مستقبل الإصلاح...الولايات المتحدة بين الدفاع والهجوم

 

 

الدراسة اعدتها مؤسسة (راند) وتتألف من مجموعة من التقارير كتبها مختصون تتناول التوجهات الامنية الاخذة في البروز والتي سوف تشكل منطقة الخليج على مدى السنين القادمة .

وهي تبحث في المواضيع التي ستؤثر في:

الأمن الإقليمي، وهذا يشمل التوقعات المستقبلية في مجالات الإصلاح الاقتصادي والسياسي ، العلاقات المدنية - السياسية، تبدل الأنظمة، امن الطاقة ، انتشار تقنيات المعلومات الجديدة ، انتشار أسلحة الدمار الشامل .

كما تستعرض الدراسة التحديات المحتملة لمصالح الولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي خلال العقد القادم مع التركيز بشكل أساسي :

على القوة العسكرية التقليدية لدى كل من إيران والعراق ، إمكانيات الدمار مستقبلا ، نقاط الضعف الاجتماعي والاقتصادي في بلدان المنطقة .

سياسات روسيا والصين إذا ما تحولت روسيا والصين إلى مواقف أكثر عداء تجاه الولايات المتحدة خلال العقد القادم ، وإذا ما تعاظمت تطلعات مصالحهما في الشرق الأوسط حتى بلغت حدوداً تتجاوز مستوياتها المحدودة الحالية ، فإن ذلك سوف يؤثر على التوازن الأمني في المنطقة .

 مما جاء في هذه الدراسة :

على الرغم من أن الشرق الأوسط سيبقى منطقة مضطربة ، إلا أن طبيعة الخطر نفسها قد تغيرت بشكل كبير جداً .

ومع أن المخاوف المألوفة ، مثل التخوف من هجوم عسكري تقليدي تقوم به دولة عدوانية ، تبقى أموراً واردة ، إلا أنها من حيث الأهمية ستكون أهون بكثير من التحديات الجديدة ، مثل أسلحة الدمار الشامل والإرهاب .

وعلى سياسة الولايات المتحدة أن تأخذ في حسبانها أيضاً أن الافتقار إلى المؤسسات الديمقراطية ، بالإضافة إلى طبيعة العديد من أنظمة الحكم التي ترتكز على أفراد ، قد يسفر عن حدوث تغيرات مفاجئة ومعقدة في سياسات المنطقة .

والتغيير لم يبق مقتصراً على المنطقة فحسب ، بل شمل الدور الأمريكي كذلك . فالولايات المتحدة قد تكون أشد نفوذاً اليوم في الشرق الأوسط منها في أي وقت مضى من تاريخها .

لأن تداخل الولايات المتحدة في عراق ما بعد الحرب ، وفي الصراع الذي يدور ضد الإرهاب ، يتطلب علاقات تعاون أوثق مع العديد من بلدان المنطقة .

ولكن على الرغم من ذلك يبقى من المرجح أن يتواصل التهديد على الولايات المتحدة طالما بقيت تعتبر المسؤولة عن دوام الوضع الإقليمي على حاله .

ومن هنا فإن جهود إعادة إعمار العراق ، والتوسط في النزاع العربي الإسرائيلي ، تكتسب أهمية خاصة .

وبسبب هذا الجو المتلبد ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون مرنة متوثبة في سياساتها .

فقد آن الأوان لكي تتنحى سنين الاعتماد الكامل على القوة العسكرية في تحقيق المصالح لتفسح المجال لمدى أرحب من الوسائل المتنوعة التي تتراوح من إعادة هيكلة الاقتصاد إلى التدريب على مكافحة الإرهاب وتشجيع حكم القانون .

وما لم تتبع الولايات المتحدة خطاً للسياسة متعدد الأبعاد ، حسن التنسيق ، فإنها ستحكم على دورها بأن يبقى مقصوراً بحدود الرد على الأزمات بدلاً من مبادرتها ومنع وقوعها ، أو إدارتها وتوجيهها إن هي وقعت.   

المصدر : صحيفة الصباح العراقية 23-5-2005تحت عنوان : استنتاجات - اعداد مؤسسة راند