من هو الرئيس الأميركي القادم؟
توم بروكاو
هيلاري كلينتون يمكن أن تكسب، نعم يمكنها ذلك. ماكين سيرشح نفسه كمستقل. آل جور يعود مجدداً، وكذلك كيري. "رومني" هو الرد المناسب على "الحزب الجمهوري"، لكن ماذا عن "فيرست"؟ و"آلان" و"إدوارد" أصبحا الآن جاهزين لخوض الانتخابات. "مارك وارنر" يستطيع أن يقوم بذلك أيضاً. ركز نظرك على "أوباما"، ولا تستبعد "جيولياني". تتصاعد التكهنات بشكل غير مألوف حول من سيترشح، ومن سيفوز بالسباق الانتخابي على منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية في عام 2008، رغم أنه لا يزال أمامنا أكثر من عامين على تلك الانتخابات. لكن الملاحظ أن هذه التكهنات تتجاهل قاعدة جوهرية من قواعد اللعبة السياسية للانتخابات الرئاسية. والدافع لهذه التكهنات يعود إلى أسباب أولها أن هذه هي الولاية الرئاسية الثانية لبوش ولن يحق له الترشح بعدها، وبالتالي فالأشخاص الموضوعون على رأس القائمة الانتخابية للحزبين لديهم فرصة متساوية في الفوز. ولو صدقنا ما قاله كل من ديك تشيني وآل جور عن نواياهما، فإن الانتخابات القادمة ستكون هي أول انتخابات لا يترشح فيها نائب الرئيس الحالي أو السابق لمنصب رئيس الجمهورية منذ انتخابات عام 1952. أما السبب الثاني فهو أن الناخبين في استطلاعات الرأي المتتالية، يعبرون عن قلقهم إزاء جملة من القضايا تشمل الإرهاب، والحرب في العراق، وأسعار النفط، والبيئة، والرعاية الصحية، والاقتصاد... وهذا المستوى من القلق تحول إلى صيحة جماعية تطالب بالمساعدة، وتتجاوز الحزب والخطوط الاقتصادية والجغرافية. في التجمعات الكبيرة والصغيرة، وفي الولايات الجمهورية والديمقراطية، ومن الجمهوريين التقليديين كما من الديمقراطيين الشعبويين، ومن تجار الشوارع الرئيسية إلى مرشدي الصيادين، ومن الأكاديميين إلى حراس الغابات... كان هناك سؤال واحد يتردد على الألسنة هو: من سيكون رئيسنا التالي؟ وكانت إجابتي الدائمة على ذلك: لا أعرف لأن الوقت لا يزال مبكراً. هذه الإجابة لم تكن ترضي هؤلاء بالطبع، فينتقلون منها إلى الحديث عن هيلاري كلينتون، وهل يمكن أن تفوز بترشيح حزبها للانتخابات... وهل يمكن أن تنتخب كرئيسة، وهل يمكن أن تحكم أميركا امرأة؟ بالطبع كنت امتنع عن إعطاء إجابات ولكني كنت أذكر سائلي بأن آل كلينتون لديهم من الوسائل ما يمكنهم من التغلب على التقاليد السائدة. السؤال الذي كان يلي ذلك هو: هل سيقوم الجمهوريون المحافظون باختيار "ماكين"؟ إجابتي كانت هي لا أعرف، ولكن الكثيرين منهم يعتقدون أنه المرشح المفضل الذي سيمكنهم من البقاء في البيت الأبيض. باعتباري من المهتمين باللعبة السياسية لانتخابات الرئاسة، وبصفتي صحفياً فإن هذا الاهتمام السابق لأوانه يسعدني، وأتمنى أن يستمر حتى الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر 2008. أما في الوقت الراهن فإنني اعتمد على نظرية من نظريات السياسة يطلق عليها "غير المتوقع هو الذي قد يحدث"، كنت قد استعرتها من مراقب سابق للحملات الانتخابية الرئاسية الأميركية أصبح غير معروف الآن. تقوم هذه النظرية على أن الاحتمالات الواقعية أكثر عددا من مطبات تخفيف السرعة الموجودة على الطريق إلى البيت الأبيض. فهناك أشياء يمكن أن تحدث وتؤثر على نتيجة تلك الانتخابات منها: وقوع هجوم إرهابي جديد في البلاد، تحسن وضع أميركا في حرب العراق أو تدهوره، تطوير إيران لسلاح نووي، وقوع باكستان فريسة لغضب الإسلاميين، ارتفاع أسعار البترول إلى ما فوق حاجز 100 دولار للبرميل، حدوث كارثة مثل إعصار كاترينا، انتشار أنفلونزا الطيور عبر حدودنا، حل موضوع الهجرة، أو اندلاع أعمال شعب، انفجار الفقاعة العقارية، سيطرة الصين بقوة على عملتنا، مرض أحد المرشحين أو تعرضه لمتاعب من نوع ما... إلخ. ربما لا يحدث أي شيء من ذلك، بل يحدث شيء آخر كأن يصبح كل شيء جميلاً في هذا العالم، فهذا أيضا سيكون له تأثير على الانتخابات. قد تكون تلك الأمور كلها غير واقعية، وخصوصاً أن يصبح كل شيء جميلاً في العالم، ولكن كل ذلك يظل مندرجاً في إطار نظرية "غير المتوقع قد يحدث"، ومن الأفضل والحال هكذا أن نضع تلك الاحتمالات وتلك النظرية في حسباننا عندما نقوم الآن بالجدل حول من هو المرشح المؤهل أكثر من غيره للتعامل مع هذه الأمور خلال الولاية الرئاسية القادمة! المراسل الخاص لشبكة "إن. بي. سي" التلفزيونية و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور. المصدر: الإتحاد الإماراتية- ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست" -25-6-2006
|