العالم يعود بخطى متسارعة للمحطات النووية لتوليد الطاقة
442 محطة في 31 دولة و129 أخرى على الطريق خلال 30 عاما على بعد 60 ميلا من بوينس آيرس سيتدفق عمال البناء على قبة خرسانية مهجورة منذ 12 سنة، لاستئناف العمل في محطة اتوتشا للطاقة النووية في الارجنتين، التي تأخر تشييدها، في طليعة الاهتمام بالطاقة النووية الذي انتشر في العالم في الآونة الأخيرة. ففي مواجهة ادلة على ان محطات توليد الطاقة الكهربائية من الفحم والنفط تؤدي الى زيادة درجة حرارة الأرض، والشعور بالقلق من الطلب المتزايد على الكهرباء، بدأت الحكومات، من جنوب اميركا الى آسيا الي العودة مرة أخرى الى مصدر للطاقة ابتعدوا عنه قبل عقدين من الزمان على اعتبار انه مكلف وخطر. ويقام حاليا، على مستوى العالم 29 محطة طاقة نووية. بينما اعدت خطط تطوير حكومية لإنشاء مائة محطة أخرى في العقود الثلاثة القادمة. وتتسارع كل من الهند والصين لإقامة عشرات المفاعلات النووية. وتعيد الولايات المتحدة وبعض دول اوروبا الغربية النظر في موقفها من محطات الطاقة النووية. وحتى دول الخليج الغنية بالنفط أعلنت عن خطط لانشاء مفاعلات نووية. وتجدر الإشارة الى ان المفاعلات النووية تولد الطاقة عبر التفاعلات النووية بدلا من الاحتراق، وهو لا يؤدي الى انتاج ثاني اوكسيد الكربون وهو اهم غازات ظاهرة الدفء الحراري. وتجدد شركات المرافق مشاريع محطات الطاقة النووية التي تخلت عنها بالرغم من ان المشاكل الناجمة عن الطاقة النووية لا تزال قائمة. وقال النقاد في الولايات المتحدة ان الحكومات نسيت أزمات جزيرة «ثري مايل» في الولايات المتحدة، وتشيرنوبل في روسيا. وتتعدى تكاليف وفترات تشييد مثل هذه المفاعلات تكاليف انشاء المحطات التقليدية. كما انه لا يوجد حتى الآن وسيلة تخزين للوقود النووي المستنفذ الذي سيبقى مشعا لمليون سنة. ويضاف الى ذلك القلق من الأعمال الارهابية. وفي الولايات المتحدة شجعت ادارة بوش انشاء محطات الطاقة النووية وأيدت مشروع قرار للطاقة يقدم مساعدات لشركات الطاقة لإنشاء محطات للطاقة النووية. ويتحدث قطاع الطاقة عن إنشاء ما يتراوح بين 10 الى 30 محطة في العقدين الماضيين. ويوجد في العالم في الوقت الراهن 442 محطة طاقة نووية في اكثر من 31 دولة، طبقا لوكالة الطاقة النووية في فيينا. وتملك الولايات المتحدة اكبر عدد منها وهو 103 محطة تنتج 19.3 من احتياجات الطاقة الكهربائية. تليها فرنسا التي توجد بها 59 محطة، واليابان 55 محطة. وتنتج جميع محطات توليد الطاقة النووية ما يقرب من 16 في المائة من احتياجات العالم من الكهرباء. الا ان انبعاث ثاني أوكسيد الكربون من محطات الطاقة التقليدية يؤدي كما قال محمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة النووية في جاكرتا مؤخرا «الى زيادة معدلات دراجات الحرارة وارتفاع مستوى البحر وزيادة فترات الجفاف والمزيد من العواصف الرعدية». وتجدر الاشارة الى ان احتياجات العالم من الطاقة سيزيد بنسبة 51 في المائة بحلول عام 2030 بسبب التصنيع وزيادة عدد السكان، طبقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية في باريس. وتوجد بدائل، فالغاز الطبيعي هو وقود نظيف لإنتاج الكهرباء، الا ان اسعاره ارتفعت. اما الكهرباء المولدة من التوربينات المائية فقد وصلت الي اقصى طاقتها حيث تنتج 20 في المائة من الطاقة الكهربائية في العالم. اما باقي مصادر الطاقة البديلة من الطاقة الشمسية والحرارية والرياح فتمثل نسبة ضئيلة في معظم البلاد. ويدفع توفر واسعار الطاقة التقليدية العديد من البلاد نحو الطاقة النووية. فاليابان التي استظافات مؤتمر كيوتو في عام 1997 الذي اتخذ قرارا بضرورة خفض غازات الدفء الحراري علي مستوى العالم، تشييد ثلاثة محطات نووية وتخطط لإنشاء 10 محطات نووية أخرى في العقد القادم. وتخطط الصين لإنشاء ما يتراوح بين 15 و30 محطة نووية جديدة بحلول عام 2020 بالإضافة الى مزيد من المحطات التقليدية التي تعمل بالفحم. وفي الهند التي تملك 16 محطة طاقة نووية يجري تشييد 7 محطات في الوقت الراهن. وبعض محطات الطاقة النووية الجديدة ستحافظ على كمية الكهرباء المولدة من الطاقة النووية. فعديد من الجيل الأول من محطات الطاقة النووية التي شيدت في السبعينات والثمانينات تقترب من عمرها الافتراضي، وقد تم إغلاق 6 محطات بالفعل. ولأن الانشطار النووي لا ينتج غازات الدفء الحراري، فإن بعض جماعات البيئة توافق مضطرة على ان الطاقة النووية افضل بالنسبة للدفء الحراري. بينما يصر البعض الآخر على ان مزيدا من الاهتمام بالحفاظ على البيئة والزيادة الضخمة في انتاج الكهرباء من الرياح والطاقة الحرارية والوقود والبيولوجي، يمكن ان يلبي احتياجات الطاقة الكهربائية في المستقبل. وتركب الشركات والدول التي تشييد المحطات النووية الموجة الآن. فشركة وستنغهاوس اليكتريك التي اقامت نصف المحطات النووية في العالم، وقعت عقدا مع الصين في شهر ديسمبر الماضي للمساهمة في تشييد 4 محطات طاقة نووية هنا. وأوضح فاليري ارباكين، المسؤول في مؤسسة روزنرغوتوم الروسية التي تتنافس مع وستنغهاوس «هناك العديد من الفرص الآن في جنوب شرق آسيا وفي الشرق الأدنى وأوروبا. وهذه أسواق جيدة لروسيا». وتشيد روسيا مفاعلين للطاقة النووية في الصين واثنين في الهند وواحد في إيران. ووقعت مؤخرا عقدا قيمته 5.1 مليار دولار لتشييد مفاعلين في بلغاريا، وتبحث عن امكانيات في كل من فنلندا واندونسيا ومصر. ويستعيد قطاع الطاقة النووية في روسيا نشاطه مرة اخرى بعد سنوات من الاهمال. فالرئيس فلاديمير بوتين يريد بيع الغاز الطبيعي للخارج وزيادة انتاج الكهرباء من الطاقة النووية داخلية. وتملك روسيا 31 مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء، ولديها خطة لإنشاء 42 محطة طاقة نووية في روسيا بحلول عام 2030. و كل ذلك بحسب المصدر المذكور. المصدر: الشرق الأوسط اللندنية- خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»-7-1-2006
|