وقفة
قصيرة مع المحقق الراحل العلامة الأميني في الغدير
ربما كان العلامة الأميني
صاحب المؤلف الشهير (الغدير) خير مثال، وهو أهم نموذج كبير مبدع في
عصرنا الحديث في مجال التحقيق والبحث. فقد خرج الشيخ الأميني على
التقليد الذي جبل عليه محققو دراسات المؤسسة التعليمية الدينية من تقيد
بمصادر علمية سهلة المنال، إذ أخذ على نفسه عهدا بالتجوال في رحلات
تنقيب واستكشاف في بلاد مختلفة قبل أربعين عاما تقريبا ليقدم للمؤسسة
التعليمية ما أثرى وأغنى موادها وأضاف إلى دوائر بحوثها نصوصا تزيد من
حيويتها ونشاطها، حتى أنس به المقام في خزائن (المكتبة الظاهرية) في
دمشق بعد جهود ووسائط كبيرة بذلها بإخلاص لتذليل الموانع والعقبات أمام
قراره وإصراره بدخول تلك الخزائن، فاستفاد منها أيما استفادة بعد أن
قلب صفحات مخطوطاتها فاكتشف أن هنالك أكثر من 1200 أصل فقهي لمذاهب شتى
ضمت الكثير من النصوص المؤيدة الموثقة لمنهج اتجاه التشيع في المجالات
العلمية المختلفة في مقابل 400 أصل فقهي شيعي لازالت مفقودة وكانت صدرت
قبل تأليف الكتب الأربعة المشهورة. فاعتزل الشيخ الأميني محيطه
الاجتماعي واعتكف في تلك المخازن حتى انتهى من قراءة كل الأصول الفقهية
والتاريخية وأخذ عنها. وكان الشيخ الأميني أول من استخرج مجلدات ابن
عساكر من بين ركام مخازن هذه المكتبة وقدم صورا منها لدوائر البحث
والتحقيق في اتجاه التشيع .
وكل ذلك حسب رأي الكاتب في المصدر
المذكور نصاً ودون تعليق .
المصدر : مقتطف من مقال
بعنوان : دلالات التراكم العلمي في منهج الدراسات الدينية في :
tarbya.net
|