هل سيكون "2015" عام الإنجازات العلمية؟

 

 

إن زيادة معدل التباين بين مستويات الدخل مردها عوامل عدة أهمها مستوى الاهتمام بدخول الأفراد ضمن خطة اقتصادية طويلة المدى. العالم ومن خلال الأمم المتحدة توجه وعبر الدول الصناعية والمتقدمة والغنية نحو المعاهدة التي وقعت في أيلول (سبتمبر) من عام 2000م التي تضمنت وعدا منها أن يكون عام 2015م هو عام يصبح فيه الفقر في العالم جزءا من التاريخ وسيودع الفقر دول العالم على الأقل إلغاء شريحة "مادون خط الفقر" وتقليص شريحة الفقراء إلى النصف أو أقل. هذا كان ملخص جهود كبيرة لتحقيق هدف معين بأداء عمل معين في زمن معين كتخطيط بعيد النظر بجعل عام 2015 م كمرمى تحقق الأمم فيه أهدافها.

لقد أكدت التقارير عزم دول العالم المتحولة للعولمة الاقتصادية بتبني إصلاحات عامة وخاصة بهدف تعويض آثار الـ 20 عاما الماضية في التنمية على مستوى العالم. ولقد حددت مجالات مثل التعليم والصحة والزراعة أن تكون محاور خطط تنفيذية موجهة تحقق معدلات يتفق عليها الجميع تدحر بها قلة الوعي وضعف الإرادة وتحسن أوضاع الشعوب المتعثرة في نموها وتنميتها. لقد بدأت الدول واحدة تلو الأخرى تضع خططها المحلية لتصل إلى عام 2015م وقد واكبت باقي دول العالم توجههم حتى تستفيد من تجاربهم وتقضي عقدا تلو الآخر في عمل دؤوب يعود على شعوبها برفع مستوى المعيشة وتحسين الدخول.

عالميا يراد بتحسين الوضع الصحي والاقتصادي الوصول إلى خفض أو زيادة بعض المعدلات بهدف خلق توازن بين شرائح المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة المتجاورة. فمثلا يأمل العالم أن يخفض معدل وفيات الأطفال بنسبة 70 في المائة من واقعه الحالي الذي يمثل - رقماً- نصف مليون مرأة ونحو 11 مليون طفل يموتون سنويا من جراء الإجهاض أو العدوى المرضية أو ضغط الدم أو النزيف الدموي, في حين يسعى إلى زيادة المساحة الخضراء زراعيا وخضريا التي انحسرت خلال العقدين الماضيين جراء عشوائية لم تواجه دوليا بصرامة آنذاك.

على المستوى المحلي في عام 2015م توقعت المملكة المتحدة مثلا: خفض معدل وفيات الولادات بما يعادل 75 في المائة لأنه أولوية قصوى وأن يصل الجنوب الغربي منها أول مركز سياحي تقني يدار بواسطة أبناء المنطقة وسكانها كأول محاولة في انغماس الأهالي في السياحة مع هدف زيادة العوائد إلى ثمانية مليارات جنيه استرليني في هذه المقاطعات من خلال زيادة عدد الزائرين ليصل 26 مليون سائح سنويا، وعلى أن تحدث الخطط السياحية كل ثلاث سنوات كما يتوقعون أن يكون عام 2015م نهاية دخول الشباب لعالم الأسواق والاستثمار وهم جاهلون بأسس العمل أو ملمون بالأدوات المفترض استخدامها للدخول في هذا المجال.

كما يتوقعون أن يتم خلال السنوات الثماني أو السبع المقبلة توظيف كبير لقدرات الخبراء في تعويد الشباب على العمل الجماعي والوصول للقرارات الاقتصادية الحاسمة, فتحصل المرأة مثلا على كامل حقوقها في التعليم بكل مراحله وفي حقوقها في العمل في الحياة العامة.

كما تخطط أيضا البوسنة وهيرزيقوفينا كحكومة في تنظيف الأراضي من الألغام بنسبة 80 في المائة في عام 2015م التي كانت قد زرعت أثناء الحرب وفتكت بحياة الكثيرين إلى الآن مما أثر بشكل كبير في البيئة والحياة الطبيعية للناس .في أستراليا تخطط جامعة ميلبورن لأن يكون مركز الأبحاث التابع للجامعة الأول في أستراليا وكمركز التدريب الأول في إجراء الأبحاث على مستوى العالم بهدف نشر اسم الجامعة وإثبات قدرة كوادرها.

في مصر, وبيرو, وفيتنام, ومنغوليا كأهم الدول التي وضعت قضايا البيئة في قلب الخطط التطويرية، حيث تتوقع بتناولها هذا وإيجاد الحلول المختلفة لها فسيتم محاربة الفقر لديها في عام 2015م بشكل يجعلها تؤمن الرخاء لشعوبها متوجهة نحو قضايا أخرى لتهتم بها تسهم في تنمية مستدامة في مصر بالذات ستكون الاهتامات منصبة حول إمكانية الوصول والإتاحة للمياه العذبة للجميع وضبط التعامل مع النفايات وزيادة المساحة الخضراء.

وفي كينيا ستحقق ما يزيد على نسبة 10 في المائة لحماية الغابات في سبيل معالجة الـ Deforestation التي تعاني منه لسنين وتسبب في زيادة نسب الفقر بين أفراد المجتمع الكيني أما في الولايات المتحدة فالخطط متعددة ومتداخلة لكنها منظمة ومنسقة بشكل يكفل لها تحقيق أهداف بعضها بعضا عن طريق ثبات نسبة الجودة ومتابعة الأداء خلال التنفيذ. هذه الأمثلة البسيطة جدا تجعلنا نتساءل عن وضع خططنا لتحقيق الأهداف في ذلك العام. فمثلا هل لدينا أهداف معينة يمكن تحقيقها بحلول عام 2015م مثلما تمت تسمية عام 2007م بعام المعلوماتية لما تحقق فيه من إنجازات؟ ومبدئيا هل لدينا خطة لتهيئة اقتصادنا الوطني للتكيف مع أسعار النفط وأسعار العملات, وهل سيكون لدينا توقع كامل لمعدلات التضخم وكيفية معالجتها؟.على المستوى الفردي فما نصيب الفرد من مساحة الحدائق أو المساحات الخضراء في المملكة في ذلك العام؟, وكيف ستكون نسب قروض الأفراد وسدادها؟, وكم سيكون نصيب الفرد من الخدمات والطرق والمياه والخدمات الترفيهية إجمالا؟.

ثم كيف سيكون وضع الإسكان وهل ستنتهي أو تحاصر العشوائيات بحلول بعيدة المدى لتأمين العيش الكريم للمواطن وتخطي عوائق التنمية؟. هل سنتمكن من القضاء على الـ TB؟, وهل سيكون عام 2015م هدفا لانحسار مرض الـ Malaria لإعلان القضاء عليه في غضون عقد من الزمان بعد ذلك؟ وهل سنبدأ في الإفادة من الأبحاث العلمية لتتحقق الفوائد في المشاريع التنموية كافة بشكل عام فنطلق على (2015م) عام الإنجازات العلمية؟. آمل ذلك.

وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:aleqt