العام 2008 وتحديات الإقتصاد العالمي
باتريك فالبي
لا تشعر بالذعر إزاء ارتفاع أسعار
الغذاء والنفط
يتم التلويح بالأسعار المرتفعة جدا للطاقة وتضخم أسعار المواد الغذائية
كتهديدات رئيسية للاقتصاد العالمي عام 2008
ففي الشهر الماضي فقط، كانت أسعار النفط تواجه خطر تجاوز حاجز الـ100
دولار للبرميل، وتقول مصادر الأمم المتحدة إن أسعار الأغذية ارتفعت
بنسبة غير مسبوقة العام الماضي بلغت 40 بالمائة
ويشعر الخبراء الاقتصاديون بالقلق من أن تؤدي أسعار النفط
المرتفعة إلى عودة بلاء التضخم، وهو تهديد لم يره العالم خلال 30 سنة
تقريبا. بل الحقيقة أن بعض الخبراء الاقتصاديين يجادلون بأن التضخم وصل
إلينا فعلا، وأن كل ما في الأمر هو أنه لا يتم حسابه ضمن أرقام التضخم
"الأساسية" (التي تستثني أسعار الأغذية والطاقة) التي تستعملها معظم
البنوك المركزية لضبط الإمدادات المالية.
ولكن دعونا بروح موسم الأعياد ننظر إلى الجانب المشرق من المعادلة.
فهناك مؤشرات على أن أسعار الأغذية والنفط ستنخفض واقع الأمر عام 2008.
فإذا كان اقتصاد الولايات المتحدة يتجه نحو الهبوط، كما يتوقع الكثير
من الخبراء الاقتصاديين، فإن نموا أقل سيؤدي إلى خفض الطلب على النفط.
إضافة إلى ذلك، فإن أموال المضاربات ربما أضافت ما بين 10 و20 دولارا
إلى سعر برميل النفط في الأشهر القليلة الماضية، والمضاربون، كما
صناديق الاستثمار المختلطة، بدأوا يتخلون عن مراهناتهم بأن أسعار النفط
ستواصل الارتفاع.
وكذلك فإن القيود على الإمدادات يبدو أنها بدأت تتراخى هي الأخرى: ومن
المتوقع أن يبدأ وصول نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا إلى السوق
حين تقوم منظمة أوبك بوقف التخفيضات التي فرضتها دولها على صادراتها.
ويقول مايكل وولدرون، المحلل المختص في أسواق النفط في شركة "ليمان
براذارز" "إننا نرى إمكانية تخفيض أساسي مهم إلى حد كبير في الأسعار
نحو نهاية العام" معظم المحللين يتوقعون
لأسعار النفط أن تنخفض إلى أقل من حاجز الـ90 دولارا في الربع الأول من
عام 2008، الكثير من هؤلاء يتوقعون أن تستقر أسعار النفط عند مستوى
الـ60 أو 70 دولارا.
بالنسبة للغذاء، فإن معظم المحللين يتوقعون أن تكون أسعاره قد قاربت
الذروة. التوقعات المتشائمة تنزع إلى ذكر الطلب الزائد على الغذاء من
الصينيين والهنود الذين تشهد اقتصاداتهم ازدهارا، وتزايد المنافسة على
إمدادات الحبوب من صناعة الإيثانول. ولكن السبب الأول لارتفاع أسعار
الأغذية هو سلسلة من مواسم الحصاد السيئة، التي تعود في أسبابها إلى
الفيضانات والجفاف في 2007 والتي لا يتوقع أن تتكرر هذا العام. فمواسم
الحصاد الأسترالية تشهد تحسنا منذ الآن كما يقوم المزارعون في الولايات
المتحدة وأمريكا اللاتينية بزراعة كميات أكبر من الحبوب. وكذلك فإن
الطلب على الحبوب ينبغي أن ينخفض لاسيما أن الكثيرين باتوا يعتقدون
الآن أن استخراج الوقود الحيوي من الذرة هو عملية غير فعالة. بل إن
الكثيرين يشككون في الفرضية الواسعة الانتشار المتمثلة في أن الاستهلاك
المرتفع في الدول النامية سيواصل الارتفاع وهو ما سيؤدي إلى استمرار
ارتفاع أسعار الأغذية. ويصف بول آشويرث، كبير الخبراء الاقتصاديين
الدوليين في شركة "كابيتال إيكونوميكس" هذه المقولة بأنها "ذر للرماد
في العيون"، قائلا إن الاستهلاك في كل من الصين والهند بلغ مستويات
ثابتة.
ومع ذلك، وبطبيعة الحال، فإن حدوث انقطاع في إنتاج النفط أو أضرار
واسعة النطاق في المحاصيل سيؤدي إلى زيادة في الأسعار. ولكن، ومع تدفق
كميات إضافية من النفط والأغذية إلى الأسواق، فإن العام الجديد قد يكون
عاما أكثر سعادة مما يتنبأ به كثيرون.
وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر
المذكور نصا ودون تعليق.
المصدر:newsweek
|