استطلاع للرأي يكشف افتقاد وسائل
الإعلام السعودية المحلية المصداقية :
75.5 %
من السكان يبحثون عن معلومات تخص بلادهم من مصادر إخبارية أجنبية !
رانيا
القرعاوي
كشفت إجابات لسؤال طرحه
على الجمهور موقع حكومي أن السكان في السعودية لا يثقون بوسائل الإعلام
المحلية مصدرا لتلقي الأخبار التي تتعلق ببلادهم، إذ تبين أن غالبيتهم
يعتمدون على وسائل إعلامية أجنبية للحصول على معلومات تهمهم عن
المملكة، وفي هذا دلالة واضحة على أن سائل الإعلام المحلية ليست قادرة
على تقديم أداء يحقق وظائفها الخمس المعروفة (التثقيف، الترفيه،
التسلية، تغيير الاتجاهات السائدة، والسلوك والتأثير في القرار وفي
التوجهات والآراء، إضافة إلى وظيفتها الإخبارية المعتادة)، هذه الوظائف
كما قلنا معروفة ولم تأت بجديد فهي تدرس في كليات الصحافة والإعلام
وموجودة في الكتب المتخصصة.
كان السؤال الذي طرحه
موقع وزارة الخارجية السعودية على الجمهور: ما المصدر الأساسي لك
للحصول على معلومات عن المملكة؟ وجاءت الإجابات بأرقام لا تحتاج إلى أي
تعليق بقدر ما هي بحاجة إلى فعل، لا إلى كلام .. إلى تطوير جاد يقلب
نسب هذه النتيجة رأسا على عقب، لتكون مقبولة ومتوازنة، فقد قال
75.5 في المائة إنهم يبحثون عن المعلومات
المحلية من مصدر إخباري أجنبي، فيما يتلقاها 15.5 في المائة من مصدر
حكومي سعودي، بينما قال 9.1 في المائة إنهم يحصلون على هذه المعلومات
من مصدر إخباري سعودي وقد عرضت نتيجة هذا
الاستبيان على متخصصين في الإعلام والاجتماع علهم يتمكنون من كتابة
"وصفة" علاجية يستطيع مفعولها أن يغير الرأي السلبي السائد لدى الجمهور
عن الإعلام المحلي، الذي يفترض فيه أن يطور نفسه ويملك القدرة التامة
على الإقناع والتغيير حتى يتمكن في أقل الأحوال من القيام بوظائفه
الأساسية. الدكتور محمد بن عبد العزيز الحيزان عميد كلية الدعوة
والإعلام في جامعة الإمام، أكد أن السبب هو التنافس المحموم الحاصل من
قبل وسائل الإعلام المختلفة على استقطاب الجمهور خاصة فيما يتعلق
بالقنوات الفضائية، والمواقع الإخبارية بأنواعها في شبكة الإنترنت، وأن
القنوات التجارية كافة تضع نصب أعينها الجمهور في المملكة وتراعي
مطالبه واحتياجاته، ومن بين تلك الاحتياجات ولا شك رغبة الجمهور
السعودي في التعرف على أخباره المحلية، ولذا سعت تلك القنوات الخارجية
إلى البحث بصورة مهنية أكثر من القنوات التلفزيونية السعودية إلى تقديم
الأخبار السعودية بالجاذبية الفعالة.
واستثنى عميد كلية الدعوة
والإعلام الصحف المحلية من هذه المنافسة لكونها مؤسسات أهلية استطاعت
أن تتفوق على نظيراتها الخارجية في تقديم الأخبار المحلية، ساعدها على
ذلك سرعة حصولها على الخبر المحلي مقارنة بالخارجية ووفرة مراسليها في
أنحاء المملكة كافة في جو مشوب بالتنافس الإيجابي بين عدد جيد من الصحف
السعودية من ناحية أخرى يلفت الدكتور عبد الله الحقيل في كلية الإعلام
بجامعة الإمام، إلى أن الناس يبحثون عن المعلومة التي تهمهم وتقدم لهم
بأسلوب شيق وخاصة تلك المعلومات المرتبطة بالقضايا التي تؤثر في حياتهم
تأثيراً مباشرا في أي مصدر كان, وأكد أن الناس بطبيعتهم أقوى من وسائل
الإعلام، ومن يعتقد أنه يمنعهم المعلومة أو يحجبها عنهم هو في واقع
الأمر يمنعها ويحجبها عن نفسه واعتبر ذلك
دليلا على أن وسائل الإعلام السعودية لا تعرف جمهورها ولا تدرك رغباته
وتطلعاته وقضاياه ومشاكله الحقيقية. ويعتبر الدكتور الحقيل أن الإعلام
الرسمي وغير الرسمي ليس إعلام قضايا وتنمية وإنما إعلام أشخاص ومراسيم،
وهذه أمور لا تهم الناس وتعينهم على مواجهة صعاب حياتهم اليومية
وذهب إلى أن مضمون ما يقدمه الإعلام المحلي يتعارض مع الوظيفة
الأساسية لوسائل الإعلام وهي تزويد الجمهور بالمعلومات المناسبة التي
تساعده على اتخاذ قرارات مهمة في حياته اليومية.
واعتبر الدكتور الحقيل أن
هذه النتائج متوقعة وليست جديدة "إنما الجديد هو أن وسائل الإعلام
لدينا تعرف ذلك منذ زمن طويل ولم تتخذ شيئاً حيال تطوير قدراتها بما
يجعلها تقترب من المواطن وتعرف ما يريد وتعمل على تزويده به بموضوعية
ترقى إلى المنطق والتفكير العقلاني"وهنا عاد ليتهم وسائل الإعلام
المختلفة بأنها لا تبني ممارستها الإعلامية على ماذا يريد الجمهور
وإنما لها حسابات أخرى غير واقعية وغير عملية وغير تنموية والنتيجة
الطبيعية هي نتائج ما نشر في الاستبيان.من جهتها اعتبرت الدكتورة فوزية
أبو خالد إخصائية علم الاجتماع أن تلك النتيجة تؤكد ضرورة مراجعة
الوسائل الإعلامية سياستها وأن تقترب من الجمهور الذي ابتعد عنها وأكدت
أن وسائل الإعلام المحلية تعمل بشكل تقليدي لا يواكب التطور الحاصل ولا
يهمها المهنية والحرفية في العمل وبالتالي انقص هذا من مصداقيتها أمام
الجمهور المستهدف. وهذا بالطبع سيؤثر في تأديتها الوظائف المطلوبة منها
في المجتمع إذا لم توضع إستراتيجية خاصة تساعد على الوصول إلى الجمهور
المستهدف.
وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون
تعليق.
المصدر:e3lami.com
|