ضربة ثانية في القطاع المالي الأمريكي: استقالة رئيس "سيتي جروب"

 

 

البنك يضطر إلى شطب 11 مليار دولار بسبب الخسائر

بدأت آثار أزمة الرهن العقاري عالي المخاطر تظهر في الولايات المتحدة بوضوح على القطاع المالي, حيث تم الإعلان أمس عن استقالة الرئيس التنفيذي لأكبر بنك أمريكي وهو مجموعة سيتي جروب وهذه الاستقالة هي الثانية بعد استقالة الرئيس التنفيذي لمؤسسة ميريل لينش التي جاءت أيضا بسبب أزمة الائتمان.آثار أزمة الرهن العقاري عالي المخاطر بدأت تظهر في الولايات المتحدة بوضوح على القطاع المالي فيها, حيث تم الإعلان أمس عن استقالة الرئيس التنفيذي لأكبر بنك أمريكي وهو مجموعة سيتي جروب. وهذه الاستقالة هي الثانية بعد استقالة الرئيس التفنيذي لمؤسسة ميريل لينش التي جاءت أيضا بسبب أزمة الائتمان وتم الإعلان عن استقالة رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة سيتي جروب تشارلز برينس، بينما أعلن البنك أنه قد يضطر لشطب 11 مليار دولار نتيجة خسائر في سوق الرهون العقارية عالية المخاطر، إضافة إلى 6.5 مليار دولار شطبها في الربع السابق.

وتم تعيين روبرت روبن وزير المالية الأمريكية السابق الذي كان يرأس اللجنة التنفيذية في المجموعة رئيسا لمجلس إدارة "سيتي جروب" في حين تولى السير وين بيشوف الذي يدير العمليات الأوروبية لـ "سيتي جروب" منصب القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للمجموعة. وقالت "سيتي جروب" إنها تتوقع شطب ما بين خمسة وسبعة مليارات دولار بعد احتساب الضرائب - وهوما يوازي تقريبا أرباح ثلاثة أو أربعة أشهر- بسبب قروضها في سوق الرهن العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة البالغة 55 مليار دولار وأضافت مجموعة "سيتي جروب" أكبر بنك أمريكي إن الشطب يوازي ما بين ثمانية مليارات و11 مليار دولار قبل احتساب الضرائب وربما يرتفع إذا ساءت أحوال السوق وكان الشطب السابق للمجموعة البالغ 6.5 مليار دولار يرجع إلى عمليات الرهن العقاري عالي المخاطر وخسائر قروض وديون أخرى. وقال برينس في مذكرة للعاملين في البنك "إنني مسؤول عن سير أعمالنا. وحجم هذه الخسائر يجعل التنحي هو القرار المشرف الوحيد الذي يمكن أن آخذه بصفتي رئيسا تنفيذيا. وهذا هو ما أبلغت مجلس الإدارة به" وتتوقع "سيتي جروب" العودة إلى مستويات رأس المال الطبيعية بحلول حزيران (يونيو) 2008 بعد أن توقعت في وقت سابق العودة إلى هذا المستوى في أوائل عام 2008. ولا تنوي المجموعة خفض التوزيعات النقدية الفصلية البالغة 54 سنتا للسهم.

وقال رالف كول وهو مدير محافظ استثمارية في مؤسسة ويلمان كابيتال مانجمنت في بورتلاند "إنها صدمة, حجم الشطب يمثل مفاجأة هائلة وكذلك السرعة التي تتدهور بها سوق القروض العقارية عالية المخاطر. من الذي يمكنه الآن القول إنها ليست آخر عملية شطب في الصناعة المالية, إنني أتساءل عما يعنيه هذا للآخرين". وجاء رحيل برينس بعد أن أبلغ المستثمرين في 15 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أن مجلس الإدارة يرى أن "سيتي جروب" لديها خطة استراتيجية "جيدة" وأنه لا حاجة لأي تغييرات إدارية أخرى. وكان برينس يتحدث آنذاك بعد أربعة أيام فقط من تعديلات إدارية في القسم المختص بعمليات الاستثمار المصرفي وفي مطلع هذا الشهر, قررت شركة ميريل لينش عزل رئيس مجلس إدارتها الرئيس التنفيذي ستان أونيل بعد أيام من إعلان أكبر خسارة فصلية في تاريخ الشركة، ليصبح بذلك أكبر الضحايا من عالم المال والأعمال لأزمة الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة.

وقالت "ميريل لينش" أكبر شركة للوساطة المالية في العالم، أمس الأول، إن ألبرتو كريبيوري المتعامل القديم سيتولى منصب الرئيس غير التنفيذي بصفة مؤقتة، بينما سيتولى أحمس فكهاني وجريج فيلمنج النائبان الحاليان لرئيس الشركة الإدارة اليومية لشؤون الشركة وسيرأس كريبيوري مؤسس شركة بريرا كابيتال للاستثمار لجنة تتولى البحث عن رئيس دائم للشركة. وقال مايكل هولاند الذي يتولى الإشراف على استثمارات قدرها أربعة مليارات دولار في شركة هولاند، إن السوق ترى فيما يبدو أن مشكلات الشركة لم تنته. وأضاف أنه مندهش لأن فكهاني مازال ضمن قيادات الشركة، ووصفه بأنه مسؤول عن المشكلات التي واجهت الشركة. وما زالت الشركة تواجه تحديات بسبب استثمارات تصل إلى 20.9 مليار دولار في الرهون العقارية عالية المخاطر وغيرها. ويتوقع بعض المحللين أن تضطر الشركة إلى شطب خمسة مليارات دولار من قيمة أصولها، إضافة إلى ما شطبته في الربع الثالث ويبلغ 8.4 مليار دولار.

أزمة الرهون العقارية تعود للظهور في أسواق النفط والمال العالمية

انخفضت أسعار النفط نحو 1.5 دولار أمس، بفعل المخاوف من تأثر النمو الاقتصادي بأزمة الرهون العقارية المتنامية وبوادر على انحسار التوترات في الشرق الأوسط وجاء انخفاض مزيج برنت بنحو 1.4 دولار والخام الأمريكي الخفيف بنحو 1.6 دولار للبرميل بعد الارتفاع الكبير الذي سجلته الأسعار في أواخر الأسبوع الماضي وكان مزيج برنت قد سجل مستوى قياسيا الجمعة الماضي عند 92.21 دولار للبرميل بفعل المخاوف من عدم كفاية الإمدادات قبل فصل الشتاء بينما ارتفع الخام الأمريكي إلى 96.24 دولار للبرميل مسجلا أعلى مستوياته على الإطلاق الخميس الماضي وقال روب لولين من إم إف جلوبال "من الواضح أن سعر 100 دولار مغناطيس بل ومغناطيس قوي. ليس لدي أدنى شك في ذلك. لكن في ظل الاضطرابات الحالية في أسواق الأسهم في مختلف أنحاء العالم صباح اليوم سوف نشهد تراجعا" وخفت حدة التوترات في الشرق الأوسط أمس الأول، عندما قال العراق إنه مستعد للقبض على زعماء المتمردين الأكراد المسؤولين عن هجمات عبر الحدود على تركيا وذلك لتفادي قيام القوات التركية بعملية عسكرية كبرى في شمال العراق وقالت طهران السبت الماضي، إنها ترحب بمقترحات للعمل مع دول أخرى لتخصيب اليورانيوم وانخفض مزيج برنت الخام أثناء التداولات أمس 1.38 دولار إلى 90.70 دولار للبرميل. وهبط الخام الامريكي الخفيف 1.64 دولار إلى 94.29 دولار للبرميل وتراجع سعر السولار (زيت الغاز) 4.50 دولار إلى 797.75 دولار للطن.

إلى ذلك، واصلت أسعار الأسهم الأوروبية انخفاضها أمس، لجلسة التداول الثالثة على التوالي تحت وطأة المخاوف من مدى الأزمة الائتمانية وأثرها في القطاع المالي العالمي وكان القطاع المصرفي من أشد القطاعات تضررا بعد أن قدم تشارلز برينس رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة سيتي جروب استقالته أمس الأول ليصبح أحدث ضحية للاضطرابات التي تجتاح سوق الائتمان في حين قال البنك إنه قد يضطر إلى شطب 11 مليار دولار نتيجة خسائر في سوق الرهون العقارية عالية المخاطر إضافة إلى 6.5 مليار دولار شطبها في الربع السابق وهبط سهم بنك باركليز 6.6 في المائة وسهم ألايانس آند ليستر 6.2 في المائة و دي تي بوستبنك الألماني 5.1 في المائة لكن أسوأ الأسهم أداء اليوم لم يكن من القطاع المصرفي.

فقد هبط سهم شركة سينسبري البريطانية لمتاجر التجزئة 19.6 في المائة في بداية المعاملات أمس بعد أن أعلن صندوق دلتا 2 القطري تخليه عن عرض قيمته 10.6 مليار جنيه استرليني (22.1 مليار دولار) لشرائها وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا أثناء التداولات بنسبة 1 في المائة إلى 1545.56 نقطة ومنذ يوم الأربعاء الماضي انخفض المؤشر بنسبة 3 في المائة تقريبا.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر: صحيفة الإقتصادية الإلكترونية-6-11-2007