العلاجات الاستشارية تؤجج المشاكل الزوجية

 

 

طارق راشد

 

 

الدراسات تؤكد تزايد سوء العلاقات بين 25 في المائة من الأزواج عما كانت عليه قبل العلاج الاستشاري، وبعد أربع سنوات، وجد أن ما يقرب من 38 في المائة من الأزواج، الذين يلجأون للعلاج الاستشاري، ينتهي بهم الحال للطلاق.

عدد كبير من استراتيجيات العلاج الاستشاري المطبقة في الوقت الراهن، تفيد الأزواج لمدة أقصاها عام واحد، ولا تساعد الأزواج في التغلب على رياح المشاكل والصراعات التي تنشب بينهم، والتي لا مفر من تكرارها على المدى البعيد.

العديد من المعالجين تنقصهم المهارات اللازمة لعلاج الأزواج الذين يعانون من مشاكل متأزمة، وعندما يفشلون في مساعدة الأزواج الغاضبين للوصول إلى أسّ المشاكل والوصول إلى قرار واضح، يدفعونهم دفعاً للطلاق.

في كل عام يلجأ مئات الآلاف من الأزواج إلى الاستشارات الزوجية في محاولة منهم لإنقاذ علاقاتهم الزوجية المهددة بالانهيار، لكن هل العلاج الاستشاري للمشاكل الزوجية يؤتي ثماره؟.. لا، ليس بالدرجة التي من المفترض أن يؤتي بها ثماره، على حد قول الباحثين.لقد كشفت الدراسات، بعد عامين من انتهاء الاستشارات الزوجية، أن الأوضاع بين 25 في المائة من الأزواج، قد ساءت عما كانت عليه قبل العلاج الاستشاري، وبعد أربع سنوات، وجد أن ما يقرب من 38 في المائة من الأزواج الذين يلجأون للعلاج الاستشاري، ينتهي بهم الحال للطلاق.

العلاجات المطبقة

إن عدداً كبيراً من استراتيجيات العلاج الاستشاري المطبقة في الوقت الراهن، مثل تعليم الأزواج الإنصات والتواصل بصورة افضل مع بعضهم بعضا، والتصرف بصورة أكثر إيجابية، تفيد الأزواج لمدة أقصاها عام واحد، حسبما يزعم علماء الاجتماع الذين حللوا مدى فعالية أساليب علاجية مختلفة.

بيد أن تلك الأساليب العلاجية قاصرة ولا تساعد الأزواج في التغلب على رياح المشاكل والصراعات التي تنشب بينهم، والتي لا مفر من تكرارها على المدى البعيد.وفي نفس الوقت، يقول الخبراء إن العديد من المعالجين تنقصهم المهارات اللازمة لعلاج الأزواج الذين يعانون من مشاكل متأزمة.

وعندما يفشلون في مساعدة الأزواج الغاضبين للوصول إلى أسّ المشاكل والوصول إلى قرار واضح، يلجأ هؤلاء المعالجون إلى إجراء من اثنين: إما أن يسمحوا للزوجين بتبادل الحديث أسبوعاً تلو الآخر، من دون نهاية للعلاج في الأفق. وإما أن ييأسوا من الزوجين، وفعلياً يدفعونهم دفعاً للطلاق!.

صرحت دكتورة سوزان إم جونسون، استاذ علم النفس بجامعة أوتاوا، ومدير معهد أوتاوا للاستشارات الزوجية والعائلية، بقولها: «إن العلاج الاستشاري للمشاكل الزوجية قد يضر بالزوجين أكثر مما قد ينفعهما في حال جهل الطبيب المعالج بكيفية تقديم العون لهما».

لقد تردد زوجان من مدينة بوتوون، بولاية نيوجرسي، على استشاريين للمشاكل الزوجية على مدار 13 عاما. يقول جيم الزوج، الذي لم يرد أن يعلن عن اسم العائلة لدواعي الخصوصية:«لقد أضرت طبيبتنا الاستشارية بزواجنا وأدت فعلياً إلى انفصالنا» وقال الزوج تعليقاً على مشكلته المزمنة مع إدمان الكحول:«لقد نصحت الطبيبة زوجتي بقولها (لست مضطرة لتحمل كل هذا)».

