وداعـاً للنـزاعـات ...
عـفاف
الصـادق
مـخـتـارات
من كتاب :
تسوية الصراعات في العمل
الكتاب
يتمحور حول تسوية النزاعات والخلافات والصراعات المنتشرة في كل مكان
بنسبة اوبأخرى والتي تستنزف طاقات كبيرة ونفقات كثيرة وتعرقل فرق العمل
والجماعات والمؤسسات من التقدم .
في مقدمة الكتاب وتحت عنوان : طرق من المأزق إلى التحول
لماري باركر فوليت جاء فيه :
لقد كنا
نعتبر السلام نشاطاً سلبياً ، ونظن أن الحرب هي طريقة الحياة الفعالة
النشطة . والعكس هو الصحيح . ليست الحرب هي الحياة الأكثر نشاطاً .
إنها نوع من العلاج المريح مقارنة بالمهمة الشاقة المتمثلة في حل
خلافاتنا .
التحول
من الحرب إلى السلام ليس تحولاً من النشاط إلى الراحة و الدعة .
إنه تحول
مما هو تافة لا جدوى منه إلى ما هو فعال ، مما هو راكد ساكن إلى ما هو
نشيط مؤثر ، ومن طريقة حياة مدمرة إلى أخرى مبدعة ...
وهؤلاء
الذين يرتفعون فوق هذه الطرق السلبية المدمرة ، ويبحثون بشكل بطولي
نبيل – مهما تعرضوا للأذي ، ومهما كان العناء و الكدح – عن الطرق التي
تحقق للناس السلام و الوفاق ، هم الذين سيعيدون صنع العالم من جديد .
وفي
المقدمة (ص : 1 )
أيضاً
وبعنوان :
8 طرق من المأزق إلى التحـول
جاء فيها
:
قواعد
اللعـبة هي :
تعلم كل
شيء ، و اقرأ كل شيء ، و استعلم عن كل شيء ... و عندما يكون هناك
كتابان ، أو عبارتان ، أو لربما فكرتان متناقضتان ، كن مستعداً للجمع
والتوفيق بينهما بدلاً من أن ترفض إحدهما بواسطة الأخرى ، انظر إليهما
على أنهما جانبان مختلفان ، أو مرحلتان متتابعتان من نفس الحقيقة ،
فالحقيقة لا تكون حقيقة إنسانية صالحة للبشر إلا إذا كانت معقدة.
الكتاب يقع في ثمانية فصول ، في كل فصل يتقدم المؤلفون
طريقاً لتسوية الصراعات :
الطريق الأول
(ص : 19)
:
تفهم ثقافة و بيئة الصراع
فقط
الشخص المستعد لأي شيء ، و الذي لا يتجاهل أو يستعبد أي تجربة ، حتى
أكثر التجارب غموضاً ، هو الشخص الذي يعيش علاقته بأي شخص آخر
باعتبارها شيئاً حياً ، و يسبر هو ذاته اعماق كيانه . فإذا تصورنا أن
هذا الكيان الخاص بالإنسان عبارة عن غرفة ، كبيرة كانت أو صغيرة ،
سيكون من الواضح تماماً أن معظم الناس لا يعرفون إلا ركناً واحداً فقط
لا غير من هذه الغرفة الخاصة بهم : بقعة واحدة بالقرب من النافذة ، أو
شريط واحد ضيق يواصلون السير عليه ذهاباً و إياباً . و بهذه الطريقة
يتحقق لهم نوع معين من الأمان . إلا أن عدم الأمان الذي نجده يدفع
سجناء روايات إدجار آلان بو إلى الشعور بالحرية رغم حدود زنازينهم
الفظيعة ، وعدم الشعور بالغربة وسط الفزع الرهيب لهذه الزنازين أكثر
إنسانية بكثير. و مع ذلك فإننا لسنا سجناء .
الطريق الثاني ( ص :
47 )
:
أنصت بقلبك
أود
الكتابة عن ذلك الشيء الرائع و الفعال الذي يسمى بالإتصالات .
و كيف
أننا ننساه . و كيف أننا لا ننصت لأطفالنا ، أو لهؤلاء الأشخاص
الذين
نحبهم ، و بالطبع ، لهؤلاء الذين لا نحبهم ، و هو أمر في غاية الأهمية
أيضاً . و لكن ينبغي علينا الإنصات ، لأن الإنصات هو أمر ساحر ، و جذاب
و غريب و هو قوة إبداعية ... و إليك السبب : عندما ينصت إلينا أحدهم ،
فإن ذلك يصنع هويتنا ، و يجعلنا نبوح و نتحدث بالتفصيل عن مكنون صدورنا
. تبدأ الأفكار بالفعل في النمو بداخلنا و تدب فيها الحياة ... مَن
مِن الناس – على سبيل المثال – تذهب إليه من أجل النصيحة ؟ بالطبع ليس
إلى الأشخاص الواقعيين العمليين الذين يستطيعون إخبارك بما يجب أن
تفعله بالضبط ، و لكنك إلى المنصتين ، و هؤلاء هم أكثر الأشخاص الذين
تعرفهم لطفاً ورقة ، و الأقل نقداً ، و الأقل قسوة ، و ألأقل تسلطاً .
هذا لأنك عندما تحكي لهم عن مشكلتك تعرف بعدها بنفسك ما يجب أن تفعله
.... لذا ، حاول أن تنصت . أنصت إلى زوجك ، و أطفالك ، و أصدقائك ،
أنصت لمن يحبونك ، و لمن لا يحبونك ، أنصت لمن تملهم و تضجر منهم ،
أنصت لأعدائك . سوف يصنع هذا معجزة صغيرة ، و ربما معجزة عظيمة .
الطريق الثالث (ص :
79 ) :
اعتنق المشاعر و تقبلها
عندما
اعتنقت المجهول الذي لا مفر منه ، فقدت خوفي منه . سأفشي
لكم سراً
عن الخوف . في وجود الخوف ، إما كل شيء و إما لا شيء
على
الإطلاق . فإما أن يحكم حياتك – كأي حاكم غاشم طاغية – بقوة
كلية
غبية غاشية ، و إما أن تتغلب عليه و تهزمه ، و هنا تتلاشي قدرته
و تضيع
هباء منثور . و إليك سراً آخر . إن الثورة على الخوف – و سقوط المتولد
عنها لهذا الطاغية المستبد – لا علاقة لها مطلقاً بأي حال من الأحوال
بذلك الشيء الذي يسمي الشجاعة . هذه الثورة يحركها شيء أكثر مباشرة و
وضوحاً بكثير : الحاجة البسيطة إلى التقدم و النجاح في حياتك.
لقد
توقفت عن الخوف لأنه إذا كان الوقت الذي أقضيه في هذه الحياة محدوداً ،
فليس لدي حتى لحظات أقضيها في الذعر .
الطريق الرابع (ص :
113 )
:
ابحث تحت السطح عن المعاني الخفية
السيرة
الذاتية هى أكثر الكتب صدقاً على الإطلاق ، لأنها رغم احتوائها
الحتمي
على إخماد للحقيقة ، و تهرب من الحقيقة ، و كشف جزئي فحسب عن الحقيقة ،
و أقل القليل من الحقيقة الواضحة المباشرة ، إلا أن الحقيقة المحضة
القاسية تظل موجودة بها ، هناك بين السطور .
الطريق الخامس ( ص:
137 )
:
افصل الأشياء المهمة عن تلك التي تعرقلك
"
بلانتاجنت" :
الحقيقة
تقف إلى جانبي عارية تماماً ، حتى إن أي عين شبه عمياء يمكن أن تراها .
"
سومرست" :
بل إنها
تقف إلى جانبي أنا مكتسية في أبهي صورة ، و في غاية الوضوح ، و شدة
التألق ، و منتهى الجلاء ، حتى إنها لتومض فى عينى الأعمى .
الطريق السادس ( ص :
171 )
:
تعلم من السلوكيات المزعجة
إذا كنت
تشعر بالذنب ، فإنك تعتقد أن من تشعر تجاهه بالذنب حتماً يدبر لك مكيدة
، بل عدة مكائد . و لمواجهة تلك المكائد ، عليك أن تحيك مكيدة
خاصة بك
، بل عدة مكائد . و لكنك كلما تصورت المزيد من مكائد الأعداء – لكي
تتحرر من عدم الفهم الذي تعاني منه – زاد حبك لها ، و قمت بتصميم
مكائدك الشخصية وفقاً لنموذج مكائد الأعداء . إنك تنسب إلى الآخرين ما
تفعله أنت نفسك ، و حيث إن ذلك الذي تفعله بنفسك بغيض كريه ، يصبح
الآخرون أيضاً بغضاء كريهين . و لكن بما أن الآخرين أيضاً – كقاعدة –
يودون القيام بنفس الشيءِ البغيض الكريه الذي تقوم أنت به ، فإنهم
يتعاونون معك ، مع الإشارة إلى أن ما تنسبه إليهم هو في الواقع - بكل
تأكيد – ما كانوا دائماً يتوقون إليه .
الطريق السابع (ص :
203 )
:
حل المشكلات بإبداع ، و تفاوض بشكل تعاوني
أكبر
المشكلات و أكثرها أهمية في الحياة جميعها ، بطريقة ما ، غير قابلة
للحل . وهي لابد و أن تكون كذلك لأنها تعبر عن التناقض الضروري
المتأصل فى كل نظام أتوماتيكي . لا يمكن أبداً حل مثل هذه المشكلات ، و
لكن يمكن فقط السمو فوقها ... إن ما يؤدي ، على المستوى الأدنى ، إلى
أعنف الصراعات و أكثرها ضراوة ، و إلى الإنفجارات العاطفية المفزعة ،
عندما ننظر إليه من مستوى أعلى من مستويات الشخصية ، يصبح و كأنه
عاصفة رعدية تضرب وادياً نراه من قمة جبل شاهق . إن هذا لا يسلب
العاصفة الرعدية حقيقتتها وقوتها ، و لكننا بدلاً من أن نكون في
مواجهتها ، أصبحنا الآن أعلى منها .
الطريق الثامن (ص :
231 ) :
استكشف المقاومة ، و توسط قبل أن تقاضي
أحبط
الدعاوى القضائية . أقنع جيرانك بالتسوية و الصلح متى أمكنك ذلك.
أوضح لهم
كيف أن الفائز اسماً كثيراً ما يكون خاسراً حقيقاً ، إنه يخسر الرسوم ،
و النفقات ، و الوقت . لدى المحامين ، باعتبارهم صناعاً للسلام، فرصة
عظيمة ليكونوا أناساً طيبين رائعين . و مع ذلك ، سيظل هناك ما يكفيهم
من عمل *.
وختاماً اضيف :
ما أكثر
النصوص المقدسة في القرأن الكريم والروايات الشريفة على طريق تسوية
النزاعات والخلافات والصراعات لكن ومع الأسف البعض يرددها فقط ، والبعض
الأخر يرددها ويدعو اليها فقط دون أن يتقدم بأليات لتكريس وتطبيق ذلك
فلابد من تعليم الذات وتدريبها ، و تعليم الأخرين وتدريبهم للوقاية من
الإنزلاق نحوالخلافات ، ولمعالجة الخلافات قبل أن تتحول الى نزاعات ومن
ثم الى صراعات ، فإصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصوم . اليس
كذلك ؟
*
من كتاب : تسوية الصراعات في العمل – كينيث كلوك – جوان جولدسميث -
ابراهام لينكولن