كيف يمكن أن أصبح مطوراً للمواقع ؟
ألقيت درساً بسيطاً في اللقاء الأول لمجموعة PHP الإمارات، قد قمت بعمل عرض باستخدام ملفات HTML ونسقتها بتقنية CSS، وكان الدرس بعنوان كيف يمكن أن أصبح مطوراً للمواقع، قبل أن ألقي الدرس بأيام وحتى الدقيقة الأولى من الدرس، كنت قلقاً متوتراً، لكن ما إن بدأت حتى زالت الرهبة والقلق، وأسعدني أن وجدت تفاعلاً بعد الدرس بالأسئلة ومشاركات الحضور، وبعد اللقاء أسعدني أكثر تقبل الناس لما طرحته ومشاعرهم الطيبة التي أحرجوني بها. ذكرت في الدرس أنني أتلقى أسبوعياً سؤالاً من أحد زوار موقعي يسألني عن كيفية تعلم تطوير المواقع، وكيف يمكن أن يصبح مطوراً للمواقع، والدرس هو إجابة مفصلة على هذا السؤال، حيث وضعت عشر مهارات وتقنيات ينبغي على المرء تعلمها أو أخذ فكرة عنها حتى يتقن تطوير المواقع، وفي البداية تحدثت عن المواقع، وقلت أنها وسائل إعلامية فهي تشمل الصحف إذ يمكنك أن ترى النصوص والصور، وتشمل المذياع إذ تحوي ملفات صوتية ويمكن الاستماع للبث الإذاعي من خلال المواقع، وتشمل الفضائيات أيضاً، حيث يمكن عرض ملفات الفيديو أو حتى مشاهدة البث الفضائي من خلال المواقع. هذه الميزة الأولى من مزايا المواقع، الميزة الثاني هي سهولة إنشاء المواقع، يمكن لأي شخص وبمعرفة بسيطة أن يطور موقعه الخاص، وهذه أيضاً سلبية في نفس الوقت، إذ تظهر الكثير من المواقع الفقيرة في محتوياتها وفي خدماتها، وللأسف تظهر الكثير من المواقع السيئة في مضمونها وأهدافها، أما الميزة الثالثة فهي التفاعل الكبير الذي توفره المواقع للزوار، حيث أن الوسائل الإعلامية الأخرى مثل الفضائيات والمذياع لديها توفر وقتاً محدداً ومساحة محددة للتفاعل بين المستمعين أو المشاهدين، بينما المواقع مفتوحة طوال الوقت وتقريباً لا توجد حدود للتفاعل بين الزوار. وقبل أن أشرح التقنيات، يجب ألا تنسى أن التعليم رحلة لا تتوقف، يجب أن يخصص المرء منا ساعة كل يوم للقراءة في تخصصه، بدون هذه الساعة وبدون التعلم المستمر لن يصل أحد إلى مستوى الاحتراف في تخصصه، والتخصص مهم حتى في تطوير المواقع، حيث أن هذا المجال يحوي مهارات عديدة مثل التصميم وإدارة الموقع والبرمجة، فيجب أن يتخصص الشخص في مجال ما ويأخذ فكرة عن بقية المجالات، النقطة الثالثة والمهمة هي التركيز على الأهداف، المواقع ولغات البرمجة والبرامج كلها وسائل لتحقيق أهداف، من الخطأ أن يتم إنشاء موقع لمجرد فقط الرغبة في ذلك، يجب أن يحقق الموقع هدفاً وهو إيصال رسالة معينة، كأن تسوق شركة ما منتجاتها، أو أن يقدم شخص ما فائدة عبر الموقع. في البداية سأتكلم عن التقينات، والتقنية الأولى والأساسية هي XHTML وهي أساس المواقع وبدونها لن تجد المواقع، وبالطبع XHTML هي آخر معيار معتمد لذلك تكلمت عنها بدلاً من HTML مع أن الفرق بينهما ليس كبيراً، وXHTML هي للمحتويات فقط، من الخطأ استخدام أوامر هذه اللغة في تنسيق المحتويات بتشكيل الموقع من خلال الجداول أو التحكم بلون ونوع وحجم الخط، أو تخصيص ألوان معينة لخلايا الجداول، هناك تقنية أخرى تهتم بكل هذا أما XHTML فهي للمحتويات فقط. وXHTML هي مرحلة انتقالية حالياً إلى تقنية أخرى أكثر قوة وهي XML، وشرح ما هي XML يحتاج إلى دروس منفصلة، ويجب أن أنوه إلى أن تعلم XHTML سهل وبسيط ويحتاج الشخص ساعة أو ساعتين فقط لتعلم الأساسيات ومن خلال التجربة والخطأ وتصحيح الأخطاء يمكنه أن يتقن هذه اللغة. التقنية الثانية الضرورية لتطوير المواقع هي CSS، وقد سبق أن تحدثت عن هذه التقنية في موقعي كثيراً، من أهم مميزات هذه التقنية هي فصل المحتويات عن التصميم، فيمكن التحكم بتصميم موقع كامل من خلال ملف واحد، وهذ يوفر الوقت والجهد على مطوري المواقع، وتتميز التقنية أنها تبسط عملية دعم الأجهزة المختلفة مثل الهواتف النقالة والأجهزة الكفية مثل بالم وPocket PC، وتقدم دعماً أيضاً للطباعة فلا حاجة بعد اليوم لإنشاء نسخة من المحتويات خاصة للطابعة، يمكن توفير الوقت على المبرمج باستخدام CSS، ومن مميزات هذه التقنية أنها تقلل حجم الموقع بنسبة ما بين 20% إلى 60% وهذا يعني تقليل التكاليف وتسريع تصفح الموقع على الزوار. التقنية الثالثة هي جافاسكربت، وليس من الضروري تعلم هذه التقنية لكنها مفيدة في بعض الأحيان، وللأسف أن لهذه التقنية سمعة سيئة، فالبعض يستخدمها لإنشاء نوافذ تظهر فجأة للزائر وتحوي إعلاناً أو ملف فلاش أو حتى فايروس، والبعض يظهر رسالة تقول “رشحني لأفضل مليون موقع عربي” والبعض يقوم بعمل رسمة لقط يلحق مؤشر الفأرة!! جافاسكربت ليست لمثل هذه الاستخدامات. في موقعي وبالتحديد في النموذج البريدي، إذا نسي الزائر أن يكتب كافة البيانات ستظهر له رسالة تخبره أنه لم يكتب كافة البيانات الضرورية، وسيظهر مؤشر الكتابة في المكان الذي لم يكتب فيه البيانات المطلوبة، هذا استخدام مفيد للجافاسكربت، هذه التقنية يمكنها أن توفر الوقت على الزوار وتبسط عملية الاستفادة من الموقع وتصفحه، وأنبه إلى ضرورة أن تكون الجافاسكربت متوافقة مع أغلب المتصفحات وليس مع متصفح واحد فقط. التقنية الرابعة هي PHP وهناك بدائل مثل ASP وJSP وPerl وغيرها، بالطبع اخترت PHP لأنها من البرامج الحرة ولأن المجموعة تركز على هذه اللغة، ولم أفضل كثيراً في شرح التقنية وفوائدها، ذكرت فقط أنها البرمجة من جهزة المزود أو السيرفر ويمكن من خلالها تطوير برامج بسيطة وصولاً إلى البرامج الكبيرة والمعقدة. التقنية الأخيرة هي إدارة المزود أو السيرفر، وشبهتها بعملية إطفاء الحرائق، فالذي يدير المزود عادة لا يواجه أي صعوبة إلا في وقت حدوث مشكلة ما فعليه أن يطفأ الحريق أعني أن يحل المشكلة، وإدارة المزود تعني إدارة البريد، قواعد البيانات، النسخ الاحتياطي ومتابعة الإحصائيات وغيرها من الأمور المتعلقة بالمزودات. بعد ذلك تكلمت عن مهارة إدارة الموقع، وهي التخطيط ووضع الأهداف قبل إنشاء الموقع، وهذه مهارة ضرورية يجب أن نركز عليها كثيراً، بدون هدف لن يكون للموقع أي فائدة، ثم تكلمت عن التسويق والإعلان وقلت أنه من الخطأ أن يوجه الموقع لكل الناس، يجب أن يوجه الموقع لفئة محددة، فهل هو لكبار السن؟ أم لصغار السن؟ هل هو للشباب فقط أو للفتيات فقط؟ هل هو لرجال الأعمال مثلاً أو للمتخصصين في البرمجة؟ يجب أن يسوق الموقع ويعلن عنه لفئة محددة، ثم تكلمت عن إضافة المحتويات وقلت أن المواقع يجب أن تكون لديها خطة لإضافة المحتويات بحيث لا يكون هناك حماس في البداية ويتم وضع الكثير من المحتويات ومع مرور الوقت يفتر الحماس وتتوقف المحتويات فيتوقف الموقع. وتكلمت عن اختبار الموقع وتصحيح الأخطاء فيه، مثل الأخطاء الإملائية والنحوية وأخطاء التعبير، وكذلك الروابط التي لا تعمل أو أخطاء التصميم، ثم تحدثت عن أهمية التواصل مع الزوار، ونبهت إلى أهمية الرد على رسائل الزوار خلال أسرع وقت ممكن وعدم إهمال رسائلهم. ثم تحدثت عن مهارة التصميم وذكرت صراحة أنني لا أتقن التصميم، وتحدثت فقط عن نقطتين الأول تنسيق الألوان، يجب على المصمم أن يحسن اختيار الألوان فلا يجعل الموقع لوحة سريالية تحوي كل لون يخطر على باله ولا يختار ألواناً مؤذية للعين، ويجب أيضاً ألا يختار لوناً واحداً لكل الموقع، ويمكن تعلم تنسيق الألوان من خلال الكثير من الدروس المتوفرة في الشبكة ومن خلال الكتب، ثم تحدثت عن مشكلة في التصميم وهي أن البعض يضع التصميم في أول مرحلة لتطوير الموقع، والأصل أن يكون التصميم بعد التخطيط ووضع الأهداف ومعرفة الفئة المستهدفة من الزوار والمحتويات التي ستوضع في الموقع، بعد ذلك كله يمكن أن يكون التصميم خادماً لكل هذه الأهداف، ومن الخطأ أن نجعله هو الأساس. ثم تحدثت عن قابلية الاستخدام أو سهولة استخدام الموقع، هل الموقع سهل الاستخدم؟ يمكن تجنب الكثير من المشاكل باتباع قواعد أساسية لقابلية الاستخدام، ومع ذلك لا بد من اختبار الموقع، وهي أن نأتي بأناس لا علاقة لهم بالموقع ونجعلهم يختبرون الموقع ونعرف هل الموقع سهل الاستخدام أم لا ونعالج المشاكل، قواعد قابلية الاستخدام وكيفية إجراء الاختبارات موجودة في كتب ومواقع وقد عرضت في نهاية الدرس عناوين لبعضها. والمهارة العاشرة والأخيرة هي قابلية الوصول، في البداية يجب أن يظهر الموقع في كل المتصفحات التي يتوقع أن يستخدمها الزوار، من الخطأ أن تجبر الزائر على استخدام متصفح معين، ويجب أن نفكر في كيفية ظهور الموقع بشكل صحيح لشخص ألغى خاصية الجافاسكربت من متصفحه لما تسببه من إزعاج، أو شخص لا يستخدم متصفحاً لا يدعم CSS، أو شخصاً ألغى خاصية عرض الصور في متصفحه، كيف ستظهر المواقع لمثل هؤلاء؟ ونبهت إلى أهمية عدم نسيان ذوي الاحتياجات الخاصة، فهناك أناس فقدوا حاسة السمع أو حاسة البصر، فمثلاً إذا كان الموقع يحوي ملفاً صوتياً عبارة عن لقاء مع شخص، يجب توفير نسخة مكتوبة لهذا اللقاء لمن فقد نعمة السمع، ونوهت في النهاية إلى أهمية سرعة الموقع، كلما كان الموقع سريعاً سيبقى الزائر في موقعك مدة أطول. ثم عرضت قائمة للكتب التي أنصح بقراءتها وللمواقع التي أنصح بزيارتها، هذا ملخص مفصل للدرس الذي ألقيته في اجتماع مطوري PHP الأول في الإمارات. المصدر : http://www.serdal.com
عـنـاويـن ذات عـلاقـة :
◄الصحافة الإليكترونية... ونهاية الزحام في قاعات التحرير ◄بريطانيا... الإعلان على الإنترنت يفوق الصحف الوطنية ◄الصحافة على الإنترنت تمنح القراء قدرة أكبر على التحكم في المعلومات ◄بمناسبة 3 أيار عيد الصحافة العالمي :الإعلام العربي "بين الأرض والفضاء"! ◄حالة الإعلام الأمريكي ... مستقبل الراديو والتليفزيون والأخبار الإلكترونية ◄شبكة المعلومات الإلكترونية تحدث تغييراً واسعاً في السياسة الأميركية
|