تقوية العلاقات الزوجية

لا ريب أن العديد من الأزواج يرجعون الفضل في تقوية الرابطة الزوجية بينهما للعلاج الاستشاري، ويدّعي الأطباء الاستشاريون أنه سيتسنى لهم إنقاذ عدد أكبر من الزيجات إذا ما بكر الأزواج في اللجوء إليهم قبل أن تتدهور العلاقة بينهم إلى حد يصعب معه رأب الصدع.

صرح دكتور جون جوتمان، استاذ علم النفس المتقاعد بجامعة واشنطن والمدير التنفيذي لمعهد ابحاث العلاقات الإنسانية بمدينة سياتل، بقوله: « جرت العادة على أن ينتظر الأزواج لفترة متوسطها ست سنوات من العيش التعس والتوتر في العلاقات بينهم، قبل أن يلجأوا في نهاية المطاف إلى العلاج الاستشاري، ومن ثم فإننا نعالج الأزواج الأكثر تأزماً أكثر مما نعالج الأزواج ذوي المشاكل العادية ».

جدير بالذكر أنه في السنوات القليلة الماضية، تزايدت الجهود الرامية إلى إيجاد وسائل لإنقاذ عدد أكبر من الزيجات والعلاقات طويلة الأجل.لقد تمكن ما يقرب من 67 في المائة، على سبيل المثال، من الأزواج من تحسين العلاقات بينهم بدرجة كبيرة لمدة عامين، من خلال أسلوب تجريبي يطلق عليه العلاج السلوكي التكاملي للأزواج، حسبما أوردت دراسة أعلن عنها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، لاتحاد تطوير العلاج السلوكي.فبدلا من تعليم الأزواج كيفية تفادي أو حل الخلافات، كما هو الحال مع أساليب العلاج الاستشاري التقليدية، نجد أن العلاج التكاملي يهدف إلى تقنين الأثر الجارح للشجارات بواسطة مساعدة الأزواج على تقبل اختلافاتهم.وهذا الأسلوب قائم على كشف حديث يرتكز على أن ما يدمر العلاقة بين الزوجين، سواء أكانا يتشاجران أم لا، لكن كيفية شجارهما مع بعضهم بعضا.

ومما كان مشجعاً بصفة خاصة، أن كافة الأزواج المشاركين في الدراسة، كانوا على شفير الطلاق. صرح دكتور اندرو كريستينسن، استاذ علم النفس السريري بجامعة كاليفورنيا، بلوس انجلوس، والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة، بقوله:«إن عدداً كبيراً من المشاركين في هذه الدراسة، كانوا من الذين اخفقوا في التداوي بالعلاج الاستشاري».

لكن بعض الأطباء الاستشاريين الذين تم تدريبهم ليكونوا أطباء استشاريين للأزواج، تحرروا الآن من الوهم إلى أبعد حد لدرجة أنهم يتشككون في قيمة العلاج الاستشاري للأزواج بكل أشكاله.

انهم يدعون ان الأزواج افضل حالاً في حال تلقيهم دورات تعليمية عن الزواج، على سبيل المثال ورش العمل العملية التي توضح للأزواج كيفية تحقيق الانسجام من دون أن تطلب إليهم تعرية أنفسهم أو التصريح بمشاكلهم لطرف ثالث.

وهناك برنامجان تعليميان ضخمان للزواج على مستوى البلاد، يقدمان مثل ورش العمل هذه، ألا وهما برنامج التطبيق العملي لمهارات العلاقات الحميمة، وبرنامج الوقاية وتحسين العلاقات الزوجية.علقت ديان سولي، طبيبة العلاج الاستشاري السابقة، التي أنشأت مؤسسة marriages Smart، وهي عبارة عن مؤسسة لبرامج التعريف بالعلاقة الزوجية، بقولها:«عندما كنت طبيبة استشارية ممارسة، كنت ألعب دور القاضي بين الطرفين، فأطلعهما على علة إفساد كل منهما للعلاقة.

ولقد كان الأزواج يبكون كثيراً

.أما جلسات التعريف بالعلاقة الزوجية، فتتميز بقدر أكبر من التمكين للطرفين، إن مدى فعالية هذه البرامج ليست واضحة » ان بعض الدراسات تشير إلى أن الأزواج الذين يتلقون جلسات التعريف بالعلاقات الزوجية، يقل معدل الطلاق لديهم أكثر من الأزواج الذين لا يتلقون مثل هذه الجلسات التعليمية.

