حقيقـة
الطـب البديـل
باربرا
كانتروويتز وبات وينغرت
استطلاع جديد للرأي يظهر أن الكثير من النساء الأمريكيات يستعن بنوع ما
من أنواع الطب البديل. لكن ما العلاجات الفعالة وما هي العلاجات غير
المجدية؟
هل العلاجات الطبيعية
أفضل؟ يبدو أن الكثير من النساء يعتقدن ذلك. فقد أظهر استطلاع نشرته
حديثا معاهد الصحة الوطنية أن 42.8 بالمائة من النساء الأمريكيات يستعن
بنـــوع مــن أنواع الطــب المكمل أو البديل، مقارنة بـ 33.5 بالمائة
من الرجال. هذا الفارق هو نفسه بين النساء والرجال الذين يستعينون
بالطب التقليدي، بحسب ريتشارد ناهين من المركز الوطني للطب المكمل
والبديل. العلاجـــات البديلة الأكثر شعبية كانت منتجات وليس فيتامينات
أو مصادر للمعادن مثل زيت السمك والأوميغا 3 والغلوكوزامين. كما أن
استعمال العلاجات التي تركز على العلاقة بين الجسد والعقل، مثل التنفس
العميق والتأمل واليوغا، ارتفعت نسبته أيضا منذ آخر استطلاع عام 2002.
التقرير، الذي يستعين ببيانات من الاستطلاع الصحي الوطني، يوفر أيضا
دلائل أكثر تحديدا بشأن المستهلكين المحتملين لهذه العلاجات: إنهم من
الذين تخطوا الخمسين ويحملون شهادات جامعية عليا والميسورين نسبيا
ويعيشون في الولايات الأمريكية الغربية، وقد أقلعوا عن التدخين.
هذه فئة ديموغرافية
مرغوبة، والحملات الإعلانية للمنتجات الطبيعية والمكملات غالبا ما تركز
على الأمراض والمخاوف التقليدية لدى النساء في هذه المجموعة، لاسيما
الهبات الساخنة ومشاكل الذاكرة وداء المفاصل. لكن بعد وصول تلك النساء
إلى سن معينة، يفترض بهن أن يكن قد تعلمن بعض الدروس، مثل الحذر من
الادعاءات بأن بعض العلاجات عجائبية.من المؤشرات التحذيرية أيضا عبارات
مثل "لاتأثيرات جانبية" و"تشفي كل الأمراض" و"آمنة وطبيعية بالكامل".
فتسويق المنتج على أنه طبيعي لايعني تلقائيا أنه آمن للجميع. إن إدارة
الأغذية والعقاقير تصنف المكملات العشبية والغذائية كأغذية وليس
كأدوية، لذلك فإن هذه المكملات لاتتقيد بمعايير السلامة والفعالية
نفسها كالأدوية التي يصفها الأطباء أو الأدوية المتوفرة من دون وصفة
طبية.
وعلى المرء دائما إطلاع الطبيب على كل العقاقير التي يتناولها،
لأن بعض المنتجات البديلة أو العشبية يمكن أن تؤثر في عمل الأدوية
الطبية. في السنوات الأخيرة، ازداد عدد الأطباء الذين يشجعون مرضاهم
على استعمال المكملات عند توفر دلائل على أنها فعالة. ومن المرجح أن
يعرف طبيبك الجرعة الأكثر فعالية بالنسبة إليك
وحتى وقت ليس ببعيد، لم تكن تجرى أبحاث قيمة بشأن العلاجات
البديلة. لكن خلال الأعوام القليلة الماضية، سعى العلماء إلى معرفة
المزيد عن هذه المنتجات مع ازدياد الطلب عليها. فيما يلي نتائج بعض
الدراسات الحديثة المثيرة للاهتمام:غينكو بيلوبا ومرض آلزهايمر: في
أنحاء كثيرة من العالم، يتم وصف هذا المنتج العشبي للحفاظ على الذاكرة،
لكن ما من أدلة دامغة على أنه فعال. في مراجعة لدراسات سابقة قامت بها
"تعاونية كوكران" المحترمة عام 2007، تبين لها أن غينكو لا يفيد
الأشخاص الذين يعانون مرض آلزهايمر وقد أظهرت دراسة نشرت في نوفمبر
الماضي في جورنال أوف ذا أميركان ميديكال أسوسييشن أن تناول 120
ملغراما مرتين يوميا، وهي الجرعة المعتادة، لا يحد من الإصابة بمرض
آلزهايمر لدى المسنين الذين لا يعانون مشاكل في الذاكرة أو الذين
يعانون ضعفا إدراكيا طفيفا. الدراسة التي تمت فيها متابعة 3000 شخص
تخطوا الـ 75 من العمر لمدة 6.1 سنوات كمعدل، كانت التجربة السريرية
الأولى كبيرة بما يكفي لتقييم ما إذا كان غينكو يحول دون فقدان الذاكرة
فعلا. النتائج خيبت ظن الكثير من الخبراء الذين كانوا يأملون في أن
يكون غينكو فعالا مع أن الدراسة شملت نوعا واحدا فقط من مستخرجات
غينكو، يقول الباحثون إن النتائج تنطبق على كل منتجات غينكو، التي تبلغ
مبيعاتها في الولايات المتحدة 249 مليون دولار، بحسب معدي الدراسة.
حمض الفوليك ومجموعة
فيتامينات B والإصابة بالسرطان: أظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة جورنال
أوف ذا أميركان ميديكال أسوسييشن الشهر الماضي أن تناول مكملات حمض
الفوليك إضافة إلى فيتنامين B6 و B21 لا تأثير له على احتمالات الإصابة
بالسرطان عموما، بما في ذلك سرطان الثدي، بين النساء المعرضات للإصابة
بأمراض قلبية وعائية. هذه نتيجة مهمة، لأن نسبة النساء المشاركات في
الدراسات السابقة حول فيتامينات B كانت متدنية بحسب معدي الدراسة. إن
ثلث الراشدين الأمريكيين يتناولون حاليا فيتامينات تحتوي على هذه
المكملات الثلاثة. ومنذ عام 1998، أضيف حمض الفوليك إلى الأغذية في
الولايات المتحدة في إطار سياسة تهدف إلى الحد من العيوب الخلقية في
الأنبوب العصبي الجنيني. شملت الدراسة 5442 امرأة تجاوزن سن الـ42 إما
يعانين أمراضا قلبية وعائية أو ثلاثة عوامل مسببة لأمراض الشريان
التاجي. وفي حين لم تتدن احتمالات الإصابة بالسرطان لدى النساء اللواتي
تجاوزن الـ 65، حدث انخفاض كبير في أنواع السرطان سريعة التفشي وسرطان
الثدي في مجموعة فرعية واحدة، وهن النساء اللواتي كن قد تجاوزن الـ 65
عند بدء الدراسة. هذا مهم لأن الناس الأكبر سنا أكثر عرضة للإصابة
بالسرطان. تحدث مع طبيبك بشأن ما إذا كان تناول هذه المكملات مفيدا لك.
الفيتامين E والتهاب
المفصل الرثياني: تبين في دراسة أخرى نشرت في نوفمبر الماضي أن تناول
الفيتامين E لا يقلل من احتمالات إصابة النساء بالتهاب المفصل
الرثياني. وقد أشارت بيانات من بعض الدراسات القائمة على مراقبة النساء
لمدة معينة من دون التدخل، إلى أن اللواتي يتبعن حمية غنية بمضادات
الأكسدة مثل الفيتامين E أقل عرضة للإصابة بشلل المناعة الذاتية، الذي
يصيب النساء أكثر من الرجال بمعدل ثلاثة أضعاف. الدراسة الجديدة، التي
نشرت في مجلة أرثرايتيس كير آند ريسورش، حللت بيانات من "دراسة صحة
النساء"، التي شملت 39144 امرأة تجاوزن الـ45 وتم اختيارهن إما لتناول
جرعة من 600 وحدة دولية من الفيتامين E أو جرعة وهمية كل يومين. بعد 10
سنوات، أصيبت 50 امرأة في المجموعة التي كانت تتناول الفيتامين E و56
امرأة في المجموعة التي تناولت الجرعة الوهمية بالتهاب المفاصل
الرثياني وهذا فرق غير كبير إحصائيا بالنظر إلى حجم المجموعة الأساسية.
كانت هذه الدراسة واحدة من محاولات كثيرة لفهم الآلية الكامنة وراء
مجموعة واسعة من أمراض المناعة الذاتية، وهي بمعظمها أكثر شيوعا لدى
النساء منها لدى الرجال، لأسباب لايزال العلماء يجهلونها.
عصير التوت البري
والتهابات المسالك البولية: طعمه لذيذ، وما من أعراض جانبية له، ربما
باستثناء كثرة السعرات الحرارية. إذن هل عصير التوت البري هو الدواء
العجائبي لهذه الالتهابات الشائعة البغيضة؟ يقول العلماء إن شرب عصير
التوت البري بشكل منتظم يمكنه في الحقيقة أن يحد من مخاطر الإصابة بهذه
الالتهابات، لكنه ليس علاجا عندما تدخل البكتيريا إلى المثانة. وتظهر
دراسة أجراها باحثون في معهد وستر التقني ونشرت الصيف الماضي في مجلة
كولويدز آند سورفاسيز بي أن العصير يغير الخصائص الديناميكية الحرارية
للبكتيريا في المسالك البولية. هذه العملية تولد حاجزا من الطاقة يحول
دون اقتراب البكتيريا من الخلايا لتلتصق بها وتسبب التهابات. كما أن
الباحثين وجدوا أن تأثيرات عصير التوت البري التي تقي من الإصابة
بالمرض هي تأثيرات عابرة، مما يعني أنه يجب تناول العصير بشكل منتظم كي
يكون فعالا. لكن الكمية والوتيرة الضروريتين لا تزالان غير معروفتين.
إن كنت تحاول الحفاظ على وزنك، جرب العصير الخالي من السكر.
عصير الكوهوش الأسود
والهبات الساخنة: هذه العشبة علاج واسع الشعبية للعارض الأكثر شيوعا
لانقطاع الطمث (نحو 80 بالمائة من النساء الأمريكيات يعانين الهبات
الساخنة في السنوات التي تسبق انقطاع الطمث). معظم الدراسات التي تتعلق
بفعاليته متضاربة، والكثير من الدراسات الإيجابية مولها مصنعوه، مما
يدعو إلى التشكيك في صحتها. لكن تجربة أجريت عام 2006 ومولها المركز
الوطني للطب المكمل والبديل والمعهد الوطني للشيخوخة وجدت أن الكوهوش
الأسود غير فعال. وأظهرت دراسات أخرى أنه لا يعمل كالإستروجين، وهي
النظرية الكامنة وراء فعاليته المزعومة. الكوهوش الأسود يعتبر آمنا
بشكل عام، مع أن هناك بعض المخاوف من أنه قد يسبب مشاكل في الكبد لبعض
النساء. والكوهوش الأسود هو مجرد واحد من المنتجات العشبية الكثيرة
التي كان يروج لها بأنها علاجات للهبات الساخنة. الجنكة والنفل الأحمر
من بين الأعشاب الأخرى التي تبين أنها غير فعالة في الدراسات. كانت
النتائج متضاربة عند استعماله مع الصويا، لكن استعماله على المدى
الطويل مرتبط بازدياد سماكة بطانة الرحم، التي تزيد من مخاطر الإصابة
بسرطان الرحم.
الكركمين ومرض آلزهايمر:
بسبب تدني نسبة الإصابة بمرض آلزهايمر في الهند، سلط العلماء الأضواء
على الكركمين (المسحوق الأصفر الفاقع المضاد للالتهابات والأكسدة
الموجود في الكركم، وهو من التوابل المستعملة في الكاري) كعلاج محتمل.
وتظهر المؤشرات الأولى أن الكركمين قد يساعد على منع أو إزالة تراكم
اللويحات النشوية في الدماغ، المرتبطة بزيادة احتمال الإصابة بهذا
المرض الذي يتفاقم مع مرور الوقت. وقد تفاءل الباحثون بنتائج دراسة
أجريت عام 2004، تم فيها إطعام فئران أغذية غنية بالكركمين وتبين أن
نسبة اللويحات النشوية في أدمغتها أقل بـ50 بالمائة منها لدى الفئران
التي تم إطعامها أغذية مختلفة. الدراسات الأولية على البشر لم تكن
واضحة، ويظن العلماء أن مشاكل في الامتصاص تحد من فعالية الكركمين إن
تم تناوله بمفرده. لكن عندما يتم مزجه مع الدهون (وهي الطريقة
المستعملة عادة في الطهو)، يبدو أن الكركمين يصبح متوفرا بكميات أكبر
ليستعمله الجسم، بحسب الدكتورة سالي فراتسكي، أستاذة الطب وطب الأعصاب
في مركز مرض آلزهايمر في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس. في حين أن
التوصل إلى نتائج حاسمة في هذا النوع من الدراسات قد يتطلب سنوات عدة،
تقول فراوتشكي إنها تشجع مرضاها المصابين بمرض آلزهايمر على التكلم مع
أطباء الأعصاب بشأن تناول الكركمين كمكمل غذائي. وعندما طلب منها إعطاء
رأيها بشأن الجرعات، اقترحت فراوتشكي مزيجا من الكركمين والشحوم (تنصح
بتناول حبتي لونغفيدا، وهي حبوب ذات جرعات خفيفة طورها باحثون من جامعة
لوس أنجلوس في كاليفورنيا)، إضافة إلى مكملات حمض دوكوساهيكسانويك (دي
أتش آي) (حبتان بجرعة غرام واحد من زيت السمك، فضلا عن حبتين بجرعة 200
ملغرام من مكمل حمض دي أتش آي المستخرج من عشب البحر مثل نورومينس)،
إضافة إلى 600 ملغرام من حمض ألفا ليبويك، يتم تناولها كلها صباحا
ومساء. وللوقاية من المرض، تقترح أخذ نصف هذه الجرعات. تحذيرها الوحيد:
التوقف عن تناول الكركمين إن كنت بحاجة إلى تناول أدوية مضادة
للالتهابات غير ستيرويدية لأي سبب من الأسباب. وعلى الأشخاص الذين
يعانون مشاكل تخثر التكلم مع أطبائهم قبل البدء بتناول الكركمين
لمزيد من المعلومات عن
الطب البديل، قم بزيـارة الموقع الإلكتروني للمركز الوطني للطب المكمل
والبديل http://nccam.nih.gov إنه يضم معلومات وافرة عن كل ما يمكن
شراؤه في متجر للأغذية الصحية. كما أن إدارة الأغذية والعقاقير
الأمريكية تقدم كتيبا يمكن تحميله يساعدك على تسجيل ما تتناوله لكي
تتمكن من مناقشة النظام الغذائي الذي يجب أن تتبعه مع طبيبك.
وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر
المذكور نصا ودون تعليق.
المصدر: Newsweek
|