السيد محمد علي الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله الذي أنزل القرآن الكريم هدى ورحمة للعالمين، والصلاة والسلام على محمد خير المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى سيد الوصيين علي أمير المؤمنين (عليه السلام)وأولاده الطاهرين المعصومين(عليهم السلام)، واللعنة الدائمة على من آذاهم وعاداهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين. أمَّا بعد: فإن القرآن الكريم هو كلام وكتاب الله المبين، أنزله على قلب النبي الأمين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكان معجزته الخالدة الّتي دلّت على نبوته وتحدى بها العالمين، فكان فيه تبيان كلِّ شيء وكان رحمة وبينات وهدى للعالمين، والمصدر الأساسي والأوّل للمسلمين. وقد وردت آيات كثيرة تتحدث عن فضله وأهميته والحث على تلاوته والتمسُّك به: 1. (فَاقْرَؤُا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ )([1]). 2. (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)([2]). 3. (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلتي هِيَ أَقْوَمُ)([3]). 4.(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)([4]). 5.(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا)([5]). 6. (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً )([6]). وكذلك الروايات الواردة عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وآله الميامين: 1. الإمام الصادق (عليه السلام): «القرآن عهد الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وأن يقرأ منه في كلِّ يوم خمسين آية». 2. الإمام علي (عليه السلام): «عليكم بالقرآن فاتخذوه إماماً قائداً». 3. الإمام الصادق (عليه السلام): «لا خير في قراءة ليس فيها تدبُّر». 4. الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفَّتهم الملائكة». 5. الإمام الصادق (عليه السلام): «ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتَّى يتعلّم القرآن أو يكون في تعلُّمه». وهو وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)الأُولى والثقل الأكبر الذي خلّفه قائلاً: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل البيت لن تضلوا ما ان تمسَّكتم بهما». وكذلك وصية أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «الله الله في القرآن فلا يسبِقَنّكم إلى العمل به غيركم». فمع كل هذه الآيات والروايات التيى ذكرتها، نرى الأمَّة و ـ للأسف ـ قد اتخذت هذا القرآن مهجوراً كما في الآية: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)([7]) فنحن اليوم نعيش في حالة هجر للقرآن سواء على صعيد القراءة أو التفسير أو العمل، وقد ينطبق علينا مصداق الهجران ويشكونا القرآن كما في الحديث: «ثلاثة يشكون إلى الله يوم القيامة: العالم المهجور، والمسجد المهجور، والقرآن المهجور». إذا كنا تاركيه أو مقصرين أو هاجرين له. آيها المؤمنون الاعزاء: هانحن في شهر القرآن الكريم : {شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } فاستغلوا قدر الامكان هذا الشهر الكريم لقراءة القرآن ,فعن رسول الله {ص}: {من تلا آية من القرآن كان له اجر من ختم القرآن في غيره من الشهور} المتمسِّكُ بالقرآن الكريم وبمحمد وآله الميامين المصدر : جمعية بني هاشم العالمية
|