يوم اللاعنف العالمي

 

خالد العزي

 

قررت  الأمم المتحدة تخليد الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي بجعل ذكرى ميلاده السنوية التي تصادف يوم 22 أكتوبر- تشرين الأول،  يوما عالميا لمناهضة العنف.

وعُرف الزعيم الهندي بنضاله الطويل ضد الاستعمار والعنصرية في كل من جنوب أفريقيا وشبه القارة الهندية، معتمدا الكفاح السياسي وسلاح االمقاطعة التجارية ونبذ العنف مهما كانت دوافعه. أسلوب فريد، حوّل غاندي إلى رمز للكفاح السلمي تسعى الأمم المتحدة إلى تعميمه.

بعد قرابة ستين عاما على اغتياله..في يناير/ كانون الثاني عام 1948، يعيد المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة، الاعتراف مجددا بقدرة الزعيم الهندي المهاتما غاندي الذي  استطاع  أن  يقود  شعبه  إلى التحرر والاستقلال باتباع  أسلوب سلمي في المقاومة، ونجح بطرد المستعمر البريطاني دون أن يدعو يوما إلى إطلاق رصاصة واحدة.

اللاعنف، هو السلاح الوحيد الذي واجه به غاندي ترسانة الاحتلال للملكة التي لا تغيب عنها الشمس طوال اثنين وثلاثين عاما من كفاحه، وحتى

عندما خاضت الهند حربها الاستقلالية ابتداء من عام 1943، ظل الزعيم غاندي يدعو شعبه إلى تجنب العنف مع المستعمر، والاكتفاء بمقاطعة بضائعه، والتظاهر السلمي، والعصيان المدني، مرددا دوما مقولته الشهيرة بأن اللاعنف لا يعتبر عجزا أو ضعفا.

سياسة غاندي تلك لم ترق للكثير من القيادات السياسية في بلده، وفي بلادنا اليوم  ولكنها أثبتت جدواها في النهاية حين أثمرت استقلالا للهند عام 1947.

بعد عام من ذلك اغتيل غاندي على يد متطرف هندوسي، وظلت ذكراه خالدة  كواحد  من أبرز  زعماء حركات  التحرر  الوطني في القرن العشرين.

قرار الأمم المتحدة بإعلان اليوم الذي ولد  فيه يوما عالميا لمناهضة العنف، يأتي ليرسخ مبادئ الزعيم الهندي السلمية في عالم أصبح فيه العنف والتطرف هما العملة الرائجة اليوم في كافة بقاع الأرض وخاصة في عالمنا العربي  حيت اختلطت  فيه كل أنواع المحرمات بعضها ببعض واصبح من الصعب التفريق بينها في هذا الزمن العجيب .

فالترحيب بهذا القرار الاممي ليس من  أحفاد  غاندي فقط وإنما من قبل جميع المحتاجين إلى غاندي جديد يستطيع إن ينشر أفكاره التحررية اليوم  بالذات  وهي دعوة أيضا إلى عدم الاكتفاء بجعل  هذه المبادرة رمزية فحسب، إنما ضرورة تحويل  الدعوة  إلى خطوات جدية وعملية  لنشر مبادئ اللاعنف  في العالم  بمبادرات ملموسة من خلال مؤتمرات تنتج لجانا تجوب العالم  كله شارحة هذه الأفكار وأهميتها مسخرة لها كافة الإمكانيات التي تساعد على بناء وترسيخ مفاهيم قيمة للأجيال القادمة  التي  هي  بأشد الحاجة لتنمية  الوعي الحقيقي لهذه المبادئ الإنسانية من اجل الابتعاد عن الحروب التي تخاض باسم الإنسانية والتي تدفع الإنسانية نفسها  ثمنها كل يوم مزيدا من الأرواح البشرية البريئة.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا و دون تعليق.

المصدر:الشرق الأوسط اللندنية-19-10-2007