تعاون السكان العامل الأساسي في طرد القاعدة من الرمادي
في الأنبار يجري العمل لإطلاق حملة إعمار واسعة من السهل الخروج باستنتاج يقول: ان الفوضى تعم العراق، ولكن هذا الاستنتاج لن يكون صحيحا، فبعض اجزاء العراق تعيش وضعا سيئا، ولكن اجزاءه الاخرى تشهد التحسن. ففي مدينة الرمادي يذكر احد قادة الجيش الاميركي ان قواته عثرت خلال الحملات العسكرية الاخيرة على عدة مخابئ للاسلحة ضمت اكثر من خمسة اطنان من المتفجرات محلية الصنع واكثر من طن من المتفجرات شديدة القوة ونحو 700 متر من اسلاك التفجير ونحو 23 الف لتر من الكلورين، كما اكتشفت وفككت مصانع كاملة مخصصة لانتاج العبوات الناسفة وقتلت مئات الارهابيين. وبعد قيام القوات المشتركة بتطهير العديد من مناطق محافظة الانبار اخذت تقوم حاليا بمرحلة البناء لاعادة اصلاح الاضرار وكسب تأييد السكان المحليين. وقد بدأت القوات العراقية باداء دور رئيس في العمليات العسكرية، وكان العامل المهم في انجاح هذه الجهود هو قرار اغلب العشائر الكبيرة في الانبار بمحاربة تنظيم القاعدة. ولكن تبقى قوى العشائر اضعف من أن تلحق الهزيمة بمقاتلي القاعدة بمفردها، الا ان هذه العشائر بدأت تشجع ابناءها على التطوع في قوات الجيش والشرطة العراقية. ولا تعتبر الرمادي مثالا معزولا، فقد تحقق تقدم في مختلف مناطق الانبار، خصوصا في مناطق القائم وهيت التي غدت هادئة بشكل واضح بعد سنوات من اعمال العنف. والسؤال المهم الذي يطرح الان هو ما اذا كانت قوات التحالف قادرة على تحقيق نفس هذا النجاح في بغداد كجزء من خطة فرض القانون إذ تقوم القوات بتطبيق نفس ستراتيجية " تطهير الارض والاحتفاظ بها والاعمار " في بغداد بعد ان نجحت في الرمادي، ومن قبل ذلك في تلعفر والقائم. ولكن الوضع في العاصمة اكثر تعقيدا، لان القتال هناك لا يدور فقط بين معتدلين ومتطرفين من الطائفة نفسها بل ايضاً بين طائفة وطائفة. كذلك فان العاصمة اكبر بكثير. وحتى عند اكتمال وصول القوات الاضافية الاميركية في حزيران، فان القوات المشتركة لن تمتلك نفس الوجود الكبير الذي تمتلكه حاليا في الرمادي على اساس العدد لكل فرد في بغداد. ويقيم المزيد من الجنود الاميركيين حاليا في نفس الاحياء التي يسيرون فيها دورياتهم. ففي منطقة الحرية ينام جنود الفرقة 82 المحمولة جوا ويعملون جنبا الى جنب مع افراد من الجيش والشرطة الوطنية العراقيين. ومع ان سلاسل القيادات منفصلة بين القوات العراقية والاميركية فان جهودا كبيرة تبذل لتنسيق عملهما من اجل تحقيق وحدة الجهد، ان لم يكن وحدة القيادة. ويبدو ان اقامة ما يسمى " المجتمعات المغلقة " بات جزءا حيويا من المسعى لمنع الارهابيين من امكانية اعادة اختراق المناطق المطهرة. العمل الارهابي اخذ ينتقل الى خارج العاصمة، ولكن السيطرة على العاصمة التي يشكل تعداد سكانها ربع مجموع سكان العراق، فضلا عن مكانتها كعاصمة للبلد، يعد اكثر اهمية من التحكم بالمناطق الابعد. ويبقى لعدم الاستقرار في حزام بغداد، الممتد من سلمان باك والاسكندرية في الجنوب الى الفلوجة في الغرب وبعقوبة والتاجي في الشمال، ثمنه الباهظ، كما ان الهجمات الواسعة التي تحصل في تلك المناطق بوتيرة متصاعدة تقلل من شأن التقدم الحاصل في العاصمة. و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا و دون تعليق. المصدر:جريدة الصباح-23-4-2007
|