الحرب: اسبابها.. انواعها.. آثارها
الحرب:
كما تعرفها الموسوعة الحرة (ويكيبديا) هي صراع يتضمن استخداماً منظماً
للاسلحة والقوة البدنية، من قبل الدول او المجموعات الكبرى الاخرى،
وتحتل الفرق المتحاربة الاراضي، غالبا التي يمكن ان تربحها في الحرب او
تخسرها ولكل حرب قيادتها (شخص او منظمة)
يمكن ان تستسلم او تنهار بانهيار قواته وتكون نهاية للحرب..والحرب
سلسلة من الحملات العسكرية التي تشن بين جانبين متضادين، تتضمن نزاعا
حول السيادة والاراضي والمصادر الطبيعية او الدين او الايدلوجيات.
اسباب الحروب:
تخوض الدول او الامم الحروب لاسباب عديدة اهمها:
1- لا تمتلك او تجد سبيلا اخر لحل الخلافات..
2- عندما تواجه او تستهدف تهديدا مباشرا بالعدوان.
3- عندما ترغب في الاستحواذ او استعادة ارض او ثروة او مصادر اخرى او
تكنولوجيا، بغض النظر عن الادعاءات او المبررات.
4- الحاجة الملحة للمقومات الاساسية للبقاء (غذاء، مياه، ملجأ)..
5- اجزاء من البلد قد تختار القتال من اجل استقلالها عن البلد.
6- الكراهية المتجذرة بين بعض الامم.. والتي تستغل في ظروف معينة من
قبل بعض القادة والانظمة.
7- استغلال الدين لتحقيق اغراض سياسية فتندلع الحروب بين الامم..
8- قد تشعل الخلافات الايديولوجية الحرب في الغالب..
9- وهناك حروب الاستقلال والتحرير الشعبية التي تخوضها بعض الشعوب لطرد
المحتلين او اسقاط الانظمة الاستبدادية.
اشكال الحروب:
هناك اشكال وانواع للحرب لاحصر لها وابرزها:
1- الحرب القذرة: وهي ابشع انواع الحروب، تشكل مجازر ضد المدنيين العزل
كما في الحرب الكورية 1950، الحرب الفرنسية ضد الجزائر 1954- 1961
الحرب بين الهوتو والتوتسي في رواندا، واستخدام اسلحة محرمة دوليا كما
في حرب الانفال ضد الكرد العراقيين عام 1988.
2- الحرب العادلة: اختلف الفلاسفة والمفكرون في تحديد مفهوم الحرب
العادلة واستغل هذا المصطلح من قبل بعض القادة (السياسيين والعسكريين)
بالادعاء ان حروبهم هي (حروب عادلة) برغم انها في كل المقاييس غير
عادلة، كما حاول المفكرون تبرير مثل هذه الحروب:
فميكافيللي يؤكد ان كل حرب عادلة منذ ان تصبح ضرورية، ومنه تحولت فكرة
(العدالة) من الجانب الاخلاقي القيمي، الى الجانب النفعي، وبذلك يمكن
ان تكون الحرب وسيلة لاهداف غير عادل في ممارستها او ممارسة الجنود..
اما” كانت “ فقد ادان الحرب، ولم ينظر لكونها عادلة او غير ذلك وقدم
كتابه (مشروع سلام دائم) الذي كان المرجع في وضع بنود عصبة الامم.. ومع
ذلك قال: (ان السلام الدائم محال، لكننا نستطيع ان نحقق هذا الهدف على
وجه التقريب)..
3- الحرب الاستباقية: وتعني نقل المعركة الى ارض الطرف الاخر (العدو)
وتشويش خططه ومواجهة اسوأ التهديدات المحتملة.. ان التنافس الحاد ما
بين الخلاف حول (مشروعية) الحرب الاستباقية كأداة ردع تتجاوز الانجاز
الحضاري لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، الذي يحاول قدر الامكان
الحد من النزاعات ثم محاولة ربطها بخلق عالم اكثر أمنا، او بتحقيق
الديمقراطية والسلام..
ويبدو ان الطروحات الجديدة تشير الى ان الحروب الاستباقية ليست عملية
عسكرية فقط بل مدعومةبفكر نظري للتدخل الديمقراطي ثم التأسيس له في
المراحل المبكرة لما بعد مرحلة الحرب الباردة، وذلك عبر منظرين من
امثال (ناتان شارنسكي) و(ريتشارد هاس)..
وهناك الحروب الاغتصابية، والمحدودة، والشاملة، والدفاعية، والباردة،
والاهلية، والنفسية، والتحررية، والاقتصادية، والنووية، والكيمياوية،
والجرثومية،والنجوم والطائفية، والخاطفة، والرخيصة، وبالنيابة،
والوقائية، والحرب على الارهاب، وحرب المياه، وغيرها..
اخلاقيات
الحرب:
شكلت الحروب وبالاخص الحربين العالميتين (الاولى والثانية) اكبر
كارثتين للانسانية وكان لضرب هيروشيما ونكازاكي والنزعة العسكرية
اليابانية والفاشسية والنازية الى القضاء على اكثر من 55 مليون نسمة
وتدمير كامل للبنى التحتية لاغلب دول العالم المتقدم.
وعلى الرغم مما قدمه الفكر الانساني لاقامة نظام عقلاني، وعلمي تقني
غايته السيطرة والتحكم والتنبؤ، لكن تبين ان الفكر العلمي التقني عاجز
منذ انطلاقه عن بناء قيم عالمية وحقوق انسانية ومقاييس اخلاقية قادرة
على تجاوز ازمة الانسان المعاصر.. برغم ما ابتدعه الفلاسفة من نظريات
تعمل على تصحيح مسار النظام العلمي التقني تمخضت عن ثلاث نظريات هي:
1- نظرية المسؤولية:
اكد واضعها الفيلسوف الالماني (هانس يوناس) على المسؤولية الاخلاقية من
اجل الحضارة التكنولوجية،قال فيها ان الاختراعات التقنية المتكاثرة
احدثت تقلبات في الحياة والمجتمع جعلت مهمة التنبؤ بمصير الانسان امرا
عسيرا ومستحيلا، ودعا الى اقامة ميثاق بين الانسان والطبيعة يعمل على
الحفاظ على الحياة من اجل المستقبل، وهذا ليس اذعانا اعمى للتقدم، ولكن
ادراكا لتأثيرات التقدم على الحياة..
2- نظرية التواصل:
دعا (يورغان هابرماس) في كتابه (الاخلاق والتواصل) الى ضرورة تأسيس
(الاخلاقيات الكبرى) التي تشترك في وضعها جميع الامم على اختلاف
ثقافتها وعاداتها عن طريق التواصل المشترك وقد عمل (ماس) على تأسيس
اخلاقيات التواصل معتمدا على المقتضيات التداولية وحاجة الامم.
3- نظرية الضعف:
وضع اصول هذه النظرية الفرنسيان (جاك ايلول)، الذي يرى بان التقنيات
ناتجة عن تصرفات تعمل عن طريق الوسائل الى اظهار مزيد من القوة فوق
القوة بحيث تجلب معها مزيدا من الضرر بعد الضر،
لذلك يجب دفع مساوئها بالدعوة الى اخلاقيات الزهد، وبألا نشارك
في انجاز اية تقنية، الا بعد التأكد من آثارها البعيدة والقريبة، وبان
نترك العمل بالقواعد التقنية التي تجلب للانسان الاستلاب والهلاك، اما
(جانيكو) فقد بين الاضرار التي تجلبها التقنية بدلا من النفع، عن طريق
الانقلاب، فما ان تبلغ قوة الانسان ذروتها حتى تنقلب الى ضدها ونقيضها.
لقد بات واضحا بان الحضارة المعاصرة،على الرغم من التقدم العلمي
والتقني الهائل، لم تحقق المقاصد والغايات الضامنة للانسان الكرامة
والسعادة، كما وصفها (الان تورين) وذلك بسبب النزعة العقلانية المادية
المجردة، التي عملت على تشيئ الانسان وقتله، بحيث اضحت الحضارة ينطبق
عليها وصف حضارة ناقصة عقلا وظالمة قولا ومتأزمة معرفة ومتسلطة تقنية
وبهذا تنطبق مقولة ابن خلدون في مقدمته (اذا فسد الانسان في
قدرته على اخلاقه ودينه، فقد فسدت انسانيته وصار مسخا على الحقيقة) اذن
لا انسان بغير اخلاق ولا اخلاق بغير ايمان بالمثل العليا..
نتائج الحرب:
تعتمد العواقب السياسية والاقتصادية للحرب على " الوقائع على الارض"
ويتفق الباحثون على ان الصراعات تؤدي الى ظهور المأزق، فانها قد
توقف العدوان مما يؤدي الى تجنب المزيد من الخسائر في الارواح
والممتلكات. فهي قد تؤدي الى اقرار الحدود الاقليمية واعادة رسم الحدود
عند خطوط السيطرة العسكرية او التفاوض من اجل الاحتفاظ او استبدال
المناطق المحتلة.
وتقود المفاوضات عند نهاية الحرب الى معاهدات.
قد يكون للطرف المقاتل الذي يستسلم قدرة تفاوضية قليلة حيث يفرض الجانب
المنتصر نوع التسوية وأملاءه معظم فقرات المعاهدة.
آثار
الحرب:
1- الموت والجرحى والدمار في الممتلكات.
2- الاضرار البيئية والاضرار بالبنى التحتية.
3- المجاعات.
4- الامراض.
5-التأخر العلمي.
6- التأثيرات النفسية السلبية على الافراد.
7- استنزاف الموارد (الاقتصادية والاولية والبشرية).
8- تشريد اللاجئين في البلدان المستسلمة بسبب الصراع.
منع الحرب وبدائلها:
1- السـلام.
2- انعـدام العنـف.
3- المقاومة غير العنيفة.
4- الحياد.
5- الدبلوماسية.
6- التسويات التفاوضية.
7- العقوبات الدولية.
8- سياسة الاحتواء.
9- الحوار.
10- التفهم وحساب التكاليف والمخاطر المترتبة على الانخراط في الصراع.
و كل ذلك بحسب
المصدر المذكور نصا و دون تعليق.
المصدر
:جريدة
الصباح
|