هند تفتح أبوابها على المستثمرين في مجال الإعلام

 

 

 

الهند.. مؤشرات إيجابية فيما يتعلق بقطاع الإعلام

الشركات العالمية تتسابق للحصول على حصة من الـ «كعكة» الآسيوية الجديدة

أظهرت نتائج دراسة أجراها الاتحاد الهندي للغرف التجارية والصناعية «برايس ووترهاوس كوبرز» Price Waterhouse Coopers ان قيمة قطاع الإعلام تقدر حاليا بـ353 مليار روبية (حوالي 8.9 مليار دولار) ومن المتوقع ان يسجل نموا بنسبة 19بالمائة ليصل الى 837.2 مليار روبية (19مليار دولار اميركي) بنهاية العام 2010.

ويعود السبب في هذه الطفرة الى عوامل ديموغرافية وتزايد التعليم والطفرة الاقتصادية، كما تقل أعمار ما يزيد على 700 مليون من السكان عن 30 عاما، فيما يقدر عدد الأفراد الذين يشكلون الطبقة الوسط بما يزيد على 300 مليون نسمة. وفي ظل هذا التطور المتواصل في قطاع الإعلام بدأت مجموعة من الشركات العالمية عملياتها هنا مثل «سوني» و«باراماونت» و«ديزني» و«وفوكس» و«تايم وورنر» و«بيرسون»، الشركة الناشرة لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، و«انديبيندانت» و«تيرنر انترناشونال» و«بي بي سي وورلد وايد». وقال آشوتوش سيرفاستافا، الرئيس التنفيذي لشركة مينشار انديا وهي الفرع المحلي لمؤسسة ميديا انفستمنت مانجمنت ومقرها لندن «ان الصين والهند هما نقطتا الجذب بالنسبة للمستثمرين من الخارج في جميع المجالات».

«غير ان الصين مغلقة تماما بالنسبة للمستثمرين في مجال الاعلام. وهو ما جعل الهند بديلا جيدا للاستثمار بالنسبة للمستثمرين الاجانب الذين يبذلون جهدا كبيرا للاحتفاظ بنصيب في السوق في بلادهم».

وقال باسكارا راو رئيس مركز دراسات الاعلام في نيودلهي ان معدلات النمو في كل مجالات الاعلام في السنتين الماضيتين في الهند كان اعلى بكثير من الولايات المتحدة وبريطانيا.

واضاف «قطاع الصحف ينمو بمعدل 14 في المائة سنويا ويوجد في البلاد 27 قناة اخبارية تلفزيونية تعمل على مدار الساعة. ومعظم الشركات متعددة الجنسيات التي تنفق كميات كبيرة على الاعلانات موجودة هنا ايضا».

واكد «كل ذلك يجعل الهند مجالا جيدا للاستثمارات بالنسبة للمؤسسات الاعلامية الاجنبية. واحتمالات النمو ضخمة ولم نتمكن من الاستفادة من جزء كبير منها. واضاف ان سياسات الحكومة اصبحت ايجابية بالنسبة للاستثمار في الهند وفي ما يخص الاعلام المطبوع، فبالرغم من ارتفاع مستوى الامية في المناطق الريفية، فإن حجم قطاع المطبوعات الهندي يصل الى 2.3 مليار دولار اميركي ومن المتوقع ان يصل حجمه الى 5.8 مليار دولار بحلول عام 2010.

وقد غيرت الحكومة الهندية سياستها في مجال الاعلام في عام 2002 وخففت من قيود ملكية الاجانب للصحف. ويسمح القانون الهندي للاجانب بملكية 26 في المائة من اسهم المطبوعات الهندية، إلا ان الادارة التحريرية يجب ان تبقى هندية.

وطبقا لاستطلاع القراءة القومي في الهند، تبين ان وسائل إلاعلام المطبوعة من صحف يومية ومجلات مستمرة في الزيادة من 206 ملايين قارئ الى 222 مليون قارئ في العام الماضي. وتبين ان 12 صحيفة هندية يومية من بين 5 الاف صحيفة يومية تبيع اكثر من مليون نسخة يومية ـ وتصل مبيعاتها الى ما يتراوح بين 16 الى 17 مليون نسخة يوميا.

