محافظ أم منفتح؟...دراسة عن المجتمع الأمريكي وموقفه من مرشحي الإنتخابات الرئاسية

 

 

"بعدما أعلن بعض الساسة الأمريكيين عن طموحهم في الوصول إلى البيت الأبيض تكون بذلك قد بدأت الخطوة الأولى في طريق المنافسة بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة في عام 2008. من بين الليبراليين الأمريكيين المرشحين لأعلى منصب في الدولة هما الديمقراطيان باراك اوباما (أسود) وهيلاري كلينتون (امرأة). والذين أناطت بهما مجلة (Newsweek) الأمريكية آمالا في تجاوز الحدود القديمة "وتحسين صورة" الولايات المتحدة في الخارج.

ويعتبر اوباما وكلينتون ممثلي أمريكا الليبرالية المنفتحة على العالم. ويوليهما الديمقراطيون في هذه الانتخابات اهتماما بالغا خصوصا اهتمام الناخبين المحافظين، إذ لا يمر خطاب لاوباما دون أن يذكر فيه إيمانه الشديد بالله، بينما تعد هيلاري كلينتون داعية للإنجيل في المسارح. حتى إن كلا الاثنين قاما بالبحث لهما عن مستشارين شخصيين يهتمون بالتأثير في الجانب الديني للناخبين حيث سيكون في فريق اوباما حسب ما ذكرته مجلة (The Hill) الأمريكية جوش دوبويس والذي يعمل في مكتبه بينما هيلاري ستستعين بورنس ستريدر أحد قادة الحزب السابقين ورئيس مجموعة (العمل الإيماني الديمقراطي)،إذ أن الديمقراطيين قد توصلوا بعد هزيمتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2004 أنهم لن يفوزوا في الوقت الحالي بأي من الانتخابات عن طريق القيم الليبرالية وحدها. فانتصار بوش في الانتخابات الرئاسية السابقة كان بسبب أصوات المحافظين حسب ما ذكره معهد Pew لذا يرى المعهد أنه بما أن أغلب الشعب الأمريكي متدين فإنه لن يصوت للديمقراطيين إلا الذين يقل ذهابهم للكنيسة.

ويؤيد الحزب الديمقراطي أمورا يعارضها أنصار الكنيسة مثل الإجهاض وزواج مثليي الجنس والتحرر. وحسب تقارير المعهد فإن 85% من الشعب الأميركي يرى أن الدين مهم بينما 26% منهم يعتقد أن الحزب الديمقراطي متقارب مع الدين. لذلك يسعى الديمقراطيون بعد هزيمة 2004 إلى عدم ترك القيم الدينية للجمهوريين حيث أحيت نانسي بيلوسي المتحدثة لمجلس الشيوخ مجموعة (العمل الإيماني الديمقراطي) قائلة: "سيكون عمل هذه المجموعة مصدر قوة لأعضائنا ووسيلة للتواصل مع المتدينين في هذه البلاد". وكذلك قامت هيلاري كلينتون بتغيير قناعتها حول موضوع الإجهاض بشكل خاص ووصفت هذا الإجراء في يناير من عام 2005 بالاختيار الحزين والمأساوي لكثير من النساء. ودعت إلى تخفيض نسبة الحمل خارج إطار الزواج عن طريق ما تدعو إليه الكنيسة "لا جنس قبل الزواج". وبعد أن يظفر الديمقراطيون بأصوات الناخبين المحافظين فإن بإمكانهم التراجع عن مواقفهم مستقبلا. حتى إن هيلاري كلينتون قد انتقدت في خطاب قصير لها تشديد القوانين لمكافحة الهجرة مستشهدة إزاء ذلك بتعاليم الإنجيل وينافس هيلاري بقوة في اختيار مرشح الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الديمقراطي باراك اوباما حيث حل قريبا من هيلاري كلينتون في استطلاع للرأي. وتتمثل مزاياه في معارضته للحرب على العراق واستشهاده الدائم بإيمانه حيث يخبر دائما عن مشاعره وهو يصلي كما يفعل بوش حيث قال في إحدى المرات "أشعر وأنا أجثو على ركبتي تحت الصليب بأن الله خصني لإظهار الحقيقة". وقد انتقد في يوليو من العام المنصرم رفاقه في الحزب فيما يتعلق بتحولهم عن الدين ذاكرا بأنهم يخطئون بعدم قدرتهم في التعرف على دور الدين في حياة البشر.

وفي شهر أكتوبر من عام 2006 تم نشر كتاب لاوباما بعنوان "شجاعة الأمل" وقد دون فيها رسالته التي يقول فيها إنه يريد أن يقود البلد الممزق إلى الوحدة سودا وبيضا، ليبراليين ومحافظين. وقد عمل المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جيم كيري بعد أن فقد حظوظه في الفوز على توظيف مستشارين دينيين له لدعم فرصه إذ أن هذه الإستراتيجية قد لعبت دورا حاسما بلا شك لحساب جورج بوش، هذا ما جعل الديمقراطيين يقومون بإدراج مسألة الدين في لعبتهم، وقد بدأت تلك الإستراتيجية الجديدة في إيتاء ثمارها وذلك في انتخابات الكونجرس إذا أستطاع الديمقراطيون في الحصول على أصوات الناخبين المحافظين في الولايات المحافظة وفيما يتعلق بكون الرئيس القادم للولايات المتحدة رجل أسود فإن المسألة مفتوحة. ولكن الواضح أن كون الرئيس القادم أسود أو أبيض رجلا أو امرأة لن يتحقق بدون ذكر الرب".

وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:aseya