بعد النجاح في 2007..تحدي 2008 يضع
الصين والهند..على مفترق طرق الاندماج والاستحواذ
بدأ هذان الاقتصادان في لعب دور في الصفقات العالمية، ولكن من المتوقع
أن يواجها عوائق في الوقت الراهن إذا كانت
الشركات في الصين والهند قد لمحت خلال 2006 بإمكانية اتخاذ مواقع
عالمية لها في صفقات الاندماج والاستحواذ، فإن 2007 كان هو عام بدايتها
في تنفيذ ما وعدت به.
كانت أكثر صفقات الاندماج والاستحواذ شهرة خلال العام، هي استثمار
الصين بقيمة ثلاثة مليارات دولار في شركة بلاكستون، وذلك قبل إدراج
أسهم شركة الأسهم الخاصة الأمريكية في أسواق الأسهم، بينما أطلقت شركة
تاتا للصلب ثقة الشركات الهندية بنفسها، حين اشترت شركة كورس للصلب
الإنجليزية الهولندية، مقابل 6.7 مليار جينه استرليني (13.4 مليار
دولار).
كان 2007 كذلك عاماً قياسياً فيما يتعلق بالصفقات المتوجهة نحو الداخل،
حيث بدأ كل من البلدين بقبول حقيقة تدفقات النشاطات العملية العالمية.
غير أن صانعي الصفقات يقولون إن نشاطات الاندماج والاستحواذ في الصين
والهند في 2008، يمكن أن تصارع لتصل إلى مستويات هذا العام في ظل
العوائق المتوقعة.
تفيد معلومات شركة تومسون المالية المتخصصة في تقديم البيانات، أن قيمة
صفقات الاندماج والاستحواذ الصينية المتجهة للخارج هذا العام، بلغت
24.2 مليار دولار، أي بزيادة 60 في المائة عن 2006، وبسبعة أضعاف ما تم
من صفقات 2004. وتضمنت الصفقات الأكبر حجماً نشاطات شركات الطاقة
والشركات المالية الصينية، التي اشترت حصص أقلية في الشركات المنافسة
لها عالمياً.
شهد هذا العام خمس من أصل أكبر عشر صفقات اندماج واستحواذ صينية موجهة
نحو الخارج، قادها استثمار البنك الصناعي والتجاري الصيني بقيمة 5.6
مليار دولار في بنك ستاندرد في جنوب إفريقيا، لتعتبر بذلك أكبر صفقة
خرجت من البر الصيني.
قالت شركة تومسون كذلك، إن ست صفقات من أكبر عشر صفقات اندماج واستحواذ
هندية موجهة نحو الخارج، تمت هذ العام بقيمة بلغت 35 مليار دولار، أو
خمسة أضعاف ما شهده 2006 من هذه الصفقات. وكانت صفقة تاتا/كوروس على
راس هذه الصفقات الكبرى، التي تشمل كذلك صفقة شراء يونايتد الموحدة
الهندية، لشركة التقطير الكحولي في المملكة المتحدة، وايت ومكاي، بقيمة
1.2 مليار دولار.
أما قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ الصينية المتوجهة إلى الداخل،
فوصلت إلى 22 مليار دولار هذا العام، أي أنها حققت زيادة عما تم في
2006. وتضاعف حجم الصفقات المتوجهة إلى الداخل في الهند ثلاث مرات ليصل
إلى 31.5 مليار دولار، بفضل الاستثمارات الكبرى في قطاع الخدمات
المالية، واستحواذ شركة فودافون على حصة مسيطرة في شركة هتشيسون إسّار،
المشغلة للهواتف الجوالة بقيمة 11 مليار دولار.
قال جون ليفن رئيس العمليات الآسيوية للاستحواذ في نبك جولدمان ساش
(باستثناء اليابان): أسست الشركات الصينية والهندية نفسها بقوة على
الساحة العالمية للاندماج والاستحواذ، حيث إن السؤال الكبير هو: أين
سوف تنطلق من هذه النقطة. وهنالك أمر واحد واضح، وهو أن مجموعات مثل
ريليانس، وبتروتشاينا، وCNOOC،
سوف تصبح شركات مختلفة، أي أقرب إلى العالمية خلال خمس سنوات.
يقول صانعو الصفقات إن حجم صفقات الاندماج والاستحواذ الصينية الموجهة
إلى الخارج، سوف يقل في العام المقبل بسبب التنافس المتزايد في بلدان
مثل الولايات المتحدة، وعقلية تجنب المخاطر بين إدارت الشركات المملوكة
من قبل الدول ويضاف إلى ذلك أنه يتوقع أن
تؤدي زيادة أسعار الموجودات والتشريعات المتشددة في البر الصيني، إلى
التأثير على نشاطات الاندماج والاستحواذ الموجهة نحو الداخل في الصين.
قال روبرت رانكين رئيس العمليات المصرفية لآسيا في بنك يو بي إس
UBS إنه لا يزال هنالك الكثير من
الاهتمام في نشاطات الصفقات الموجهة إلى الداخل في الصين، ولكن
التحديات المتمثلة في ارتفاع قيم الموجودات في السوق يمكن أن تؤثر في
أحجام الصفقات
وامتدح ليفين صفقة مشاركة تتعلق بالبنية التحتية للهواتف الجوالة بين
شركات فودافون وبهارتي وأيديا الخليوية، كدليل على جانب عملي جديد أدى
إلى دراسة الشركات الهندية، لعقد صفقات اندماج واستحواذ مع الشركات
المنافسة وقال كذلك إن هذا العام كان علامة
مميزة لصفقات الاندماج والاستحواذ في الهند. والسؤال المعلق بعام 2008
هو ما إذا كانت الشركات الهندية في أوضاع أفضل؟ في ظل التغيرات التي
تشهدها أسواق الائتمان العالمية. نحن نعتقد، في المحصلة، أنه سوف يكون
من الإيجابي بالنسبة لها، في ظل مدى ارتفاع تصنيف أسهمها.
اعتمدت الشركات الهندية على الاقتراض لتمويل عمليات الاستحواذ
الخارجية، ولذلك فإن شحة الائتمان سوف تؤثر في قدراتها على إنجاز
الصفقات وتواجه الشركات الهندية التي تحاول
الارتقاء بسلسلة القيمة رد فعل عنيف في الخارج، كما حدث بالنسبة لشركة
تاتا الهندية في الولايات المتحدة، فيما يتعلق بطموحاتها للاستيلاء على
إنتاج سيارتي جاكوار وروفر، من شركة فورد الأمريكية.
يتوقع البعض زيادة حجم صفقات الاندماج والاستيلاء بين الشركات الصينية
والهندية. وقال هووارد تشاو الشريك المسؤول عن العمليات الآسيوية في
الشركة القانونية، ملفيني ومايرز: سوف تعمل صناديق الأسهم الخاصة
والبنوك الاستثمارية، كعوامل تحفيز دافعة لهذه الفعاليات لأنها نشيطة
في كلا البلدين.
وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر
المذكور نصا ودون تعليق.
المصدر:aleqt
|