النمو العالمي إلى أدنى مستوى في ٢٧ عاماً

 

 

ميريل لينش: انتهاء الاختلالات الاقتصادية في ٢٠٠٩  

نشرت دائرة البحوث العالمية في ((ميريل لينش)) تقريراً جديداً يتكهّن أن الادخار في الأسواق الناشئة لن يموّل فائض الاستهلاك في الولايات المتحدة. ومن المتوقع ان يتهاوى النمو العالمي الى أدنى مستوى منذ ،١٩٨٢ قبل ان يستأنف ارتفاعه في .٢٠١٠وتتكهن ميريل لينش ان يكون النمو العالمي في حدود ١,٣ في المئة في ،٢٠٠٩ نزولاً من ٣,٢ في المئة عام ،٢٠٠٨ ثم يصعد الى ٣,١ في المئة عام .٢٠١٠ ومع هذا، فإن هذا المستوى من النمو سيكون أدنى من متوسط السنوات الأربع الماضية، بنسبة ٠,٥ في المئة وحددت ميريل لينش في تقريرها: ((٢٠٠٩: الاقتصاد الكلي العالمي في العام الطالع))، أربعة مواضيع محورية هي:

- ستكون الاقتصادات النامية العالمية أقل تعرضاً للهبوط من الاقتصادات المتقدمة في العالم.

- يتوقع ان تزيد الحكومات من تدخلها عبر التيسير النقدي والمالي.

- نشوء آثار جانبية وحدود للتدابير المحفّزة.

- استئناف ارتفاع النمو في النصف الأول من ٢٠٠٩ قبل ان يتلاشى ويقول رئيس الاقتصاد الدولي في »ميريل لينش« ألكس باتيليس: »نشهد زيادة الاختلالات العالمية، إذ أنّ المستهلكين الأميركيين يعدّلون عاداتهم والاقتصادات الناشئة تتحول الى الداخل. اما اليابان وآسيا الناشئة وأميركا اللاتينية فستكون الأقل تعرضاً للركود بينما اوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا والولايات المتحدة ستكون الأكثر تعرّضاً.

نهاية الاختلالات العالمية

ان الأزمة المالية تحفّز المستهلكين في الولايات المتحدة على إصلاح ماليّتهم الشخصية بادّخارهم اكثر وإنفاقهم أقل. فالسوق لن تسمح لصانعي السياسة في الولايات المتحدة أن يضخّوا كمية النقد التي يحتاجون إليها من أجل المحافظة على مستويات الإنفاق الراهنة وفي السياق الطويل ستعتمد الأسواق الناشئة بدرجة أقل على الإنفاق الأنكلوسكسوني. ففي الصين، على الأخص، تتوقع ((ميريل لينش)) معدلات فائدة أدنى، وارتفاعاً في الإنفاق الحكومي من أجل تحفيز الطلب الداخلي إن البلدان التي تستخدم الدين مثل أستراليا وكوريا وهنغاريا ومنطقة اليورو هي بين الاقتصادات الأكثر تعرضاً للخطر اما البلدان التي تستخدم الدين أقل مثل نيجيريا والمكسيك والفيليبين فهي الأقل تعرضاً. واذ تنكمش الاقتصادات المتقدمة، فإنّ الأسواق الناشئة تسير صوب نمو عالمي تصل نسبته الى ١٠٠ في المئة.

من المتوقع ان تواصل معدلات الفائدة في العالم انخفاضها. فقد تدنّت أسعار الفائدة حتى الآن بأكثر من ٠,٨ في المئة. ويمكن ان تواصل الانخفاض بنسبة مماثلة. ان تدابير التنشيط المالية ستستمر الآن، إذ انه قد حصل تخلّ عن أصول الانتظام المالي. يرجّح أن تركز سياسات التدخل الحكومية على تدابير من شأنها تقوية موازنات الأسر ان اختبارات انواع الركود الماضية توحي بأن النمو سيرتفع في النصف الأول من ٢٠٠٩ عندما تتغلغل سياسات التنشيط. فسياسة التضييق يمكن ان تلطف من ذلك الانتعاش قبل ان تظهر علامة (( زوال الخطر))، وهذا على الأرجح سيحصل في منتصف .٢٠١٠ وفي الوقت ذاته، يعترف التقرير بالفرق في الطبيعة بين التباطؤ الدوري التقليدي والصدمة الانتقالية التي خلقتها الأزمة المالية.

التنشيط الأميركي الضروري

من المتوقع ان يستمر الركود حتى أواخر ٢٠٠٩ قبل الانتعاش في .٢٠١٠ ويقول اقتصادي اميركا الشمالية في »ميريل لينش« دافيد روزنبرغ إن ((فورة في الادخار الشخصي، تحتاج ان تعادله سياسات تنشيطية ضخمة لتجنب الركود)) وتتكهن »ميريل لينش« ان تتمكن اليابان بصعوبة ان تتجنب الركود، لأسباب ثلاثة: أولاً، تعتمد اليابان على التصدير الى آسيا أكثر من الولايات المتحدة. ثانياً، من المتوقع ان تزيد أسعار النفط المتدنية من الاستهلاك الشخصي وأخيراً، يضاف التنشيط المالي الحكومي ويقول اقتصادي اليابان في »ميريل لينش« كاسايوكي كيتشيكايا إن »أسعار السلع المتدنية مقرونة بعملة (ينّ) قوية، من شأنها أن تؤدي إلى تخفيض ضريبي غير مباشر للاقتصاد الياباني إن حزمة اندفاعية من السياسات التوسعية من شأنها ان تضع حداً للتباطؤ في النمو الصيني. يقول اقتصادي آسيا (باستثناء اليابان) في ((ميريل لينش)) ت.ج. بوند: (( نعتقد ان التجاوب المالي الحكومي في الصين سيكون فعالاً وبالعكس من ذلك، ان الاقتصادات الأصغر حجماً، المفتوحة في آسيا هي عرضة أكثر للخطر)).

ركود كامل في منطقة اليورو

يبرز ركود كامل في منطقة اليورو وفي أجزاء من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا الناشئة. يقول اقتصادي أوروبا في ((ميريل لينش)) كلاوس بادر: (( نعتقد ان نمو التصدير في منطقة اليورو يشرف على الانهيار وان الأزمة الائتمانية ستحد من الاستثمار. لكن الاستهلاك سيستفيد من هبوط أسعار النفط)).تتوقع »ميريل لينش« ان يقوى الدولار الأميركي ثم يضعف عندما يتلاشى النفور من المخاطر. يقول استراتيجي العملات العالمية في الشركة دانيال تننغوزر إن قيم العملات ستعكس إعادة التوازن العالمي وانخفاض الاستهلاك واستنفاد شهية المخاطرة.

وكل ذلك حسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصاً ودون تعليق .

المصدر : assafir.com