![]() |
||||
![]() |
||||
كتاب جديد : الأميركيون والعرب والعراقيون في العراق
عنوان الكتاب : "هدية الأجنبي : الأميركيون والعرب والعراقيون في العراق" The Foreigner's Gift: The Americans, Arabs, and the Iraqis in Iraq عدد الصفحات: 359 دار النشر: فري بريس Free Press الكاتب: فؤاد عجمي
الدكتور فؤاد عجمي هو أستاذ كرسي مجيد خضوري ومدير برنامج دراسات الشرق الأوسط بكلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنزJohn Hopkins University أصدر العديد من الكتب بشأن العالم العربي من بينها "بيروت: مدينة الندم" عام 1988 و "قصر الأحلام لدى العرب" عام 1998. كما كتب العديد من المقالات في مجلة فورين أفيرز Foreign Affairs المرموقة، وصحيفة وول ستريت جورنال، وغيرها من الصحف الأمريكية. ويعتبر عجمي من الأكاديميين القلائل المقربين من الحكومة الأمريكية الحالية، حيث قدم مشورات غير رسمية للرئيس بوش بشأن العراق وقضايا الشرق الأوسط. يحاول الدكتور عجمي من خلال كتابه الجديد "هدية الأجنبي: الأميركيون والعرب والعراقيون في العراق" تدوين ما يصفه بمرحلة التحول التاريخية التي يمر بها العراق وغير المسبوقة في العالم العربي، والمتمثلة في الانتقال من الحكم الديكتاتوري الذي فرضه الرئيس العراقي السابق صدام حسين ونظام حزب البعث على مدى عقود إلى مرحلة الحكم الديمقراطي والحريات العامة. أسلوب الكتاب يعتمد الكاتب أسلوب السرد في رواية الأحداث المتتالية التي عايشها، والتعريف بالشخصيات العراقية والأمريكية التي التقى بها خلال زياراته المختلفة للعراق منذ سقوط بغداد. والكتاب هو محاولة من الدكتور عجمي لتدوين هذه الحقبة في سجلات التاريخ من خلال أعين مراقب وباحث أكاديمي أمريكي من أصل عربي يتمتع بعلاقات جيدة مع حكومة الرئيس بوش، أيّد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق منذ الوهلة الأولى ولا يزال ويؤمن بفكرة انتصار الديمقراطية على الاستبداد والتطرف في نهاية المطاف. ويدافع عجمي عن قرار الولايات المتحدة غزو العراق واحتلاله، بل يصفه بالقرار النبيل الذي يأتي في إطار عالم ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ويجدد التذكير بتصريحاته التي سبقت الحرب في العراق ومفادها أن الحرب الدولية ضد الإرهاب تمر عبر كابل وبغداد. ويهاجم عجمي في كتابه الحكام والمفكرين العرب الذين قال إنهم يبذلون قصارى جهودهم لإثبات الفكرة الخاطئة القائلة إنه لا يمكن تثبيت الديمقراطية في العالم العربي، وأن البديل عن حالة الاستقرار التي توفرها الأنظمة السلطوية هو الفوضى العارمة. العنف الطائفي هو ترسب للصراع التاريخي وليس نتيجة للاحتلال الأمريكي وعلى الرغم من تصاعد أعمال العنف وحالة والتمرد والاقتتال الطائفي التي يشهدها العراق، يشدد عجمي على أن أعمال العنف تلك ليست نتيجة الغزو الأميركي بل إنها تنبع من الصراع التاريخي المحلي بين مختلف الأطياف المذهبية والعرقية العراقية. ويضيف أن أعمال التمرد نتجت عن عدم تقبل العرب السنة للوضع الجديد الذي قلب الموازين القديمة وفرض واقعا جديدا تمثل في كونهم أقلية وأن الشيعة أكثرية. ويشير عجمي إلى أن السنة يرفضون التخلي عن موقع السلطة في نظام متسلط والعيش كأقلية داخل نظام ديمقراطي. فعلى الرغم من أن العرب السنة أقلية في العراق إلا أنهم يمثلون الأغلبية في المنطقة. ويقول إنهم مازالوا يؤمنون بأن لهم الأحقية والأهلية في تسيير أمور العراق ويتمسكون بمقولة "لنا الحكم ولكم (أي الشيعة) اللطم". ويقول عجمي إن صدام حسين دمر العراق وأطبق على الحياة السياسية فيه، ومزقه وقام بكبت المشاكل المذهبية والعرقية وتركها لكي تنفجر فيما بعد. فالعراق، حسب عجمي، كان مليئا بالأنشطة والمتناقضات بين التيارات السياسية المختلفة، حيث كان للشيوعيين دور في العراق وكذلك الأمر بالنسبة للزعماء القبليين والقوميين العرب والمقاتلين الأكراد والعصابات المعزولة ومن وصفهم بالدستوريين الذين كانوا يمارسون الوظائف المعاصرة. غير أن صدام حسين قام بتدجين وترويض الأطياف العراقية، ودمّر روحها المعنوية وحوّل العراق إلى سجن كبير. ولم يقم بحل المشاكل المذهبية والعرقية، وبالتالي عندما تمت الإطاحة بنظام