وقد دفعت صحيفة فاينانشيال تايمز الانجليزية المملوكة لشركة بيرسون 3.4 مليون دولار اميركي للحصول على 14 في المائة من صحيفة «بيزنيس ستاندرد» ثاني اكبر صحيفة اعمال يومية في الهند. بينما بدأ مؤشر داو جونز الاميركي في العام الماضي شراكة مع بينت وكولمان لطباعة النسخة الاسيوية من صحيفة وول ستريت المالية. واشترى هندرسون برايفت كابيتال آسيا فاند حصة قيمتها 20 مليون دولار في صحيفة هندوستان تايمز اليومية.

كما بدأت صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون في طباعة نسخة في الهند في اوائل العام الحالي.

كما ان مجموعة مترو وهي اسرع مجموعة صحفية نموا في العالم، تعد نسخة للسوق الهندي. واشترت مجموعة «اندبندنت نيوز وميديا لندن» 26 في المائة من مجموعة جاغران براكشان الهندية بقيمة 18.6 مليون جنيه استرليني.

واوضح سنجاي غوبتا المدير التنفيذي ورئيس تحرير داينك جاغران ان رئيس مجلس ادارة «الاندبندنت نيوز وميديا لندن» توني اوريلي، كان السباق في اكتشاف امكانات السوق الهندي. ويصل عدد قراء داينك جاغران 21 مليون قارئ وهي رسميا اكبر الصحف في الهند. وقال غوبتا «سنطبع نسخة دولية من الاندبندنت في الهند قريبا. ولكنها ستكون بالانجليزية».

وتجدر الاشارة الى ان السلطات الهندية تسمح الان بطباعة نسخ من الصحف الاجنبية في الهند. وهذه السياسة تساعد الصحف الاجنبية على توفير نفقات توزيعها في السوق الهندي. وتعتبر تكلفة الانتاج الرخيصة نقطة جذب رئيسية بالنسبة لدور النشر.

أما الإذاعات فقد شهدت انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة. وسابقا كان هذا الوسط الإعلامي مقصورا على البث الحكومي لكن الآن سمح للشركات الخاصة كي تدخل فيه.

وزادت نسبة المستمعين للمحطات الإذاعية من 23% إلى 27% خلال الأسبوع. ولمحطات إف إم جمهور يبلغ حوالي 119 مليون شخص في الأسبوع في عام 2006، أي بزيادة 55% خلال السنة الماضية.

واشترت محطة بي بي سي الدولية 20 % من أسهم محطة «انديان راديو ميد داي ويست» (ظهيرة الإذاعة الهندية غرب) المتمركزة في مومباي. ويتضمن الشراء الحصول على حق استخدام البث على الـ إف إم الذي يغطي سبع مدن هندية كبيرة بما فيها مومباي ونيو دلهي وبنغالور وكلكتا.

وهذا أكبر استثمار تجاري يجري في حقل البث الإذاعي بعد أن قالت الحكومة السنة الماضية إنها ستسمح للشركات الأجنبية بامتلاك أسهم تساوي 20 % من محطة إذاعة إف إم من أجل إعطاء هذا القطاع دفعة قوية.

كذلك شجعت السياسة الليبرالية الاقتصادية محطة تلفزيون ماليزية هي «أسترو أول آسيا» كي تشترك مع شركتين هنديتين للحصول على إجازة باستخدام البث الإذاعي إف إم.

ومن المتوقع أن يجلب قطاع إذاعات الـ إف إم توظيفا ماليا أجنبيا يصل إلى 111 مليون دولار أميركي خلال الـ 12ـ 18 شهرا القادمة، حسبما جاء في تقرير «اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية»، حيث قدر تحقق نمو قدره 22% من حجمه الحالي البالغ قيمته 53 مليون دولار أميركي كي يصل إلى 145.9 مليون دولار قبل انتهاء عام 2010.

القطاع الاكثر لفتا للاهتمام هو قطاع المحطات التلفزيونية، حيث تشكل الهند ثالث أكبر سوق للتلفزيون في العالم اليوم حيث تبلغ عدد القنوات التلفزيونية فيها أكثر من 350 قناة متوفرة حاليا.

ومن حيث القيمة فإن الدخل المتحقق من الإعلانات عبر تلفزيونات الكابل كانت 1.02 مليار دولار عام 2005 ومن المتوقع أن يبلغ 1.8 مليار دولار قبل انتهاء عام 2010 بزيادة قدرها 24%. ويبلغ عدد القنوات المضافة كل سنة 50 قناة. وهذا ما منح زيادة في الطلب للقنوات التي تبث على مدار الساعة. وتواصل شركات البث التلفزيوني البحث عن شركات للبرامج كي تغطي أوقات بثها. ولشركة «تي في ساتلايت» 230 مليون مشاهد كل أسبوع منذ عام 2006 .

وكتب عدي لال باي الاقتصادي في خدمات الإعلام «في الهند زادت نسبة البيوت التي تستخدم الكابل والبث عبر الاقمار الاصطناعية بنسبة 12% حيث زاد العدد من 61 مليون إلى 68 مليون بيت هذه السنة».

واشترت شركة والت ديزني حصة من أسهم «يو تي في» التي تمتلك قناة للأطفال مقابل 30 مليون دولار. كذلك لقناة «سي إن إن ـ إي بي إن» حصتهما المشتركة من شركة هندية هي غلوبال برودكاست نيوز.

واشترت رويترز حصة 26% مقابل 19 مليون دولار أميركي في حقل الأخبار المعروضة لأربع وعشرين ساعة في اليوم وقناة الشؤون الحالية «تايمز تي في ناو». وتطلق بلومبيرغ الشركة الإعلامية المتمركزة في الولايات المتحدة قناة للبزنز مع شركة «تي في غروب» الهندية.

وقال ديباك كابور المدير التنفيذي لشركة «انترتينمينت أند ميديا» في تصريح رسمي إنه «مع 28 مليون هندي مرتبطين بالانترنت أصبح الإعلام عبر الانترنت يشكل مليار ليرة، ومع انتشار نظام النطاق الواسع (برود باند) ببطء ستزيد حصة الدخل بمقدار50%.

كذلك زادت خدمات الترفيه الحي والمعروفة بإدارة المناسبات إلى 8 مليارات ليرة ومن المتوقع أن تتنامى إلى 18 مليار ليرة قبل انتهاء عام 2010 بزيادة سنوية معدلها 18%. وقال سونير ختاربال من بنك «يس بانك» المتمركز في مومباي إنه خلال الثمانية عشر شهرا الأخيرة قامت الشركات الاجنبية باستثمار 300 مليون دولار في خدمات الإعلام الهندي وهو يتوقع زيادة أخرى تبلغ 250 مليون دولار خلال المستقبل القريب.

وكتب الصحافي البريطاني روي غرينسلايد في الفترة الأخيرة أن «الشرق يُقرأ حاليا بشكل جيد» وأن الصحافيين البريطانيين قد ينتقلون قريبا إلى دلهي أو مومباي بحثا عن عمل.

وكل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر:الشرق الأوسط اللندنية-18-10-2006

 

 مواضيع ذات علاقة:

 

مَـنْ يـنـتـظـر مَـنْ  ؟ ... الهـنـد والـعـالـم

منْ سيفوز بسباق القرن··· الصين أم الهند؟

توجه الصين لزيادة مخزونها النفطي يثير قلق الأسواق

بدائل إفلاس العولمة

ميزان القوة العالمي يميل إلى آسيا

سؤال مرهق: هل تسيطر آسيا على القرن الحادي والعشرين...؟