النظام
المصرفي العالمي الجديد
كما خاطب يونس أهل نينوى،
فإن العالم اليوم يخاطب الحي المالي لمدينة لندن و"وول ستريت"، مذكراً
إياهما بشرورهما. إن على البنوك أن تتغير. وفي ظل فرضية عدم قدرتها على
تحويل أنفسها، فإن الحكومات، وجهات التنظيم تقف في صفوف لتعليمها كيفية
عمل ذلك غير أن أولئك الذين يتوقعون نظاماً
عالمياً جديداً، يمكن أن يصابوا بخيبة الأمل، لأن البنوك ستبقى على
حالها خلال السنوات الخمس المقبلة ويعود ذلك
إلى أن الأزمة المالية وجهت الاهتمام فقط إلى عدد قليل من البنوك، بل
وحتى إلى عدد أقل من المنتجات. ومن المؤكد أن هذه الأسماء الكبرى سوف
تندمج، كما أن بعضها سوف يخضع للتأميم. غير أنه مازالت هنالك بنوك ذات
أوضاع سليمة في "وول ستريت" وفي لندن الأمر
الأبعد من ذلك هو أن الأنظمة المالية في بلدان مثل كندا، واليابان،
وأستراليا، تظل بعيدة عن التأثر بالأزمة نسبياً ، كما أن آلاف البنوك
الإقليمية، والتعاونيات، والمقرضين المتخصصين، عرضة في الوقت الراهن
لقلة في حجم النشاط العملي. ويبلغ عدد مثل تلك المؤسسات 8000 بنك في
الولايات المتحدة وحدها على الحكومة أن تكون
واعية بذلك، قبل أن تلقي بالكتاب على هذا القطاع، وتديره بصورة جزئية
بحيث يصل إلى حالة من الاستسلام. والأمر الأكثر من ذلك، خلال هذا
العقد، هو أن البنوك كانت تمثل نصف القيمة السوقية لمجمل صناعة الخدمات
المالية، حسب بيانات أوليفر وايمان.
وهنالك كثير من النشاطات
العملية في هذا المجال، مثل مديري الموجودات، والشركات التي تتعامل
بالنشاطات المصرفية والتأمين، التي تتنافس مع البنوك. وإن من شأن قواعد
جديدة تخص البعض، ولا تغطي الآخرين ، إيجاد حالة من الفوضى التي تصعب
السيطرة عليها غير أن الرياح السياسية
مازالت تعني تغييرات مقبلة على مستوى التنظيم. إلا أن ذلك يجب أن يكون
بسيطاً وقليلاً، بدلاً من أن يكون معقداً، وواسع الانتشار. وإن من شأن
الحدود الدنيا المطلوبة من حيث رأس المال، بحيث تتقارب فيما بين الدول،
المساعدة على تخفيض حدوث مخاطر على مستوى النظام ككل
ويجب كذلك التخلص من طريقة التسعير حسب نماذج رياضية معينة
غير أن أهم شيء هو تحسين مستوى الشفافية
ولن يتمكن المنظمون من مجاراة رجال المصارف النصابين، أو
الحميدين، ذوي العقليات بالغة الذكاء في المستقبل. فلندع للمستثمرين
لذلك، ولكنهم بحاجة إلى رؤية واضحة للأرقام، لكي يتمكنوا من إنجاز مثل
هذا الأمر.
وكل ذلك حسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصاً ودون
تعليق .
المصدر: aleqt.com
|