«منتدى دافوس»: تحديات تواجه العالم أهمها المياه والتجارة والمناخ والفقر

 

 

اختتم أعماله بالتشاؤم من الاقتصاد العالمي

انتهت لقاءات «منتدى دافوس» امس بعد ان رسم اقطاب الاعمال في العالم، صورة متشائمة للاقتصاد الدولي خلال هذا العام وما بعده، ترافقه تحديات فقر ونقص في المياه والطاقة وتغيّر في المناخ، واحتمال فشل مساعي منظمة التجارة العالمية في انصاف الجزء الفقير من العالم وأكد بيان صدر عن ادارة المنتدى ان «الاجيال المقبلة سترث تحديات كبيرة، في ظل التغير المناخي والفقر و»الارهاب» وعدم المساواة في الدخل وشح المصادر الطبيعية وتكلفة التقاعد».

وشدد المشاركون في المنتدى، خلال الايام الخمسة الماضية، على ان تحدي الفقر الذي يجتاح دولاً كثيرة في الجزء الجنوبي من العالم، يجب ان يدرج في اولويات الدول الكبرى، خصوصاً ان اكثر من بليون شخص يعيشون بأقل من دولار في اليوم و77 مليون طفل لا يحصلون على تعليم وعلى رغم ان المنتدى غير مخول بإصدار توصيات رسمية، اشار خبراء ومدراء تنفيذيون في شركات عالمية كبرى شاركوا فيه، الى ان التحدي الذي يواجه العالم هذه السنة والسنوات المقبلة، هو القضاء على الفقر وتأمين التعليم لملايين الاطفال حول العالم. واكدوا ان نحو بليون شخص في العالم سيدخلون القرن الحادي والعشرين غير قادرين على قراءة كتاب او توقيع اسمائهم اما التحدي الثالث الذي اكد المشاركون انه يهدد العالم خلال السنوات المقبلة، فهو التغير المناخي، يفاقم ازمات المياه والغذاء والطاقة حول العالم، وينتج نوعاً آخر من الصراعات غير النزاعات السياسية على الحدود، التي اجتاحت اجزاء كثيرة من العالم خلال المرحلة الماضية.

واكد المشاركون ان مشاكل العالم لا تنحصر فقط في احتمال مواجهة كساد اقتصادي شامل، وانما تتعداها الى مخاوف من تغير المناخ وازمة مياه قد تطال نصف سكان العالم بحلول عام 2025، وفقاً لوتيرة الاستهلاك الحالية، علماً ان 20 في المئة من سكان العالم حالياً يعانون ازمة مياه وعلى رغم الصورة المتشائمة، توقع مشاركون في المنتدى خلال ايامه الخمسة، ان تتدخل «صناديق سيادية» من الجزء الجنوبي من العالم راكمت اموالاً نتيجة الارتفاع القياسي لأسعار النفط، لتنتشل الاقتصاد العالمي من مرحلة ركود متوقعة، ولتحول توازن الثروات من الشمال الى الجنوب وأثارت صناديق الثروات السيادية التي تدير أصولاً مملوكة لدول تزيد قيمتها على تريليوني دولار، حفيظة دول كبرى خلال الشهور القليلة الماضية، خصوصاً بعد ان ضخت اموالاً قدرها 60 بليون دولار في مؤسسات مصرفية تعرضت لخسائر جراء أزمة الرهن العقاري الأميركي. وجادل كبار رجال الاعمال الخليجيين خلال المنتدى، مثل سلطان بن سليم الذي يدير محفظة كبيرة لمصلحة حكومة دبي، بأن الصناديق السيادية الخليجية يمكنها ان تتحول الى الاستثمار في دول اخرى غير اميركا واوروبا، في حال استمرت التساؤلات حولها على رغم هدفها الاستثماري في المقام الاول وخلص المشاركون في المنتدى الى ان التحدي الرابع الذي يواجه العالم، هو تفعيل قرارات منظمة التجارة التي اتخذت في جولة الدوحة عام 2003، على اعتبار ان التجارة العالمية ستواجه مشاكل «في ظل مناخ اقتصادي غير آمن» و»تحول اسواق العالم الى حلبات للتنافس بين الدول الكبرى «لا تكون نزيهة دائماً، وغالباً ما تكون في غير مصلحة الدول الفقيرة».

وطالب منتدى دافوس مجتمع الاعمال حول العالم، بالضغط على حكوماتهم من اجل التوصل الى نتائج عملية لتعزيز التجارة في جولة الدوحة المقبلة المقررة في نيسان (ابريل) المقبل، حتى لا يتعرض العالم الى زيادة في الحواجز التجارية بين الدول. واشار بيان صدر عن المنتدى انه «اذا لم يحسم الامر في الدورة المقبلة فإنه لن يحسم ابداً» وركز خلال أيامه الخمسة على التنافس والتعاون في مجالات الأعمال انطلاقاً من «تداخل الاهتمامات وتقاطع المصالح بين الشركات»، وكيفية التوصل إلى «العمل في اطار روح الفريق بين الشركات متعددة الجنسية، للتقليل من الخسائر والتمتع بأكبر قدر من المكاسب» ومدى سنوات، تمكن المنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينظمه مركز أبحاث يحمل الاسم ذاته في منتجع دافوس السويسري سنويا،ً أن يفرض نفسه على الأجندة السياسية والاقتصادية في العالم باعتباره ملتقى صناع القرار وموجهي الرأي العام في غالبية أنحاء العالم والتحدى الخامس الذي ناقشه المنتدى هو «استكشاف آفاق جديدة في الطبيعة» والاستفادة منها في خدمة البشرية، في ظل «تحولات مستقبلية في قيم المجتمع» نتيجة متغيرات أحدثتها ثورة الاتصالات والمعلوماتية والعولمة. واطلق مبادرات بينها «تحالف رجال الأعمال ضد الجوع المزمن» يحاول خبراء فيه وضع خطوط عملية لتفعيل آلية جديدة لمكافحة الجوع في أكثر مناطق العالم فقراً ودعمت مجموعة من رجال الأعمال مبادرة أخرى تساعد على بناء «المواطنة العالمية» بتقديم أفكار عن الدور الاقتصادي للشركات في تنمية المجتمعات والمشاركة في صناعة القرار من طريق المؤسسات المختلفة وطالبت قيادات شابة عالمية، بينها عربية، في ان تتاح لها الفرصة للمساهمة في ايجاد حلول للتحديات التي يواجهها العالم بالتعاون مع «القيادات القديمة» التي كان لها دور في تشكيل الاقتصاد العالمي خلال المرحلة الماضية واستعرض المنتدى تقريراً عن أداء مبادرة دعم التعليم في العالم، التي أطلقها عام 2003، وقوّمت التجربة وما حققته من نجاحات وما صادفها من العقبات، مع نشر قاعدة بيانات على شبكة الإنترنت تضم معلومات يمكن للمهتمين بها الاستفادة منها.

وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:daralhayat-28-1-2008