مخاطر تهدد الاقتصاد العالمي .. تذبذب
أسواق المال وامدادات الغذاء والطاقة
أكد تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي أمس أن تذبذب أسواق المال
العالمية إلى جانب عدم استقرار إمدادات الغذاء والطاقة يشكلان أهم
المخاطر التي تهدد اقتصاد العالم خلال العام الحالي
وأضاف التقرير الذي حمل عنوان "المخاطر العالمية 2008" أن آفاق
ركودالاقتصاد الأمريكي الناجم عن أزمة خسائر القروض عالية المخاطر في
قطاع التمويل العقاري في الولايات المتحدة أظهر الحاجة إلى التعامل مع
التغييرات الثورية التي شهدتها أسواق المال خلال السنوات العشرين
الماضية ودعا التقرير إلى وضع إطار عمل جديد
لإدارة المخاطر، كما حذر المنتدى الاقتصادي العالمي وهو مركز أبحاث
اقتصادية مقره جنيف في سويسرا من أن قضية الأمن الغذائي في العالم
ستصبح مشكلة اقتصادية وسياسية أشد تعقيدا خلال السنوات القليلة المقبلة
وأنه مع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية أوصى المنتدى بتحسين
سبل تأمين إمدادات الطاقة.أعتمد التقرير على آراء أكثر من 100 رجل أعمال ومسؤول وأكاديمي بارز في
العالم. وقد نشر بالتعاون مع مجموعة "سيتي جروب" المصرفية الأمريكية
العملاقة و"سويس ري" السويسرية لإعادة التأمين و"مارش آند ماكلينان
كومبانيز" للاستشارات المالية وأضاف ديفيد
ندلر نائب رئيس "مارش آند ماكلينان" إن الأنظمة المالية الضعيفة هي أشد
خطر يواجه الاقتصاد العالمي، وأضاف أنه في ضوء التداعيات المحتملة
لأزمة السيولة النقدية التي تعرض لها العالم في 2007 فإن آفاق الاقتصاد
العالمي في بداية العام الحالي تبدو أشد غموضا مما كانت عليه منذ عام
وطالب التقرير بزيادة التدخل في أسواق المال لتقليل حدة المخاطر
وتحسين حوكمه النظام المالي العالمي من خلال شبكة مسؤولين لإدارة
المخاطر.
حيث حذر المنتدى الاقتصادي العالمي من أن التركيز المتزايد على الأسواق
المالية المضطربة والتوترات السياسية المتفاقمة في 2008 قد يدفعان
الحكومات والشركات إلى تجاهل المخاطر الأقل إلحاحا مثل التغيرات
المناخية، وأضاف المنتدى أن هذا من شأنه أن يزيد صعوبة التعامل مستقبلا
مع هذه القضايا الحرجة بعيدة المدى وقال
المنتدى في تقرير إن التحرك لتخفيف آثار التغيرات المناخية قد يصبح
مهددا إذا ما تعرض الاقتصاد العالمي لضعف ملموس حتى رغم أن كثيرا من
القرارات التي ستشكل المسار المستقبلي للمناخ العالمي سيتعين اتخاذها
خلال السنوات الخمس المقبلة، وأضاف أن التقاعس عن مواجهة المخاطر بعيدة
المدى لن يؤدي سوى إلى إضعاف قدرة العالم على مواجهة تحديات المستقبل
وسيكون تقرير المخاطر العالمية جزءا من جدول أعمال اجتماع
المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في وقت لاحق من هذا الشهر، وتناول
التقرير أربع قضايا رئيسية هي الخطر المالي العام، الأمن الغذائي،
مشكلات سلسلة الإمداد، ودور الطاقة وأوضح
المنتدى الخطر المالي العام هو الأكثر إلحاحا والأشد حدة من زاوية
التكلفة الاقتصادية.
وأضاف أنه لا يمكن استبعاد احتمال حدوث كساد في الولايات المتحدة في
حين ان اعتماد بريطانيا على القطاع المالي يجعلها في وضع هش، كما أبرز
المنتدى قضية الأمن الغذائي نظرا لأن عوامل من بينها التغيرات السكانية
وأسلوب الحياة والتغيرات المناخية دفعت بالعالم إلى مرحلة من الارتفاع
المستمر في الأسعار ويجتمع مئات من زعماء
أكبر شركات العالم والمسؤولين السياسيين في وقت لاحق من هذا الشهر ومن
المرجح أن يكون المناخ العام للاجتماع أقل تفاؤلا بكثير عما كان عليه
قبل عام عندما كان الاقتصادي العالمي لا يزال ينعم بواحدة من أطول
فترات النمو منذ الحرب العالمية الثانية
ويأتي الاجتماع هذا العام بعد شهور من "أزمة الائتمان" العالمية
واضطرابات أسواق رأس المال، ومن المخاطر الاقتصادية في 2008 تحدث تقرير
المنتدى عن انخفاض حاد في قيمة الدولار وتباطؤ النمو الاقتصادي الصيني
وارتفاع الضرائب في الدول الغنية وانخفاض أسعار المساكن في الولايات
المتحدة، بريطانيا وأوروبا.
وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون
تعليق.
المصدر: reuters
|