![]() |
||||
![]() |
||||
من يخاف من القرن الحادي والعشرين
إسم الكتاب:من يخاف من القرن 21 المنظومة الدولية الجديدة Qui a peur du XXIe siècle le nouveau système international تأليف :برتران بادي وآخرون Bertrand Badie et الناشر: لاديكوفيرت الصفحات :133 صفحة من القطع المتوسط
يعمل برتران بادي أستاذا في معهد الدراسات السياسية بباريس وفي العديد من الجامعات الفرنسية. له العديد من الأعمال من بينها: «عجز القوّة، دراسة حول اهتزاز الثوابت» و«عالم دون سيادة، الدول بين المراوغة والسيادة» و«نهاية الحدود، دراسة حول الفوضى الدولية والفائدة الاجتماعية لمفهوم الاحترام». المساهمون الآخرون في الكتاب وعددهم سبعة يعملون أيضا في حقول التدريس الجامعي والبحث الإستراتيجي. «هل ينبغي الخوف من القرن الحادي والعشرين؟» هذا هو السؤال الجوهري المطروح في هذا الكتاب على قاعدة قراءة واقع ما بعد الحرب الباردة ووصول ما يسمّى بـ «النظام الدولي الجديد»، إنما الذي لا يرى به المساهمون في هذا الكتاب سوى «حالة من الفوضى» التي تعمّ في جزء كبير من العالم، خاصة في الشرق الأوسط بوجود الحالة العراقية والصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. ومن أجل محاولة تقديم الإجابة على سؤال: هل ينبغي الخوف من القرن الحادي والعشرين؟ لا بد من فهم المنظومة الدولية السائدة في عالم اليوم؛ وهذا بالتحديد ما تطمح مساهمات هذا الكتاب في الخوض فيه «كما يدل عنوانه الفرعي». أمّا السمات الأساسية «الأكثر بروزا» في المنظومة الدولية السائدة تتمثل كما يتم تقديمها في «تراتبية جديدة للقوة في العالم، وتأكيد دور قوى جديدة غير حكومية، بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 خاصة، وبروز مسائل تهم الإنسانية كلها مثل التنمية المستدامة والعدالة الدولية وتضاؤل دور الحدود». لكن ورغم هذه السمات «الظاهرة» فإن المساهمين يؤكدون أن «قواعد اللعبة» في المنظومة الدولية الحالية ليست ثابتة بل إنها تحتاج للبحث الجدّي من أجل التوصل لها. في المساهمة الأولى التي تحمل عنوان: «في أية منظومة دولية نعيش؟» يؤكد برتران بادي على أن أصحاب القرار الدولي في مطلع هذا القرن هم «أبناء الحرب الباردة»، أي أبناء الفترة التي كان «توازن القوة» فيها يشكل «العامل الرئيسي» في إحلال السلام، وربما بدقة أكبر في إبعاد شبح الحرب المعممة. وكان النظام الدولي واضح المعالم آنذاك ويقوم على مبدأ «الاستقطاب الثنائي» بين معسكرين ويتماشى إلى حد كبير مع قانون دولي يقوم على مبدأ «السيادة». هذا إلى جانب مؤسسات دولية كان دورها يقتصر على «تنظيم اللقاءات» بين القوى الكبرى التي كان لكل منها «زبائنها» من الدول الضعيفة. إن الولايات المتحدة خرجت منتصرة من الحرب الباردة. لكن برتران بادي يرى أن انهيار جدار برلين كان منعطفا هائلا وإنما جرى «في زمن قصير» وكأنه «حدث» بينما سبقته تبدلات أكثر بطئا أدت إلى أزمة عانى منها مفهوم الدولة-الأمة، بل سبقه تحول «أكثر عمقا» له علاقة مع العولمة التي تشكّلت على المدى الطويل. وهكذا «أصبح التداخل في العلاقات الدولية هو السمة الغالبة على حساب مبدأ السيادة» وأصبح «الأمن الدولي» أهم من الأمن الوطني. لكن في الوقت نفسه برز «عنف دولي جديد ذو طبيعة اجتماعية»؛ كما برزت قوة «الضعيف» في إمكانية إلحاق الأذى بـ «القوي». ويرى «بادي» أن هذا ما لم يفهمه المحافظون الأميركيون الجدد جيدا عندما عوّلوا فقط على استخدام القوّة من أجل فرض «الهيمنة». ويؤكد الكاتب في هذا السياق أن مفهوم «تعدد الأقطاب» في عالم اليوم قد تأكّد «إنما بثياب جديدة» بعد الأزمة ثم الحرب العراقية. «مفهوم تعدد الأقطاب على مفرق الطرق» هو عنوان مساهمة غيوم دوفين، الأستاذ في جامعات باريس. ويشير بداية إلى أن «تعددية الأقطاب» تعني وجود ثلاثة أطراف على الأقل لتمييزها عن مفهوم «الاستقطاب الثنائي» الذي ساد بين معسكرين أثناء فترة الحرب الباردة وعن مفهوم «الأحادية القطبية» الذي يريد المحافظون الأميركيون الجدد فرض هيمنة أميركا على العالم باسمه. كما يشير إلى أن مفهوم التعددية القطبية قد تجسّد تاريخيا فيما سمي بـ «الجوقة الأوروبية» في القرن التاسع عشر ثم جمعية الأمم بعد الحرب العالمية الأولى فمنظمة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة تجسد بـ «مجلس