بوش لشركائه في العراق: ادفعوا ما عليكم
ترجمة : عادل حمود
3.5 مليار دولار فقط من مجموع 14.6 مليار المخصصة تم دفعها قال الرئيس جورج بوش إن على الدول التي دعمته في حرب 2003 في العراق وتعهدت بالمساعدة في بناء العراق أن تخرج دفاتر صكوكها وتفي بتعهداتها. وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي بأن المسؤولين في الادارة الامريكية بدءا من الرئيس بوش ونزولاً الى أصغر مسؤول في الايام الاخيرة وبصورة متكررة يصرون بأن الوقت قد حان للاخرين للايفاء بالتزاماتهم المالية تجاه بغداد والتي قطعوها في عام 2003. وقال الرئيس بوش في خطابه في حفل تخرج طلبة اكاديمية ميرجانت مارين يوم الاثنين " لقد تعهد المجتمع الدولي بحوالي 13 مليار دولار لمساعدة الحكومة الجديدة ،ولكن تم دفع 3.5 مليار منها لحد الان". وأشارت الصحيفة الى ان الوضع الامني في العراق من أضعف همة العديد من الدول الدائنة في ارسال الاموال الى العراق، فهي لا ترغب في أن تستخدم مساعداتها في دفع اجور الحراس المسلحين او الى العيادات الطبية او قاعات المحاكم التي قد يتم تفجيرها بسبب العنف الدائر في البلاد.لكن البيت الابيض يصر على ان قتل زعيم المتمردين ابو مصعب الزرقاوي يظهر أن الوضع الامني آخذ في التحسن. ويأتي الزخم الجديد في دفع المساهمات الدولية في وقت بدا فيه واضحاً حجم التكاليف التي سيحتاجها بناء العراقً.ويقول روبرت فالتزغراف الاستاذ في الامن الدولي في مدرسة فليتشر التابعة لجامعة توفتس " هنالك تقارب في الاحداث عند هذه النقطة في الوقت الذي يقود الى ذلك". وقال فالتزغراف :في الاشهر القادمة يجب ان تصبح الدول الدائنة والمؤسسات الدولية غير الامريكية متصاعدة الاهمية في اعمار العراق .وقالت الصحيفة ان الاموال الموجودة في حساب العراق لاعادة الاعمار وصندوق الاغاثة والاعمار آخذة في التضاؤل. كما ان الحكومة العراقية ستقوم بتولي ادارة واجبات اعادة الاعمار بدلا من الولايات المتحدة.ووافقت الامم المتحدة بالفعل على زيادة نشاطها في العراق. وقال الامين العام كوفي عنان في وقت مبكر من هذا الاسبوع في معرض رده على طلب من المسؤولين العراقيين، بانه سيساعد في تنظيم دعم دولي اقتصادي وسياسي للعراق.ونوهت الصحيفة الى انه ومع كل تلك المعطيات ،فان البيت الابيض يصر على ان الوقت قد حان لتلك الدول لفعل شيء جيد تجاه هبات اعادة الاعمار التي وعدت بها وان التعهد بالامر هو امر جيد ، كما ان العديد من الدول قدمت وعودا سخية ، ولكن العراق بحاجة الى تلك الاموال في الوقت الحاضر.فقد ذكر بوش تلك القضية علانية مرات عدة في الايام الاخيرة. وارسلت الادارة الامريكية نائب وزير الخزانة روبرت كيميت ومستشار وزارة الخارجية فيليب زاليكو الى العواصم العالمية من اجل المطالبة بتلك التعهدات.ويقول مستشار الامن القومي ستيفن هادلي " نحن بحاجة الى ان يتم دفع تلك المبالغ وبعدها يجب علينا الانتظار لفترة ثلاثة او اربعة اشهر لنعرف ما هي المبالغ الاضافية التي يجب ان يتم التصرف بها"ويقول خبراء من خارج الادارة الامريكية بأنه من الصحيح ان المجتمع الدولي يمكنه ان يصعد من نشاطه في مساعدة العراق، لكن الامر اكثر تعقيداً مما يقوم البيت الابيض بتصويره.