حقبة
العوائد السريعة غذت نهضة برامج بونزي الاحتيالية
جوانا
شونغ، وبروك ماسترز
لكن الادعاء العام
والمنظمين يتهمون بأن الأموال بدلاً من ذلك كانت تعبئ "بنوكهم الشخصية
المكتنزة"، وتم إنفاقها على بيوت يبلغ ثمنها عدة ملايين من الدولارات،
وخيول، وسيارات فاخرة، ومقتنيات ثمينة مثل الكتب النادرة، وقرابة ما
قيمته 80 ألف دولار من الدببة من نوع ستيف Steiff.هذان الشخصان اللذان
تم اعتقالهما، ومن ثم إطلاق سراحهما بكفالة في الأسبوع الماضي، أحدث
شخصين في سلسلة من خطط بونزي المزعومة التي تم الكشف عنها منذ شهر
أيلول (سبتمبر) الماضي.في حين أن التحقيقات في الاحتيال المزعوم
لبيرنارد مادوف بمبلغ 50 مليار دولار، وفي الإمبراطورية المصرفية للسير
ألن ستانفورد، هيمنت على العناوين الرئيسة، إلا أن هناك في كل أسبوع في
واقع الأمر، اتهاما واحدا جديدا على الأقل يتعلق بخطة بونزي تواجهه
وزارة العدل الأمريكية، أو هيئة الأوراق المالية والبورصات، أو هيئة
التداول في العقود الآجلة للسلع. تشترك خطط بونزي بخصائص رئيسية تتمثل
بدفع الأموال للمستثمرين الأوائل من أموال المستثمرين الجدد
وفي الشهر الماضي فقط، تم تقديم 12 شكوى على الأقل تتعلق بخطط
"بونزي"، أو عمليات احتيال مماثلة، بما فيها شكوى قدمتها هيئة التداول
في العقود الآجلة للسلع، تزعم أن رجلاً من ولاية تكساس احتال على 250
مستثمراً بمبلغ 10.9 مليون دولار.ادعى راي وايت على نحو مزعوم أنه كان
يتداول بعقود صرف العملة الأجنبية، ولكن المنظمين اتهموه بإنفاق
الأموال على فريق سباق للعربات، وعلى العقارات، وتذاكر هوكي الجليد
إن العدد الضخم من الخطط قيد التحقيق، وانتشارها الجغرافي –
حرفياً من ولاية ألاسكا إلى ولاية فلوريدا، ومجموعة كاملة من
المستثمرين في الخارج أيضاً - يقزم ما لم
يتم الكشف عنه في أي انكماش أخير.يقول المؤرخون إن المرة الأخيرة التي
شهدت فيها الولايات المتحدة شيئاً مماثلاً كانت خلال العشرينيات، عندما
ازدهرت خدعة تشارلز بونزي البريدية. تتناقض الموجة الحالية أيضاً مع
انفجار طفرة الإنترنت، عندما هيمنت الاحتيالات المحاسبية على قرارات
المحكمة المتعلقة بجرائم الموظفين في الوقت
الذي أصبح فيه المدققون والمساهمون أكثر تشككاً في مزاعم العوائد، فإن
المستثمرين الذين يبحثون عن العوائد أثبتوا ضعفهم
.قال هاورد واتشيل، مؤلف كتاب تاريخ وول ستريت: "كان الجميع
يشتري هذه الأشياء، وإذا لم تكن تملك واحداً، فإنك كنت تشعر بأنك متخلف
إن نمو صناديق التحوط جعل السرية والعوائد العالية تبدو أكثر
شيوعاً. وقال بيتر هانينغ، أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة ولاية
واين: "إن الأمر الكبير بشأن صناديق التحوط هو السرية. وصدق المستثمرون
بطريقة ما مفهوم الصندوق الأسود برمته"، مضيفاً أن المستثمرين كانوا
ضعيفين تحديداً أمام المزاعم بأن بإمكانهم أن "يصبحوا أثرياء بشكل
بطيء" خلال سنوات من العوائد الثابتة إن
التغير واسع الانتشار، على الأخص في الولايات المتحدة، تجاه الاستثمار
في أسهم التجزئة جعل المستثمرين العاديين أهدافاً لخطط ربما رفضوها في
الماضي قال جريج بروش، وهو مسؤول سابق في
هيئة الأوراق المالية والبورصات، ويعمل الآن لدى شركة فولي أند لاردنر
للمحاماة: "إن خطة بونزي التقليدية تحمل بذور دمارها، لأن الخطة تقول
إننا سوف ندفع لك كل شهر، وبناءً عليه يجب أن تنمو حسابياً لكي تستطيع
الدفع. ولكن روعة هذه الحالات الأخيرة تكمن في أن القليل للغاية من
الأموال يتم توزيعه. وكان الأمر برمته على الورق فقط".
أعاقت المنظمين الضغوط
السياسية لترك صناديق التحوط وشأنها، وبسبب غياب الموارد للتفتيش على
أكثر من 11 ألف مستشار استثماري مسجل.ليس من الصعب تفكيك خطط بونزي في
واقع الأمر حالما تكون لدى المستثمرين شكوك.قال لاري ويست، وهو مسؤول
إنفاذ سابق في هيئة الأوراق المالية والبورصات، ويعمل الآن لدى شركة
لاثام آند واتكينز للمحاماة: "جل ما عليك أن تقوله هو ’أرينا
النقود‘... وتجعله يخبرك أين يفترض أن تكون الأصول."لم يكن من الممكن
لبعض الأهداف التنظيمية الحالية أن تلبي طلبات الاسترداد من المستثمرين
الذين كانوا حذرين حديثاً في أعقاب اعتقال مادوف في كانون الأول
(ديسمبر).قال أندور جوردون، الذي يرأس ممارسات التحقيق في شركة بي
دبليو سي في المملكة المتحدة: "إنه ليس احتيالاً متزايداً، بل اكتشاف
متزايد. وكنا بصدد تنظيف السوق".
وكل ذلك حسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصاً ودون
تعليق .
المصدر : فاينانشال
تايمز-21-3-2009
|