مأسسـة التـنـظيم !!
التـنـظيم في الشركة او الحزب اوالمؤسسة لا يعني إعمال او تكريس المأسسـة في تلك الشركة اوالمؤسسة او ذلك الحزب . لـماذا وكيف ؟ وما معنى ذلك ؟ (( رغم الجو المؤسسي الذي ساد في صدر الإسلام إلا أن النـزعة الفردية الاستبدادية عادت للظهور بقوة في العصر الأموي واستمرت إلى أيامنا هذه، وإذا كان الغرب في غالبية دوله قد تخلص من الفردية الجامحة، فإن بلادنا العربية والإسلامية ما زالت تعاني من فردية القائد الملهم[1]، وما زالت الجماهير العربية تهتف لقائدها الموهوب سواء أصاب أو أخطأ، فآفة الفردية انتقلت من البعض حتى أصابت الكل، حتى تعودوا عليها وصارت جزءا من حياتهم، بل إن هذه الفردية أصابت الحركة الإسلامية نفسها ولو بحجم أقل، فبعض القادة الذين أترعتهم الجماهير ثناءً باتوا يتصرفون بفردية بعيدة عن العمل المؤسسي ولو عن حسن نية وحرقة على الإسلام ودعوته، فصاروا عبئا على الحركة نفسها. إن الممارسة المؤسسية السليمة تقوم على عنصرين: الشورى والتخصص، ففي الشورى استفادة من جميع الخبرات والتجارب واجتماع للعقول في عقل واحد وبناء يساهم الجميع في تشييده ويتحملون معا مخاطر الدفاع عنه[2]، وهي قبل ذلك أمر من الله لقوله تعالى: )وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ( (آل عمران: 159 )، وقوله: )وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ( (الشورى: 38 ). أما التخصص فهو ركن الممارسة المؤسسية الراشدة الثاني لأن الشورى لمن ليس له علم، لا فائدة منها، والله يقول: )فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( (الأنبياء: 7)، كما أن التخصص من فروض الكفاية على الأمة، إلا أنه يصبح فرض عين لمن اختاره[3]. لا يزال الإسلاميون اليوم بعيدون عن حجم المؤسسات التي تعبر عنهم وتعكس ذاتهم، وما زالوا يعانون من فردية قد تطيح بالمؤسسة أو تحجّمها، كما يفتقرون إلى التخصص في عملهم رغم أن الحماس كبير، ولكن شتان ما بين الحماسة الصادقة والعلم الصدوق، هذا إن استبعدنا عدم تقدير البعض لقيمة الاختصاص، ما جعلنا نرى مؤتمرات ونشاطات مختلفة الأشكال والعناوين ولكن المتحدثين هم أنفسهم! والمضامين لا تختلف عن بعضها كثيرا !!. إن قيام التنظيم نفسه على أسس مؤسسية، ثم تحويل كافة الأقسام فيه إلى مؤسسات تضم متفرغين ولا تتأثر بتبدل القيادات وبالانتخابات الداخلية للمكاتب الإدارية المناطقية والمركزية، أمر بغاية الأهمية ومن شأن حصوله أن يحمل التنظيم سنوات عديدة إلى الأمام، لا سيما إذا ترافق ذلك مع تأهيل تراكمي للطاقات ضمن مدرسة تدريبية واحدة. )) * وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا ودون تعليق . ................................................ المـصـادر : [1] جاسم المهلهل الياسين، رسائل العاملين، مؤسسة الكلمة، الكويت، ج 2، ص 1022. [2] عمر عبيد حسنة، نظرات في مسيرة العمل الإسلامي، المكتب الإسلامي، بيروت، ص 21. [3] عمر عبيد حسنة، مراجعات في الفكر والدعوة والحركة، المكتب الإسلامي، بيروت، ص 154. *المصدر : http://www.daawa-info.net/books1.php
|