صدام حسين جراء الغزو الذي تزعمته الولايات المتحدة ظهرت إلى الوجود تلك التوترات الطائفية القديمة التي كانت مدفونة ومكبوتة. مراهنة العرب على فشل التجربة الأمريكية في العراق يأتي ذلك بالإضافة إلى رغبة الحكام العرب في فشل التجربة الأمريكية في العراق حتى لا يكون العراق مثالا يحتذى به في العالم العربي فيما يتعلق بالحرية والديمقراطية واختيار الشعب لقادته. فالقادة العرب المتسلطون رأوا في تلك التجربة تهديدا لأنظمتهم وطعنا في تبريراتهم السابقة للطغيان والقمع الذي يمارسونه بحق شعوبهم. وبالتالي يرغبون في اشتعال حالة العنف والاقتتال لكي يثبتوا للولايات المتحدة والعالم الغربي بأن الديمقراطية لا يمكن أن تنجح في العالم العربي وأن البديل عن الاستبداد والقمع هو الفوضى والعنف. وذلك فضلا عن خشية الدول العربية السنية من تزايد نفوذ الشيعة في العراق، وتوسيع نفوذ إيران في المنطقة. ويضيف عجمي أن أولئك القادة كانوا يأملون في أن يعيد التاريخ نفسه وتكرار التجارب السابقة في بيروت والصومال، وتكرار السيناريو التقليدي: الأجانب يأتون إلى الدول العربية ويحملون معهم توقعات وآمال كبيرة لتحقيق إنجازات مهمة، غير أنهم سرعان ما يصطدمون بالواقع العربي ويسارعون في جمع حقائبهم ويعودوا أدراجهم من حيث أتوا. استقلالية السياسيين الشيعة وولاؤهم للعراق ويركز عجمي وهو شيعي من أصل لبناني في كتابه على استقلالية شيعة العراق عن إيران، ورغبتهم في إقامة نظام ديمقراطي عراقي محض يكون الإسلام فيه أحد مصادر التشريع وليس إقامة نظام ديني على غرار نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويستعرض مناقشاته مع عدد من السياسيين الشيعة مثل فؤاد معصوم الذي كان يشرف على لجنة صياغة الدستور الذين قال إن ولاءهم خالص للعراق وأنه على الرغم من أنهم أمضوا سنوات عديدة في المنفى في إيران إلا أنهم يتمسكون بهويتهم العراقية ولا يجيدون اللغة الفارسية. كما يستعرض عجمي اللقاء الذي جمعه في النجف مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني. ويعتبر هذا اللقاء لقاء نادرا من نوعه، خاصة وأن السيستاني يرفض الاجتماع مع الأمريكيين وسبق أن رفض مرارا لقاء بول بريمر الذي كان يشرف على سلطة التحالف الانتقالية في العراق. ويوضح عجمي أن سبب موافقة السيستاني على اللقاء به ليس لأنه أمريكي بل لأنه شيعي، وأنه تم الترتيب للاجتماع بوساطة السياسي العراقي أحمد الجلبي الصديق القديم لعجمي. ويصف عجمي السيستاني برجل الدين الحكيم الذي قدم خدمة جليلة للعراق من خلال تشديده على ضرورة نبذ العنف وعدم الثار من العرب السنة على الجرائم التي ارتكبها السنة بحق الشيعة إبان نظام الحكم السابق.وقد ركز عجمي في كتابه بشكل كبير على قضية الديمقراطية ونشر الحرية في العالم العربي، ومرّ مرور الكرام على التبرير الذي قدمته الحكومة الأمريكية لشن الحرب ضد العراق والإطاحة بنظام حكم صدام حسين وهو حيازته على أسلحة الدمار الشامل الذي تبين فيما بعد عدم صحته. ويقول إن الولايات المتحدة ليست بحاجة على الإطلاق للاعتذار للدول العربية أو نظام الأئمة في إيران عن تواجدها في العراق أو الأهداف التي ترغب في تحقيقها هناك. ويضيف أن الحكام العرب والقدر الكبير من الطبقة السياسية في العالم العربي لم تعر أي اهتمام للجرائم التي اقترفها نظام صدام حسين بحق العراقيين، ويكتفون بإثارة الشعور المعادي للولايات المتحدة وعدم الإقرار بالهدية التي قدمتها الولايات المتحدة في قلب العالم العربي وهي فرصة العيش في ظل الحرية والديمقراطية. ويشدد عجمي على التفاؤل بشأن قدرة العراق من الخروج من المأزق الراهن ويقول إن العراقيين سيتمكنون في نهاية المطاف وبفضل جهود الولايات المتحدة والمسئولين العراقيين الجدد المتعلمين، والمتحضرين والمتنورين من تجاوز أعمال العنف والتوتر الطائفي الحالي ليتحول العراق إلى نبراس للديمقراطية والحرية في قلب العالم العربي والإسلامي ويدحض بذلك تبريرات الحاكم العرب بأنه لا يمكن للعشب العربي أن يعيش بدون سوط يلوح به الزعماء المتسلطون. و كل ذلك بحسب المصدر المذكور. المصدر: تقرير واشنطن-العدد72
|
||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |