دعوة غربيّة إلى الغرب لتفهم التيار الإسلامي فهلْ ستؤول إلى تفاهم؟
حول مستقبل التيار الإسلامي، وتعاطي الغرب بوجه عام والولايات المتحدة بشكل خاص مع هذا التيار وردت دراسة للإنترناشنال كرايسرْ كروب بعنوان: (تفهم التيار الإسلامي) تتضمن إشارات جديرة بالإطلاع والتوقف عند بعض أهم ما جاءَ فيها بإختصار: تفاعلاً مع الأحداث المثيرة والعنيفة التي جرت في 11 أيلول 2001 فقد أتجه العديد مِن المراقبين وصناع السياسية الغربيين إلى تجميع كافة أنواع الإتجاهات الإسلامية معاً دون تمييز وتصنيفها كمتطرّفة ومعاملتها كعدائية. إن هذه الطريقة تنطوي على مفهوم خاطيء، فهناك تيارات إسلامية مختلفة جداً، حيث أن القليل منهم يتسم بالعنف، وأن أقلية ضئيلة تبرّر الإستجابة التي تنطوي على مواجهة متحدّية. إن الغرب في حاجة إلى إستراتيجية حسنة التمييز بحيث تأخذ في الإعتبار تنوّع التطلعات داخل التيار الإسلامي، وعلى الخصوص بالنسبة للتطورات داخل الإسلامية السياسية... إستراتيجية تقبل حقيقة أمرين: الأول- كون أكثر الإسلاميين حداثة يعارضون بعمق السياسات الأمريكية الحالية، لكنهم ملتزمون بالتفاوض مِن جديد حول علاقتهم مع الغرب. الثاني- كون الطريقة التي يتم بموجبها شنّ (الحرب ضد الإرهاب) تعزز الدعوة للإتجاهات الجهادية الأكثر ضراوة وخطراً، ولاسيما إذا اُضيفت إلى ذلك تداعيات الوجود الأمريكي في العراق مِن جهة والصراع الإسرائيلي الفلسطيني مِن جهة أخرى. وتضيف الدراسة: (إن التمييز الأكثر أساسية يكمن بين النشاط العنفي السنّي والشيعي) مُعتقداً: كون المذهب الشيعي يمثل الأقلية ذات النهج المختلف عن الإسلام، وبما أن الشيعة يمثلون بشكل نموذجي أقليات في الدول التي يعيشون فيها، وكذلك للدور السياسي الرائد الذي يلعبه الفقهاء والسلطات الدينية (العلماء) فقد ظلت الإسلامية الشيعية متحدة بدرجة ملفتة للنظر ولَمْ تتفرق إلى أشكال متصارعة مِن النشاط العنفي، وكل ذلك بحسب هذه الدراسة. ثم تنتقل الدراسة إلى القول بأنه يتم النظر إلى الإسلامية السنيّة بشكل واسع أنها أصولية متطرفة بشكل منتظم وأنها تهدّد المصالح الغربية. وفي الواقع أنها ليست على الإطلاق وحدة متراصّة لأنه ثمة ثلاثة أنواع متميزة رئيسية، كل نوع منها له نظرته العالمية وطريقة عمله. وبعد أن تذكرُ وتصِفُ الدراسة الأنواع الثلاثة المتقدمة تقول: (يصنع الإسلاميون السياسيون مِن سوء الحكم والظلم الإجتماعي محوراً وقضية فيعطون الأولية للإصلاح السياسي بحيث يتسنى تحقيقه مِن خلال العمل السياسي، أما السلفيون فإنهم يصنعون مِن فساد القيم الإسلامية وضعف الإيمان قضية ومحوراً ويعطون الأولوية لنوع مِن التسلح الأخلاقي والروحي الذي يدافع عن الفضيلة كشرط للحكومة الصالحة والنهضة الجماعية، بينما يصنع الجهاديون - النوع الثالث مِن التيار الإسلامي المذكور- مِن الوزن والثقل الجائر للسلطة السياسية والعسكرية غير المسلمة في العالم الإسلامي ويعطون الأولوية للمقاومة المسلحة). وتُختتم الدراسة بالإستنتاج التالي: (إنّ أيّ تطلع مِن هذه التطلعات الرئيسية الثلاثة سوف ينتصر ويسود في المدى البعيد والطويل يعتبر أمراً ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة للعالم الإسلامي وللغرب، وفي حين أنه يتعيّن على الغرب بوجه عام والولايات المتحدة بشكل خاص أن يكونا معتدلين حول قدرتهما في تشكيل الحوار بين الإسلاميين فيجب عليهما أن يكونا أيضاً على حذر في كيفية تأثير سياستهما عليه، وتبنيهما لمقاربة أو أسلوب الشدّة الذي يرفض التفريق بين أنواع الإسلاميين المتحررين فكرياً والأصوليين، فإن صنّاع القرار الأمريكي والأوروبيين يخاطرون في إثارة إحدى نتيجتين بحيث تعمل على التخفيف مِن الإختلافات التي قد يتم خلافاً لذلك تنميتها بشكل مثمر، أو التسبّب في قيام الجهاديين بالتفوق على الإتجاهات التي تميل إلى اللاعنف والحداثة) كل ذلك حسب النص العربي للملخص التنفيذي للدراسة - القاهرة - بروكسل 2/3/2005 موقع إنتر ناشنال كرايسز كروب 22/3/2005.
|