![]() |
||||
![]() |
||||
أي مستقبل للفقراء في البلدان العربية ؟
كتاب: أي مستقبل للفقراء في البلدان العربية ؟ المؤلف: إسماعيل قيرة
تعتبر ظاهرة الفقر واحدة من أبرز القضايا والتحديات التي تصدرت على مستوى العالم قائمة المشكلات الملحة التي جعلت المجتمع الدولي يدعو إلى مكافحتها، إذ أعلنت الأمم المتحدة عهدا دوليا للقضاء على الفقر (1997-2006). من هنا يقر الدكتور إسماعيل قيرة بفشل سياسات المجتمع الدولي ويتوقع أن يتضاعف عدد السكان الذين يقعون تحت خط الفقر في العالم إلى أربعة مليارات نسمة خلال العشريتين القادمتين.كم يتوقع أن يؤدي عددهم وكبر وزنهم النوعي في ظل استمرار البنية الحالية للعلاقات الاقتصادية العالمية إلى انفجارات هائلة تكافئ في آثارها الانفجارات النووية.وعمم هذه الصورة السوداء على البلدان العربية، خاصة تلك المصنفة في خانة الدخل المنخفض أو المتوسط، مركزا على شواهد تشير إلى أن حجم البطالة يصل إلى 14% من حجم قوة العمل العربي، في حين يبلغ عدد الداخلين إلى سوق العمل حوالي ثلاثة ملايين.وتوضح الحقائق الرقمية أن 60 مليون عربي يعانون من الأمية و73 مليونا يعيشون تحت مستوى خط الفقر، مع وجود 10 ملايين عربي لا يحصلون على الغذاء الكافي، إلى جانب حرمان نصف سكان المناطق الريفية العربية من المياه النقية، وعدم حصول ثلثي سكان هذه المناطق على الخدمات الصحية.ويرجع المؤلف تزايد ظاهرة الفقر بلا ضابط في البلدان العربية إلى قضيتين حاسمتين، تتعلق أولاهما بالإستراتيجيات التي أتبعت ولم تؤد فقط إلى طريق مسدود من حيث القضاء على الفقر، وإنما أدت في الواقع المعيش إلى زيادة الفاقة وظهور أسوأ أشكال الفقر مثل التسول وسوء التغذية والعيش على فضلات القمامة." أما القضية الثانية فترتبط بالسياق الخاص الذي تحدث فيه هذه المآسي، وهو سياق يتميز بتعرض البلدان العربية لتحديات وتهديدات خطيرة بدءا من تلك المتأتية من قوى دولية وإقليمية إلى تلك المتأتية من قوى محلية، وهي كلها تمس وحدة وهوية وكيان الدول العربية التي شرعت في زعزعة استقرارها وتمزيقها بتشجيع الصراعات الداخلية والخارجية وإضعاف الحس بالولاء والانتماء الوطني وخلخلة التماسك العربي.ونظرا للتباين الملحوظ بين البلدان العربية في معدلات الفقر ومستوياته ارتأى المؤلف مناقشة عدد من النماذج نذكر منها الجزائر على سبيل المثال.فاعتمادا على تقرير الديوان الوطني للإحصاء يشير الكاتب إلى أن ثلث العائلات الجزائرية فقيرة، و45% من الأجراء؟ (هل المقصود العمال أو من لهم راتب شهري؟) يعيشون تحت الحد الأدنى للفقر، و50% من الفلاحين أرباب أسر فقيرة، و60% من أرباب العائلات أميون، و10% منهم عاطلون عن العمل و30% منهم يقل دخلهم الشهري عن ستة آلاف دينار جزائري أي ما يعادل 80 دولارا.هذا إلى جانب نزوح 1.6 مليون مواطن من الأرياف إلى المدن بسبب الأزمة الاقتصادية وتردي الأوضاع الأمنية. يعزو الدكتور قيرة ذلك إلى مخطط التعديل الهيكلي الذي فرضه صندوق النقد الدولي على الاقتصاد الجزائري منذ العام 1990 وسوء التسيير اللذين سببا بشكل أساسي إفقار مئات الآلاف من المواطنين، ناهيك عن الإرهاب الهمجي الذي زاد سكان البوادي والمناطق المعزولة بؤسا كما زاد الاقتصاد الجزائري تدهورا بسبب تخريبه للبنية التحتية.ويجسد المؤلف صور الفقر هنا في نمو وتزايد الأحياء الفقيرة، وعودة الأمراض الدالة على الفقر، وعودة ظاهرة التسول وانتشارها، وتضخم قطاع الأنشطة غير الرسمية.كما كشفت بعض الدراسات الاتجاه نحو تهميش الفقراء وكبحهم بوسائل خفية ومعلنة أحيانا، فضلا عن عرقلة أي برنامج يهدف إلى تغيير أوضاعهم.ولم يخطئ المؤلف جادة الصواب حين قال إن "مختلف السياسات التي تستهدف الفقراء تميل إلى أن تختطف وهي في الطريق ليستفيد منها الأغنياء وذوو النفوذ. مجتمع التهميش إلى أين؟ يرى الدكتور إسماعيل قيرة أن مجتمع التهميش في البلدان العربية هو ذاك المجتمع المتكون سوسيولوجيا من كل الفئات المبعدة عن العملية الإنتاجية والاستهلاكية.وهو مجتمع ينتمي إلى فئات اجتماعية واسعة تضم حتى الفئات الوسطى التي أصبحت في كثير من البلدان العربية تحتاج إلى مساعدة اجتماعية بعد التدهور الذي عرفته وضعيتها الاقتصادية. فالفئات الهامشية أو المهمشة تشكل في نظره عالما واسعا يمتد عبر الشرائح المختلفة الرابضة في قاع المدينة وتنتشر في أماكن متعددة، لتشكل عالما له علاقته ولغته ونمطه المعرفي والقيمي.كما أنها تختلف من مجتمع إلى آخر ومن نظام سياسي إلى آخر، ولكنها تتفق في خاصية واحدة على الأقل تتمثل في ضعفها النسبي مقارنة بالفئات الاجتماعية الأخرى وامتثالها التام أو الجزئي للقوى المسيطرة، ما جعلها تحرم من أبسط حقوقها.ولهذا يؤكد المؤلف أن هذه الفئات المهمشة ليست كينونات خاصة قائمة بحد ذاتها، وإنما هي وحدات اجتماعية وعلاقات سياسية تحدد طبيعتها واتجاهاتها العامة حركة الصراع الاجتماعي. و كل ذلك بحسب المصدر المذكور. المصدر: http://www.alsabaah.com
مواضيع ذات علاقة: ◄من السبل الاستراتيجية لمكافحة الفـقـر ◄الفقراء يصارعون من أجل البقاء في أغنى دول العالم ◄وسائل مكافحة الفقر الريفي في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ◄أين العـراق من مشروع التمويل الأصغـر للفقراء ؟ ◄لقاء هونغ كونغ : نحو الخروج من نفق الفقر !!
|
||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |