لتطـويـر مؤسـسـتك لابـد من تـقـويـمها : المراقبة والتخـطيط توأمان

 

 

المـهـندس فـؤاد الصـادق

 

 

 

كثيراً ما تتفاوت آراؤنا وتختلف وجهات نظرنا حول مستوى أداء أونجاح مؤسسة واحدة أومؤتمر واحد أوصحيفة واحدة أوقناة فضائية واحدة أوبرنامج عمل واحد أوموظف واحد ... الـخ :

 فهل يدل ذلك بالضرورة على عدم التقدير لجهود الأخرين ، أوعلى قلة الاحترام بيننا، أوعلى مناورة بعضنا بعضاً، أو يدل على وعلى ...الـخ ؟

ذلك التفاوت في الآراء والإختلاف في وجهات النظر يمكن أن يعزى الى تصور كل منا رسالة ورؤوية متباينة تختلف عن الرسالة والرؤوية المعتمدة لتلك المؤسسة التي نختلف في تقييمها ، كما يمكن أن يكون سببه الإختلاف في التقويم ومعاييرالأداء الجيد ومقاييس النجاح .

نعم التباين المذكور كثيراً ما يشير الى إختلاف في التقويم، وهو نقص تجب معالجته بصورة فاعلة وموضوعية لأنه بدون ذلك نبقى عرضة للاهواء والعواطف تحركنا كما تشاء ، وتزداد الإختلافات ، وتضيع التغذية الاسترجاعية ، ويغيب التصحيح فضلا عن التطوير ، فتتراجع المؤسسات لغياب القييم الموضوعي المنـتظم ، وتنهار الخطط بلغت ما بلغت من الإتقان والعملانية والعلمية لأن التقويم يشكل جزءاً أساسياً من عملية أكبر تعرف بالمراقبة التي تمثل توأم عملية التخطيط . ففي الوقت الذي يحدد فيه التخطيط إلتزامات العمل لخدمة الانجازات المستقبلية، تضمن الرقابة تحقيق التنفيذ الفعال للخطط . البعض حين يصطدم بالإخفاقات في المؤسسة التي يمتلكها اويديرها يلجأ الى زيادة الجهد المبذول والعمل لساعات طويلة وزيادة عدد العاملين في المؤسسة أوالى زيادة رأس مال المؤسسة أوالى وضع خطة محكمة أوالى زيادة الدورات التدريبية أو الى الإستنجاد المكثف والمتكرر بإستشارة الخبراء والمختصين من خارج المؤسسة ودون جدوى !!

لـماذا يبقى كل ذلك دون جدوى اومحدود الجدوى ؟

فبالنسبة لإستشارة الخبراء والمختصين مثلا :

الإحصاءات العالمية تقول أن المؤسسات في العالم تصرف بلايين الدولارات سنويا على إستشارة الخبراء والمختصين ، وملفات المؤسسات في البلدان النامية والبلدان المتطورة على حد سواء توصف بمناجم الذهب لكثرة ونوعية التقاريرالاستشارية المهنية المكتوبة ، تلك التقارير التي تشخص الصعوبات للمؤسسة المستشيرة بشكل دقيق ومضبوط وتقدم توصيات ذهبية محددة من أجل التغيير لكن التحسين والتطويرالمرجو لنسبة عالية من مثل هذه الجهود في المؤسسات قليل أومعدوم ، وذلك أيضاً بحسب العديد من الدراسات العالمية لتطوير المؤسسات !!

لـمـاذا ؟

لأنه يجب على المؤسسة أن تجعل تلك التوصيات المحددة في مكانها من الخطة التنفيذية للمؤسسة ، ومن ثم في البرنامج السنوي للمؤسسة لتدخل حيز التطبيق ، وتقوم هي أيضاً بإخضاع البرنامج الجديد للتقييم والتقويم المستمر والتعديل والتصحيح والتفعيل الأكثر للإيجابيات ، ولما كان المستشار أوالخبيرغالباً مهملاً  لمهمته الأصلية المتمثلة في تسهيل الأعمال الضرورية المرتبطة بخبرته مع التركيز على تطويرمقدرة المؤسسة المستشيرة على تحليل وحل مشاكلها التطبيق والتقويم بنفسها فذلك يقود الى فشل المؤسسة في تقويم برنامج العمل الجديد أثناء التنفيذ وإنهيار عملية التحسين اوالتطوير للمؤسسة ، طبعاً هذا إذا كان هناك في المؤسسة نظام وبرنامج ملزم  للتقويم بصورة منتظمة ( فصلية مثلاً ) وللبرامج المتعثرة والمخفقة والناجحة على حد سواء بدلاً من الاكتفاء بتقويم عادي واحد فقط في السنة .

نعم كل شيء في أي مؤسسة يجب أن يخضع للتقويم فبرامج المؤسسة بحاجة الى تقويم دوري منتظم ، والعاملين في المؤسسة بحاجة الى تقويم دوري منتظم أيضاً، وكذلك هوحال النشاطات التدريبية في أي مؤسسة .

كما يجب أن يتم التقويم بصورة منتظمة بدلاً من الاكتفاء بتقويم روتيني واحد فقط في السنة، مما سيعين على الاستفادة من التقويم أثناء إجراء الخطة التنفيذية . ولا ينبغي تقويم البرامج المتعثرة أو المخفقة فقط، بل يجب تقويم البرامج الناجحة أيضاً، للتعرف على عوامل النجاح وزيادة فعاليتها في العمل  :

 فماهي أسـس التـقـويـم وأنـواعـه وأليـاتـه ؟

للتفصيل راجع الدراسة التطبيقية القيمة المنشورة في الموقـع بعنوان :

لتطـويـر مؤسـسـتك : المراقبة والتخـطيط توأمان