية. كنت أعتبر أن القوة هي في يد المخرج والكاتب والممثل

المبدعين الحقيقيين.

كان عملي يقتضي بأن أمنحهم الفرصة لتجسيد رؤيتهم الإبداعية فلم أكن أمشي وأقول: "انظروا إلي كم أنا قوية". كل ما كنت أفكر فيه "انظروا إلي، لدي عمل كثير أقوم به!".

في النهاية غادرت وأنشات شراكة مع رجل يدعى ستانلي جاف كي ننتج أفلاما بأنفسنا لأنني شعرت أن شغفي وإبداعي هما في هذا المجال بالذات. وقد حالفنا الحظ. أنتجنا Fatal Attractions وThe Accused .

» وهما فيلمان أحدثا تأثيرا كبيرا في ثقافتنا. لكن لم يكن هذا السبب الوحيد الذي جعلني أسعى إلى التغيير. استيقظت ذات يوم عندما كنت في سن الـ38 وأعمل 900 ساعة في اليوم، وشعرت أن هذه ليس نوعية الحياة التي أتوق إليها. وشعرت أنه إذا أنتجت أفلاما، فسأعيش حياة أكثر توازنا. ولا أعني بذلك الحصول على حبيب فقط، فقد كان لدي حبيب، بل أعني السفر. عندما كنا أنا وستانلي ننتج فيلما جيدا، كنت آخذ عطلة لبضعة أسابيع ويهتم هو بالمكتب. ثم أصبح ستانلي رئيس "باراماونت". تسلمت الإنتاج وتعرفت إلى زوجي، المخرج ويليام فريدكين. وفي الوقت نفسه، طلب إلي ستانلي إدارة باراماونت. فكرت في أن هذه الوظيفة ستكون أكثر انتظاما، فأتمكن من العودة إلى المنزل لتناول العشاء مع زوجي وأولاده من زوجته السابقة. وقلت لستانلي: "يمكنني أن أقوم بالعمل لكن لا تتوقع مني أن أخرج كل ليلة للتجول في المدينة".

حياتي هي بحث عن التوازن. كنت محظوظة جدا بلقاء زوجي في سن الـ47، وبأن أتعرف إلى ولدَيه الرائعين وأساعد على تربيتهما مع والدتهما. وهكذا تسلمت هذه الوظيفة الكبيرة التي أحببتها كثيرا. أحببتها طوال 12 عاما. كنت أعود إلى المنزل لتناول العشاء

» ربما ليس بالقدر الذي كنت أريده. لكن عندما بلغت منتصف العقد السادس، بدأت أفكر: "لا أريد أن تقتصر حياتي على جني المال. أريد أن تكون لديها ناحية اجتماعية". أردت توازنا أكبر عندما لم يعد هناك حاجة إلى الوجود في المنزل من أجل الولدَين. فقد غادرا المنزل للدراسة في الجامعة. أردت أن أقوم بأعمال الخير.

تركت العمل وأنشأت مؤسسة مخصصة للأبحاث عن السرطان والصحة. أردت أن يتمحور الفصل الثالث من حياتي حول العلاقات والحميمية وعمل المؤسسة. إنها ثمرة كل تلك السنوات.

أحببت حياتي القديمة عندما كنت أعيشها وأحب حياتي الجديدة الآن. لا أريد العودة إلى حياتي القديمة، لكن ما كنت سأرغب آنذاك في أن أعيش حياتي الجديدة. لا أفتقد أي شيء على الإطلاق.

مازلت أحتفظ بأصدقاء من عالم الأفلام. أراهم باستمرار. غير أن عالمي توسع حيث ألتقي علماء يعملون في مجال الخلايا الجذعية وأبحاث السرطان. أعمل الآن على تأسيس حركة تدعى برايم تايم، تستقبل المتقاعدين وتضمهم إلى فيلق سلام يستطيعون من خلاله أن يعطوا في المقابل وهناك برنامج أنكور التعليمي، الذي أقمت عبره شراكة مع شركات خاصة تمول متقاعديها ليعودوا إلى الجامعة للحصول على شهاداتهم التعليمية. كل يوم حافل بأشياء جديدة.

*أجرت هذه المقابلات جنان براونيل وباربرا كانترويتز وسوديب مازومدار وهولي بترسون

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا و دون تعليق.

المصدر:نيوزويك-3-11-2007