دور الخيار النووي في الاستراتيجية الاسرائيلية

 

فادي أبو حسَّان

 

 

"إن الضمان الحقيقي لإسرائيل هو حصولها على السلاح النوويّ, هنا سيقتنع العرب وجيرانهم أنه لا يمكن تدمير إسرائيل"(شمعون بيريز).

"قد يكون لدى العرب النفط, لكننا نملك عود الثقاب"(أرييل شارون).

"لإسرائيل الحق الأساسي في العيش بأمان والدفاع عن نفسها, بالضبط كالحق الذي لدى بريطانيا وأميركا, دون أن يلاحقنا الأعداء (العرب) كما في الستين سنة الأخيرة"(إيهود أولمرت).

"لا...لا أعتقد أن الأسلحة النووية لدى إسرائيل تشكل خطراً على دول المنطقة مثل إيران !!."(روبرت غيتس).

بامتلاكها 300 إلى 500 قنبلة نووية/حرارية ومعدات عسكريّة متطورة, احتلتْ "إسرائيل" مكان بريطانيا كخامس أكبر قوة نووية في العالم, وهي حالياً قد تنافس الصين وفرنسا, بكمية وبتطوير ترسانتها النوويّة. وعلى الرغم من أنها بعيدة عن الوصول لمستوى الترسانة النووية التي تملكها كلٌّ من الولايات المتحدة وروسيا والتي تملك كل واحدة منهما أكثر من 10 آلاف رأس نووي, إلا أن "إسرائيل" تعتبر قوة نووية رئيسية في المنطقة, ويجب أن يتم الاعتراف بهذا علناً فبينما تتصاعد الضغوط الأمريكية والأوروبية على إيران ويتم تهديدها بفرض العقوبات الاقتصادية, بل ويصل الأمر إلى التلويح باستخدام القوة العسكرية بسبب برنامجها النووي الذي أعلنتْ مراراً وتكراراً أنه برنامج سلمي بحت, وتعاونها بهذا الخصوص مع وكالة الطاقة الذرية الدولية(1), يتم التغاضي (التعامي) عن امتلاك "إسرائيل" لترسانة نووية ضخمة معدة لاستهداف الأمن والسلم الإقليميّ والدوليّ في آن واحد والذي يثير الاستغراب فعلاً هو أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تستطع حتى هذه اللحظة إخضاع منشآت "إسرائيل" النووية لنظام الضمانات الشاملة أو التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التي أُنشئت في عام 1968, ودخلتْ حيز التنفيذ عام 1972, فيما مارستْ جميع أشكال الابتزاز على الدول العربيّة والإسلاميّة للتوقيع على التمديد الدائم لهذه المعاهدة, ووصلتْ الأمور إلى ذروتها كما حصل في الاحتلال الأمريكيّ للعراق بذريعة امتلاكه أسلحة نووية على الرغم من أن الوقائع الميدانية أثبتتْ زيف هذه الذريعة!!.

ولادة البرنامج النوويّ "الإسرائيليّ"

بدأ الاهتمام بالأبحاث النووية في "إسرائيل" قبل الانتهاء من الحرب العربيّة "الإسرائيليّة" عام 1948, إذ كان (حاييم وايزمن) ـ رئيس الكيان ـ من كبار علماء الكيمياء العضوية وله صلات وثيقة بكبار علماء الذرة في الغرب, وكان مدركاً لأهمية إيجاد مصدر للطاقة النووية في "إسرائيل" نظراً لانعدام وجود النفط فيها ولحاجتها الماسة لتحلية مياه البحر. فعمل على دفع فرع التخطيط والبحث في وزارة الحرب "الإسرائيليّة" بتاريخ 15 آب/أغسطس من العام 1948 إلى تشكيل وحدة علمية, مهمتها القيام بدراسة مفصلة للمصادر المعدنية الموجودة في صحراء النقب أدتْ إلى اكتشاف اليورانيوم الطبيعي في رواسب الفوسفات بنسبة (0.1-0.01%). ثم أرسل إلى الخارج عدد من المبعوثين لدراسة العلوم الذرية خلال عام 1949, كما أنشأت دائرة للبحث في النظائر بمعهد وايزمن في مستوطنة "رحوبوت" من العام نفسه وفي عام 1952 أسستْ هيئة الطاقة الذرية "الإسرائيليّة" وزودتْ بميزانية مستقلة ومختبرات خاصة ترأّسها البروفيسور (أرنست ديفيد بيرغمان) الذي اكتشف اليورانيوم في فوسفات صحراء النقب.  وفي 1953 أُسِّست دائرة للفيزياء النووية في معهد وايزمن, وكان من بين أعضاء هذه الدائرة البروفيسور (إسرائيل دوستروفسكي) الذي استطاع أن يطوِّر عملية لإنتاج الماء الثقيل اللازم في تشغيل المفاعلات بطريقة كيماوية لا تعتمد على الطاقة الكهربائية كما كان متبعاً في إنتاج الماء الثقيل. ووقعتْ "إسرائيل" اتفاقاً للتعاون مع فرنسا في مجال الأبحاث النووية, اشترت فرنسا بموجبه براءة طريقة دوستروفسكي لإنتاج الماء الثقيل وإعداد خام اليورانيوم المنخفض المرتبة من الفوسفات, ومن الجدير ذكره هنا أن فرنسا كانت هي التي زودتْ "إسرائيل" بمعظم المساعدات النووية, إذ فتحتْ مؤسساتها الذرية للعلماء "الإسرائيليين" وتدريبهم فيها, وساهمتْ في بناء مفاعل "ديمونا" عام 1960, - (من أهم وأخطر الخطوات الفعالة التي خطتها إسرائيل على طريق امتلاك الأسلحة النووية) -, ويقع قرب بئر السبع في صحراء النقب, وهو مفاعل تبلغ طاقته (24 ميغاواط), ويمكنه إنتاج غرام واحد من (البلوتونيوم 239) يومياً لكل مليون واط حراريّ, أي 24 غراماً يومياً, ويبلغ إنتاجه السنوي حوالي 9كلغ, وهو غير خاضع لأي رقابة دولية!!, وعلى الرغم من ادعاءات "إسرائيل" المتعددة  بأن "ديمونا" كان (منشأة منغنيز أو معمل نسيج) إلا أن الإجراءات الأمنية المتشددة جداً حوله توحي بقصة مختلفة تماماً عما يعلن عنه (2) وعلى الرغم من أن فرنسا كانت مسؤولة بشكل أولي ورئيسي في تأسيس  البرنامج النووي "الإسرائيليّ", إلا أن الولايات المتحدة كانت متورطة حتى النخاع في تطوير هذا البرنامج , ففي عام 1955 حصلتْ "إسرائيل" على مفاعل نووي صغير, طاقته (5 ميغاواط) تحت غطاء برنامج " الذرة من أجل السلام"(3). كما حصلتْ على مكتبة علمية ضخمة ضمتْ (6500) تقرير عن البحوث الذرية الأمريكية, و(45) مجلداً عن النظرية الذرية وخلاصات تقارير ومقالات متصلة بها, فضلاً عن تدريب العلماء "الإسرائيليين" بشكل كبير في المعاهد والجامعات الأمريكية. كما أُنشئ مفاعل نووي آخر, في معهد "التخنيون" بحيفا تبلغ طاقته (8 ميغاواط), وكانت قد صممته شركة (جنرال أتوماتيك) الأمريكية. ويساعد هذا المفاعل في أبحاث الفيزياء والكيمياء النووية.

وقد أُنشئ مفاعل أمريكيّ ثالث يعرف بمفاعل "ريشيون لتسيون" عام 1958 تبلغ طاقته (5 ميغاواط), وفي عام 1966 بُدئ في إنشاء مفاعل أمريكيّ رابع يعرف بمفاعل "ناحال سوريك"  في منطقة النبي روبين تبلغ طاقته (200 ميغاواط) ويهدف إلى إنتاج (120 مليون متر مكعب) من الماء العذب يومياً من مياه البحر المتوسط وفي عام 1971 وافقتْ إدارة الرئيس (ريتشارد نيكسون) على بيع المئات من محولات الكريتون (وهو نوع من المحولات ذات السرعة العالية والضرورية لتطوير القنابل الذرية) لإسرائيل, إضافة لذلك وفي عام 1979 زودتْ إدارة الرئيس (جيمي كارتر) إسرائيل بصور عالية الدقة من قمر (11- KH ) التجسُّسي والتي استُخْدِمَتْ بعد سنتين لقصف مفاعل تموز العراقي. وهكذا ومنذ عهد رئاستي نيكسون وكارتر تم تحويل تقنية الولايات المتحدة المتطورة إلى "إسرائيل", الأمر الذي تزايد بشكل دراماتيكي في إدارة الرئيس (رونالد ريغان) و(جورج بوش الأب)  والذي لا يزال مستمراً حتى لحظة قراءة هذه السطور فإسرائيل ما زالت مصممة على الاستمرار في منهجها العدائي من خلال متابعة أبحاثها السرية المشتركة مع واشنطن التي تهدف إلى تطوير أنظمة تسليحية مميزة, مثل نظام (غريفين) الليزرية لتوجيه القنابل وصواريخ (أريحا 3), وتطوير نظام القمر الصناعيّ "الإسرائيلي" (أفق 1- أفق 2- أفق 3) للتجسس والإنذار الاستراتيجيّ المبكر.

وفي المقابل, كان التعاون النوويّ بين "إسرائيل" وكل من نظام الأبارتيد في جنوب إفريقيا وألمانيا الغربيّة يسير على قدم وساق. فقد استطاعتْ "إسرائيل" حل مشكلة الحصول على المواد النووية الخام (اليورانيوم) عبر تطوير علاقات متبادلة مع جنوب إفريقيا حيث تزود "إسرائيل" جنوب إفريقيا بالخبرة والتقنية لصناعة "قنبلة نظام الأبارتيد النووية" بينما تزود جنوب إفريقيا "إسرائيل" باليورانيوم(4). أما ألمانيا الغربيّة فقد نسقتْ مع "إسرائيل" لتحويل (200) طن من الكعكة الصفراء (أوكسيد اليورانيوم) في أواخر الستينيات كما قام المعهد الألمانيّ للأبحاث النوويّة بتطوير مفاعلات نووية حديثة لإسرائيل تستطيع استخراج البلوتونيوم المطلوب لتشغيلها من تلقاء نفسها ويوجد في "إسرائيل" عدد غير قليل من العلماء والخبراء في الكيمياء الحيوية وأبحاث الذرة, بخاصة بعد هجرة عدد كبير من العلماء اليهود وغير اليهود الروس المتخصصين في هذا المجال, حيث استقبلتْ أكثر من (92) ألف عالم من دول الاتحاد السوفيتي السابق. منهم عشرة آلاف عالم متخصص في الأقمار الصناعية والأسلحة النووية. كما عملت "إسرائيل" في مجال جمع المعلومات عن العناصر الأثقل من الهيدروجين مثل: (الليثيوم, والهيليوم), والمعرفة العامة بنظائر الهيدروجين والتيريتيوم من أجل إنتاج القنبلة الهيدروجينية, والسعي لإنتاج البلوتونيوم (239), واليورانيوم (235), والمعرفة الدقيقة لبعض المواد المشعة الناتجة عن انفجار قنبلة انشطارية (نووية) قوة (20) كيلو طن ونواتج انشطار طويلة العمر مثل: ( كربتون 85- تكنسسيوم 99- سيزيوم 134- بروميثيوم 147) وسوى ذلك.      

ترسانة "إسرائيل" من أسلحة الدمار الشامل

تؤكد تقارير أمريكيّة أن "إسرائيل" تحتل المرتبة الخامسة في نادي الدول النوويّة من حيث مخزون البلوتونيوم المستخدم لأغراض عسكريّة في مقابل (90) طناً للولايات المتحدة, و(7) أطنان لفرنسا, و(5) أطنان للصين, وقد أكد هذه المعلومات المحلل العسكريّ "الإسرائيليّ" (أمير عوران) في صحيفة هآرتس حين قال: "إن كمية البلوتونيوم المتوفرة لدى الجيش الإسرائيليّ تسمح له بإنتاج 250 رأساً نووياً" وحسب معلومات الاستخبارات البريطانيّة فإن ترسانة "إسرائيل" النووية, تنتج أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الجرثوميّة والغازات السامة, والأسلحة البيولوجية الفتاكة المحرمة دولياً, وهذه الترسانة تضم أكثر من عشرة مصانع هي:

- مصنع (إلياهو) الكيماويّ وينتج غاز الخردل والسيكلوسارين وغاز الأعصاب.

- مصنع (نارسيس) للكيماويات وينتج غاز السارين وغاز التابون.

- مصنع (عمير) وينتج العديد من المواد السامة وغاز السارين وغاز التابون.

- مصنع (مختشيم) وهو متخصص بإنتاج الغازات القاتلة, وحفظ النويدات المشعة مثل:( سيزيوم 113, زوركينيوم 95, سترونشيوم 90 ).

- مصنع (تاعس) ينتج غاز إلفي أكس, والتابون.

- مصنع (فروتاروم) وهو متخصص بإنتاج أسمدة سامة متنوعة.

- مصنع (ابتكل اينتل) وينتج الحوامض والغازات السامة مثل السيكلوسارين.

- مصنع (التخنيون) وينتج مواد سامة وغازات قاتلة.

- مختبرات معهد (وايزمن) وينتج العديد من المواد الجرثوميّة وبخاصة (الانتراكس/الجمرة الخبيثة) وغاز إلفي أكس وغيرها.

- مصنع (آغا) للكيماويات. 

كما تمتلك "إسرائيل" أكثر من (300) قنبلة نوويّة مصغرة متطورة استناداً إلى الوثائق السرية التي كشف النقاب عنها الخبير النوويّ "الإسرائيليّ" (موردخاي فعنونو) عام 1986. والتي أكدها الكاتب "الإسرائيلي" المتخصص (سيمور هيرش) في مؤلفه (خيار شمشون) الصادر عام 1991 حيث قال: "إن مفاعل ديمونا ينتج كميات يورانيوم تكفي لصناعة ما يتراوح بين 10 إلى 12 قنبلة نووية في السنة), كما تتضمن الترسانة "الإسرائيليّة" أسلحة تكتيكية (قنابل إشعاع نيترونية اندماجية وقنابل انشطارية ورؤوساً هيدروجينية), وصواريخ باليستية وقذائف مدفعية بمدى (45) ميلاً. وأفادتْ شبكة التلفزيون الأمريكية (NBC) أن "إسرائيل" تخزِّن حوالي (100) من الصواريخ ذات الرؤوس النووية بمواقع محصنة في جبال الجليل وفي جبال الضفة الغربية المحتلة يبلغ مرماها (1000) كم. كما طورتْ "إسرائيل" وسائل إطلاق أسلحة تستخدم (الآيروسول) البيولوجيّ لتلويث الأرض والهواء بواسطة الصواريخ والبالونات الحرارية. 

دور الخيار النوويّ في الإستراتيجية "الإسرائيليّة"

من المسلَّم به أن الخيار النوويّ "الإسرائيليّ" لم يأت من العدم. بل هو خيار نابع من الروح العدوانيّة التوسعية تجاه المنطقة العربيّة والحزام المحيط بها حيث أن الدولة النوويّة تحقِّق موقفاً أقوى في مواجهة الدول غير النوويّة. وتستند إستراتيجية الردع النوويّ "الإسرائيليّ" على أربعة مبادئ رئيسية هي:

- شن حرب وقائية لتدمير الأسلحة النوويّة للجانب المعادي.

- اعتراض أسلحة العدو النوويّة وهي في طريقها إلى أهدافها.

- اتخاذ التدابير الوقائية لتقليل الآثار الضارة الناجمة عن استخدام العدو لأسلحته النوويّة.

- التهديد بالانتقام بالردع النوويّ.

وعلى الرغم من كل الشواهد التي تؤيد أن "إسرائيل" دولة نوويّة, فإنها ما زالت تلجأ إلى ترداد الشعار الذي شكَّل أساس إستراتيجية الغموض النوويّ والتي تقول إنّ "إسرائيل لن تكون البادئة في إدخال السلاح النوويّ إلى المنطقة". مع تهديد الدول العربيّة والإسلاميّة (إيران, باكستان) في الوقت نفسه بأن لديها القدرة على الردع النوويّ إذا ما دعتْ الضرورة إلى ذلك, وهي ضرورة إستراتيجية قد تظهر (اليوم) في رأي رئيس الحكومة "الإسرائيليّة" (أيهود أولمرت) لدفع إيران إلى التنازل عن مشروعها النوويّ وردع أية طموحات نوويّة عربيّة. وقد انتقلتْ السياسة "الإسرائيليّة", منذ عقود من إستراتيجية الغموض النوويّ, بمضمونها السلبي, إلى إستراتيجية منع الآخرين من امتلاك أي مشروع نوويّ, والتي تمثلتْ بتدمير المفاعل النووي العراقيّ (أوزيراك) عام 1981.

فقد أعلن رئيس الحكومة "الإسرائيليّة" الأسبق (مناحيم بيغن) في إطار إستراتيجية "أمن المائة عام"(5) أن: "إسرائيل ستقضي بشتى السبل والوسائل على أية محاولة عربيّة أو إسلاميّة في الاتجاه النوويّ". ومثال آخر على هذه الإستراتيجية نجده في كلمات (عموس روبين) المستشار الاقتصاديّ لرئيس الحكومة "الإسرائيليّة" السابق (إسحاق شامير) حين قال عام 1987: "إسرائيل ستحضر نفسها لحرب نوويّة لو دعتْ الحاجة ضد أي تغير طارئ لا يناسبها في بعض دول الشرق الأوسط" وحسب (شمعون بيريز) فإن "إصرار إسرائيل على الاستخدام الحر لأسلحتها النوويّة يمكن النظر إليه على أنه الأساس الذي تقوم عليه الإستراتيجية الإسرائيليّة.. فحجم ومدى تطور ترسانة إسرائيل النووية يسمح بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.." وكما قال (عيزرا وايزمن) إن "المسألة النووية ما هي إلا زخم وقوة اندفاع للفوز والنصر والحرب التالية لن تكون تقليدية".

يتضح مما سبق أن ما تملكه "إسرائيل" من أسلحة نووية فتاكة وأسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً يجعلها تؤكد بأنها تمتلك القوة الرادعة للدول العربيّة والإسلاميّة على حد سواء, ويسمح لها بتحقيق حلمها التاريخيّ التوراتي التلموديّ الاستيطانيّ التوسعي, بخاصة أن الولايات المتحدة التي تكيل بمكيالين ما زالت مستمرة بالتغطية على "إسرائيل" يساعدها بذلك الصمت الأوروبيّ والتقاعس العربيّ !!!...

....................................

هوامش ومصادر:

1- وذلك كما أعلن في مؤتمر صحفي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية السيد محمد البرادعي مما جعله عرضة لانتقادات حادة من قبل نائب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" شاؤول موفاز الذي طالب بإقالته بتهمة التغاضي عن طموحات إيران العسكريّة حسب زعمه وادعائه, في الوقت الذي سلمت فيه إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثيقة تتضمن معلومات فنية حول قطع تسمح بصنع أسلحة نووية.  

2- في عام 1967 أسقطتْ القوات الإسرائيلية إحدى طائرات الميراج العسكرية التابعة لها, لأن هذه الأخيرة اقتربتْ بشكل كبير من مفاعل ديمونا, وفي عام 1973 أسقطت طائرة مدنية ليبية خرجت عن خطها الجوي, مقتربة من مفاعل ديمونا مما أدى لمقتل 104 أشخاص.

3- وهو برنامج كان الرئيس الأمريكيّ (دويت أيزنهاور) قد أعلنه في 8/12/1953, في كلمته أمام الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

4- لقد واجهتْ "إسرائيل" بامتلاكها تقنية نووية متطورة مشكلة أساسية, وهي كيفية توفير المادة الأولية لهذا العمل "اليورانيوم". فمصدر "إسرائيل" من اليورانيوم هو رواسب الفوسفات في صحراء النقب, ولكن كميتها لا تكفي لبرنامج يتوسع بسرعة هائلة. وكان العلاج   قصير المدى أو المباشر لهذه المشكلة يتم عبر عمليات سرية لسرقة شحنات اليورانيوم من إيطاليا وبريطانيا وفرنسا. وهناك رواية تقول بأن شركة أمريكيّة تدعى ( ترايسر لاب) قد زودتْ "إسرائيل" بمئات الباوندات من اليورانيوم المخصّب, وأنظمة تحكم لمفاعل (ديمونا) عبر شركة بلجيكية  تابعة لها, ظاهرياً, بعلم وموافقة وكالة الأمن القومي (NSA) ووكالة الاستخبارات المركزية  (CIA) .         

5- تلك الإستراتجية  التي لا تعترف بالحدود السياسية, ولا بالقوانين الدولية التي تعترض أمن "إسرائيل المطلق.

- فؤاد جابر, الأسلحة النوويّة وإستراتيجية "إسرائيل", مركز الدراسات الفلسطينية, بيروت, 1971.

- محمود عزمي, الخيار النوويّ "الإسرائيليّ" ..ضرورة إستراتيجية, مجلة شؤون فلسطينيّة, العدد 43, مركز الأبحاث, م ت ف, بيروت, آذار/مارس 1975.

- سلمان رشيد سلمان, السلاح النوويّ والصراع العربيّ "الإسرائيليّ", دار أبن خلدون, بيروت, 1978.

- ملحق صحيفة البعث السورية في 13/10/2003.

- صحيفة الثورة السوريّة في 29/7/2004.  

- حبيب قهوجي, إستراتيجية الصهيونيّة و"إسرائيل" تجاه المنطقة العربيّة والحزام المحيط بها, مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينيّة, دمشق, 1982.

- حلمي موسى, نصوص من الصحافة "الإسرائيليّة", صحيفة السفير اللبنانيّة في 18/12/2006.

- صحيفة السفير اللبنانيّة في 10/12/2007.

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر: awihda