ارتفاع أسعار النفط وآثاره على العالم

 

 

 

صحيفة الإندبندنت البريطانية تنشر تحليلا بعنوان "النفط: القدرة على إحداث الصدمة"، وقد جاء على صفحتين كاملتين وأرفق بصور عدة لوجوه شرق أوسطية ورموز من الغرب والشرق كانت ذات يوم إما مؤثرة أو متأثرة بسلطة النفط الكبيرة.يقول التحليل الذي كتبه داني فورتسون، إن تجاوز سعر برميل النفط لحاجز الـ 100 دولار للمرة الأولى في وقت لاحق هذا الأسبوع يُعتبر الإشارة الأوضح على أن عصر النفط الرخيص قد ولَّى إلى غير رجعة ويضيف الكاتب متسائلا: "ولكن إلى أي حد سيمضي هذا الارتفاع وما الآثار التي سيخلفها على الاقتصاد العالمي، وهل اتخذت أي استعدادات لمواجهة هذا التحدى الكبير ؟"

ويسارع الكاتب لتقديم إجابة على تساؤله، إذ يقول: "إن هذا الارتفاع فى الأسعار سوف يؤثر بالطبع على معظم الخدمات والسلع الأخرى التى أصبح النفط مكونا أساسيا فيها، بالاضافة إلى ارتفاع سعر الطاقة فى العالم والذى بدأ بالفعل يتضح فى بريطانيا التى بدأت فى رفع أسعار وقود السيارات والكهرباء والغاز."

أزمة السبعينيات

ويذكرنا الكاتب بارتفاع أسعار النفط خلال أزمة عقد السبعينيات من القرن الماضى وما تبعه من كساد واسع فى العالم، مما حدا بالعديد من الحكومات الغربية آنذاك الى ضخ المليارات من الدولارات للبحث عن مصادر بديلة للطاقة مثل الطاقة النووية والغاز الطبيعى ولكنه يرى أنه من المستبعد حدوث انخفاض مرة أخرى حيث تختلف أسباب الارتفاع هذه المرة عما حدث فى السبعينيات من القرن الماضى حيث انخفضت الأسعار نتيجة زيادة الانتاج، إذ أن السبب الأساسى لارتفاع الأسعار الآن هو دخول مستهلكين عمالقة جدد إلى الساحة مثل الصين والهند .

يقول الكاتب إن ثلاثة مليارات شخص فى آسيا لم يكونوا يشكلون ثقلا كبيرا فى السبعينيات من القرن الماضي ن وقد دخلوا الآن ساحة التنافس على الطاقة، بل أن بعض الخبراء يعتقدون أن أسعار النفط ستستمر فى الارتفاع لتصل خلال ثلاث إلى خمس سنوات إلى مائة وخمسين دولارا للبرميل.

عرض وطلب

ويضيف أن زيادة الطلب على النفط لا تقابله زيادة فى العرض، بل أن الدولة الوحيدة في العالم القادرة على زيادة إنتاجها من النفط هى السعودية التى تنتج بالفعل حوالى عشرة بالمائة من الإنتاج العالمى البالغ حوالى خمس وثمانين مليون برميل يوميا وتنشر الصحيفة مع المقال مقتطفات من آراء أربعة من خبراء النفط في العالم يعرضون فيها تحليلاتهم المختلفة لقضية ارتفاع أسعار النفط وأثره على العالم.

تنقل الصحيفة عن جانيت هنري، الخبيرة الدولية في بنك إتش إس بي سي (HSBC) البريطاني، قولها: "في حال حافظ سعر النفط على مستوياته هذه، فسيصبح بشكل أكبر عائقا للنمو، وخصوصا أن هذا يزيد الضغط على هوامش ربح الشركات ويقلص دخلها في الوقت الذي لم يعد الناس قادرين على الحصول على اعتمادات سهلة."

وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:bbc