الأمن الدولي». ولكن هذا لا يمنع واقع أن مفهوم «تعدد الأقطاب» في العالم قد أحيط دائما بـ «أجواء من عدم الثبات والقلق» وإنه عانى من «قلّة الفاعلية». وهذه الحجة هي التي استخدمتها تحديدا إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في تعاملها مع المنظمة الدولية أثناء أزمة ثم حرب العراق. لكن «هل يمكن قيام تحالفات عسكرية في ظل منظومة العولمة؟». هذا هو السؤال الذي اختاره آلان جوكس، الأستاذ في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية وفي مركز الأبحاث الخاصة بالسلام والأمن، ومؤلف كتاب «إمبراطورية الفوضى، هل هي عسكرية؟» إلى جانب العديد من الأعمال الأخرى، عنوانا لمساهمته. وهو يؤكد أن الطموح الذي تبديه حكومة جورج دبليو بوش يجد معارضة سياسية بالدرجة الأولى، وذلك في ظل «غياب التحالف حول تعريف جدّي للعدو المشترك ولأسباب المخاطر الحقيقية التي يواجهها العالم وللإستراتيجيات الشاملة». كما يرى أن الاعتراف بزعامة أية قوة لا بد أن يكون نتاجا لاتفاق سياسي عميق، هذا إذا لم يكن قد جرى الاعتراف بتلك الزعامة عبر حرب انتصرت فيها القوة الطامحة لها وحوّلت المهزومين إلى حلفاء. وضمن نفس السياق يرى آلان جوكس أن تحديد خصم مشترك تحت لافتة «الإرهاب» إنما كان نوعا من «الاكتشاف الإعلامي» المكرس لإقناع الرأي العام الأميركي أكثر مما كان كمبدأ سياسي يمكنه أن يقيم «تحالفا». وباسم «الحرب على الإرهاب» استطاعت إدارة بوش أن تقرر بسرعة القيام بحرب أفغانستان ثم حرب العراق في ربيع 2003 لكن «الإرهاب» ليس عدوا محددا، وإنما هو بالأحرى طريقة لـ «حرب غير متكافئة» يشنها «الضعيف» ضد «القوي» عبر استهداف مواطنيه المدنيين مع ما يتضمن هذا من مخالفة للاتفاقيات الدولية ولميثاق حقوق الإنسان. وتحت عنوان «مزالق الأحادية القطبية» يكتب برتران بادي أن العالم يعيش منذ سقوط جدار برلين في شهر نوفمبر 1989 حالة من التشوش فيما يخص المنظومة الدولية السائدة، هذا لاسيما وأن اختفاء أحد قطبي الاستقطاب الثنائي العالمي الذي كان سائدا في ظل الحرب الباردة لا يعني بالضرورة هيمنة القطب الذي كان يواجهه على شؤون العالم. ولا يتردد «برتران بادي» في الحديث عمّا يسميه «وهم سيطرة القطب الواحد على العالم» هذا رغم القناعة التي يبديها المحافظون الأميركيون الجدد بإمكانية أن «تسود النزعة الأحادية الأميركية» في إطار النظام الدولي الذي قام بعد حرب الخليج الأولى عام 1991 والتي شهدت قيام تحالف «ضمّ العالم كله» من أجل تحرير الكويت. كما يرى «بادي» أن «الأحادية القطبية» في تسيير شؤون العالم لا يمكنها أن تجايه صيغة العنف الذي تناثرت بؤره في شتى أصقاع العالم.ويصف «برتران بادي» الأزمة ثم الحرب العراقية التي سيطرت على اهتمام العالم ومثّلت «قطيعة كبرى في المنظومة الدولية»، وذلك عبر «خلق الكثير من العوائق أمام مفهوم القوة». ويرى أن أزمة ثم حرب العراق قد غطّت على الصدمة الأليمة التي سببتها تفجيرات 11 سبتمبر 2001 ثم إنها «مثل كل قطيعة دعت للنظر نحو اتجاهات جديدة وعدم الانخداع بمظاهر مزيفة تبدو وكأنها مسلّمات». بل بسبب تلك الأزمة، ومن خلالها، تزعزع موقع «هيمنة قطب واحد» على شؤون العالم حيث أن «اللعبة الدولية ضاقت أكثر فأكثر بعمل فرضته دولة واحدة، ولو كانت قوية، أي الولايات المتحدة الأميركية التي تكبّدت «هزيمة دبلوماسية» حسب التحليلات المقدمة إذ «أن للقوة أشكال عجزها». وفي مساهمة أخرى لـ «برتران بادي» أيضا تحت عنوان «خيارات واشنطن بعد 11 سبتمبر» يؤكد أن هذه الخيارات قد عززت حالة عدم التوازن في منطقة الشرق الأوسط». ذلك أن «صلابة التحالف الأميركي-الإسرائيلي ليس لها ما يعادلها على الجانب العربي». وهذا كان قد سمح لآرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ، بإقناع أميركا بـ «التمفصل القائم بين سياسة القمع التي انتهجها حيال الأراضي المحتلة وبين الحرب ضد الإرهاب»، مع ما رافق ذلك من إضعاف لموقف السلطة الفلسطينية. وفي المساهمة الأخيرة يشرح برتران بادي ضرورة «بناء مجموعة سياسية في إطار العولمة» وذلك نظرا للتداخل بين الأمن الوطني والأمن الدولي. لكنه يميّز بين النزعة الكونية وبين إرادة فرض نمط واحد على جميع أمم العالم. المصدر: البيان الإماراتية
|
||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |