الحرمان من
النوم.. نتيجة لارتداد أحماض المعدة نحو المريء
السعال المزمن
وألم الصدر الشديد قد ينجمان أيضا عن «نزهة الأحماض»
اسباب الحرمان من
النوم متعددة قد يكون ارتداد احماض المعدة الى المريء احدها
ضمن فعاليات المؤتمر السنوي للكلية
الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي، والذي عقد في فيلادلفيا خلال الأسبوع
الثالث من شهر أكتوبر الماضي، عرض الباحثون من الولايات ثلاث دراسات
تتعلق بتأثيرات اضطرابات أجزاء من الجهاز الهضمي، مثل القولون العصبي،
والإمساك المزمن، والشعور بالامتلاء والتخمة، وارتداد أحماض المعدة إلى
المريء GERD -
gastroesophageal reflux، على ظهور امراض
او حالات صحية اخرى.
* ارتداد احماض المعدة وأكد الباحثون
من كارولينا الجنوبية على أن الكثير من الناس لا يُدركون أن أعراضاً
مثل السعال وألم الصدر قد يكون سببها هو ارتداد أحماض المعدة إلى
المريء، وليس أي شيء آخر في القلب أو الرئة. وقال آخرون إن الأعراض غير
المشهورة لارتداد أحماض المعدة إلى المريء، مثل السعال، تتسبب في
اضطرابات بنوم المُعانين من مشكلة المعدة والمريء تلك. في حين قال
الباحثون من كلية مايو كلينك للطب إن الحضور الفعلي للعاملين في
وظائفهم يقل جراء شكواهم من أحد أنواع هذه الاضطرابات للجهاز الهضمي.
وتظل مشكلة ارتداد أحماض المعدة وتعديها بالوصول إلى المريء أحد
الأمراض الوظيفية للأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي، التي تتسبب بظهور
أعراض متنوعة قلما يلتفت الكثيرون إليها. والحقيقة أن أعراضاً مثل
السعال المزمن أو نوبات الربو أو ألم الصدر أو حتى تسويس الأسنان، خاصة
لدى الأطفال، بدأ الحديث بشكل جاد علمياً عن أنها قد تكون ناتجة عن
مشاكل أحماض المعدة الواصلة إلى المريء، وليس بالضرورة نتيجة أمراض
حساسية في الرئة أو أمراض شرايين القلب أو غيرها.
* اضطرابات النوم وأحماض المعدة
واشار الباحثون في المؤتمر المذكور، الى أن أعراضاً غير مشهورة لارتداد
أحماض المعدة إلى المريء قد تتسبب بالسعال والغصة وصفير الصدر والشخير
وألم الحلق وألم الصدر، ما قد يضطرب بسببه نوم المُصاب. في إشارة منهم
إلى أن هذه الأعراض ليست مشهورة وغير معروفة بين الناس أنها مثالية في
الدلالة على وجود الحالة المرضية، ولا يظن الكثيرون بالتالي أن لها
علاقة بالمعدة وأحماضها، مثل شهرة أو مثالية دلالة وجود ألم حرقة
الفؤاد heartburn في أعلى البطن أو الشعور
بالحموضة في الحلق عند التجشؤ acid regurgitation.
وفي مراجعة مقارنة شملت أكثر من 700
مُصاب بحالة ارتداد حمض المعدة للمريء، تبين أن اضطرابات النوم طالت
حوالي 42% منهم، مقارنة بحوالي 19% ممن لا يشكون من تلك الحالة في
المريء. ومن بين مرضى ارتداد أحماض المعدة، ذكر حوالي 75% من الذين
يشكون من اضطرابات في النوم أنهم عانوا من أحد الأعراض غير المشهورة
لتلك الحالة.
وبالإضافة إلى هذه النتيجة المهمة،
التي ربطت بين اضطرابات النوم والمعاناة من ارتداد أحماض المعدة، لاحظ
الباحثون أمرين آخرين. الأول هو أن نسبة اضطرابات النوم بلغت 50% بين
الذين يُعانون من ارتداد الأحماض بالليل، في حين أن النسبة بلغت 36%
بين من يحصل ارتداد الأحماض لديهم بالنهار. وهو ما يعني أن التأثيرات
الآنية بالليل لارتداد الأحماض والأعراض الناجمة عنها تتسبب باضطرابات
أكبر في النوم. والثاني أن منْ يُعانون من الأعراض غير المشهورة أكبر
عُرضة للإصابة باضطرابات النوم، مقارنة بمن يُعانون فقط من الأعراض
المشهورة.
* ألم الصدر كما عرض الباحثون ومن
مستشفى النساء في بوسطن، أن كلا من ألم الصدر الشديد والسعال المزمن
هما من الأعراض غير المشهورة، لكن المهمة، لارتداد أحماض المعدة
للمريء. ولذا فإن كثيراً ممن يُعاني من أحدهما قد يُدرك أن المشكلة
لديه هي في قدرة المعدة على حبس أحماضها ومنعها من التسرب والارتداد
إلى المريء. ومعلوم أن أنسجة بطانة المعدة لديها من الخصائص الطبيعية
الواقية التي تحميها من التأثر السلبي عادة لملامسة الأحماض، لكن أنسجة
بطانة المريء تفتقر إلى آليات الوقاية تلك لحمايتها من التأثيرات
الحارقة والمتلفة للأحماض حال ملامستها.
وشملت دراسة الباحثين من بوسطن نتائج
قياس درجة الحموضة في المريء، للمرضى الذين كانوا يشكون من ألم شديد في
الصدر حال مراجعتهم لمراكز الإسعاف التابعة لواحد وثلاثين مستشفى.
وتبين أن من بينهم حوالي 60% لديهم ارتداد غير طبيعي للأحماض من المعدة
وصولاً إلى المريء. وأن نسبة النساء كانت أعلى فيمن ثبت أن ألم الصدر
لا علاقة له لديهم بالقلب، بل هو ناجم عن أحماض المعدة حينما توجد بشكل
غير طبيعي في المريء.
كما تبين للباحثين أيضاً أن ارتداد
الأحماض إلى المريء يحصل أكثر لدى الرجال حال الوقوف وفي النهار، بينما
يحصل لدى النساء حال استلقائهن على ظهورهن ونومهن وأيضاً حال وقوفهن
ويقظتهن. وقالت الدكتورة جوليا ليو، الباحثة الرئيسة في الدراسة،
غالباً ما يُغفل النظر إلى دور ارتداد الأحماض acid reflux كسبب محتمل،
بشكل جدي، في تشخيص ومعالجة الشكوى المهمة من ألم في الصدر. ومع ذلك من
المهم أن لا يفترض المرضى الشاكين من ألم في الصدر أن أعراضهم بسبب
ارتداد أحماض المعدة إلى المريء، بل عليهم أن يعرضوا الأمر على الأطباء
لاستثناء أن يكون السبب مرض في شرايين القلب.
* السعال المزمن وحاول الباحثون من
كلية مايو كلينك للطب، في الدراسة الثالثة متابعة حال المرضى الشاكين
من السعال المزمن نتيجة وصول أحماض المعدة إلى المريء، والذين بناءً
عليه يتناولون أدوية خفض إفراز المعدة للأحماض من فئة مثبطات مضخات
البروتينات proton pump inhibitor لمدة ثلاث
سنوات. وهي دراسة قُصد منها بالأصل تقييم أفضل طريقة لقياس ارتداد
محتويات المعدة إلى المريء. والمعلوم أن ثمة طريقة غير عالية التكلفة
المادية تقيس مقدار الحمض المتواجد في المريء، وطريقة باهظة الثمن
الكلفة المادية تقيس وجود أي شيء من محتويات المعدة في المريء، أي حتى
غير الحمض.
وتوصل الباحثون إلى أن الطريقة
التقليدية أفضل لمتابعة حالات السعال المزمن تلك وأقل كلفة، وأكثر جدوى
بالتالي في متابعة تأثيرات الاستجابة للعلاج الدوائي في خفض درجة حموضة
المعدة وتقليل الشكوى من السعال.
وكل
ذلك بحسب المصدر المذكور نصا و دون تعليق.
المصدر:الشرق الأوسط اللندنية-3-11-2007
|