مصر تبحث عن زعيم

 

صبحى فؤاد

 

هل معقول لا يوجد من بين الاربعة او خمسة وسبعين مليون مصرى رجل واحد (او امرأة ) لدية القدرة والكفاءة والحنكة والعلم والمعرفة لكى يصبح حاكما لمصر خلفا للرئيس حسنى مبارك؟؟ هل معقول لايوجد مواطن (او مواطنة) مصرى واحد من بين كل هذة الملايين التى تعيش على ارض مصر تتوافر فية صفات الزعامة والقيادة؟؟

لقد اهان اسامة الباز الشعب المصرى منذ شهور قليلة عندما ادعى ان الرئيس مبارك يرغب فى التقاعد ولكنة لايجد من يصلح لخلافتة وتولى مسئولية الرئاسة بدلا منة.

وبكل الاسف نجد هذة الايام بعض الكتاب واصحاب الاقلام يكررون نفس الاهانة والخطأ الذى وقع فية مستشار الرئيس مبارك للشئون السياسية..وذلك عندما نجدهم يكتبون الينا محاولين اقناعنا ان جمال ابن الرئيس مبارك هوالاصلح وافضل من يحكم مصر فى الظروف الحالية والاقدر على قيادة مصر فى حالة رحيل ابية او تقاعدة او مرضة الشديد.

العجيب ان هؤلاء الذين يحاولون اقناعنا بان جمال افضل من الاخوان نسوا ان الرئيس مبارك لم يعترض على السادات عندما قرردعم الجماعات الاسلامية وتشجيع المتطرفين على السيطرة على الجامعات والنقابات ووسائل الاعلام.

والعجيب ايضا ان هؤلاء الذين صاروا يدافعون عن النظام نسوا ان الرئيس مبارك تسلم الحكم فى مصر خلفا للسادات فى عام 1981.. اى منذ ربع قرن..وقد كان فى مقدورة خلال هذة السنوات الطويلة القضاء على التطرف فى مصر تماما ووضع حد لتزايد نفوذ جماعة الاخوان المسلمين وتغلغلهم فى كل ركن من اركان مصر الا انة فضل الابقاء عليهم ومهادنتهم والابتعاد عن الدخول فى صراع معهم لكى يخوفنا ويرعبنا بهم اليوم فنقبل بابنة رئيسا لنا !!

ان ما وصلت الية مصر حاليا من تدهور اقتصادى وانخفاض حاد فى مستوى المعيشة وصعوبة الحياة والطائفية والتعصب والغليان الذى جعل مصر كلها اشبة بالبركان الذى اصبح على وشك الانفجار.. تقع مسئوليتة الاولى والاخيرة على عاتق الرئيس محمد حسنى مبارك شخصيا طبقا للدستور والقوانين المصرية.

لاشك انة استخفاف بعقول المصريين ان نقول لهم اذا لم يتولى جمال ابن الرئيس الحكم فلويل لكم من الاخوان المسلمين والويل لكم من المتطرفين لان كل المصريين او الغالبية العظمى منهم يعرفون جيدا ان الاخوان والمتطرفين من صناعة الحاكم والنظام فى مصر لاشغال المصريين بالصراعات الطائفية.

اننى لا اؤيد فكرة توريث الحكم لجمال ابن الرئيس مبارك لاى سبب من الاسباب لان التوريث يعنى استمرار الاوضاع الحالية المتردية فى مصر على ما هى علية من ديكتاتورية ووحكم بوليسى وقوانين طوارىء وعدم حرية وصراعات طائفية وهوس دينى وتخلف تكنولوجى وعلمى وتدهورصناعى وزراعى..الخ القائمة.

واتمنى من كل قلبى رؤية زعيم وقيادة ودماء جديدة فى مقعد السلطة بمصر بعد رحيل الرئيس مبارك او عجزة عن اداء مهام وظيفتة بسبب المرض وكبر السن.. زعيم جديد يعيد لمصر والمصريين كرامتهم المفقودة وانتماءهم لوطنهم مصر ويحكم بين الناس بالعدل والرحمة والمساواة. والاهم من كل هذا وذاك ان يكون خادما متواضعا لشعبة ومحبا لهم.

و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور.

المصدر: إيلاف-3-6-2006