لكن دكتور جوتمان، الذي يعتمد على ورش عمل التعريف بالعلاقات الزوجية والعلاج الاستشاري للأزواج، اكتشف أن ورش العمل وحدها ليست بالكافية لنسبة عشرين في المائة إلى ثلاثين في المائة من الأزواج في بحثه.ويضيف جوتمان بقوله إن هؤلاء الأزواج لديهم مشاكل، مثل تاريخ طويل من الخيانة أو الاكتئاب، لا يمكن التعامل معها إلا من خلال العلاج فقط.

أساليب العلاج

ويشير علاج الأزواج، الذي يُعرف أيضاً بالعلاج الاستشاري للأزواج وعلاج الزيجات، إلى عدد من أساليب العلاج النفسي التي تهدف إلى مساعدة الأزواج على تفهم الخلافات التي تنشب في علاقاتهم الزوجية والتغلب عليها.ويتولى هذه الأساليب العلاجية علماء نفسيون، وأطباء نفسانيون، وناشطون اجتماعيون، كذلك معالجو العلاقات الزوجية والعلاقات العائلية.

لقد وجد أن هناك ثلاثة أساليب لعلاج الأزواج تنهض بدرجة ارتياح الأزواج لعلاقاتهم الزوجية على الأقل لمدة عام بعد انتهاء العلاج.إن الأسلوب العلاجي الأقدم، الذي تم تطويره منذ ما يزيد على عشرين عاما، لكنه ما زال معمولاً به على نطاق واسع، هو العلاج السلوكي الزوجي، الذي من خلاله يتعلم كل طرف معاملة الطرف الآخر ويتواصل معه بصورة افضل، ويُحسن كل طرف من مهارات حل الخلافات.

وهناك أسلوب آخر، يطلق عليه علاج العلاقات الزوجية المتصدعة بالتبصر، ويجمع هذا الأسلوب بين العلاج السلوكي وأساليب لتفهم صراعات فرض السيطرة، وآليات الدفاع، وغيرها من السلوكيات السلبية التي تؤدي إلى احتدام الصراع في العلاقة الزوجية.

في كل أسلوب من هذه الأساليب، نجد أن نصف عدد الأزواج المشاركين في العلاج تتحسن العلاقات بينهم بصفة مبدئية، لكن عددا كبيرا منهم ينتكس بعد عام.هناك أسلوب علاجي جديد نسبياً اكتشفت الدراسات أنه فعال إلى درجة كبيرة ويعرف هذا الأسلوب بالعلاج المرتكز على العاطفة، حيث بلغت نسبة الأزواج الذين نجح معهم هذا الأسلوب 70 إلى 73 في المائة، وتعبر هذه النسبة عن المرحلة التي يصل فيها رضا الطرفين بعلاقتهما الحدود الطبيعية، لمدة أقصاها عامان، وهي مدة الدراسات.

قالت الدكتورة جونسون، التي ساعدت في تطوير العلاج المرتكز على العاطفة في التسعينيات، إن هذا الأسلوب مكّن الأزواج من التعرف على الأنماط العاطفية المدمرة التي سقطوا في حبائلها وكسر قيودها التي تفرضها على حياتهم.مضيفة:« مثال كلاسيكي على هذا الأسلوب، ان ينتقد طرف الطرف الآخر، فيتقهقر الطرف الآخر، وكلما زاد ضغط طرف، زاد تراجع الطرف الآخر اننا نتناول كيف ان الطرفين يقعان فريسة لهذه الدوائر النمطية».

وبينما يكشف الطرفان عن مشاعرهما في أثناء تلك الدوائر النمطية، يبنيان جسوراً من الثقة ويعززان الصلة بينهما، على حد قول جونسون ان ما يدعو للدهشة، على حد قولها، انه حتى تم ابتكار أسلوب العلاج المرتكز على العاطفة، ظل الأطباء الاستشاريون مصممين تصميماً شديداً على دفع الأزواج لعقد اتفاقات تقضي بتغيير سلوكهم حتى انهم أغفلوا التعمق في الأساس العاطفي للعلاقة بين الأزواج.وتضيف جونسون واصفة الأمر:«لقد كان حالهم مثل الدجاجة التي تترك حساء الدجاج!».

لقد تضمن آخر ابحاث دكتورة جونسون، الذي أكملته في يناير (كانون الثاني) الماضي، 24 حالة من الأزواج ذوي الحالات الحرجة، وأعني هؤلاء الذين أخفقوا في تسوية

خلافاتهم بسبب حدوث شق في جسور الثقة بينهم بفعل العلاقات الجنسية الخارجة عن إطار العلاقة الزوجية وغيرها من الاضرار الشديدة التي اصابت علاقاتهم وتصف جونسون تلك الاضرار بأنها «مثل الطوربيد تدمر العلاقة الزوجية من أساسها».

نتائج العلاج

هذا وقد كشفت الدراسة ايضا انه بعد مرور ما بين ثماني الى 12 جلسة، نجح السواد الأعظم من الأزواج المشاركين في الدراسة في معالجة الاضرار التي لحقت بعلاقاتهم الزوجية، وأعادوا بناء جسور الثقة بينهم.

وأهم الإنجازات التي حققتها تلك الدراسة، أن المكاسب الجديدة دامت لثلاث سنوات.. وتتابع جونسون بقولها:«إنه لأمر يبعث على الرضا الشديد ان ندرك اننا نستطيع ان نحدث فارقاً مع هؤلاء الأزواج وأن هذا الفارق يدوم».

ترجع اليس، منسقة برامج إحدى المكتبات بمدينة هونسديل، بولاية بنسيلفانيا، الفضل لعلاجها هي وزوجها، الذي ارتكز على المسائل العاطفية، في لمّ الشمل بينهما بعد انفصال دام عاما كاملا، مضيفة:«لقد اعادتنا استشارية العلاقات الزوجية الى بعضنا بعضا».

وتابعت اليس، التي لم ترد ان يذكر اسم عائلتها لدواعي الخصوصية، بقولها إن طلب الطبيب المعالج الى كل طرف في العلاقة ان يفكر في الأساليب التي يرغب فيها الطرف الآخر وتجعله يشعر بالتقدير والحب كان حافزاً مهماً وساعد على لمّ شملهما، وتدريجياً اكتشفت اليس ان حاجات زوجها مختلفة عن حاجاتها، على حد قولها.وتقول اليس:

« أذكر ان لجوءنا الى هذا التمرين كان احد الاسباب التي ساعدتنا في التغلب على كثير من الصعاب ».

لقد بدأ الباحثون في تعيين أي الصفات في الزوجين التي تضمن دوام العلاقة الزوجية، وكانت الاكتشافات تمثل تحدياً لبعض الفرضيات الشائعة، على سبيل المثال، فرضية ان الأزواج الذين يتشاجرون كثيراً لا سبيل لمساعدتهم.لقد اكتشف دكتور جوتمان، بعد ما يربو على عامين من تصوير سلوك الأزواج السعداء والتعساء على حد سواء بالفيديو وتحليله، ان كل الأزواج يتشاجرون، وأن الغالبية العظمى من الشجارات لا تتم تسويتها مطلقاً، لكن الاختلاف بين الأزواج السعداء والتعساء، يكمن في الأسلوب الذي يتشاجرون به.

فالأزواج السعداء يقطعون شجارهم ببعض مفردات التواصل الايجابية، على حد قوله، مثل دعابة او ابتسامة مقحمة كاعتراف حنون بنقاط ضعف الطرف الآخر. أما الأزواج التعساء، فتقع بينهم شجارات مستنقدة، تتصف بالانتقاد، والحذر، وغير ذلك من الألفاظ والتلميحات السلبية.

نسبة تفاعلات العلاقات الزوجية

وما من شك فيه انه حتى اسعد الأزواج قد تسوء شجاراتهم الى حد بعيد في بعض الأحيان، لكن دكتور جوتمان اكتشف انه طالما ان نسبة التفاعلات الايجابية الى السلبية تظل على أقل تقدير 5 الى 1، فإن العلاقة الزوجية تتسم بالاستقرار والقوة، لكن عندما تنخفض تلك النسبة أقل من ذلك، على حد قوله، يستطيع أن يتنبأ بدقة تبلغ نسبتها %94 ان الزوجين سينتهي بهما الأمر إلى الطلاق.

يقول دكتور جوتمان، إن الأطباء الاستشاريين المعالجين للأزواج، يستطيعون استغلال تلك المعلومات للمساعدة في الإبقاء على العلاقة الزوجية بين الأزواج، ويضيف بقوله:«لا يمكن للمرء أن يعلم الزوجين كيفية تجنب النزاعات هكذا، بل يجب بناء علاقة صداقة تتسم بالحميمية في صلب العلاقة الزوجية، وإن لم يتم ذلك، فإن العلاقة تصبح هشة ومتدنية.

لكن ليست كل العلاقات الزوجية قابلة للإنقاذ، على حد قول الأطباء الاستشاريين.يقول دكتور جوتمان:«لقد وجدت أن بعض الأزواج لا يناسبان بعضهما بعضا من الأساس، وبالتالي لا يفيدان بأي شكل من الأشكال من العلاج الاستشاري».

وهناك آخرون، بعيداً عن نطاق العلاج الاستشاري للأزواج وبرامج التعريف بالعلاقات الزوجية، يعانون من اضطرابات في الشخصية وعلاقات مشوبة بالعنف والإرهاب. وهذا النوع من الأزواج، على حد قول جوتمان، ليس لدينا ما نقدمه لهم.

مدة العلاج الاستشاري وأهميتة

لقد صمم العلاج الاستشاري للأزواج بحيث يستغرق مدة قصيرة نسبيا: أي 26 أسبوعا أو أقل.يقول دكتور جون دابليو.جيكوبس، وهو طبيب نفسي بولاية نيويورك، ومؤلف الكتاب الشهير الصادر عام 2004، بعنوان « كل ما تحتاجه هو الحب، وأكاذيب أخرى حول الزواج » : « إن الغالبية العظمى من مرضاي تتحسن حالتهم بعد عدد من الجلسات يتراوح ما بين 5 و10 جلسات، ويرضون بما حصّلوه من تقدم. ويرجع ذلك لإنهاء دائرة اللوم المشترك التي لا تنتهي ».

لكن حتى عندما يفقد الطبيب الاستشاري المعالج الأمل في مستقبل الزوجين، قد لا يصل الأمر بالزوجين إلى القنوط.فالعديد من الأزواج، الذين يعقدون العزم على ألا يصل بهم الأمر إلى الطلاق، لا يفتأون يبحثون عن معالجين جدد أو برامج جديدة تساعدهم على البقاء معاً.

فبعد دورتين من العلاج الاستشاري للأزواج، وحالة طلاق واحدة، قرر كل من جيم، من مدينة بوونتون، وزوجته فاليري، ان يجريا برنامج Retrouvaille، وهو عبارة عن برنامج يتألف من ورش عمل مكثفة تعقد في الإجازات الأسبوعية وندوات متابعة مخصصة للأزواج الذين هم على شفير الطلاق أو الانفصال.يقول جيم:« في هذا البرنامج نتناول موضوعات كثيرة بالحديث، مثل التحرر من الوهم، والتسامح، وقدسية الزواج، ثم نكتب عن هذه المواضيع.وينصب اكبر قدر من التركيز على المشاعر، وينتهي الأمر بالواحد منا ان يشعر بالمشاعر التي تنتاب شريكه ».

ميزة اخرى تميز بها برنامج Retrouvaille، من وجهة نظر جيم، وهي انه يخرج عن الإطار السلبي الذي يتسم به العلاج الاستشاري.يقول جيم:«يقوم أناس عاديون ويقصون قصصهم حول الخيانة والإسراف في الانفاق، وغير ذلك من المشاكل، ان الأعداد الكبيرة للجمع تبعث على الراحة والطمأنينة، وترفع قدراً من الإحراج والإحساس بالخجل».وبعد مرور ست سنوات على اجازتهم الأسبوعية التي امضوها في برنامج Retrouvaille، يتقدم الزوجان جيم وفاليري الآن البرنامج، من منطلق كونهما رمزين للأمل للأزواج ذوي العلاقات المتهالكة، لكنهما ما زالا يصارعان للإبقاء على زواجهما حتى الآن.يقول جيم تعليقاً على ذلك:«إننا على يقين أن زواجنا في حاجة إلى أن نشمله بالرعاية وعلاقتنا في حاجة إلى الإنماء، لكننا تعاهدنا على البقاء معاً مهما حدث».

و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا و دون تعليق.

المصدر:مجلة المجلة