ان حجم تلك التعهدات والذي بلغ 13.6 مليار دولار كان قد اقر في مؤتمر الدول الدائنة في مدريد تشرين الاول عام 2003 . ووفقاً لما يقوله المفتش العام الامريكي لاعمار العراق فانه من بين تلك التعهدات فانه فقط 25% منه –اي ما يعادل 3.5 مليار دولار- قد تم دفعها. بالاضافة الى ذلك فان صندوق النقد الدول والبنك الدولي قد بدأ بمنح بعض القروض التي وعدا بها. ( ورفعت التعهدات التي جرت فيما بعد المجموع الكلي للاموال الموعودة من قبل المجتمع الدولي الى 14.6 مليار دولاروتحركت بعض الدول بسرعة للايفاء بمساعداتها التي وعدت بها . وكانت اليابان وبريطانيا " نشيطتين بصورة ملحوظة" في هذا المضمار ، بحسب ما يقوله تقرير لهيئة ابحاث الكونغرس صدر مؤخراً.وانفقت اليابان التي تعد ثاني اكبر مانح للعراق بعد الولايات المتحدة ، معظم مبلغ ال 1.5 مليار الذي تعهدت به كمنحة للعراق، كما انها قد شارفت على انهاء القسط الاول من مبلغ 3.5 مليار الذي تعهدت به كقرض . واستخدمت الدفعات اليابانية لاعادة تأهيل محطات الطاقة وخزانات المياه وشراء شاحنات الاطفاء ومعدات الري.وساعدت بريطانيا في دفع الاموال في اعادة اعمار النظام القضائي العراقي من بين امور اخرى.وتحركت دول اخر ببطء اكبر فعلى سبيل المثال كانت الدول المجاورة للعراق قد قدمت تعهدات سخية ، لكن القليل فقط من الاموال الموعودة قد ظهر للعيان لحد الان.ويقول المفتش العام في تقريره الربع سنوي للكونغرس " لم تحرك الكويت الكثير من مبلغ ال 565 مليون دولار الذي تعهدت به. ونفس الشيء بالنسبة للسعودية والامارات العربية المتحدة التي اوقفت نفقاتها.ويعد إنعدام الامن من اكبر الاسباب في التأخر، حيث ان ما بين 16% الى 22% من دفعات المساعدة في اعادة اعمار العراق يتم دفعها الى الحراس المسلحين او النفقات المرتبطة بالامن. ولا ترغب العديد من الدول ان تكرس نسبة عالية من هباتها الى مثل هذه المعطيات . وفي العموم فهذه الدول غير راغبة في بناء منطقة حرب بينما لا تزال الحرب مستعرة.ان السياسة العراقية هي من دواعي القلق الاخرى حيث ابقت السعودية والبلدان العربية الاخرى ذات الغالبية السنية، دفاتر صكوكها مغلقة بينما تنتظر لترى كيف سيكون مصير السنة في العراق الجديد وإختتمت الصحيفة مع ان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة فان تلك المعايير قد تم الايفاء بها ، كما انه وبمقتل الارهابي ابي مصعب الزرقاوي فقد شهد الوضع الامني تحسناً.ان الضغط للايفاء بتعهدات اعادة الاعمار يمكن ان يكون كمحاولة من قبل ادارة بوش للمساعدة في بناء الزخم الذي يقال انه بدأ في التولد في العراق في الاسابيع الاخيرة على الرغم من تسمية القاعدة لقائد جديد واستمرار هجمات المتمردين.ويقول الاستاذ فالتزغراف " ان للولايات مصلحة قصوى في توسيع المساهمات الدولية من اجل الاستقرار لفترة ما بعد الصراع في العراق. و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور. المصدر: جريدة الصباح نقلاً عن كريستيان ساينس مونيتر-22-6-2006
|