موسى شحادة
:النظرية المصرفية الإسلامية
تمتاز بالتكامل الحقيقي
يرى الأستاذ/ موسى شحادة
نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام في البنك الإسلامي الأردني في
النظرية المصرفية الإسلامية أنها تمتاز بتكامل حقيقي وتشكل ضمانة
أساسية حيال مواكبة عملية الإنماء والتطور لكل القطاعات إذا ما
تناولتها الحكومات بجميع مكوناتها كوحدة واحدة،موضحاً ضرورة إعطاء
الصناعة المصرفية الإسلامية مساحات أكبر مما هي علية الآن لتسهم بجدية
في إطلاق أوعية استثمارية ضخمة تؤثر بنحو كبير على دفة اقتصاديات الدول
وفي مطلع حديثه حول هذا الموضوع قال شحادة أن هنالك حزمة من
الثوابت والمبادئ بنيت عليها الصناعة المصرفية الإسلامية وحددت أطرها
بضرورة الشفافية المتناهية في جميع تحركاتها فَحُرمة الفائدة ليست
الميزة الوحيدة في هذه الصناعة بل أضيف إليها أيضاً موضوع ارتباط
التمويل بالاقتصاد العيني، بمعنى أن يكون هنالك دراسة جلية وتقويم عام
لواقع جميع المتعاملين وهذا بالطبع ما يمنحنا وضع معايير أدق لمخاطر
الائتمان وبين شحادة أن ما يشهده العالم
الآن من أزمات ضربت أسواقا كانت تتمتع بمتانة وصلابة مالية إنما ترجم
ذلك صحة فلسفة الإسلام في سلوكه المالي إزاء وجوب ارتباط التمويل بواقع
حال المتعامل، حيث ارتبطت أزمة الرهن العقاري الحالية بعشوائية الإقراض
أو التمويل إذ قامت البنوك الغربية بإعطاء تمويلاتها لمن لا يستحق أو
لا يستطيع السداد، منطلقة من مفهوم وجوب تعميم فلسفة الإقراض إلى معظم
شرائح المجتمع وبغض النظر عن قدرة المتعامل أو وضعه الحقيقي مراهنة في
ذلك على الوتيرة التصاعدية لأسعار العقار.
بيد أن الأمور جاءت
بنتائج مغايرة لتعكس مدى هشاشة الثوابت التي ارتكزت عليها تلك البنوك
في تحركاتها وتعاملاتها في هذا المجال حتى وصل العالم إلى ما وصل إليه،
لتتفاقم أزمة وصفت بالأسوأ منذ أكثر من 70 أو 80 عاما ليصل حجم الخسائر
في السوق الأمريكية ما يقرب إلى نحو 11 تريليون دولار، ناهيك عن خسائر
الأسواق الأوربية وتداعيات ذلك على أسواقنا واقتصادات دولنا
وفي قضية تفاعل هذه الصناعة والأزمة الحالية يضيف شحادة: لا
يمكن لصناعة المال الإسلامية في وضعها الحالي طرح أية حلول حيال وقف
جماح ما يحدث، حيث إن هذا القطاع يحتاج إلى داعم أو مسوغ قانوني ينبثق
عن مرجعياته الرسمية وأقصد في ذلك البنوك المركزية التي تسن وتصدر
القوانين.. من هنا وحتى يكون هذا القطاع أو هذه الصناعة مؤثرة في وضع
العلاجات والحلول يتحتم عليها العيش ضمن بيئة تتوافر لديها كل مقومات
الاقتصاد الإسلامي،وهذا ما يشير إلى وجوب أخذ القالب التشريعي المعتمد
على ثوابت الاقتصاد الإسلامي بكامل مضامينه وسحبه بانسيابية على جميع
الفعاليات المشاركة، وهنا تكمن قوة هذه الصناعة في وضع الحلول وإذابة
أية مشكلات قد يواجهها الاقتصاد أي بمعنى آخر كي تأتي هذه الصناعة
كبديل عن النظام المالي المتداول لابد أن يكون النظام الاقتصادي كله
يأخذ بالمبادئ الإسلامية،وإذا ما تغلغل هذا الأمر داخل المكون
الاقتصادي فمن المؤكد سوف تحتل الشفافية مساحة واسعة وستعلو دراسات
جلية لماهية الهياكل المالية القائمة ما يؤدي إلى تعافي كامل للمادة
الاقتصادية المطروحة والمنفذة، فضلاً عن أن إلغاء المضاربات
(Speculation) وحرمتها في الإسلام سيؤثر بالإيجاب في جميع التعاملات
والعناصر ومع تكامل حلقات النظرية المصرفية الإسلامية وتشكلها التام في
اتجاه تكوين بنية اقتصادية حقيقية انما يثبت مدى رقي هذه النظرية كونها
ترمي في اتجاه خدمة المجتمع وتنميته ومن جهة
أخرى استعرض شحادة أرباح البنك الإسلامي الأردني، حيق حقق البنك
أرباحاً صافية حتى 30 أيلول 2008 قبل الضريبة بلغت (44.34) مليون دينار
أردني ( 63 مليون دولار ) مقارنة مع (26.58 ) مليون دينار أردني ( 38
مليون دولار ) لنفس الفترة من عام 2007 بنسبة نمو بلغت (67%), كما بلغت
الأرباح بعد الضريبة (30.4) مليون دينار أردني ( 43 مليون دولار ) في
نهاية الربع الثالث من عام 2008 مقابل (17.63) مليون دينار أردني ( 25
مليون دولار ) للفترة نفسها من عام 2007 بنسبة ارتفاع بلغت (73%)
كما أكد شحادة أن التزام البنك الإسلامي الأردني بالمنهج
الإسلامي يدفعه باستمرار إلى تحسين خدماته وتنويعها وتطوير نظم عمله
لتحقيق أهداف البنك المستقبلية في التطوير والرقي بخدماته والوصول إلى
مستوى متميز منسجم مع أحكام الشريعة الإسلامية
أما الخطة المستقبلية للبنك فأشار شحادة إلى أنها تعتمد على
المحافظة على وتيرة النمو ضمن الضوابط الشرعية وعلى تحقيق عوائد
متوازية للمساهمين والمودعين والموظفين مع المحافظة على متطلبات شهادة
الجودة ال (ايزو) التي حصل البنك عليها عام 2006, مع الاستمرار بتنويع
الخدمات المصرفية وتطويرها, وتشجيع برامج تمويل الحرفيين والصناعات
الصغيرة للمساعدة في إيجاد فرص عمل جديدة، إضافة إلى تركيب أجهزة صراف
آلي جديدة والاستمرار في فتح فروع جديدة في المملكة والاستمرار في
عمليات التطوير في البنك وتطبيق متطلبات بازل .
وكل ذلك حسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصاً ودون
تعليق .
المصدر: badlah.com
- المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية
الإسلامية
الاثنين 01 محرم 1430
هـ. الموافق 29 ديسمبر |